المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرحله من العلا الى الوجه الرحاله البريطاني ومرافقه غضيان ابن رويحل



فايز ابن رويحل
06-10-2005, 04:16 AM
كيف حالكم يا الربع اليوم اكمل لكم مشوار جدي غضيان مع الرحال البريطاني من العلا الى الوجه :
المصدر :دارة الملك عبدالعزيز:
http://www.darah.org.sa/issues/jazerah%5Ftrip/
القصة :
الأحد 30/3/1884م بدأت الآن أنظاري تتجه نحو الوطن، فمنذ اليوم سأبدأ بالفعل المسير نحوه، ولكن يجب علي ألا أسلم نفسي لتلك الآمال السعيدة حتى أطمئن وأتأكد أنني وصلت إلى بر الأمان. على أي حال فأنا مبتهج لمجرد أنني لن أعود إلى أوساخ بلدة العلا وغبارها مرة أخرى.
بطبيعة الحال لم ننطلق اليوم فورا، فبعد أن انتهيت من تناول طعام الإفطار وخرجت لأمتطي ذلولي وجدت بعض الأشياء الناقصة هنا وهناك، فالأحمال لم توضع بتوازن على ظهر البعير، وأحد من الجمالين لم يحضر بعد، أضف إلى ذلك أن الجمال إن بركت لم تنهض وان نهضت لم تبرك، كل ذلك كان مجالا لحديث طويل يفوق الإعداد الحقيقي لمتطلبات الانطلاق. وأخيرا وبعد أن ودعنا سعيد على وجه من السرعة انطلقت القافلة المكونة مني ومن غضيان وسالم ومحمود وعبيد وأربعة من الجمال، حيث خرجنا عبر بوابة العلا متجهين في البداية نحو الجنوب صوب وادي الجزل، ومن هناك انحرفنا باتجاه الغرب عبر شعيب أم هاشم، ولاحقا عبر شعيب أبوبلي، حيث توقفنا لعمل الشاي والخبز. وفي هذه الأثناء قتلت ثعبانا ساما برصاصة من مسدسي. بعد مغيب الشمس خيمنا في وادي الحم.
هجوم يوم 30/3/1884 بعد خروجنا من وادي أبوبلي تقدمنا بعد غروب الشمس عبر سهل كثير العشب، والى اليمين كان يوجد فيه مكان مكتظ بأشجار الطلح الشائكة، فرأيت أن هذا المكان مناسب للإقامة، بيد أن رفاق رحلتي لم يكونوا راغبين في أن نخيم في هذا المكان، حيث فضلوا مواصلة السير خلال الليل حتى نصل إلى تلك الجبال التي يقطن فيها أفراد قبيلتهم على مسافة تتراوح بين ثلات إلى أربع ساعات من هنا، ولكنني بعد أن هددتهم بعدم إعطائهم إكرامية تمكنت من إقناعهم بضرب المخيم في مدخل وادي الحم ومن ثم إعداد الأكل الذي تناولناه خلف أشجار الغضى وتحت ضوء القمر الخافت، بعد ذلك- وقبل ذهابي إلى الفراش - جلست مع غضيان وأخيه الأصغر محمود بعض الوقت حول النار، بينما تسلق سالم (الأخ الأكبر لغضيان) والخادم الأعور عبيد المرتفع ليستطلعا المكان ويراقبوه، فلم يمض سوى خمس دقائق حتى عادا مسرعين، عبيد يرتجف من الخوف، وسالم يحض على الإسراع في حمل السلاح، حيث قالا إنهما شاهدا عشرة أو أحد عشر قاطع طريق بالقرب منا، ولكنني لم أصدق ذلك في البداية، واعتقدت أن ذلك حيلة منهما أرادا من خلالها إقناعي بالمسير خلال الليل لنصل إلى خيام قبيلتهم، لذلك كنت هادئا، فأعطيت السيف لسالم إضافة إلى البندقية التي كانت معه، وبندقيتي الصغيرة (التي قام بإهدائها إلي العم جوتلوب ماير) لغضيان، أما أنا فتناولت مسدسي وانطلقت إلى الأمام ليس علي سوى الثوب فقط قائلا (يا الله، أين الكلاب، بسم الله)، في الوقت نفسه بدأ رفاقي ينادون بأصوات عالية على أسماء أشخاص لم يكونوا معنا على الإطلاق، هنا سألت سالما أين الغلمان؟ فقال انظر، انظر هناك خلف الأشجار، نعم لقد رأيتهم حول النار يجهزون بنادقهم، فأطلقت ثلاث رصاصات متتالية صوب الأشجار، ثم ناديت عبيدا ليحضر لي رصاص المسدس، وفي هذه الأثناء أطلق سالم وغضيان النار من بنادقهم، وبعد ذلك ساد الهدوء، وحينما طلب مني رفاقي مزيدا من الرصاص لبنادقهم اتضح لي أنه لم يبق معي منه شيء، ولكنني عمرت مسدسي وأطلقت نحوهم طلقة أو طلقتين، وفي هذه اللحظة قفز غضيان صائحا ينادي (يا بلي، يا جهينة) ثم انطلق إلى الأمام وهو يقول لي يجب أن تركب الذلول وتواصل المسير، وبعد برهة رجع ليخبرنا أنهم مجموعة من أفراد قبيلة جهينة وواحدا منهم أصابته رصاصة مسدسي واستقرت في رئته، أما الثاني فيبدو أنه أصيب برصاصة من بندقية غضيان في رأسه. وحينما سألته من أين عرفت ذلك؟ لم يرغب في الإجابة لكي لا يعترف بأن مع هؤلاء المنتمين لقبيلة جهينة أشخاصا آخرين من قبيلة بلي، وان كنت أعتقد أن أولئك كلهم من قبيلة بلي ومعهم أيضا أولئك اللصوص الثلاثة الذين قدموا إلينا في قلعة مدائن صالح ورافقونا في مسيرتنا إلى العلا. اضطررنا على إثر ذلك إلى ترك المكان ومواصلة المسير خلال الليل حتى وصلنا إلى خيام الشيخ مرزوق.
في صباح يوم الغد سمعت بعض المعلومات عن غارة ليلة البارحة، فقد جاء إلي غلام من قبيلة بلي يدعى محمودا لكي يرافقنا حتى ذلك المكان المسمى طيب الاسم فذكر لي أن أولئك اللصوص الثلاثة المنتمين لقبيلة جهينة الذين حلوا علينا أثناء إقامتنا في مدائن صالح وأكلوا معنا ورافقونا إلى العلا كانوا ضمن المجموعة التي أطلقنا عليها النار ليلة البارحة. فيا ترى كم عدد الذين كانوا معهم من قبيلة جهينة وكم عدد أولئك المنتمين لقبيلة بلي؟ هذا ما لم أتمكن من معرفته، على أي حال- فبالنسبة لي- يكفي أن أولئك اللصوص كمنوا لنا تحت أشجار الطلح على ميمنة الطريق وبالقرب من المكان الذي كنت أريد أن أخيم فيه، ليس ذلك فحسب، بل إنهم تعمدوا ترك جمالهم في مكان بعيد وساروا على الأقدام إلى أن وصلوا على مقربة منا، ولكن خطتهم باءت بالفشل، وأصبح لزاما عليهم أن ينشغلوا في تلك الليلة بدفن موتاهم، فلتكن تلال القبور وبقع الدح وحدها شاهدا على مكان المعركة.
الاثنين 31/3/1884 لقد شاء الله في ظل غياب حماية القانون لي أن أقتل شخصا على مرأى من إخوته وأبناء قبيلته الذين سيكون الآن واجبهم المقدس هو الثأر مني، لذلك فمنذ هذه اللحظة يجب علي أن أكون حريصا، ولكنه لا خوف علي فمن حسن الطالع أنني الآن في ضيافة قبيلة صديقة لي، وفي الوقت نفسه هي في حالة عداء دموي مع أعدائي. في الصباح ذهبت إلى خيام بني بلي، ولكنني لم أحصل منهم سوى على حليب حلو، وهناك جاء إلي مجموعة من شيوخ قبيلة بلي الفضوليين وكثير من فقرائهم البائسين. وحيث إنه لم يكن لديهم قهوة، وأنا أيضا لم يبق معي منها شيء قط، اضطررت إلى أن أضيفهم بشاي خال من السكر الذي لم يكن معي منه ما يكفي. ظل هؤلاء المساكين في ضيافتي حتى قبل الظهر، وفي هذه الأثناء انضم إليهم شخص آخر يدعى محمدا كان برفقة لصوص ليلة البارحة العشرة، حيث ذكر لي أن تلك الغارة الفاشلة كانت من تخطيط أولئك اللصوص الثلاثة الذين رافقتهم من الحجر إلى العلا، والذين كانت وجوههم في حينه تبعث على القلق والريبة، على أي حال لقد اعتبر الجالسون عندي ما قمت به ليلة البارحة بمثابة عمل بطولي، كما أنهم كرموني كما يكرم الأبطال، ولذلك طلب مني الجميع رؤية سلاحي، ولاسيما الشيخ الذي ألح علي فلم يكن بمقدوري رد طلبه. في تلك الأثناء بدأت أشعر بالجوع الذي لم يعد شرب الشاي يخفف من وطأته، وأخيرا وعند الساعة الثانية بعد الظهر أحضر لي مضيفي رزا ولحما ساعد على تخفيف من حدة جوعي. في المساء قدمت لهم الطحين، كي يقوموا بعمل خبز لي أكلته مع بعض التمر، ثم انصرفت إلى الفراش لأغط في نوم عميق، رغم ارتفاع أصواتهم وهم يتحدثون حول النار.
الثلاثاء 1/4/1884 لقد أمضيت هذا اليوم أيضا في ربوع ذلك المكان، فعلى الرغم من أني استيقظت قبل شروق الشمس رغبة في مواصلة المسير بأقصى سرعة إلا أن رفاق رحلتي لم يكونوا مستعدين لذلك، بل إنهم أبدوا رغبتهم في قضاء هذا اليوم مع ذويهم الذين شدوا حالهم في الوقت نفسه ليغيروا مكان معسكرهم بمكان آخر يقع إلى الأمام في وادي الحم بالقرب من المكان الذي وقعت فيه غارة يوم الثلاثين من شهر مارس. وقد لاحظت أن البدو حينما يرتحلون من مكانهم إلى آخر لا يبتعدون كثيرا عن مقر مخيمهم السابق. وخلال الطريق توقفت مع رفاق رحلتي على جانب الطريق لنأكل بعض التمر، وبعد استراحة قصيرة في ذلك الظل الرائع انطلقنا خلفهم لنصل إليهم في حوالي الساعة التاسعة بعد أن انتهوا من نصب خيامهم. حقا لقد شعرت هناك وسط أفراد قبيلة بلي البائسين بالملل والكآبة. وهناك وبينما كنا جالسين عاودوا الكرة للحديث عن الغارة، فذكر لي أحدهم أن الغلام الذي قمت بإطلاق النار عليه يدعى سليمان بن سلامة، وأنه لقي حتفه بعد قليل أثناء الليل متأثرا بالرصاصة التي دخلت من خلال كتفه عبر رئته لتخرج من ظهره، أما الشخص الثاني الذي أطلق النار عليه غضيان فقد مات على الفور متأثرا بالرصـاصة التي دخلت من جبينه.

ماهر سالم العرادي
06-22-2005, 09:20 PM
الله يعطيك العافيه

فايز ابن رويحل
07-09-2005, 03:54 AM
الله يعافيك يا ماهر
تحياتي لك

سلمان العرادي
07-09-2005, 06:24 AM
فـايــز بن رويـحـــــل ..

لك القلب لاتحافنا بـهـذهـ القصص الرائـعـه .. وأرجو أن لاتبخل علينا بما تجود به من تلك الروائــــع

أطيب الـمُــنــى ،،

سـلـمـان الـعــــــــرادي

فايز ابن رويحل
07-09-2005, 10:41 PM
يا حياك الله اخ سلمان العرادي
شرفني مرورك من هنا

بندر محمد المساوي
09-08-2006, 04:29 AM
فايز بن رويحل
يعطيك الف العافيه

على الموضوع الرائع والمعلومات الممه