المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ديننا ديناً صحيح..تعرف على الفرق الضاله



نايف الحمري
11-05-2009, 04:38 PM
اعزائي اعضاء منتدى بلي الرسمي

س1

عن عوف بن مالك قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وسبعون في النار. وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة. والذي نفس محمد بيده لتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار.

قيل: يا رسول الله من هم؟
قال: الجماعة

من الحديث السابق ...

سيكون هنا في هذا المتصفح

ان شاء الله مواضيع اسبوعيه عن بعض الفرق المعاصره والمذاهب المختلفه

للدكتور ناصر العقل

حتى تعم الفائده ويستفيد الجميع لنخرج بفكر علمي واعي عن خطر

تلك الفرق الضاله ومعرفة مانحن عليه من دين صحيح

نايف الحمري
11-05-2009, 04:41 PM
الدرس الأول

(ماذا تعرف عن البهائيه؟؟؟ )



البهائية دين مُخْتَرعٌ، أنشأه وأظهره حسين علي الملقب " البهاء " والذي ادعى النبوة، وزعم أن شريعة الإسلام قد نسخت بمبعثه.

أسس هذه الفرقة الميرزا حسين علي الملقب "البهاء" ولد في قرية "نور" بنواحي "مازندران" بإيران ، سنة 1233هـ الذي التقى بأحد مدعي النبوة، واسمه " الباب " وأصبح البهاء من أتباعه إلى أن مات، وتنازع هو وأخوه "صبح الأزل" خلافة الباب بعد موته حتى افترقا جسدا وفكرا .
ثم ادعى البهاء النبوة، ولم يكتف بها بل تجاوزها إلى ادعاء الألوهية، وأنه القيوم الذي سيبقى ويخلد، وأنه روح الله، وأنه هو من بعث الأنبياء والرسل، وأوحى بالأديان، وزعم أن "الباب"لم يكن إلا نبيا مهمته التبشير بظهوره .
نبذة تاريخية عن البابية ووليدتها البهائية
ظهرت البابية أول ما ظهرت في إيران، وبدأت دعوتها سرا، غير أن أمرها شاع، وبلغ السلطات في إيران، فقامت بالقبض على زعيمها "الباب" وسجنته سنة 1263هـ - 1847م، إلا أن أتباعه وجدوا طريقة للالتقاء به في السجن، والتشاور معه حول سير دعوتهم.
ثم تحوّل البابية في أسلوب دعوتهم – بعد انكشاف أمرهم- من السر إلى الجهر، فدعوا إلى عقد مؤتمر يجمع أقطابهم، فاجتمعوا في صحراء "بدشت" بإيران في رجب سنة 1264هـ، وقرروا نسخ الشريعة الإسلامية، لأن "الباب" قد أبطل العمل بها .
وكان من أشد أنصار هذه الفكرة - إلغاء الشريعة- والمتحمسين لها، حسين علي نوري، والذي استطاع أن يتميز في ذلك المؤتمر ويخرج بلقب " بهاء الله " تمهيدا لما يخطط إعلانه من أنه خليفة "الباب".
واشترك "البهاء" في محاولة اغتيال الملك " ناصر الدين" شاه إيران، إلا أن المحاولة باءت بالفشل، وكشف الفاعلون، ففر "البهاء" إلى سفارة روسيا التي قدمت له الحماية الكاملة، ولم تسلمه إلى السلطات الإيرانية إلا بعد أن أخذت وعدا منها بعدم إعدامه .
ولم تكتف بذلك بل ساعدت على إخراجه من إيران، فنفي " البهاء " وأخوه "صبح الأزل" إلى بغداد في جمادى الآخرة 1269هـ الموافق إبريل 1853م، ومن بغداد إلى إستانبول في ذي القعدة 1279هـ الموافق إبريل 1863م، ومن اسطنبول نقلا إلى أدرنة، ومكثا هناك نحو أربع سنوات ونصف، اختلف خلالها الأَخَوَان، وتنافسا المناصب والألقاب، وقام "البهاء" خلالها بنشر دعوته بين عامة الناس، فتبعه طائفة سموا "البهائية" وتبع طائفة أخرى أخاه فسموا "الأزلية" أو "البابية" .
أدركت الدولة العثمانية خطر "البهاء" وأخيه "صبح الأزل" على الناس فقامت بنفيهما مرة أخرى وفرقت بينهما، فنفت "صبح الأزل" إلى قبرص وظل بها حتى مات، في حين نفت " البهاء " إلى عكا، ومعه بعض أتباعه، فنزل بها سنة 1285هـ الموافق 1868م، حيث لقي حفاوة بالغة من اليهود الذين أحاطوه بالرعاية، وأضحت عكا منذ ذلك التاريخ مقرا دائما للبهائية ومكانا مقدسا لهم.
عقائد البهائية وأفكارها وشعائرها :
من عقائد البهائيةأولاً: هذه النحلة من الحركات الباطنية التي تؤول القرآن تأويلاً يقوم على الهوى، والذوق، والكشف.
ثانياً: يعتقد البهائيون أن المازندراني رب، وإله، وقِبْلة.
ثالثاً: جحدوا كل أسماء الله الحسنى وصفاته العلا، ويعتبرون كل ما يضاف إلى الله عز وجل إنما هم رموز لأشخاص امتازوا من بين البشر، فهم مظاهر أمر الله ومهابط وحيه.
رابعاً: أنكروا البعث بعد الموت وما بعده، حيث يعتقدون أن القيامة الكبرى هي مجيء ميرزا حسين المازندراني الذي لقب نفسه ببهاء الله، أي مظهره، فالقيامة قيامه، والبعث رسالته، واليوم الآخر يوم ظهوره، ولقاء الله كناية عن لقائه، والنفخ في الصور كناية عن الجهر بدعوته، والجنة الانتماء إليه، والنار مخالفته وعناده.
خامساًً: يزعمون أن لآيات الكتاب معانٍ غير التي فهمها العلماء والمفسرون من أهل الإسلام.
سادساً: يعتقدون أن دينهم ناسخ للقرآن ولشريعة المنزل عليه القرآن.
سابعاً: يكفرون كل من لم يعتقد فيما جاء به البهاء، حيث ادعى أن كل من كان يدين بالقرآن حتى ليلة القيامة والساعة، ويقصد بها قيامه بالدعوة، فهو على الحق، ومن لم يتبعه ويؤمن به بعد إعلان دعوته، وهو الساعة الثانية والدقيقة الحادية عشرة لغروب شمس اليوم الرابع من جمادى الأولى 1260هـ، فهو كافر مهدر الدم والمال.
ثامناً: يعتقدون بنبوة بوذا، وكنفشيوس، وبرهمة، وزرادشت، وأمثالهم من فلاسفة الصين، والهند، ومن حكماء الفرس القدامى.
تاسعاً: أن الرسالة لم تختم بمحمد صلى الله عليه وسلم.
عاشراً: وضعت البهائية لأتباعها شرعاً مخالفاً لشرع محمد صلى الله عليه وسلم في الزكاة، والحج، والصيام، والزواج، والجنائز، وغيرها.
أحد عشر: لهم طرائق سرية غامضة تشبه تلك التي تسلكها الماسونية.
الثاني عشر: يغررون بالسذج ويستغلون فقرهم وجهلهم.
الثالث عشر: استغلهم الكفار من يهود، ونصارى، وشيوعيين، في تشويه الإسلام وزعزعة عقائد أبنائه، حيث تبنوها، واحتضنوها، وأظهروها بأنها فرقة من الفرق الإسلامية.
الرابع عشر: إباحة نكاح الأقارب المحرمات.
الخامس عشر: الحج عندهم للبيت الذي أقام فيه المازندراني ببغداد، والبيت الذي سكنه علي محمد الشيرازي بشيراز، وهو واجب على الرجال دون النساء.
السادس عشر: إباحة الزنا وتحريم التعدد.
السابع عشر: الصوم يرفع عن المرضى، والمسافرين، والكسالى



1. الإيمان بحلول الله في بعض خلقه، وأن الله قد حلَّ في "الباب" و"البهاء".
2. الإيمان بتناسخ الكائنات، وأن الثواب والعقاب يقع على الأرواح فقط.
3. الاعتقاد بأن جميع الأديان صحيحة، وأن التوراة والإنجيل غير محرَّفين، ويرون ضرورة توحيد جميع الأديان في دين واحد هو البهائية.
4. يقولون بنبوة بوذا وكنفوشيوس وبراهما وزرادشت وأمثالهم من حكماء الهند والصين والفرس.
5. يؤمنون - موافقة للنصارى - بصلب المسيح.
6. ينكرون معجزات الأنبياء وحقيقة الملائكة والجن كما ينكرون الجنة والنار .
7. يحرمون الحجاب على المرأة، ويحللون المتعة، ويدعون إلى شيوعية النساء والأموال.
8. يقولون إن دين الباب ناسخ لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم.
9. يؤولون القيامة بظهور البهاء، أما قبلتهم فهي إلى البهجة بعكا بفلسطين بدلاً من المسجد الحرام.
10. الصلاة عندهم تؤدى في اليوم ثلاث مرات في اليوم، كل صلاة ثلاث ركعات، صبحا وظهرا ومساء، والوضوء لها بماء الورد، وإن لم يوجد فيكتفون بالبسملة "بسم الله الأطهر الأطهر" خمس مرات .
11. لا يجوزون الصلاة جماعة إلا عند الصلاة على الميت.
12. يقدّس البهائيون العدد تسعة عشر، ويجعلون عدد أشهر السنة تسعة عشر شهرا، عدد كل شهر تسعة عشر يوما.
13. يصوم البهائيون شهرا بهائيا واحدا هو شهر العلا ويبدأ من 2 إلى 21 مارس وهو آخر الشهور البهائية، وفيه يجب الامتناع عن تناول الطعام من الشروق إلى الغروب، ويعقب شهر صومهم عيد النيروز.
14. يحرم البهائيون الجهاد وحمل السلاح وإشهاره ضد الكفار الأعداء خدمة للمصالح الاستعمارية .
15. ينكرون أن محمداً - خاتم النبيين - مدعين استمرار الوحي بعده.
16. يبطلون الحج إلى مكة، ولهذا كان حجهم إلى حيث دفن "بهاء الله" في البهجة بعكا بفلسطين.
نماذج من كلام البهاء
هذه نماذج من أقوال البهاء، نقلناها ليُعلم قيمة قائلها وثقافته، يقول البهاء " انتهت قيامة الإسلام بموت علي محمد الباب، وبدأت قيامة البيان ودين الباب بظهور من يظهره الله – يعني نفسه - فإذا مات أنتهت قيامته، وقامت قيامة الأقدس ودين البهاء ببعثة النبي الجديد "كتاب الإيقان ص 71.
ويقول في كتاب البديع ص 113: " كان المشركون أنفسهم يرون أن يوم القيامة خمسون ألف سنة!! فانقضت في ساعة واحدة !! أفتصدقون يا من عميت بصائركم ذلك ؟! وتعترضون أن تنقضي ألفا سنة بوهمكم في سنين معدودة".
ويقول كما في كتابه الأقدس ص 34 " ليس لأحد أن يحرك لسانه ويلهج بذكر الله أمام الناس حين يمشى في الطرقات والشوارع".
ويقول في ص 41 " كتب عليكم تجديد أثاث البيت في كل تسعة عشر عاماً ". ويقول: " أُحِلُ للرجل لبس الحرير لقد رفع الله حكم التحديد في اللباس واللحى".
ويقول:" قد منعتم من إرتقاء المنابر فمن أراد أن يتلو عليكم آيات ربه فليجلس على الكرسي ".

تلك هي البهائية، وتلك بعض عقائدها، خليط غير متجانس من العقائد السماوية والأفكار الوثنية، أخرجها "البهاء" في قالب غريب، سماه وحياً وكتاباً مقدساً، فيالله أين عقول الخلق حين اتبعوه، وأين بصيرتهم حين قلدوه ؟!

الشيخ _ ناصر العقل

نايف الحمري
11-06-2009, 03:56 PM
لمحة عن الشيعة


أطلقت كلمة الشيعة مرادا بها الأتباع والأنصار والأعوان والخاصة. قال الأزهري: (والشيعة أنصار الرجل وأتباعه ، وكل قوم اجتمعوا على أمر قهم شيعة)
استعمال مادة (شيعة) في القرآن الكريم:
وردت كلمة شيعة ومشتقاتها في القرآن مرادا بها معانيها اللغوية على المعاني التالية:
1. بمعنى الفرقة أو الأمة أو الجماعة من الناس.
قال تعالى: ((ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا)) أي من كل فرقة وجماعة وأمة.


قال تعالى: ((فوجد فيها رجليين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه
اختلف العلماء في التعريف بحقيقة الشيعة ، أقوالهم فيما يلي بإيجاز:
1.أنه علم بالغلبة على كل من يتولى عليا وأهل بيته. كقول الفيروز آبادي.
2.هم الذين نصروا عليا واعتقدوا إمامته نصا ، وأن خلافة من سبقه كانت ظلما له.
3.هم الذين فضلوا عليا على عثمان رضي الله عنهما.
4.اسم لكل من فضل عليا على الخلفاء الراشدين قبله رضي الله عنهم جميعا ، ورأى أن أهل البيت أحق بالخلافة ، وأن خلافة غيرهم باطلة
اختلف أقوال العلماء من الشيعة وغيرهم في تحديد بدء ظهورا لتشيع تبعا لاجتهاداتهم ، وحاصل الأقوال هنا:
1.أنه ظهر مبكرا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وعلى يديه كان يدعو إلى التوحيد ومشايعة علي جنبا إلى جنب ، وعلى أن الإسلام والتشيع اسمان مترادفان لحقيقة واحدة أنزلها الله. وتزعم هذا القول محمد حسين الزين من علماء الشيعة وغيره.(الخميني في عصرنا احاضر).
2.أنه ظهر في معركة الجمل تواجة علي وطلحة والزبير. وقد تزعم هذا القوم ابن النديم حيث ادعى ان الذين ساروا مع علي واتبعوه سموا شيعة من ذلك الوقت.
3.أنه ظهر يوم معركة صفين. وهو قول لبعض علماء الشيعة كالخونساري ، وأبوحمزة ، وأبوحاتم.
4.أنه كان بعد مقتل الحسين رضي الله عنه. وهو قول كامل مصطفى الشيبي وهو شيعي.
5.أنه ظهر في آخر أيام عثمان وقوي في عهد علي.
والواقع أن القول الأول مجازفة وكذب صريح لا يقبله عقل ولا منطق ، فالقرآن والسنة مملوءان بالدعوة إلى الله وحمع الكلمة وعدم الفرقة والتحزب.
ولعل الراجح هو القول الثالث - بعد معركة صفين- حين انشقت الخوارج وتحزبوا في النهروان ، ثم ظهر في مقابلهم أتباع وأنصار علي ، على أنه لامانع أن يوجد التشيع بمعنى الميل والمناصرة والمحبة للإمام علي وأهل بيته ، لا التشيع بمعناه السياسي عند الشيعة ، فإن هؤلاء ليسوا شيعة أهل البيت وإنما هم أعداءهم

نايف الحمري
11-08-2009, 06:04 PM
الماتريدية.. أصولهم ومناهجهم

الماتريدية هم أتباع أبي منصور الماتريدي، وهو محمد بن محمد بن محمود السمرقندي المتكلم، المتوفى سنة 333هـ وسمي بالماتريدي نسبة إلى بلدة اسمها ماتريت أو ماتريد ؛ قرب سمرقند بـ ( بلاد ما وراء النهر ) .
والماتريدية سميت بذلك ؛ لأنها تسير على نهج الماتريدي في مسائل الاعتقاد، كما انتسب الأشاعرة إلى أبي الحسن الأشعري .
والماتريدية كالأشاعرة في غالب الأصول والسمات حيث قد استقر أمرها إلى أن صارت فرقة كلامية عقلانية، صوفية مرجئة قبورية .
وقد تدرجت إلى هذه الأوصاف على مراحل، حيث دخلها التصوف، ثم القبورية، في مراحل متتالية.

نشأتها
الماتريدية واضحة المنشأ حيث تعود أصولها إلى مؤسسها الأول أبي منصور الماتريدي الذي عاش بين القرنين الثالث والرابع الهجريين، إذ كانت وفاته سنة 333هـ على المشهور والأرجح .
وكانت الماتريدية في أول نشأتها وبعدها بمراحل مغمورة ولا تعرف إلا موطنها في بلاد ما وراء النهر، وسائر أهل المقالات الذين تحدثوا عن الفرق في عصر الماتريدي وبعده لم يتحدثوا عن الماتريدية، كالأشعري في المقالات، وهو معاصر للماتريدي، وكذلك من بعده كالبغدادي وابن حزم والشهرستاني والإسفراييني ومن عاصروهم كلهم لم يذكروا شيئاً عن الماتريدية، مع أنهم تحدثوا عن مشاهير المتكلمين المعاصرين للماتريدي ومن بعده، وكان أول من ذكر عنهم خبر ومقالة : الرازي فخر الدين المتوفى سنة 606هـ حيث أشار في كتابه ( محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين ) إلى مقولتهم في ما يسمونه صفة ( التكوين ) ولم يذكرهم باسمهم إنما ذكرهم باسم الحنفية ؛ لأنهم أحناف كما هو معلوم .
ومشاهير كتاب التراجم كذلك لم يذكروا الماتريدي، إنما أشارت إليه بعض المراجع المتأخرة في تراجم الحنفية، مثل ( الجواهر المضيئة ) للقرشي، المتوفى سنة 775هـ، وترجم له بإيجاز بالغ .

وقد بدأت شهرتها حينما مكنتها ومكنت شيوخها الدولة العثمانية في العصور المتأخرة، كما أن شهرتهم وامتدادهم في البلاد التي يكثر فيها الأحناف وهي غالباً البلاد الإسلامية الأعجمية الشرقية والشمالية، وهي في البلاد العربية قليلة .
ومن اللافت للنظر أن شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – مع سعة اطلاعه وإحاطته بكثير من الفرق المشهورة والمغمورة لا نجد للماتريدية والماتريدي ذكراً عنده، إلا النزر اليسير، حين يذكر أبا منصور الماتريدي ضمن أصحاب المقالات الكلامية .

أصول الماتريدية ومنهجها في تقرير العقيدة وسماتها
أولاً : منهج التلقي ومصادره عند الماتريدية
الماتريدية كغيرهم من الفرق الكلامية لا تلتزم الوحي ( الكتاب والسنة ) في تلقي العقيدة وتقريرها، بل تجعل العقل مصدراً يعول عليه، وتقول بالمجاز في صفات الله - تعالى - ويزعمون عدم حجة خبر الآحاد في العقيدة،كما تقول الجهمية والمعتزلة ومن سلك سبيلهم، وهذه الأصول جعلت الماتريدية تجانب عقيدة السلف في الصفات، وبعض أصول العقيدة الأخرى كما سيأتي بيانه .
ويتضح منهجهم هذا في تقديم العقل على الشرع ما ذهبوا إليه من أن معرفة الله تجب بالعقل قبل ورود السمع، وهم في هذا جانبوا الصواب ؛ فإن الحق أن معرفة الله – تعالى- واجبة بالعقل والشرع، ولا تستقل العقول بإيجابه كما يذهب إليه الماتريدية وغيرهم من أهل الكلام وعلى رأسهم المعتزلة .
فإن قيام الحجة أو ثبوت العقاب لا يكون إلا بعد ورود الشرع كما قال – تعالى- : ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً ) (الإسراء : 15) .

ثانياً : الأصول العقدية التي خالفوا فيها السنة
الماتريدية كالأشاعرة خالفت السنة والسلف في كثير من أصول الاعتقاد حين سلكت المنهج الكلامي والفلسفي والعقلاني في تقرير العقيدة، ومن أهم هذه الأصول التي خالفت فيها الماتريدية :
1- ما سبق ذكره من تقديمهم للعقل وتحكيمه في تقرير التوحيد والصفات، وبعض الأصول الاعتقادية الأخرى .
2- يزعمون أن أول واجب على العبد ( المكلف ) هو النظر، تبعاً للمعتزلة والفلاسفة، ومعلوم بقواطع النصوص أن أول واجب على المكلف هو : " شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله "، وأن الشهادتين متضمنة لكل ما قالوه وزيادة – والحمد لله .
3- كما أنهم نهجوا منهج الفلاسفة فيما يسمونه إثبات الصانع بدليل حدوث الأجسام، ويستخدمون ألفاظ الفلاسفة ومصطلحاتهم البدعية في تقرير التوحيد ، كالجسم والعرض والجوهر، والتي بسببها نفوا صفات الله – تعالى- لأنهم شبهوا أولاً، إذ افترضوا التشبيه، ثم لجأوا للتعطيل بالتأويل، وألجأهم لذلك جهلهم بحقيقة مذهب السلف، والتزامهم لوهميات ظنوها عقليات .
4- يسلكون منهج التأويل أو التفويض في صفات الله - تعالى - فهم في هذا الأصل العظيم مضطربون كسائر أهل الكلام ؛ ولذا فهم لا يثبتون من الصفات إلا ثمان صفات، وهي الصفات السبع التي يقول بها الأشاعرة ( العلم، والإرادة، والحياة، والقدرة، والسمع، والبصر، والكلام ) ويزيدون عليها صفة ( التكوين )، وهذه من الصفات التي اخترعوها من عند أنفسهم .

أما بقية الصفات فلا يثبتونها كما جاءت في الكتاب والسنة، وكما كان عليه السلف الصالح بل يؤولونها، ويذهبون إلى نفي الصفات الاختيارية، ويسمون إثباتها ( حلول الحوادث به –تعالى- ) تبعاً لتوهمات الفلاسفة، والجهمية والمعتزلة ومن سلك سبيلهم .

5- كلام الله عندهم أزلي لا يتعلق بالمشيئة، وكلام الله لموسى بزعمهم إنما كان بحروف مخلوقة، وهم بذلك يوافقون المعتزلة والكلابية في نفي أن الله يتكلم متى شاء بحرف وصوت كما يليق بجلاله، وكما ثبت بالنصوص الصحيحة .
6- قولهم بالرؤية قول الشاعرة، يثبتونها بلا مقابلة بزعمهم . وقصدهم بذلك نفي الفوقية والعلو واستواء الله على عرشه ؛ لتسلم لهم قاعدتهم الفلسفية العقلانية في ذلك .
7- قولهم في الإيمان قول أهل الكلام، فالإيمان عندهم هو التصديق، ولا يدخلون الأعمال في مسمى الإيمان، ولا يرون الاستثناء في الإيمان، وعلى هذا فهم مرجئة كسائر الأحناف والأشاعرة .
8- لمزهم للسلف : ذلكم أنه من سمات أهل الأهواء عموماً وأهل الكلام على وجه الخصوص لمز السلف وسبهم، والحط من شأنهم، واللافت للنظر أن أبا منصور الماتريدي كان شديد اللهجة على السلف، وكثير اللمز لهم كما كانت تفعل المعتزلة والجهمية، رغم أنه عاش في وقت متقدم في آخر القرن الثالث وأول الرابع ت 333هـ فكان يطلق كلمة ( الحشوية ) على أهل الحديث، كقوله : " قالت الحشوية " ، وقوله : " ثم القول وخلق الإيمان فيما بيننا وبين الحشوية "، وقوله : " ثم الحق على مذهب المعتزلة والخوارج والحشوية الاستثناء في الدين " .
9- منهج الماتريدية في التأليف في العقيدة كمنهج الأشاعرة وسائر أهل الكلام، يبدءونه بالمقدمات العقلية الفلسفية، والمصطلحات الفلسفية وإيراد الإشكالات والجواب عليها، وغاية التوحيد عندهم – في كتب العقيدة – توحيد الربوبية، وعلى العموم فإن مناهج الماتريدية وسماتها العامة لا تخرج عن مسلك الكلابية والأشاعرة، إلا أن الماتريدي أكثر توغلاً في الكلاميات والمصطلحات الفلسفية من ابن كلاب ومن الأشعري كذلك، فالماتريدية أسبق إلى المنهج الكلامي الشامل من الأشاعرة، لا كما يظن بعض الناس من أن الأشاعرة أسبق إلى ذلك من الماتريدية، لكن الأشاعرة في مراحلها الأخيرة توغلت في المناهج الكلامية والفلسفية إلى أن صارت مثل الماتريدية أو تزيد .
10- المذهب الماتريدي في العقيدة مرتبط – غالباً – بالمذهب الحنفي في الفقه، فإن الماتريدي نفسه، وكذلك تلاميذه وأتباعه وشيوخ الماتريدية كلهم أحناف، ولذا نجد لعلماء الماتريدية إسهاما كبيرا وجيدا في العلوم الأخرى : (التفسير وعلوم القرآن، والفقه وأصوله، والعربية ) .

من مشاهير الماتريدية

1- أبو منصور الماتريدي المؤسس للمذهب ت 333هـ وأهم مصنف له في تقرير مذهبه كتابه : ( التوحيد ) وهو أهم مرجع في عقيدة الماتريدية، ويقوم على اعتماد المذهب الكلامي في تقرير العقيدة .
2- أبو اليسر محمد بن محمد البزودي ت 492هـ شيخ الحنفية، وهو في العقيدة على منهج الماتريدي كما قرأ كتب الأشعري وأفاد منها، وقرأ كتب الفلاسفة، وحذر منها، وكذلك كتب المعتزلة، وقد ألف كتابه ( أصول الدين ) على منهج الماتريدي .
3- أبو المعين النسفي ت 508هـ وهو من أكابر علماء الماتريدية الأحناف الذين نصروا المذهب، وكتابه : (تبصرة الأدلة في عقيدة الماتريدية ) يعد الكتاب الثاني بعد ( التوحيد ) للماتريدي .
4- أبو حفص نجم الدين النسفي ت 537هـ وهو من المؤلفين المكثرين، وصاحب ( العقائد النسفية ) من أهم المتون في مذهب الماتريدية .
5- نور الدين أحمد بن أبي بكر الصابوني ت 580هـ له مناظرات مع فخر الدين الرازي في نصرة مذهب الماتريدية .
6- الكمال بن الهمام ت 861هـ من أكابر الماتريدية، وله مؤلفات جيدة في الفقه وأصوله والعقيدة، من أشهرها : المسايرة في العقائد المنجية في الآخرة ) .
7- ملا علي القاري ت 1014هـ وهو من المكثرين في التأليف، وله اهتمام في الحديث، ومن المنصفين لشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والمدافعين عنهما .
8- عبد الرحيم شيخ زادة ت 1133هـ .
9- محمد زاهد الكوثري ت 1371هـ وكان الكوثري سباباً للسلف، شديد الطعن والثلب فيهم، وله اهتمام بالحديث وتحقيق المخطوطات، لكنه جعل ذلك ذريعة للطعن في علماء الأمة، والتشكيك بمناهج السلف، وتعميق الخلاف بين السلف وبين الماتريدية، وظهرت على منهجه هذا جماعات ومدارس واتجاهات معاصرة حادة تتنكر للسنة وأهلها بل تحاربهم – وحسبنا الله ونعم الوكيل - .

نايف الحمري
11-19-2009, 02:26 PM
موازنة بين الخوارج والشيعة

قد لا يدرك البعض أن الخوارج والشيعة كانت نشأتهما في وقت واحد ، ومن منبت واحد ، لكن كثيرا من أصولهما وغاياتهما تختلف . لذلك اتفقت الفرقتان في أمور ، وتباينتا في أمور أخرى .
فقد اتفقت ( الخوارج والشيعة ) فيما يلي :
1- الغلو :
فقد اتفقتا في أصل الغلو ، واختلفتا في صوره ، فكان غلو الخوارج في تشددهم في الدين والأحكام ، والبراء وشدة الموقف من المخالفين ، وما استلزمه ذلك من التكفير والخروج والقتال ، وكان غلو الشيعة في الأشخاص ؛ حيث غلوا في علي – رضي الله عنه - وآل البيت ، وغيرهم .

2- الجهل والحمق وقصر النظر :
فكل من الخوارج والشيعة فيهم جهل وحمق وقصر نظر غالباً ، ولا أدل على جهل الخوارج من مواقفهم من الصحابة ، وخروجهم على الإمام والجماعة ، ولا على جهل الشيعة من غلوهم في علي – رضي الله عنه - مع براءته من فعلهم ، وتأديبه لطوائف منهم .

3- قلة العلم الشرعي وضعف الفقه في الدين :
أما الخوارج فكانت السمة الغالبة فيهم الاغترار بالعلم القليل ، وليس لهم جلد على طلب العلم والرسوخ فيه .
وأما الشيعة فلا يطلبون العلم عن أهله ، ولا يأخذونه عن أئمة السنة ، وأغلب مصادر علمهم من أهل الكذب والوضع ، وكلا الفرقتين لا يهتم غالباً بالحديث والسنن إلا ما يوافق أهواءهم .

4- مجانبة السنة والخروج على جماعة المسلمين وأئمتهم :
أما الخوارج فإنها فارقت الجماعة في الاعتقاد والعمل ، وخرجت على أئمة المسلمين بالسيف .
وأما الشيعة فإنها فارقت الجماعة في الاعتقاد والعمل ، وترى الخروج بالسيف ، لكنه مشروط عندهم بخروج مهديهم الموهوم ، ومع ذلك كانوا يسارعون في الإسهام في كل فتنة تضر بالمسلمين .

5- ترك العمل بالحديث وآثار السلف :
كل من الخوارج والشيعة لا يعتمدون على السنة الصحيحة أو أكثرها إلا فيما يرون أنه يعضد أهواءهم ، ويجانبون آثار السلف .

6- فساد الاعتقاد في الصحابة :
أما الخوارج فيكفرون بعض الصحابة ؛ كعلي ، وعثمان ، ومعاوية ، وأبي موسى ، وعمرو بن العاص – رضي الله عنهم - وأصحاب الجمل وصفين أو أكثرهم ، ويسبون بعض السلف ويلمزونهم .
وأما الشيعة ( الرافضة ) فيكفرون سائر الصحابة ولا يستثنون إلا نفراً قليلاً ، ويسبون كل السلف أئمة الدين فضلاً عن سائر أهل السنة .

7- تكفير المخالف لهم من المسلمين :
الخوارج والشيعة كلهم يكفرون المسلمين الذين يخالفونهم ، وإن اختلفت أصول التكفير وأسبابها عند كل فرقة .
فالخوارج كفروا بعض الصحابة بسبب التحكيم ؛ عمله أو إقراره . وكفروا مرتكب الكبيرة من المسلمين ، وكفروا كل من خالفهم ولم ينضم لمعسكرهم على اختلاف بينهم في درجة الكفر ( كفر شرك أو كفر نعمة ) .
أما الرافضة فكما كفروا سائر الصحابة وزعموا أنهم مرتدون إلا نفراً قليلاً لا يتجاوز السبعة عند بعضهم ، فقد كفروا سائر أئمة المسلمين وعامتهم .

واختلفت الفرقتان في أمور كثيرة منها :
1- الشيعة غلت في آل البيت وقدستهم ، في حين أن الخوارج الأولين أبغضوهم وناصبوهم العداء لذلك سموا ( ناصبة ) .
2- الشيعة تعتمد على الكذب في الرواية والتلقي لمصادر الدين ، ويكذبون على الخصوم وعلى أنفسهم ، والخوارج لا يكذبون في الدين ، ولا في الرواية ، ولا على خصومهم ؛ لأنهم يرون الكذب من كبائر الذنوب التي توجب التكفير ، لكن جهلهم أودى بهم إلى اتباع أهواءهم
3- الخوارج يعلنون أقوالهم وعقائدهم ومواقفهم ، والشيعة يدينون بالتقية ( النفاق ) ماداموا بين ظهراني المسلمين ، ولم تكن لهم دولة وولاية .
4- الخوارج يلزمون أنفسهم بقتال المخالفين في أكثر الأحوال ، أما الشيعة فإنهم غالباً لا يقاتلون إلا مع إمام من أئمتهم الذين يزعمون أنهم معصومون ، ويصفونهم بما لا يجوز إلا لله – تعالى- مع علم الغيب ، والتصرف في مقاليد الكون ومصائر العباد وقلوبهم ، والتشريع من دون الله ، لكنهم مع ذلك يسارعون في كل فتنة تضر بالمسلمين .
5- أكثر الخوارج من الأعراب وأهل الجفاء والغلظة في الطباع ، وأكثر الشيعة من العجم والهمج والرعاع .
6- من طباع الشيعة الخيانة والغدر والكيد الخفي لخصومهم ( أهل السنة ) ، أما الخوارج فهم بعكس ذلك فإن فيهم صراحة ومعالنة ، ويصدعون بالبراء من خصومهم ، ويعلنون مبادئهم ومواقفهم من الآخرين ، لكن بقسوة وعنف .
7- الخوارج صعب قيادهم ولا يسلمون لأحد ، أما الشيعة فهم أهل طاعة عمياء ، يتبعون كل ناعق ، وكل من رفع شعاراتهم وادعى محبة آل البيت وتقديسهم والانتصار لهم تبعوه ، وقد يكون زنديقاً أو فاجراً ، ولذلك يكثر فيهم الدجالون ومدعو النبوة ، وأهل الفجور والفحش .
8- الخوارج يأخذون بظواهر النصوص دون فقه ، ولا اعتبار لدلالة المفهوم ، ولا قواعد الاستدلال ، ولا الجمع بين الأدلة ، ولا اعتبار عندهم لفهم العلماء ؛ لذا غلبوا نصوص الوعيد والخوف ، وأهملوا نصوص الوعد والرجاء ، والشيعة بعكسهم فهم أهل تأويل وتعطيل للنصوص ، ولا يأخذون بدلالة النصوص اللغوية ولا الشرعية ، ويفسرونها على هواهم ، على النهج الباطني والرمزي والإشاري ، ويتبعون زعماءهم بلا بصيرة ويزعمون لهم العصمة .
9- الخوارج ليس منهم زنادقة وليس فيهم نفاق ، أما الرافضة فيكثر فيهم وبينهم الزنادقة والمنافقون ؛ لذا تفرعت عنهم المذاهب الباطنية والإلحادية ، وكثرت بينهم دعاوى النبوة ، ودعاوى المهدية ، والمتأمل للتاريخ يجد أكثر المذاهب والنحل الخبيثة والهدامة تنتحل الرافض والتشيع .
10- مصادر التلقي عند الخوارج أسلم من مصادر التلقي عند الرافضة ، فالخوارج يتبعون القرآن بمقتضى فهمهم - وإن أخطأوا في ذلك- ، أما الرافضة فيتلقون عما يسمونه المعصوم من أئمتهم ، ويكذبون على الأئمة وغيرهم ، بل وعلى الرسول - صلى الله عليه وسلم- ثم يصدقون كذبهم بعد ذلك .
11- الرافضة تقوم أصولهم على البدع والمحدثات والشركيات ، في الاعتقادات والعبادات وكثير من الحكام . أما الخوارج فالبدع الشركية وبدع العبادات والقبورية والصوفية فيهم قليلة .
12- وبالجملة ، فإن الرافضة كانوا عبر التاريخ أضر على الأمة وأعظم كيداً للمسلمين ، وأكثر محادة لله – تعالى- ودينه وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم- وعباده المؤمنين ؛ لأنهم كانوا خوارج من حيث اعتقاد الخروج والعمل عليه وتكفير المسلمين ، ويزيدون على الخوارج في ذلك وفي أصولهم الباطلة التي تخصهم ، كالإمامة والعصمة والتقية والرفض والنفاق .

هذا ... وقد عقد شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – موازنة بين الشيعة ( الرافضة ) والخوارج في أكثر من موضع من مصنفاته ، رأيت من المفيد هنا ذكر طائفة منها ، ومن ذلك قوله – رحمه الله تعالى - :
" وحال الجهمية والرافضة شر من حال الخوارج ، فإن الخوارج كانوا يقاتلون المسلمين ، ويَدَعُون قتال الكفار ، وهؤلاء أعانوا الكفار على قتال المسلمين ، وذلوا للكفار ، فصاروا معاونين للكفار أزلاء لهم ، معادين للمؤمنين أعزاء عليهم ، كما قد وُجد مثل ذلك في طوائف القرامطة والرافضة والجهمية النفاة والحلولية ، ومن استقرأ أحوال العالم رأى من ذلك عبراً ، وصار في هؤلاء شبه من الذين قال الله فيهم : {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً}( ) .
وقال : " وهؤلاء الرافضة إن لم يكونوا شراً من الخوارج المنصوصين فليسوا دونهم ، فإن أولئك إنما كفروا عثمان وعلياً ، وأتباع عثمان وعلي فقط ، دون من قعد عن القتال ، أو مات قبل ذلك .
والرافضة كفرت أبا بكر وعمر وعثمان ، وعامة المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان – رضي الله عنهم ورضوا عنه - ، وكفروا جماهير أمة محمد - صلى الله عليه وسلم- من المتقدمين والمتأخرين ، فيكفرون كل من اعتقد في أبي بكر وعمر والمهاجرين والأنصار العدالة ، أو ترضى عنهم كما رضي الله عنهم أو يستغفر لهم كما أمر الله بالاستغفار لهم ، ولهذا يكفرون أعلام الملة مثل : سعيد بن المسيب ، وأبي مسلم الخولاني ، وأويس القرني ، وعطاء بن رباح ، وإبراهيم النخعي ، ومثل: مالك ، والأوزاعي ، وأبي حنيفة ، وحماد بن زيد ، وحماد بن سلمة ، والثوري ، والشافعي ، وأحمد بن حنبل ، والفضيل بن عياض ، وأبي سليمان الدارني ، ومعروف الكرخي ، والجنيد بن محمد ، وسهل بن عبد الله التستري ، وغير هؤلاء ، ويستحلون دماء من خرج عنهم ، ويسمون مذهبهم مذهب الجمهور ، كما يسميه المتفلسفة ونحوهم بذلك " ( ) .
وقال : " ويرون أن حج هذه المشاهد المكذوبة وغير المكذوبة من أعظم العبادات ، حتى إن من مشايخهم من يفضلها على حج البيت الذي أمر الله به ورسوله - صلى الله عليه وسلم- ، ووصف حالهم يطول .
فبهذا يتبين أنهم شر من عامة أهل الأهواء ، وأحق بالقتال من الخوارج ، وهذا هو السبب فيما شاع في العرف العام من أن أهل البدع هم الرافضة ، فالعامة شاع عندها أن ضد السني هو الرافضي فقط ؛ لأنهم أظهر معاندة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرائع دينه من سائر أهل الأهواء " ( ) .
وقال : " وأيضاً فالخوارج كانوا يتبعون القرآن بمقتضى فهمهم ، وهؤلاء ( أي الرافضة ) إنما يتبعون الإمام المعصوم عندهم الذي لا وجود له ، فمستند الخوارج خير من مستندهم ، وأيضاً الخوارج لم يكن منهم زنديق ولا غال ، وهؤلاء فيهم من الزنادقة والغالية من لا يحصيه إلا الله ، وقد ذكر أهل العلم أن مبدأ الرفض إنما كان من الزنديق عبد الله بن سبأ ، فإنه أظهر الإسلام ، وأبطن اليهودية ، وطلب أن يفسد الإسلام كما فعل بولص النصراني ، الذي كان يهودياً ، في إفساد دين النصارى ) ( ) .
وقال : " وإنما كان هؤلاء شراً من الخوارج الحرورية ، وغيرهم من أهل الأهواء ، لاشتمال مذاهبهم على شر مما اشتملت عليه مذاهب الخوارج ؛ وذلك لأن الخوارج الحرورية كانوا أول أهل الأهواء خروجاً عن السنة والجماعة " ( ) .
وقال : " وأيضاً فإن الخوارج الحرورية كانوا ينتحلون اتباع القرآن بآرائهم ويدعون اتباع السنن التي يزعمون أنها تخالف القرآن ، والرافضة تنتحل اتباع أهل البيت وتزعم أن فيهم المعصوم الذي لا يخفى عليه شيء من العلم ولا يخطئ ؛ لا عمداً ولا سهواً ولا رشداً " ( ) .
وقال : " والرافضة أشد بدعة من الخوارج ، وهم يكفرون من لم تكن الخوارج تكفره كأبي بكر وعمر ، ويكذبون على النبي - صلى الله عليه وسلم- والصحابة كذباً ما كذب أحد مثله ، والخوارج لا يكذبون علياً ، لكن الخوارج كانوا أصدق وأشجع منهم وأوفى بالعهد منهم ، فكانوا أكثر قتالاً منهم ، وهؤلاء أكذب وأجبن وأغدر وأذل " ( ) .

أما بعض الشيعة الأوائل ( المفضلة ) فهم خير من الخوارج :
هناك طائفة نسبت إلى التشيع ، وقد اندثرت ، وليست على نهج الشيعة الرافضة ، ولا الشيعة الزيدية ، وكان تشيعها ينحصر في تفضيل علي – رضي الله عنه - على سائر الصحابة – رضي الله عنهم - وعلى أبي بكر وعمر مع إقرارهما بإماماتهما ، وقد قال شيخ الإسلام في هذه الفئة : " ولهذا كانت الشيعة المتقدمون خيراً من الخوارج الذين قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بأمر النبي - صلى الله عليه وسلم- .
وأما كثير من متأخري الرافضة ، فقد صاروا شراً من الخوارج بكثير ، بل فيهم من هو أعظم نفاقاً بمنزلة المنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أو فوقهم أو دونهم ؛ ولهذا قال البخاري صاحب الصحيح في كتاب ( خلق أفعال العباد ) : لا أبالي أصليت خلف الجهمي أو الرافضي ، أو صليت خلف اليهودي والنصراني ، ولا يسلم عليهم ، ولا يُعادُون ، ولا يناكحون ، ولا يشهدون ، ولا تؤكل ذبائحهم ( ) .

وبعد هذه المقارنة بين الخوارج والشيعة والتي سقتها هنا لاشتراك الفرقتين في النشأة والأسباب ، ولأني كنت سأتحدث عن الفرقتين في فصل واحد لكني عدلت عن ذلك لأسباب ليس هذا محل ذكرها ، فرأيت أنه من المفيد إبقاء هذه الموازنة بين هاتين الفرقتين السبئيتين إتماماً للفائدة .
أقول : وبعد هذه الموازنة أنقل القارئ الكريم إلى الحديث عن الخوارج مستعيناً بالله

نايف الحمري
11-29-2009, 01:32 PM
المدرسة العقلانية الحديثة ..سمات وصفات

نظراً لهيمنة الاتجاهات العقلية في العالم الإسلامي، فكرياً وثقافياً، وتربوياً، وإعلامياً، ولكثرة مؤلفاتها وبحوثها، وتمكنها من مناهج التعليم، والدراسات، نظراً لذلك كله يستطيع الباحث المتخصص أن يترسم لهذه الاتجاهات العقلية الحديثة سمات ومعالم، وملامح واضحة .

ومن أوضح وأهم تلك السمات :
• الجهل بالعقيدة والشريعة الإسلامية وأدلتها وأهميتها، والجهل بالتبعة التي تترتب على مخالفتها .
• التلبيس والمكر والخداع في عرض مبادئهم وأفكارهم المنحرفة وآرائهم الشاذة وإلباسها الصبغة الشرعية .
• ضعف الالتزام بأصول الإسلام وأحكامه وأخلاقه وسننه، والتذمر من التكاليف الشرعية .
• الترابط العضوي بين روادها، والذي يتضح من التضامن والتمادح، والتعاون شبه المنتظم بينهم .
• الإشادة بالحياة الغربية، والأفكار والمفاهيم والمعارف وأنماط السلوك في الغرب .
• البعد عن المصطلحات الشرعية والمفاهيم الإسلامية الأصيلة والاستعاضة عنها بقيم ومصطلحات ومفاهيم غربية .
• اتباع الأهواء في مواقفهم وآرائهم في الدين والتدين، والسنة وأهلها .
وإليك شيئاً من التفاصيل عن بعض هذه السمات لتوضيحها والقياس عليها .

السمة الأولى : الجهل – عند الأكثر – بالعقيدة الإسلامية وأدلتها، وأحكام الإسلام عموماً، والتساهل والاستهانة وعدم التثبت، في إطلاق الآراء والأحكام .
ويبدو لي أن الاستدلال على جهل اتجاهات المدرسة العقلية الحديثة بالعقيدة الإسلامية وكثير من أحكام الدين لا يحتاج إلى أدنى جهد ؛ لأن كل ما تصدره هذه العقلية من آراء حول الإسلام يدل على جهلها أو تجاهلها، فأي جانب من جوانبها الفكرية أو العملية تجده كله يبرهن على الجهل والتساهل بدين الله، والإعراض عن منهج الإسلام في التلقي والاستدلال، والعقيدة والأحكام .
فإذا رأيت استهانتها بالنصوص الشرعية الإلهية وتحكيم العقل فيها مطلقاً، حكمت دون تردد على جهلها .
وإذا رأيت خوضها في الغيب دون علم، ولا وسيلة للعلم، بل تستهين بالدليل وتفتري على العلم، عرفت أنها بذلك تبرهن على جهلها .
ولعله من المفيد، أن أورد بعض الأمثلة التي تصور جهل رواد العقلية الحديثة في بديهيات الإسلام، التي يعرفها من لديه أقل معرفة بدينه من المسلمين، من ذلك قول أحدهم : " فهم المسيحية واجب على كل مسلم،بل الإيمان بها حتم عليه، إذ قبل أن يكون المرء مسلماً يجب أن يكون مسيحياً " . ويقول أيضاً : " وفهم المسيحية واجب مقدس على كل مسلم ومسلمة فهو – كطلب العلم – بمثابة الفريضة " .
وهل يقول بهذا الهراء إلا جاهل أو معرض عن دين الله ؟ لأنه لو كان يعلم الحقيقة لما ناقضها بهذا الأسلوب المكشوف، فأساتذته المستشرقون أكثر حكمة وأعلم بهذه الحقيقة، لذلك فهم يراوغون عند إثارة الشبهات حولها .
ويقول عن الزكاة بأنها : " تعادل اثنين ونصف بالمائة من رأس المال يؤدى سنوياً قبل شهر رمضان " هكذا قبل شهر رمضان !
فبرغم من أن كل عبارة الكاتب تنم عن جهل، وبعد عن أحكام الإسلام المستفيضة، إلا أنه يسف في الجهل، حين يزعم أن الزكاة تؤدى قبل شهر رمضان .
وعلى أية حال، فإنا نرى من خلال المباحث التي مرت، مواقف كثيرة للعقلانيين، تدل على الجهل بأحكام الله ودينه، وحقه – تعالى- وحق رسوله - صلى الله عليه وسلم - وحق الإسلام .
وبإمكاننا أن نستعرض ذلك على الإجمال .
فإنكارهم للمعجزات الثابتة بالسنة الصحيحة، دليل جهل .
وتأويل المغيبات التي لا يعلمها إلا الله - على مقتضى النظريات البشرية المادية - برهان قصور وجهل، والخوض في أسماء الله وصفاته بغير علم دليل جهل بحق الله – تعالى- .
والطعن في حجية السنة النبوية وثبوتها دليل جهل بدين الله وحق رسوله - صلى الله عليه وسلم- واستهانة بالتراث الإسلامي، وبالإسلام نفسه .
والتهكم والسخرية من الصحابة والتابعين والقرون الأولى الفاضلة، مع الإشادة والتعظيم لأعلام الغرب، والماديين والملاحدة ورؤوس البدع، برهان انحراف وجهل، وهكذا .
إذن فالجهل هو السمة الأولى – في رأيي – من سمات الاتجاهات العقلية الحديثة في العالم الإسلامي .
وأقصد بالجهل هنا – الجهل بمعناه العام – سواء كان عدم العلم بالحقيقة، أو إنكارها وجحودها مع العلم بها ؛ أي سواء كان جهلاً أو تجاهلاً .

السمة الثانية : قلة الدين وضعف الالتزام بأحكام الإسلام وأخلاقه وسننه

وهذا أمر واضح، لا أظنه يحتاج إلى استدلال، بعد هذه الرحلة الطويلة التي قضيناها في متاهات المدرسة العقلية الحديثة وسراديبها ؛ لأننا رأينا كيف تجرأت على الله، وعلى رسله، وعلى القرآن، وعلى السنة، وعلى سلف الأمة الصالحين، وعلى الإسلام، وكيف ظاهرت الغرب وخضعت له، وأنها شككت وارتابت في كثير من أصول العقيدة، وأحكام الإسلام، كل ذلك لا يحدث إلا من قلة الدين ورقة الإيمان، وضعف التقوى، وقلة الثقة بالله، وعدم اكتراث بلقاء الله واليوم الآخر .
نجد ذلك في عموم أحكامها، لا في خصوص أفرادها، والأفراد لا نملك أن نطلق على كل واحد منهم حكماً، بصلاح أو فساد ؛ لأن أمر ذلك والحكم فيه إنما هو لله وحده، فهو وحده الذي يطلع على القلوب والنيات والخواتيم، إنما نحن مكلفون أن نحكم بالظاهر، وأن ننزل الناس منازلهم في الحياة الدنيا على ضوء ما قالوا وأنتجوا وخلفوا من أفكار وأقوال وأشياء .
أما عن قلة الدين وضعف الالتزام بأحكام الإسلام الظاهرة، في العبادات والواجبات التي فرضها الإسلام، فإن ذلك واضح في سلوك كثير من العقلانيين على العموم ولا نملك الآن وسيلة لاستقصاء واستقراء سلوك كل فرد منهم، إنما البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، فمن الغالب أن من يتساهل في عقيدته يتساهل في سلوكه الإسلامي، والعكس كذلك، ومراقبة سلوك كثير من العقلانيين أعطت هذه النتيجة، لكني لا أرى التسمية والتشخيص في هذه المسألة .
بل إن الإفساد الأخلاقي، يبدأ بالدعوة إلى التبرج والاختلاط، وينتهي بتحطيم كيان الأسرة المسلمة، ثم الأمة الإسلامية كلها، إن ذلك من الأهداف الأساسية للمدرسة العقلية الحديثة كما رأينا في فصل : أهداف المدرسة العقلية الحديثة .
وللدلالة على ذلك نسوق عبارة مصطفى كمال أ تاتورك، الذي يعتبر أول رائد سياسي من رواد المدرسة العقلية الحديثة، والذي تربى على أفكار جمعية الاتحاد والترقي، وهي من أكبر دور الحضانة العقلية الحديثة، فيقول :
" وكل أمة تهمل الرقص أو تكرهه محكوم عليها بالخراب والاندثار، إن الشعوب الأنكلوسكسونية قد سادت العالم بسبب ولعها بالرقص " .
وما الحرص على فصل الدين عن الحياة، وحصره في ضمير الفرد، إلا برهان على فقدان صفة التسليم والالتزام لأحكام الله – تعالى- وأوامره .
ومن أوضح الدلائل على قلة الدين وضعف الإيمان ذلك الشقاء النفسي الذي يعانيه كثير من العقلانيين، حتى كثر بينهم الانتحار ؛ لأن الانتحار وتبريره دليل عدم الثقة بالله - تعالى -، ودليل ضعف الإيمان في الغالب .
فانتحار المسلم محرم بالإجماع ؛ لأنه قتل نفس، والله - تعالى - يقول في وصف المؤمنين : ( ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ) (الفرقان : 68)، وقال : ( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ) (الأنعام : 151 ).
فالله حرم قتل النفس، وقال - صلى الله عليه وسلم- فيما رواه مسلم : " من قتل نفسه بحديدة فحديدته بيده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً " .
ثم ينبري أحد رواد العقلية الحديثة، ليقول بأن الانتحار صواب لا يعاب صاحبه ؛ فالضوائق الاقتصادية، والفشل في الحياة، والرسوب في الامتحان، والتعذيب والمرض والحب، والشقاء في الزواج، كل هذه الأمور يشرع فيها الانتحار، ولا يلام المنتحر لهذه الأسباب ونحوها " كذا يزعم الدكتور أحمد زكي . ( مختصر في مجلة العربي في مقالة عن الانتحار لأحمد زكي رئيس التحرير آنذاك، العدد الثامن يوليو عام 1959 من ص 59 – إلى ص 94) .

نايف الحمري
12-24-2009, 01:20 AM
موازنة بين الخوارج والشيعة


قد لا يدرك البعض أن الخوارج والشيعة كانت نشأتهما في وقت واحد ، ومن منبت واحد ، لكن كثيرا من أصولهما وغاياتهما تختلف . لذلك اتفقت الفرقتان في أمور ، وتباينتا في أمور أخرى .
فقد اتفقت ( الخوارج والشيعة ) فيما يلي :
1- الغلو :
فقد اتفقتا في أصل الغلو ، واختلفتا في صوره ، فكان غلو الخوارج في تشددهم في الدين والأحكام ، والبراء وشدة الموقف من المخالفين ، وما استلزمه ذلك من التكفير والخروج والقتال ، وكان غلو الشيعة في الأشخاص ؛ حيث غلوا في علي – رضي الله عنه - وآل البيت ، وغيرهم .

2- الجهل والحمق وقصر النظر :
فكل من الخوارج والشيعة فيهم جهل وحمق وقصر نظر غالباً ، ولا أدل على جهل الخوارج من مواقفهم من الصحابة ، وخروجهم على الإمام والجماعة ، ولا على جهل الشيعة من غلوهم في علي – رضي الله عنه - مع براءته من فعلهم ، وتأديبه لطوائف منهم .

3- قلة العلم الشرعي وضعف الفقه في الدين :
أما الخوارج فكانت السمة الغالبة فيهم الاغترار بالعلم القليل ، وليس لهم جلد على طلب العلم والرسوخ فيه .
وأما الشيعة فلا يطلبون العلم عن أهله ، ولا يأخذونه عن أئمة السنة ، وأغلب مصادر علمهم من أهل الكذب والوضع ، وكلا الفرقتين لا يهتم غالباً بالحديث والسنن إلا ما يوافق أهواءهم .

4- مجانبة السنة والخروج على جماعة المسلمين وأئمتهم :
أما الخوارج فإنها فارقت الجماعة في الاعتقاد والعمل ، وخرجت على أئمة المسلمين بالسيف .
وأما الشيعة فإنها فارقت الجماعة في الاعتقاد والعمل ، وترى الخروج بالسيف ، لكنه مشروط عندهم بخروج مهديهم الموهوم ، ومع ذلك كانوا يسارعون في الإسهام في كل فتنة تضر بالمسلمين .

5- ترك العمل بالحديث وآثار السلف :
كل من الخوارج والشيعة لا يعتمدون على السنة الصحيحة أو أكثرها إلا فيما يرون أنه يعضد أهواءهم ، ويجانبون آثار السلف .

6- فساد الاعتقاد في الصحابة :
أما الخوارج فيكفرون بعض الصحابة ؛ كعلي ، وعثمان ، ومعاوية ، وأبي موسى ، وعمرو بن العاص – رضي الله عنهم - وأصحاب الجمل وصفين أو أكثرهم ، ويسبون بعض السلف ويلمزونهم .
وأما الشيعة ( الرافضة ) فيكفرون سائر الصحابة ولا يستثنون إلا نفراً قليلاً ، ويسبون كل السلف أئمة الدين فضلاً عن سائر أهل السنة .

7- تكفير المخالف لهم من المسلمين :
الخوارج والشيعة كلهم يكفرون المسلمين الذين يخالفونهم ، وإن اختلفت أصول التكفير وأسبابها عند كل فرقة .
فالخوارج كفروا بعض الصحابة بسبب التحكيم ؛ عمله أو إقراره . وكفروا مرتكب الكبيرة من المسلمين ، وكفروا كل من خالفهم ولم ينضم لمعسكرهم على اختلاف بينهم في درجة الكفر ( كفر شرك أو كفر نعمة ) .
أما الرافضة فكما كفروا سائر الصحابة وزعموا أنهم مرتدون إلا نفراً قليلاً لا يتجاوز السبعة عند بعضهم ، فقد كفروا سائر أئمة المسلمين وعامتهم .

واختلفت الفرقتان في أمور كثيرة منها :
1- الشيعة غلت في آل البيت وقدستهم ، في حين أن الخوارج الأولين أبغضوهم وناصبوهم العداء لذلك سموا ( ناصبة ) .
2- الشيعة تعتمد على الكذب في الرواية والتلقي لمصادر الدين ، ويكذبون على الخصوم وعلى أنفسهم ، والخوارج لا يكذبون في الدين ، ولا في الرواية ، ولا على خصومهم ؛ لأنهم يرون الكذب من كبائر الذنوب التي توجب التكفير ، لكن جهلهم أودى بهم إلى اتباع أهواءهم
3- الخوارج يعلنون أقوالهم وعقائدهم ومواقفهم ، والشيعة يدينون بالتقية ( النفاق ) ماداموا بين ظهراني المسلمين ، ولم تكن لهم دولة وولاية .
4- الخوارج يلزمون أنفسهم بقتال المخالفين في أكثر الأحوال ، أما الشيعة فإنهم غالباً لا يقاتلون إلا مع إمام من أئمتهم الذين يزعمون أنهم معصومون ، ويصفونهم بما لا يجوز إلا لله – تعالى- مع علم الغيب ، والتصرف في مقاليد الكون ومصائر العباد وقلوبهم ، والتشريع من دون الله ، لكنهم مع ذلك يسارعون في كل فتنة تضر بالمسلمين .
5- أكثر الخوارج من الأعراب وأهل الجفاء والغلظة في الطباع ، وأكثر الشيعة من العجم والهمج والرعاع .
6- من طباع الشيعة الخيانة والغدر والكيد الخفي لخصومهم ( أهل السنة ) ، أما الخوارج فهم بعكس ذلك فإن فيهم صراحة ومعالنة ، ويصدعون بالبراء من خصومهم ، ويعلنون مبادئهم ومواقفهم من الآخرين ، لكن بقسوة وعنف .
7- الخوارج صعب قيادهم ولا يسلمون لأحد ، أما الشيعة فهم أهل طاعة عمياء ، يتبعون كل ناعق ، وكل من رفع شعاراتهم وادعى محبة آل البيت وتقديسهم والانتصار لهم تبعوه ، وقد يكون زنديقاً أو فاجراً ، ولذلك يكثر فيهم الدجالون ومدعو النبوة ، وأهل الفجور والفحش .
8- الخوارج يأخذون بظواهر النصوص دون فقه ، ولا اعتبار لدلالة المفهوم ، ولا قواعد الاستدلال ، ولا الجمع بين الأدلة ، ولا اعتبار عندهم لفهم العلماء ؛ لذا غلبوا نصوص الوعيد والخوف ، وأهملوا نصوص الوعد والرجاء ، والشيعة بعكسهم فهم أهل تأويل وتعطيل للنصوص ، ولا يأخذون بدلالة النصوص اللغوية ولا الشرعية ، ويفسرونها على هواهم ، على النهج الباطني والرمزي والإشاري ، ويتبعون زعماءهم بلا بصيرة ويزعمون لهم العصمة .
9- الخوارج ليس منهم زنادقة وليس فيهم نفاق ، أما الرافضة فيكثر فيهم وبينهم الزنادقة والمنافقون ؛ لذا تفرعت عنهم المذاهب الباطنية والإلحادية ، وكثرت بينهم دعاوى النبوة ، ودعاوى المهدية ، والمتأمل للتاريخ يجد أكثر المذاهب والنحل الخبيثة والهدامة تنتحل الرافض والتشيع .
10- مصادر التلقي عند الخوارج أسلم من مصادر التلقي عند الرافضة ، فالخوارج يتبعون القرآن بمقتضى فهمهم - وإن أخطأوا في ذلك- ، أما الرافضة فيتلقون عما يسمونه المعصوم من أئمتهم ، ويكذبون على الأئمة وغيرهم ، بل وعلى الرسول - صلى الله عليه وسلم- ثم يصدقون كذبهم بعد ذلك .
11- الرافضة تقوم أصولهم على البدع والمحدثات والشركيات ، في الاعتقادات والعبادات وكثير من الحكام . أما الخوارج فالبدع الشركية وبدع العبادات والقبورية والصوفية فيهم قليلة .
12- وبالجملة ، فإن الرافضة كانوا عبر التاريخ أضر على الأمة وأعظم كيداً للمسلمين ، وأكثر محادة لله – تعالى- ودينه وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم- وعباده المؤمنين ؛ لأنهم كانوا خوارج من حيث اعتقاد الخروج والعمل عليه وتكفير المسلمين ، ويزيدون على الخوارج في ذلك وفي أصولهم الباطلة التي تخصهم ، كالإمامة والعصمة والتقية والرفض والنفاق .

هذا ... وقد عقد شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – موازنة بين الشيعة ( الرافضة ) والخوارج في أكثر من موضع من مصنفاته ، رأيت من المفيد هنا ذكر طائفة منها ، ومن ذلك قوله – رحمه الله تعالى - :
" وحال الجهمية والرافضة شر من حال الخوارج ، فإن الخوارج كانوا يقاتلون المسلمين ، ويَدَعُون قتال الكفار ، وهؤلاء أعانوا الكفار على قتال المسلمين ، وذلوا للكفار ، فصاروا معاونين للكفار أزلاء لهم ، معادين للمؤمنين أعزاء عليهم ، كما قد وُجد مثل ذلك في طوائف القرامطة والرافضة والجهمية النفاة والحلولية ، ومن استقرأ أحوال العالم رأى من ذلك عبراً ، وصار في هؤلاء شبه من الذين قال الله فيهم : {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً}( ) .
وقال : " وهؤلاء الرافضة إن لم يكونوا شراً من الخوارج المنصوصين فليسوا دونهم ، فإن أولئك إنما كفروا عثمان وعلياً ، وأتباع عثمان وعلي فقط ، دون من قعد عن القتال ، أو مات قبل ذلك .
والرافضة كفرت أبا بكر وعمر وعثمان ، وعامة المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان – رضي الله عنهم ورضوا عنه - ، وكفروا جماهير أمة محمد - صلى الله عليه وسلم- من المتقدمين والمتأخرين ، فيكفرون كل من اعتقد في أبي بكر وعمر والمهاجرين والأنصار العدالة ، أو ترضى عنهم كما رضي الله عنهم أو يستغفر لهم كما أمر الله بالاستغفار لهم ، ولهذا يكفرون أعلام الملة مثل : سعيد بن المسيب ، وأبي مسلم الخولاني ، وأويس القرني ، وعطاء بن رباح ، وإبراهيم النخعي ، ومثل: مالك ، والأوزاعي ، وأبي حنيفة ، وحماد بن زيد ، وحماد بن سلمة ، والثوري ، والشافعي ، وأحمد بن حنبل ، والفضيل بن عياض ، وأبي سليمان الدارني ، ومعروف الكرخي ، والجنيد بن محمد ، وسهل بن عبد الله التستري ، وغير هؤلاء ، ويستحلون دماء من خرج عنهم ، ويسمون مذهبهم مذهب الجمهور ، كما يسميه المتفلسفة ونحوهم بذلك " ( ) .
وقال : " ويرون أن حج هذه المشاهد المكذوبة وغير المكذوبة من أعظم العبادات ، حتى إن من مشايخهم من يفضلها على حج البيت الذي أمر الله به ورسوله - صلى الله عليه وسلم- ، ووصف حالهم يطول .
فبهذا يتبين أنهم شر من عامة أهل الأهواء ، وأحق بالقتال من الخوارج ، وهذا هو السبب فيما شاع في العرف العام من أن أهل البدع هم الرافضة ، فالعامة شاع عندها أن ضد السني هو الرافضي فقط ؛ لأنهم أظهر معاندة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرائع دينه من سائر أهل الأهواء " ( ) .
وقال : " وأيضاً فالخوارج كانوا يتبعون القرآن بمقتضى فهمهم ، وهؤلاء ( أي الرافضة ) إنما يتبعون الإمام المعصوم عندهم الذي لا وجود له ، فمستند الخوارج خير من مستندهم ، وأيضاً الخوارج لم يكن منهم زنديق ولا غال ، وهؤلاء فيهم من الزنادقة والغالية من لا يحصيه إلا الله ، وقد ذكر أهل العلم أن مبدأ الرفض إنما كان من الزنديق عبد الله بن سبأ ، فإنه أظهر الإسلام ، وأبطن اليهودية ، وطلب أن يفسد الإسلام كما فعل بولص النصراني ، الذي كان يهودياً ، في إفساد دين النصارى ) ( ) .
وقال : " وإنما كان هؤلاء شراً من الخوارج الحرورية ، وغيرهم من أهل الأهواء ، لاشتمال مذاهبهم على شر مما اشتملت عليه مذاهب الخوارج ؛ وذلك لأن الخوارج الحرورية كانوا أول أهل الأهواء خروجاً عن السنة والجماعة " ( ) .
وقال : " وأيضاً فإن الخوارج الحرورية كانوا ينتحلون اتباع القرآن بآرائهم ويدعون اتباع السنن التي يزعمون أنها تخالف القرآن ، والرافضة تنتحل اتباع أهل البيت وتزعم أن فيهم المعصوم الذي لا يخفى عليه شيء من العلم ولا يخطئ ؛ لا عمداً ولا سهواً ولا رشداً " ( ) .
وقال : " والرافضة أشد بدعة من الخوارج ، وهم يكفرون من لم تكن الخوارج تكفره كأبي بكر وعمر ، ويكذبون على النبي - صلى الله عليه وسلم- والصحابة كذباً ما كذب أحد مثله ، والخوارج لا يكذبون علياً ، لكن الخوارج كانوا أصدق وأشجع منهم وأوفى بالعهد منهم ، فكانوا أكثر قتالاً منهم ، وهؤلاء أكذب وأجبن وأغدر وأذل " ( ) .

أما بعض الشيعة الأوائل ( المفضلة ) فهم خير من الخوارج :
هناك طائفة نسبت إلى التشيع ، وقد اندثرت ، وليست على نهج الشيعة الرافضة ، ولا الشيعة الزيدية ، وكان تشيعها ينحصر في تفضيل علي – رضي الله عنه - على سائر الصحابة – رضي الله عنهم - وعلى أبي بكر وعمر مع إقرارهما بإماماتهما ، وقد قال شيخ الإسلام في هذه الفئة : " ولهذا كانت الشيعة المتقدمون خيراً من الخوارج الذين قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بأمر النبي - صلى الله عليه وسلم- .
وأما كثير من متأخري الرافضة ، فقد صاروا شراً من الخوارج بكثير ، بل فيهم من هو أعظم نفاقاً بمنزلة المنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أو فوقهم أو دونهم ؛ ولهذا قال البخاري صاحب الصحيح في كتاب ( خلق أفعال العباد ) : لا أبالي أصليت خلف الجهمي أو الرافضي ، أو صليت خلف اليهودي والنصراني ، ولا يسلم عليهم ، ولا يُعادُون ، ولا يناكحون ، ولا يشهدون ، ولا تؤكل ذبائحهم ( ) .

وبعد هذه المقارنة بين الخوارج والشيعة والتي سقتها هنا لاشتراك الفرقتين في النشأة والأسباب ، ولأني كنت سأتحدث عن الفرقتين في فصل واحد لكني عدلت عن ذلك لأسباب ليس هذا محل ذكرها ، فرأيت أنه من المفيد إبقاء هذه الموازنة بين هاتين الفرقتين السبئيتين إتماماً للفائدة .
أقول : وبعد هذه الموازنة أنقل القارئ الكريم إلى الحديث عن الخوارج مستعيناً بالله

الشيخ أ .د ناصر العقل

نايف الحمري
12-24-2009, 01:22 AM
مذهب الصوفيه


تنازع العلماء في أصل التصوف ونسبته وإلى أي شيء تضاف فقيل : هي نسبة إلى أهل الصُفَّة ، وقيل : نسبة إلى الصفوة، وقيل : نسبة إلى الصف المقـدّم، وقيل : بل نسبة إلى صوفة بن بشر رجل عرف بالزهد في الجاهلية، قال الإمام ابن تيمية : " وكل هذا غلط ، وقيل - وهو المعروف - أنه نسبة إلى لبس الصوف ". ونفى القشيري صحة هذه النسبة أيضاً، وقال : إن القوم لم يعرفوا بلبس الصوف، وأيا كان أصل النسبة فإن اللفظ صار علما على طائفة بعينها، فاستغني بشهرته عن أصل نسبته.
هذا عن أصل النسبة، أما معنى التصوف فللقوم عبارات مختلفة في ذلك تصور مقام كل واحد في التصوف وتصوره له، فقال بعضهم في تعريف التصوف : أنه الدخول في كل خلق سني، والخروج عن كل خلق دني، وقيل : أن يكون العبد في كل وقت بما هو أولى به في ذلك الوقت ، بمعنى أنه إن كان في وقت صلاة كان مصليا، وإن كان في وقت ذكر كان ذاكر، وإن كان في وقت جهاد كان مجاهدا، لذلك قيل : الصوفي ابن وقته، وقيل في تعريف التصوف الأخذ بالحقائق، واليأس بما في أيدي الخلائق، وقيل التصوف مراقبة الأحوال ولزوم الأدب، وقيل غير ذلك.


نشأة التصوف :
نشأ التصوف أول ما نشأ بالبصرة، وأول من بنى ديرة التصوف بعض أصحاب عبد الواحد بن زيد من أصحاب الحسن البصري رحمه الله .
وقد تميز عباد البصرة آنذاك بالمبالغة في التعبد، وظهرت فيهم مظاهر جديدة لم تكن مألوفة من قبل، فكان منهم من يسقط مغشيا عليه عند سماع القرآن، ومنهم من يخر ميتا، فافترق الناس إزاء هذه الظاهرة بين منكر ومادح، وكان من المنكرين عليهم جمع من الصحابة كأسماء بنت أبي بكر وعبدالله بن الزبير رضي الله عنهم، إذ لم تكن تلك المظاهر في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته وهم الأعظم خوفا والأشد وجلا من الله سبحانه .
ورأى الإمام ابن تيمية أن حال النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته من ضبط نفوسهم عند سماع القرآن أكمل من حال من جاء بعدهم، ولكنه - رحمه الله - لا يذهب إلى الإنكار على من ظهر منه شيء من ذلك إذا كان لا يستطيع دفعه، فقال رحمه الله تعالى : " والذي عليه جمهور العلماء أن الواحد من هؤلاء إذا كان مغلوبا عليه لم ينكر عليه وإن كان حال الثابت أكمل منه " .

منهج الصوفية المتقدمين :
امتاز منهج المتقدمين في الجملة بالتعويل على الكتاب والسنة، واعتبارهما مصدري التلقي والاستدلال الوحيدين، ويروى عنهم نصوص كثيرة في ذلك، فمن ذلك ما قاله أبو القاسم الجنيد :" مذهبنا هذا مقيد بالأصول الكتاب والسنة " وقال أيضا : " علمنا منوط بالكتاب والسنة من لم يحفظ الكتاب ويكتب الحديث ولم يتفقه لا يقتدى به " وقال أبو سليمان الداراني :" ربما تقع في نفسي النكتة من نكت القوم أياما فلا أقبلها إلا بشاهدين عدلين الكتاب والسنة "، وقال سهل بن عبدالله التستري :" مذهبنا مبني على ثلاثة أصول :" الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، في الأخلاق والأفعال، والأكل من الحلال، وإخلاص النية في جميع الأعمال ".
العقائد والأفكار
ربما بدأت الصوفية كمجموعة اتخذت الزهد شعارها، وتصفية القلوب دثارها، مع صحة الاعتقاد وسلامة العمل في الجملة، إلا أنه قد دخل في مسمى الصوفية فرق وطوائف متعددة، لم يكن الجامع بينها إلا التحلي بالزهد والاهتمام بأحوال القلوب سواء أكان على وجه الصدق أم كان على وجه الادعاء والتظاهر أمام الخلق، أما العقائد فقد تفرقت بهم السبل فيها، ولا سيما بين جيل الصوفية الأوائل من أمثال إبراهيم بن أدهم، والجنيد، وبشر الحافي، وبين المتأخرين من أمثال الحلاج وابن عربي والفارابي وابن سبعين وغيرهم، وعليه فمن الخطأ بمكان إطلاق الأحكام التعميمية على الصوفية بعامة، لاتحادهم في الاسم مع اختلافهم الجوهري في كثير من العقائد والأفكار، فالعبرة بالمقاصد والمعاني لا بالألفاظ والمباني.
وسنعرض من خلال هذا البحث الموجز شيئاً من عقائد بعض الصوفية المتأخرين، ونذيل في نهاية البحث بتعليق نبين ما لها وما عليها، فمن عقائدهم:
1. القول بالحلول: وهي بدعة كفرية أخذها من أخذها عن كفار الهند، ومعناها عندهم أن الله حالٌّ في مخلوقاته فلا انفصال بين الخالق والمخلوق، وليس في الوجود إلا الله، وهذا ما يسمى بوحدة الوجود.
2. الغلو في الصالحين وفي مقدمتهم سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، حيث يعتقد الغالون من الصوفية أن النبي صلى الله عليه وسلم هو قبة الكون، وأن الخلق ما خلق إلا لأجله ومن نوره، ويقل منسوب الغلو عند بعضهم فيرى أن النبي صلى الله عليه وسلم بشراً رسولا، إلا أنهم يستغيثون به طالبين المدد والعون ولا يستغاث إلا بالله جل جلاله كاشف الضر ورافعه.
ومن أوجه الغلو عند الصوفية كذلك الغلو في صالحيهم، حتى وجد في بعضهم من يعبد شيخه فيسجد له ويدعوه، وربما قال بعضهم كل رزق لا يرزقنيه شيخي فلا أريده ونحو هذه الأقوال، وربما غلا بعضهم في نفسه واغتر بها، حتى روي عن بعضهم قوله: " خضنا بحرا وقف الأنبياء بساحله "، ويلقبون قادتهم ومعلميهم بالأقطاب والأوتاد، ويجعلون لهم تصريف الكون أرضه وسماءه، في منطق يجمع بين الجهل والسخف وقلة العقل والدين.

3. تقسيم الدين إلى شريعة تلزم العامة، وحقيقة تلزم الخاصة، فالشريعة هي ما يسمونه العلم الظاهر، والحقيقة هي ما يدعونه العلم الباطن، فالعلم الظاهر والذي يمثل الشريعة معلوم المصدر وهو الكتاب والسنة، أما علم الحقيقة، علم الباطن فهذا يدعي الصوفية أنهم يأخذونه عن الحي الذي لا يموت، فيقول أحدهم : حدثني قلبي عن ربي، وذهب بعضهم إلى القول بأنه يأخذ عن ملك الإلهام، كما تلقى الرسول صلى الله عليه وسلم علومه عن ملك الوحي، وزعم بعضهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو من يخبرهم بما يتوجب عليهم من عبادة وذكر، وأنهم يلتقون بالأنبياء ويسألونهم عن قصصهم، وقال آخر إذا طالبوني بعلم الورق، برزت عليهم بعلم الخرق.

وقال أبو حامد الغزالي في بيان هذا المسلك: " اعلم أن ميل أهل التصوف إلى الإلهيه دون التعليمية، ولذلك لم يتعلموا ولم يحرصوا على دراسة العلم وتحصيل ما صنفه المصنفون، بل قالوا الطريق تقديم المجاهدات بمحو الصفات المذمومة، وقطع العلائق كلها، والإقبال على الله تعالى بكنه الهمة، وذلك بأن يقطع الإنسان همه عن الأهل والمال والولد والعلم، ويخلو بنفسه في زاوية ويقتصر على الفرائض والرواتب، ولا يقرن همه بقراءة قرآن ولا بالتأمل في نفسه، ولا يكتب حديثا ولا غيره، ولا يزال يقول : "الله الله الله" إلى أن ينتهي إلى حال يترك تحريك اللسان ثم يمحي عن القلب صورة اللفظ "

4. بناؤهم العبادة على المحبة فقط، فلا يعبدون الله خوفا من ناره ولا طمعا في جنته، وقد قال بعض السلف:" من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق ، ومن عبد الله بالخوف وحده فهو حروري - أي من الخوارج - ومن عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ ، ومن عبد الله بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد "
هذه بعض أفكار وعقائد بعض الصوفية ولا سيما المتأخرين منهم، وسوف نعقِّب على ما ذكرنا من عقائدهم بالنقد والتقويم في نهاية البحث، والله الموفق .

الطرق الصوفية :
1. التيجانية : وتنسب لأحمد بن محمد بن مختار التيجاني، ولد سنة 1150هـ بقرية بني تيجين من قرى البربر ، ومن مزاعمه أنه خاتم الأولياء فلا ولي بعده، وأنه الغوث الأكبر، وأن أرواح الأولياء منذ آدم إلى وقت ظهوره لا يأتيها الفتح والعلم الرباني إلا بواسطته، وأنه وأتباعه أول من يدخلون الجنة، وأن الله أعطاه ذكرا يسمى " صلاة الفاتح " وأن هذا الذكر يفضل كل ذكر على وجه الأرض ستين ألف مرة، وأن أتباعه يدخلون الجنة بلا عذاب ولا حساب مهما عملوا من المعاصي .

2. الشاذلية: وتنسب إلى أبي الحسن الهذلي الشاذلي نسبة إلى شاذلة ببلاد المغرب، قال الإمام الذهبي في ترجمته في العبر : " الشاذلي : أبو الحسن علي بن عبدالله بن عبدالجبار المغربي، الزاهد، شيخ الطائفة الشاذلية، سكن الإسكندرية وله عبارات في التصوف توهم، ويتكلف له في الاعتذار عنها، وعنه أخذ أبو العباس المرسي، توفي الشاذلي بصحراء عيذاب في أوائل ذي القعدة 656هـ " وتنتشر "الشاذلية" في كل من مصر وبلاد الشام، ويشتهرون بالذكر المفرد "الله، الله، الله" أو المضمر " هو هو " ولهم ورد يسمى الحزب الشاذلي.

3. السنوسية: حركة سلفية صوفية إصلاحية، تأثرت بدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، فاهتمت بجانب تصحيح العقائد، والاهتمام بتزكية النفس وإصلاح القلوب، أسسها الشيخ محمد بن علي السنوسي 1202هـ وانتشر خيرها وعم نورها أرجاء عديدة من العالم الإسلامي، منها ليبيا ومصر والسودان والصومال والجزائر حتى وصلت إلى أرخبيل الملايو . وهذه الحركة أو الجماعة مثال للتصوف الإسلامي الصحيح الخالي من شوائب البدع والخرافات، من أشهر رجالاتها الشهيد البطل المجاهد أسد القيروان عمر المختار .
4. الختمية : طريقة صوفية أسسها محمد عثمان المرغني المحجوب ويلقب بالختم، أي خاتم الأولياء ولد سنة 1208هـ /1838م، وأول ما ظهرت الختمية بمكة والطائف، وانتشرت منهما إلى مصر والسودان وارتيريا، وتلتقي عقائدها مع كثير من عقائد فرق المتصوفة الآخرين كالغلو في النبي صلى الله عليه وسلم، والغلو في شيوخهم.
أعلام التصوف :
اشتهر طائفة من رجال التصوف بالزهد، ومراعاة أحوال القلوب، حتى أصبحوا مضرب المثل في ذلك، في حين لم يعرف البعض الآخر من التصوف سوى لبس الخرق والتظاهر بالمسكنة، فضلا عن خروج الكثير منهم عن السنة بكثرة ما أحدث من البدع في العقائد والعبادات، فليست الصوفية سواء وليس رجالها سواء، والبصير العاقل من لم يضع الجميع في سلة واحدة لاتحاد الاسم مع أن المعنى مختلف، وسوف نعرض لتراجم بعض أعلام التصوف وأغلبهم من أهل الاستقامة في الدين لئلا تنفر النفوس من التصوف بمعناه الحسن، فما أحوج القلوب اليوم في زمن الجفاف المادي إلى نسمات الروح وهبات الإيمان لتغتذي بها، وفي ذكر الصالحين نعم العون على ذلك، فمن أعلام التصوف:

1- أبو محمد رويم بن أحمدت 303هـ من أقواله : " إذا رزقك الله المقال والفعال، فأخذ منك المقال وأبقى عليك الفعال فإنها نعمة، وإذا أخذ منك الفعال وأبقى عليك المقال فإنها مصيبة، وإذا أخذ منك كليهما فهي نقمة "
2- أبو العباس أحمد بن محمد الآدمي ت 309هـ كان من كبار مشائخ الصوفية وعلمائهم، وكان من أقران الجنيد - رحمه الله - من أقواله: "من ألزم نفسه متابعة آداب الشريعة، نور الله قلبه بنور المعرفة، ولا مقام أشرف من مقام متابعة الحبيب صلى الله عليه وسلم في أوامره وأفعاله وأخلاقه ".
3- أبو إسحاق إبراهيم بن أدهم ت 161هـ كان من أبناء الملوك، فخرج عن حاله تلك وتصوف، حتى صار مقدما في الصوفية، من أقواله : " إني لأسمع النكتة من نكت القوم فلا أقبلها إلا بشاهدين من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ".
4- أبو الفوارس شاه بن شجاع الكرماني ( توفي قبل 300هـ ، كان من أولاد الملوك، وكان يقول: " من غض بصره عن المحارم، وأمسك نفسه عن الشهوات، وعمر باطنه بدوام المراقبة، وظاهره باتباع السنة، وعوّد نفسه أكل الحلال، لم تخطيء له فراسة "
5- أبو القاسم الجنيد بن محمد ت 297هـ: من أقواله : "الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا على من اقتفى أثر الرسول عليه الصلاة والسلام ". وقال : " من لم يحفظ القرآن، ولم يكتب الحديث، لا يقتدي به في هذا الأمر لأن علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة ".
6- ذو النون المصري أبو الفيض ثوبان بن إبراهيم المصري ت : 245هـ. من أقواله : "مدار الكلام على أربع : حب الجليل، وبغض القليل، واتباع التنزيل ، وخوف التحويل " . وقال : " من علامات المحب لله عز وجل متابعة حبيب الله صلى الله عليه وسلم في أخلاقه وأفعاله وأوامره وسننه ".
7- أبو حفص عمر بن مسلمة الحداد ت 260هـ كان أحد أئمة الصوفية من أقواله : " المعاصي بريد الكفر كما أن الحمى بريد الموت " . وقال: " من لم يزن أفعاله وأحواله في كل وقت بالكتاب والسنة ولم يتهم خواطره فلا تعده في ديوان الرجال "
فهؤلاء - السالف ذكرهم - بعض أهل التصوف ممن كانت لهم أحوال صالحة، وأثنى عليهم علماء الإسلام، وسنثني بذكر بعض أعلام التصوف ممن عرفوا أو ذكروا ببعض العقائد الفاسدة :
8- أبي يزيد البسطامي، ت: 261هـ من أقواله الصالحة: " لو نظرتم إلى رجل أعطي الكرامات حتى يرتقي في الهواء فلا تغتروا به ، حتى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنهي، وحفظ الحدود، وأداء الشريعة " وقيل : "لم يخرج أبو يزيد من الدنيا حتى استظر القرآن كله ".
قال الإمام الذهبي في السير : " وجاء عنه أشياء مشكلة لا مساغ لها، الشأن في ثبوتها عنه، أو أنه قالها في حال الدهشة والسكر والغيبة والمحو فيطوى ولا يحتج بها، إذ ظاهرها إلحاد مثل : سبحاني، وما في الجبة إلا الله، ما النار ؟! لأستندن إليها غدا وأقول اجعلني فداء لأهلها وإلا بلعتها، ما الجنة ؟!! لعبة صبيان، ومراد أهل الدنيا . ما المحدِّثون ؟! إن خاطبهم رجل عن رجل، فقد خاطبنا القلب عن الرب، وقال في اليهود : ما هؤلاء ؟! هبهم لي أي شيء هؤلاء حتى تعذبهم "
9- الحسين بن منصور الحلاج : قال الإمام الذهبي في السير : " كان يصحح حاله - أي الحلاج - أبو العباس بن عطاء ومحمد بن خفيف وإبراهيم أبو القاسم النصر آباذي، وتبرأ منه سائر الصوفية والمشايخ والعلماء، .. ومنهم من نسبه إلى الحلول ومنهم من نسبه إلى الزندقة وإلى الشعبذة .. وقد تستر به طائفة من ذوي الضلال والانحلال وانتحلوه وروجوا به على الجهال نسأل الله العصمة في الدين " وأورد الإمام الذهبي وغيره في ترجمته حكايات عنه فيها شعبذة ومخاريق، واشتهر بالقول بوحدة الوجود وهي من أشنع البدع وأقبحها على الإطلاق، ومن شعره الذي أنكره العلماء، قوله :
سبحان من أظهر ناسوته سر سنا لاهوته الثاقب
ثم بدا في خلقه ظاهرا في صورة الآكل والشارب
حتى لقد عاينة خلقه كلحظة الحاجب بالحاجب

معنى التصوف وأصل نسبته
تنازع العلماء في أصل هذه النسبة وإلى أي شيء تضاف فقيل : هي نسبة إلى أهل الصُفَّة ، وقيل : نسبة إلى الصفوة، وقيل : نسبة إلى الصف المقـدّم، وقيل : بل نسبة إلى صوفة بن بشر رجل عرف بالزهد في الجاهلية، قال الإمام ابن تيمية : " وكل هذا غلط ، وقيل - وهو المعروف - أنه نسبة إلى لبس الصوف ". ونفى القشيري صحة هذه النسبة أيضاً، وقال : إن القوم لم يعرفوا بلبس الصوف، وأيا كان أصل النسبة فإن اللفظ صار علما على طائفة بعينها، فاستغني بشهرته عن أصل نسبته.
هذا عن أصل النسبة، أما معنى التصوف فللقوم عبارات مختلفة في ذلك تصور مقام كل واحد في التصوف وتصوره له، فقال بعضهم في تعريف التصوف : أنه الدخول في كل خلق سني، والخروج عن كل خلق دني، وقيل : أن يكون العبد في كل وقت بما هو أولى به في ذلك الوقت ، بمعنى أنه إن كان في وقت صلاة كان مصليا، وإن كان في وقت ذكر كان ذاكر، وإن كان في وقت جهاد كان مجاهدا، لذلك قيل : الصوفي ابن وقته، وقيل في تعريف التصوف الأخذ بالحقائق، واليأس بما في أيدي الخلائق، وقيل التصوف مراقبة الأحوال ولزوم الأدب، وقيل غير ذلك.


نشأة التصوف :
نشأ التصوف أول ما نشأ بالبصرة، وأول من بنى ديرة التصوف بعض أصحاب عبد الواحد بن زيد من أصحاب الحسن البصري رحمه الله .
وقد تميز عباد البصرة آنذاك بالمبالغة في التعبد، وظهرت فيهم مظاهر جديدة لم تكن مألوفة من قبل، فكان منهم من يسقط مغشيا عليه عند سماع القرآن، ومنهم من يخر ميتا، فافترق الناس إزاء هذه الظاهرة بين منكر ومادح، وكان من المنكرين عليهم جمع من الصحابة كأسماء بنت أبي بكر وعبدالله بن الزبير رضي الله عنهم، إذ لم تكن تلك المظاهر في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته وهم الأعظم خوفا والأشد وجلا من الله سبحانه .
ورأى الإمام ابن تيمية أن حال النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته من ضبط نفوسهم عند سماع القرآن أكمل من حال من جاء بعدهم، ولكنه - رحمه الله - لا يذهب إلى الإنكار على من ظهر منه شيء من ذلك إذا كان لا يستطيع دفعه، فقال رحمه الله تعالى : " والذي عليه جمهور العلماء أن الواحد من هؤلاء إذا كان مغلوبا عليه لم ينكر عليه وإن كان حال الثابت أكمل منه " .

منهج الصوفية المتقدمين :
امتاز منهج المتقدمين في الجملة بالتعويل على الكتاب والسنة، واعتبارهما مصدري التلقي والاستدلال الوحيدين، ويروى عنهم نصوص كثيرة في ذلك، فمن ذلك ما قاله أبو القاسم الجنيد :" مذهبنا هذا مقيد بالأصول الكتاب والسنة " وقال أيضا : " علمنا منوط بالكتاب والسنة من لم يحفظ الكتاب ويكتب الحديث ولم يتفقه لا يقتدى به " وقال أبو سليمان الداراني :" ربما تقع في نفسي النكتة من نكت القوم أياما فلا أقبلها إلا بشاهدين عدلين الكتاب والسنة "، وقال سهل بن عبدالله التستري :" مذهبنا مبني على ثلاثة أصول :" الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، في الأخلاق والأفعال، والأكل من الحلال، وإخلاص النية في جميع الأعمال ".
العقائد والأفكار
ربما بدأت الصوفية كمجموعة اتخذت الزهد شعارها، وتصفية القلوب دثارها، مع صحة الاعتقاد وسلامة العمل في الجملة، إلا أنه قد دخل في مسمى الصوفية فرق وطوائف متعددة، لم يكن الجامع بينها إلا التحلي بالزهد والاهتمام بأحوال القلوب سواء أكان على وجه الصدق أم كان على وجه الادعاء والتظاهر أمام الخلق، أما العقائد فقد تفرقت بهم السبل فيها، ولا سيما بين جيل الصوفية الأوائل من أمثال إبراهيم بن أدهم، والجنيد، وبشر الحافي، وبين المتأخرين من أمثال الحلاج وابن عربي والفارابي وابن سبعين وغيرهم، وعليه فمن الخطأ بمكان إطلاق الأحكام التعميمية على الصوفية بعامة، لاتحادهم في الاسم مع اختلافهم الجوهري في كثير من العقائد والأفكار، فالعبرة بالمقاصد والمعاني لا بالألفاظ والمباني.
وسنعرض من خلال هذا البحث الموجز شيئاً من عقائد بعض الصوفية المتأخرين، ونذيل في نهاية البحث بتعليق نبين ما لها وما عليها، فمن عقائدهم:
1. القول بالحلول: وهي بدعة كفرية أخذها من أخذها عن كفار الهند، ومعناها عندهم أن الله حالٌّ في مخلوقاته فلا انفصال بين الخالق والمخلوق، وليس في الوجود إلا الله، وهذا ما يسمى بوحدة الوجود.
2. الغلو في الصالحين وفي مقدمتهم سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، حيث يعتقد الغالون من الصوفية أن النبي صلى الله عليه وسلم هو قبة الكون، وأن الخلق ما خلق إلا لأجله ومن نوره، ويقل منسوب الغلو عند بعضهم فيرى أن النبي صلى الله عليه وسلم بشراً رسولا، إلا أنهم يستغيثون به طالبين المدد والعون ولا يستغاث إلا بالله جل جلاله كاشف الضر ورافعه.
ومن أوجه الغلو عند الصوفية كذلك الغلو في صالحيهم، حتى وجد في بعضهم من يعبد شيخه فيسجد له ويدعوه، وربما قال بعضهم كل رزق لا يرزقنيه شيخي فلا أريده ونحو هذه الأقوال، وربما غلا بعضهم في نفسه واغتر بها، حتى روي عن بعضهم قوله: " خضنا بحرا وقف الأنبياء بساحله "، ويلقبون قادتهم ومعلميهم بالأقطاب والأوتاد، ويجعلون لهم تصريف الكون أرضه وسماءه، في منطق يجمع بين الجهل والسخف وقلة العقل والدين.

3. تقسيم الدين إلى شريعة تلزم العامة، وحقيقة تلزم الخاصة، فالشريعة هي ما يسمونه العلم الظاهر، والحقيقة هي ما يدعونه العلم الباطن، فالعلم الظاهر والذي يمثل الشريعة معلوم المصدر وهو الكتاب والسنة، أما علم الحقيقة، علم الباطن فهذا يدعي الصوفية أنهم يأخذونه عن الحي الذي لا يموت، فيقول أحدهم : حدثني قلبي عن ربي، وذهب بعضهم إلى القول بأنه يأخذ عن ملك الإلهام، كما تلقى الرسول صلى الله عليه وسلم علومه عن ملك الوحي، وزعم بعضهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو من يخبرهم بما يتوجب عليهم من عبادة وذكر، وأنهم يلتقون بالأنبياء ويسألونهم عن قصصهم، وقال آخر إذا طالبوني بعلم الورق، برزت عليهم بعلم الخرق.

وقال أبو حامد الغزالي في بيان هذا المسلك: " اعلم أن ميل أهل التصوف إلى الإلهيه دون التعليمية، ولذلك لم يتعلموا ولم يحرصوا على دراسة العلم وتحصيل ما صنفه المصنفون، بل قالوا الطريق تقديم المجاهدات بمحو الصفات المذمومة، وقطع العلائق كلها، والإقبال على الله تعالى بكنه الهمة، وذلك بأن يقطع الإنسان همه عن الأهل والمال والولد والعلم، ويخلو بنفسه في زاوية ويقتصر على الفرائض والرواتب، ولا يقرن همه بقراءة قرآن ولا بالتأمل في نفسه، ولا يكتب حديثا ولا غيره، ولا يزال يقول : "الله الله الله" إلى أن ينتهي إلى حال يترك تحريك اللسان ثم يمحي عن القلب صورة اللفظ "

4. بناؤهم العبادة على المحبة فقط، فلا يعبدون الله خوفا من ناره ولا طمعا في جنته، وقد قال بعض السلف:" من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق ، ومن عبد الله بالخوف وحده فهو حروري - أي من الخوارج - ومن عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ ، ومن عبد الله بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد "
هذه بعض أفكار وعقائد بعض الصوفية ولا سيما المتأخرين منهم، وسوف نعقِّب على ما ذكرنا من عقائدهم بالنقد والتقويم في نهاية البحث، والله الموفق .

الطرق الصوفية :
1. التيجانية : وتنسب لأحمد بن محمد بن مختار التيجاني، ولد سنة 1150هـ بقرية بني تيجين من قرى البربر ، ومن مزاعمه أنه خاتم الأولياء فلا ولي بعده، وأنه الغوث الأكبر، وأن أرواح الأولياء منذ آدم إلى وقت ظهوره لا يأتيها الفتح والعلم الرباني إلا بواسطته، وأنه وأتباعه أول من يدخلون الجنة، وأن الله أعطاه ذكرا يسمى " صلاة الفاتح " وأن هذا الذكر يفضل كل ذكر على وجه الأرض ستين ألف مرة، وأن أتباعه يدخلون الجنة بلا عذاب ولا حساب مهما عملوا من المعاصي .

2. الشاذلية: وتنسب إلى أبي الحسن الهذلي الشاذلي نسبة إلى شاذلة ببلاد المغرب، قال الإمام الذهبي في ترجمته في العبر : " الشاذلي : أبو الحسن علي بن عبدالله بن عبدالجبار المغربي، الزاهد، شيخ الطائفة الشاذلية، سكن الإسكندرية وله عبارات في التصوف توهم، ويتكلف له في الاعتذار عنها، وعنه أخذ أبو العباس المرسي، توفي الشاذلي بصحراء عيذاب في أوائل ذي القعدة 656هـ " وتنتشر "الشاذلية" في كل من مصر وبلاد الشام، ويشتهرون بالذكر المفرد "الله، الله، الله" أو المضمر " هو هو " ولهم ورد يسمى الحزب الشاذلي.

3. السنوسية: حركة سلفية صوفية إصلاحية، تأثرت بدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، فاهتمت بجانب تصحيح العقائد، والاهتمام بتزكية النفس وإصلاح القلوب، أسسها الشيخ محمد بن علي السنوسي 1202هـ وانتشر خيرها وعم نورها أرجاء عديدة من العالم الإسلامي، منها ليبيا ومصر والسودان والصومال والجزائر حتى وصلت إلى أرخبيل الملايو . وهذه الحركة أو الجماعة مثال للتصوف الإسلامي الصحيح الخالي من شوائب البدع والخرافات، من أشهر رجالاتها الشهيد البطل المجاهد أسد القيروان عمر المختار .
4. الختمية : طريقة صوفية أسسها محمد عثمان المرغني المحجوب ويلقب بالختم، أي خاتم الأولياء ولد سنة 1208هـ /1838م، وأول ما ظهرت الختمية بمكة والطائف، وانتشرت منهما إلى مصر والسودان وارتيريا، وتلتقي عقائدها مع كثير من عقائد فرق المتصوفة الآخرين كالغلو في النبي صلى الله عليه وسلم، والغلو في شيوخهم.
أعلام التصوف :
اشتهر طائفة من رجال التصوف بالزهد، ومراعاة أحوال القلوب، حتى أصبحوا مضرب المثل في ذلك، في حين لم يعرف البعض الآخر من التصوف سوى لبس الخرق والتظاهر بالمسكنة، فضلا عن خروج الكثير منهم عن السنة بكثرة ما أحدث من البدع في العقائد والعبادات، فليست الصوفية سواء وليس رجالها سواء، والبصير العاقل من لم يضع الجميع في سلة واحدة لاتحاد الاسم مع أن المعنى مختلف، وسوف نعرض لتراجم بعض أعلام التصوف وأغلبهم من أهل الاستقامة في الدين لئلا تنفر النفوس من التصوف بمعناه الحسن، فما أحوج القلوب اليوم في زمن الجفاف المادي إلى نسمات الروح وهبات الإيمان لتغتذي بها، وفي ذكر الصالحين نعم العون على ذلك، فمن أعلام التصوف:

1- أبو محمد رويم بن أحمدت 303هـ من أقواله : " إذا رزقك الله المقال والفعال، فأخذ منك المقال وأبقى عليك الفعال فإنها نعمة، وإذا أخذ منك الفعال وأبقى عليك المقال فإنها مصيبة، وإذا أخذ منك كليهما فهي نقمة "
2- أبو العباس أحمد بن محمد الآدمي ت 309هـ كان من كبار مشائخ الصوفية وعلمائهم، وكان من أقران الجنيد - رحمه الله - من أقواله: "من ألزم نفسه متابعة آداب الشريعة، نور الله قلبه بنور المعرفة، ولا مقام أشرف من مقام متابعة الحبيب صلى الله عليه وسلم في أوامره وأفعاله وأخلاقه ".
3- أبو إسحاق إبراهيم بن أدهم ت 161هـ كان من أبناء الملوك، فخرج عن حاله تلك وتصوف، حتى صار مقدما في الصوفية، من أقواله : " إني لأسمع النكتة من نكت القوم فلا أقبلها إلا بشاهدين من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ".
4- أبو الفوارس شاه بن شجاع الكرماني ( توفي قبل 300هـ ، كان من أولاد الملوك، وكان يقول: " من غض بصره عن المحارم، وأمسك نفسه عن الشهوات، وعمر باطنه بدوام المراقبة، وظاهره باتباع السنة، وعوّد نفسه أكل الحلال، لم تخطيء له فراسة "
5- أبو القاسم الجنيد بن محمد ت 297هـ: من أقواله : "الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا على من اقتفى أثر الرسول عليه الصلاة والسلام ". وقال : " من لم يحفظ القرآن، ولم يكتب الحديث، لا يقتدي به في هذا الأمر لأن علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة ".
6- ذو النون المصري أبو الفيض ثوبان بن إبراهيم المصري ت : 245هـ. من أقواله : "مدار الكلام على أربع : حب الجليل، وبغض القليل، واتباع التنزيل ، وخوف التحويل " . وقال : " من علامات المحب لله عز وجل متابعة حبيب الله صلى الله عليه وسلم في أخلاقه وأفعاله وأوامره وسننه ".
7- أبو حفص عمر بن مسلمة الحداد ت 260هـ كان أحد أئمة الصوفية من أقواله : " المعاصي بريد الكفر كما أن الحمى بريد الموت " . وقال: " من لم يزن أفعاله وأحواله في كل وقت بالكتاب والسنة ولم يتهم خواطره فلا تعده في ديوان الرجال "
فهؤلاء - السالف ذكرهم - بعض أهل التصوف ممن كانت لهم أحوال صالحة، وأثنى عليهم علماء الإسلام، وسنثني بذكر بعض أعلام التصوف ممن عرفوا أو ذكروا ببعض العقائد الفاسدة :
8- أبي يزيد البسطامي، ت: 261هـ من أقواله الصالحة: " لو نظرتم إلى رجل أعطي الكرامات حتى يرتقي في الهواء فلا تغتروا به ، حتى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنهي، وحفظ الحدود، وأداء الشريعة " وقيل : "لم يخرج أبو يزيد من الدنيا حتى استظر القرآن كله ".
قال الإمام الذهبي في السير : " وجاء عنه أشياء مشكلة لا مساغ لها، الشأن في ثبوتها عنه، أو أنه قالها في حال الدهشة والسكر والغيبة والمحو فيطوى ولا يحتج بها، إذ ظاهرها إلحاد مثل : سبحاني، وما في الجبة إلا الله، ما النار ؟! لأستندن إليها غدا وأقول اجعلني فداء لأهلها وإلا بلعتها، ما الجنة ؟!! لعبة صبيان، ومراد أهل الدنيا . ما المحدِّثون ؟! إن خاطبهم رجل عن رجل، فقد خاطبنا القلب عن الرب، وقال في اليهود : ما هؤلاء ؟! هبهم لي أي شيء هؤلاء حتى تعذبهم "
9- الحسين بن منصور الحلاج : قال الإمام الذهبي في السير : " كان يصحح حاله - أي الحلاج - أبو العباس بن عطاء ومحمد بن خفيف وإبراهيم أبو القاسم النصر آباذي، وتبرأ منه سائر الصوفية والمشايخ والعلماء، .. ومنهم من نسبه إلى الحلول ومنهم من نسبه إلى الزندقة وإلى الشعبذة .. وقد تستر به طائفة من ذوي الضلال والانحلال وانتحلوه وروجوا به على الجهال نسأل الله العصمة في الدين " وأورد الإمام الذهبي وغيره في ترجمته حكايات عنه فيها شعبذة ومخاريق، واشتهر بالقول بوحدة الوجود وهي من أشنع البدع وأقبحها على الإطلاق، ومن شعره الذي أنكره العلماء، قوله :
سبحان من أظهر ناسوته سر سنا لاهوته الثاقب
ثم بدا في خلقه ظاهرا في صورة الآكل والشارب
حتى لقد عاينة خلقه كلحظة الحاجب بالحاجب

نايف الحمري
01-19-2010, 03:42 PM
ماعة التكفير والهجرة..نموذج لخوارج العصر

قد يستغرب البعض عندما نقول إن الخوارج موجودون في هذا العصر وذلك ظنا منه أن الخوراج إنما كانوا في العصر الأول ثم انتهى أمرهم ولكن الأمر على خلاف ذلك فالخوارج موجودن على مر العصور ولكنهم يظهرون تحت مسميات مختلفة

وتعد جماعة التكفير والهجرة نموذجاً لظهور الخوارج في العصر الحديث ، وهي تسمي نفسها (جماعة المسلمين ) .
وقد نشأت في مصر على يد أحد الطلاب الجامعيين في كلية الزراعة بأسيوط (جامعة أسيوط ) ويدعى (شكري مصطفى ) ، وقد تولدت لديه أفكار الخوارج إثر اعتقاله عام 1385هـ تقريباً ، وأكثرها تأصل لديه أثناء السجن حتى عام 1391هـ تقريباً ، وصارت الجماعة تنمو وتتوسع أفكارها نحو الغلو إلى أن قتل زعماؤها على أثر اغتيالهم للدكتور محمد حسين الذهبي .
ولست هنا بصدد الحديث عن أحداثها التاريخية ، إنما يهمني الأصول والسمات والمواقف التي هي موطن العبرة ، والتي هي سبب الحكم فيهم بأنهم صاروا من أهل الأهواء (الخوارج ) ، نسأل الله العافية .

أصول الخوارج المعاصرين (جماعة التكفير والهجرة ) وسماتهم
1- التكفير (أصل )
ويشمل ذلك عندهم :
- تكفير مرتكب الكبيرة والقول بخروجه من الملة ، وأنه خالد مخلد في النار كما تقول فرق الخوارج الأولى .
- تكفير المخالفين لهم من المسلمين (علمائهم وعامتهم ) وتكفير المعين .
- تكفير من يخرج عن جماعتهم ممن كان منهم ، أو من يخالف بعض أصولهم .
- تكفير المجتمعات المسلمة (سواهم ) والحكم عليها بأنها مجتمعات جاهلية .
- تكفير كل من حكم بغير ما أنزل الله مطلقاً دون تفصيل .
- تكفير من لم يهاجر إليهم ، ومن لم يهجر المجتمع ومؤسساته .
- تكفير من لم يكفر الكافر عندهم مطلقاً .

2- وجوب الهجرة والعزلة (أصل ) ويشمل ذلك عندهم :
- هجر مساجد المسلمين وترك الصلاة بها ، وترك الجمعة .
- هجر المجتمعات المسلمة من حولهم مطلقاً .
- هجر التعلم والتعليم ، وتحريم الدخول في الجامعات والمدارس .
- هجر الوظائف الحكومية ، وهجر العمل بمؤسسات المجتمع ، وتحريم مزاولة أي عمل فيما يطلقون عليه (المجتمع الجاهلي ) وهو كل من سوى جماعتهم .

3- الدعوة إلى الأمية ، ومحاربة التعليم (أصل وسمة ) :
وذلك بدعوى أن النبي – صلى الله عليه وسلم – والصحابة كانوا أميين – إلا النادر - ، وأنه لا يمكن التوفيق بين طلب العلوم الدنيوية ، وبين عبادة الله تعالى بالصلاة والصوم والحج والدعاء والذكر وتلاوة كتاب الله والجهاد والبلاغ ، وأنه يمكن أن يتلقى المسلم القدر الضروري من العلم الشرعي بالتلقي المباشر دون اللجوء إلى تعلم القراءة والكتابة ، ونحو ذلك من التلبيسات .

4- القول بالتوقف والتبين (قاعدة التبين ) (أصل ) :
ويقصدون به كما يقصد أسلافهم الخوارج الأولون ، التوقف في أمر مجهول الحال من غير جماعتهم (من المسلمين ) ، فلا يحكمون عليه بالكفر ولا يحكمون له بالإسلام إلا بالبينة ، وهي لزوم جماعتهم ومبايعة إمامهم (يقصدون أنفسهم ) ، فمن أجاب فهو مسلم ومن لم يجب فهو كافر .

5- القول بأن زعيمهم (شكري مصطفى ) ، هو المهدي الذي يخرج آخر الزمان ويظهر الله به الدين على سائر الأديان في الأرض (أصل )

6- زعمهم بأن جماعتهم هي الجماعة المسلمة :
جماعة آخر الزمان ، التي تقاتل الدجال ، وأن ظهور الدجال ونزول عيسى عليه السلام قد أوشك .

7- القول بتعارض الفرائض (أصل ) :
ويقصدون به جواز إسقاط بعض الواجبات والفرائض الشرعية حين لا يتم العمل بما هو أهم منها إلا بذلك .
فزعموا سقوط الجمعة عنهم لأنهم في حالة الاستضعاف وشرطها التمكين ، وأباحوا لأفرادهم حلق اللحية لأنها تعوق حركتهم وتعرضهم للخطر !

8- أصول وسمات بدعية أخرى ، مثل :
- القول بمرحلية الأحكام ، وأنهم يسعهم ترك بعض شعائر الدين وأحكامه ( كالجمعة والعيدين) ، وارتكاب بعض المحرمات (كالزواج من الكافرات وحلق اللحى وأكل ذبائح الكافرين ) لأنهم في مرحلة الضعف كالعهد المكي .
- إحداث أصول تشريعية جديدة ، تخالف منهج السلف ، وردهم للإجماع ومنع التقليد والاقتداء مطلقاً ، وإلزام جميع الناس بالاجتهاد !
- عدم اعتماد فهم الصحابة والعلماء ، وأئمة الهدى للقرآن والسنة .
- لا يعتدون بالخلافة الإسلامية من القرن الرابع ، وتكفر هذه العصور .
- العنف والحدة في التعامل (سمة).
- التعالم والغرور والتعالي والشعور بالتميز عن سائر المسلمين (سمة ) .
- استحلال الدماء والاغتيالات للمخالفين لهم ممن كانوا معهم ويسمونهم (مرتدين ) ولغيرهم من سائر المسلمين ، لذلك صارت آخر عملية لهم ، والتي استهدفت أحد المشايخ ، وهو الدكتور ( محمد حسين الذهبي ) حين خطفوه وقتلوه واغتيالهم لبعض الخارجين منهم عنهم، مؤذنة بنهايتهم ، كما هي عادة سائر الخوارج . نسأل الله السلامة والعافية .
- سرعة التباين والتنازع والتآكل بين أفرادها

نايف الحمري
01-30-2010, 03:48 AM
يهود عبر التاريخ..صفات وحقائق
من خلال الاستقراء لواقع اليهود منذ نشأتهم وإلى اليوم نجد أنهم شعب فاسد خبيث ماكر، وهذا حكم الله فيهم، وسنحاول خلال الأسطر التالية استعراض صفاتهم وأخلاقهم، من كتاب الله الحكيم الخبير الذي خلقهم وهو أعلم بهم، ومن خلال سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الذي لا ينطق عن الهوى، وبما أنه ليس بالإمكان استعراض أخلاقهم وصفاتهم بالتفصيل في مثل هذا المختصر فسنقتصر على نماذج منها .

فمن صفاتهم وأخلاقهم
أ – كتمان الحق والعلم، حتى وإن كان وحياً منزلاً من الله – تعالى- لهم، فإنهم لا يتورعون عن جحده وكتمانه مادام لا يخدم أغراضهم وغاياتهم الفاسدة، قال الله – تعالى- عنهم يعاتبهم على ذلك : ( يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون ) (آل عمران : 71 ).

ب- الخيانة والغدر والمخادعة، فهم بجهلهم وغرورهم يخادعون الله – تعالى-، وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون، فقد خانوا موسى عليه السلام أكثر من مرة، وخانوا الله ورسوله في المدينة حين نقضوا عهدهم وحالفوا المشركين، وهموا بقتل الرسول - صلى الله عليه وسلم- حتى أجلاهم عن المدينة .

ج- الحسد : فهم يحسدون الناس على كل شيء حتى على الهدى والوحي المنزل من الله رحمة للعالمين، قال الله – تعالى- : (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق ) (البقرة : 109)
وقال – تعالى- : ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ) (النساء : 54 ).

د- الإفساد وإثارة الفتن والحروب : قال الله – تعالى- : ( كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين ) (المائدة : 64 ).

هـ - تحريف كلام الله – تعالى- وشرعه والكذب على الله بما يتفق مع أهوائهم وأغراضهم الفاسدة، فقد قال الله – تعالى- عنهم : ( يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظاً مما ذكروا به ) المائدة 13 .
وقال : ( من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ) (النساء 46 ). ثم هم يبتدعون كلاماً وشرعاً ويوهمون الناس بكلامهم المزيف أنه منزل من الله، قال – تعالى- : ( وإن منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ) (آل عمران : 78 ).
وإذا لم توافق أحكام الشرع أهواءهم تحايلوا في انتهاك حرمات الله، قال - صلى الله عليه وسلم- فيما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما : " قاتل الله اليهود حرم الله عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا أثمانها ". هذا لفظ مسلم، وكما حصل في قصة اعتدائهم في السبت .

و- البذاءة وسوء الأدب : وهذا ناشئ عن احتقارهم لغيرهم من الأمم والشعوب، بل إنهم ليحتقرون أنبياء الله – تعالى- ويسخرون منهم، فقد كانوا يمرون برسول الله - صلى الله عليه وسلم- فيقولون له : " السام عليك " فقد روى البخاري ومسلم عن جماعة من الصحابة أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم- جماعة من اليهود فقالوا : "السام عليك يا أبا القاسم " قال : " وعليكم " ولذلك صح في السنة أن يرد المسلم على الكافر إذا سلم عليه بقوله : "وعليك " ليرد التحية بمثلها والمبادر بالسوء أظلم .

ز - احتقار الآخرين : فهم يزعمون أنهم شعب الله المختار وأنهم أولياء الله وأحباؤه، وأنهم وحدهم أهل الجنة، والمستحقون لرضا الله ورحمته، ويسمون غيرهم من النصارى والمسلمين وسواهم (الأمميين ) أو ( الأميين )، لذلك هم يستبيحون أموال الآخرين ودماءهم وأعراضهم، بل يرون أنهم كالأنعام مسخرة لليهود وذكر الله عنهم بأنهم يقولون : (ليس علينا في الأميين سبيل ) (آل عمران : 75 ).
أي ليس علينا حرج إذا أخذنا أموالهم واغتصبنا حقوقهم ! وجعلناهم فريسة لنا .
وقد ذكروا ذلك أيضاً في مخططاتهم، يقولون : " إن الأميين (غير اليهود ) كقطيع من الغنم، وإننا الذئاب، فهل تعلمون ما تفعل الغنم حين تنفذ الذئاب إلى الحظيرة " .

ح- قسوة القلوب : وقد جاء ذلك عقوبة من الله – تعالى- لهم على مخالفتهم لأوامره وكثرة شغبهم على رسله، قال – تعالى : (فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية ) (المائدة : 13 ).

ط- الجشع والطمع والحرص على الحياة الدنيا : قال الله – تعالى- : (ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ) (البقرة : 96 ).

ي – كراهية المسلمين والكيد الدائم لهم : قال الله – تعالى- : ( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ) (المائدة : 82 ).
هذه نماذج من أخلاقهم وطباعهم لا على سبيل الحصر .

اليهود في التاريخ الإسلامي
عرف اليهود أنهم لن يستطيعوا أن ينالوا من شخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أو أصل دينه ما يريدون علناً، كما فعلوا بدين النصارى، وكما فعلوا بالأنبياء من قبل من التكذيب المعلن والإيذاء والقتل .
لذلك سلكوا مسلك الكيد الخفي للمسلمين، وصارت لهم اليد الطولى في إثارة الفرقة والخلافات، والفتن التي حدثت في التاريخ الإسلامي، ولا يزالون .
ويجب أن لا نبالغ كما يسلك بعض الكتاب والباحثين لنقول بأنهم هم وراء كل الأحداث والفتن، لأنهم أجبن وأضعف من أن يكونوا كذلك .
لكن الذي نجزم به أنهم انتهازيون، وكيدهم متواصل للإسلام وأهله، ولذلك فهم يستفيدون من الأحداث والاضطرابات والفتن، فيكونون من جندها ويوقدونها لئلا تنطفئ، كما أنهم يدعمونها بكل يملكون من جهد ووقت ومال .
فإذا استعرضنا التاريخ الإسلامي، وجدنا أن لليهود دوراً في كل فتنة وحدث يضر بالمسلمين، وإن لم يكن هذا الحدث من صنعهم ابتداء ؛ لكونهم يوقدونه ولو بعد حين، وهذا ما جعل بعض الكتاب والباحثين يذهبون إلى أن اليهود هم وراء كل الفتن والأحداث .
ولا يشك أحد بأن اليهود عملوا جهدهم – ولا يزالون – في الدس والتفريق بين المسلمين ومحاولة إفساد عقيدتهم وأخلاقهم، فالمحققون يجزمون بأن اليهود هم الذين أنشأوا التشيع والرفض ابتداء، وهم الذين أسهموا في بذور الفرق التي حادت عن طريق السنة والعقيدة السليمة : المعتزلة، والجهمية، وسائر الفرق الباطنية كالإسماعيلية، والنصيرية، والقرامطة، والدروز .
وهم الذين مهدوا للدولة الفاطمية الباطنية حتى قامت، وحين قامت أيضاً عملوا تحت لوائها معززين مكرمين وصار لهم نفوذ ظاهر وباطن، وعن طريقها تحقق لليهود الكثير من أهدافهم، مثل : نشر البدع القبورية، والطرق الصوفية، والأعياد المبتدعة – كعيد الميلاد – والبدع والخرافات التي سادت في عهد الدولة الفاطمية ودولة القرامطة، وما بعدهما .
ولما ظهرت القاديانية، والبهائية، أيدوهما ثم احتضنوهما فيما بعد، ولن ينسى المسلمون ما فعل يهود الدونمة في تركيا حين أظهروا الإسلام، ودخلوا في عمق الخلافة وكادوا للإسلام، فأسسوا الجمعيات السرية للإطاحة بالخلافة، ثم إعلان العلمانية المشئومة ( بالحكم بغير ما أنزل الله ) وحرب الإسلام من الداخل .
هذه نماذج من دور اليهود في الكيد للمسلمين ولا يزال كيدهم متواصلاًً، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .

اليهود في العصر الحاضر
اليهود في عقائدهم وأخلاقهم لا يزالون هم اليهود كما كانوا من قبل، إلا أنهم في العصر الحاضر أجمع وأقوى نفوذاً، وأكثر تنظيماً، وأحكم سيطرة على مقاليد العالم، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية، فقد انتهزوا الخواء الروحي والاقتصادي والسياسي الذي مني به الغرب والشرق فتمكنوا وتحكموا في مقاليد الأمور هناك فكرياً، وسياسياً، واقتصادياً، خاصة في الولايات المتحدة، وبريطانيا وروسيا وغيرها .
ثم هم وراء ابتداع وترويج النظرية الماركسية ( الشيوعية )، ثم تطبيقها في روسيا القيصرية، ثم تصديرها إلى شرق أوربا، وبعض دول ما يسمى بالعالم الثالث، والعالم الإسلامي، وفرضها في كثير من الأحيان بقوة الحديد والنار كما حصل في تشيكوسلوفاكيا وأفغانستان .
وكذلك ترويج النظريات الهدامة الأخرى في مختلف المجالات : الاقتصاد والسياسة والاجتماع، كنظرية التطور لدارون، ونظرية دركايم الاجتماعية، ونظرية مكيافيلي السياسية .

أهداف اليهود ومخططاتهم في العصر الحاضر
طموحات اليهود وأهدافهم في العصر الحاضر والمستقبل لا تقف عند حد التأثير المباشر أو غير المباشر، بل هم يخططون للاستيلاء على العالم ؛حتى يكون تحت سيطرة مملكتهم (إسرائيل ) التي تم إنشاؤها فعلاً في فلسطين، والتي يزعمون أن حدودها ستكون من العراق شرقاً إلى مصر غرباً (من الفرات إلى النيل )، ومن شمال الشام شمالاً إلى يثرب جنوباً .
وهذا عرض سريع عن مخططات اليهود ونواياهم وأساليبهم وأهدافهم التي يمارسونها الآن نسوقه لك بإيجاز :
من أهدافهم :
1- من أول أهدافهم تأسيس وتثبيت مملكة (إسرائيل )، يكون مركزها أورشليم القدس وتكون هي منطلق نشاطهم ومركز التحكم بالعالم، وبسبب تخلف المسلمين وضعفهم وتفرقهم، وبعدهم عن دينهم تمكن اليهود من تحقيق أكثر أحلامهم حيال هذا الهدف مع الأسف .
2- التحكم في شعوب العالم وتسخيرها لخدمتهم ؛لأنهم يزعمون أنهم شعب الله المختار، وغيرهم يجب أن يكون مسخراً لهم وتحت رحمتهم، إن شاءوا سحقوه وأبادوه، وإن شاءوا أبقوه إذا كان في بقائه مصلحة لهم .
3- القضاء على المسلمين : وهذا هدف أساسي يعملون له قديماً وحديثاً، فهم يدركون أن أول وأجدر من سيحبط مكائدهم ويصدهم عن الفساد في الأرض هم المسلمون إذا تمسكوا بدينهم وتوحدت كلمتهم .

ومن وسائلهم ومخططاتهم

1- استعمال العنف والقوة والإرهاب في حكم العالم، وهم يصرحون بذلك حيث يقولون في بروتوكولاتهم : " فخير النتائج في حكم العالم ما ينتزع بالعنف والإرهاب " .
ويقولون : " يجب أن يكون شعارنا كل وسائل العنف والخديعة " ويقولون : " يجب أن يكون العنف هو الأساس " .
2- إثارة النزعات والحروب المحلية والعالمية بين الأمم والشعوب ؛ حتى تقع البشرية كلها في قبضتهم، فهم يستفيدون من إثارة الفتن والنزاعات والحروب بين الناس ليخلو لهم الجو ويصلوا إلى أغراضهم الخبيثة .
3- إشاعة الفوضى والخيانات والفساد الخلقي ؛ ليتردى العالم وينحط ويسهل التحكم به، يقولون " ولذلك يتحتم ألا نتردد لحظة واحدة في أعمال الرشوة والخديعة والخيانة إذا كانت تخدمنا في تحقيق مصالحنا " .
4- استعمال أجهزة الإعلام والسيطرة عليها وتوجيهها، ووضع سياسة إعلامية عالمية تخدم مصالحهم، بأن تكون هابطة أخلاقياً، ومضللة سياسياً ومذبذبة فكرياً .
5- التحكم بالاقتصاد العالمي : وذلك بامتلاك أكبر عدد ممكن من المؤسسات والشركات والبنوك والمشروعات الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى احتكار الذهب ومضاعفة الأعمال الربوية والتحكم بسوق العملات على ضوء ذلك كله، إضافة إلى تشجيع الأنظمة الاقتصادية الرأسمالية الربوية والضرائبية، والاشتراكية التأميمية المحطمة .
6- نشر النظريات والمبادئ الهدامة والجمعيات السرية والأحزاب الفوضوية والحركات الثورية، وتجنيد وتشجيع عصابات النهب والاختطافات والاغتيالات ونحو ذلك ؛ مما يشغل العالم ويرهقه .
7- السيطرة على الدول النصرانية والشيوعية ؛ لتكون أداة مسخرة تخدم الأهداف والمصالح اليهودية، وتمهد للتحكم اليهودي، وتحمي دولة إسرائيل الناشئة، وهذا ما حدث فعلاً من بعض الدول خاصة بريطانيا وأمريكا والاتحاد السوفيتي .

حكم الإسلام في اليهود
اليهود في حكم الإسلام كفار، لا يجوز بقاؤهم بين المسلمين إلا وهم أهل ذمة صاغرون، يدفعون الجزية ويلتزمون بحكم الإسلام في غير جزيرة العرب، أما في جزيرة العرب فلا يجوز لهم ولا لغيرهم من الكفار البقاء البتة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فيما رواه مسلم عن عمر -رضى الله عنه- : " لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلماً " .
وقد فعل ذلك عمر –رضى الله عنه-، والمسلمون من بعده، وكذلك لا يجوز الاستعانة بهم وتوليتهم الولايات المهمة في أمور المسلمين، كما تحرم موالاتهم والتحالف معهم وصداقتهم، قال الله – تعالى- : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) (المائدة : 51 ).
وقد عاقب الله –تعالى- اليهود باللعن وغضب عليهم وجعل منهم القردة والخنازير، وعباد الطاغوت، وحكم عليهم بالكفر والخلود في النار، قال – تعالى- : ( قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكاناً وأضل عن سواء السبيل ) (المائدة : 60 ) .
فهم مطالبون بالإسلام واتباع الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم-، فإن لم يسلموا فهم كفار من أهل النار، فقد صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-أنه قال : " والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار " أخرجه مسلم .

فائدة : اليهود شيعة الدجال

ثبت في الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن اليهود هم جنود الدجال في آخر الزمان، وأنه سيخرج فيهم، جاء في صحيح مسلم عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : " يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً عليهم الطيالسة " .
وهذا دليل واضح على أنهم يتظاهرون باتباع كل ناعق ومبتدع وضال ؛ ليلبسوا على الناس دينهم، وينشروا الاضطراب والضلال والكفر والصراع العقائدي ؛ ليخلو لهم الجو ..

نايف الحمري
02-10-2010, 09:36 PM
أهل التوقف والتبين امتداد للخوارج


قد يستغرب البعض عندما يعرف أن بعض المتحمسين للدين ينتسبون إلى الخوارج من حيث لا يشعر وقد يكون ذلك صادرا من البعض من غير شعور ولا معرفة بل ربما تجد بعضهم ينكر أمر الخوارج ولكنه يقع في بعض أصولهم وربما يتشبث بها على غير بصيرة ومن هذا المنطلق فإنه يحسن بنا أن نعترف على هذه الأصل والمنتسبين إليه
تعريف التوقف والتبين : التوقف والتبين من أصول كثير من فرق الخوارج قديماً وحديثاً ، ويقصدون بالتوقف : (الكف وعدم إصدار الحكم ) في أمر من ليس معهم من المسلمين ، سواء من الأشخاص أو الجماعات أو الهيئات ، من حيث : الإسلام أو الكفر ، والولاية أو البراءة ، حتى يتبين حاله أو تقام عليه الحجة .
ويشمل التوقف : إقامة شعائر الدين وأحكام التعامل الأخرى كالصلاة مع الآخرين وخلفهم ، وحضور الجمعة والجماعة ، والإمامة في الصلاة والجهاد ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والنكاح والطلاق ، والمواريث ، وأكل الذبائح وإقامة شعائر الدين الظاهرة ، ونحو ذلك مما له علاقة في التعامل بين المسلم والكافر أو المسلم والمرتد .
وعقائد أهل التوقف والتبين في العصر الحاضر إنما هي امتداد لأقوال بعض فرق الخوارج القديمة ( وإن لم يكن ذلك عن قصد أحياناً ) .
كما أنها امتداد لأصول الخوارج المعاصرين (التكفير والهجرة ) ، من حيث الجذور الفكرية والعقدية والعملية ، بل إن بعض أصحاب التوقف والتبين كانوا ضمن جماعة التكفير والهجرة ، ثم تركوها أو تركتهم .
ولم يظهر لي أن أهل التوقف والتبين في هذا العصر يمثلون جماعة واحدة في أصولها ومناهجها ، ولا يجمعهم تنظيم أو إمرة ، إنما هي نزعات وسمات ومواقف تتشابه ، وقد تضم مجموعات صغيرة ، أو اتجاهات ومدارس متشابهة في أماكن شتى وأكثرها في مصر ، وبين العرب في أفغانستان وباكستان (بيشاور وغيرها ) .
وكما أسلفت في الحديث عن الإباضية ، إن الوقوف (أي التوقف ) من أصولهم الكبرى ، وكذلك هو من أصول التكفير والهجرة ، أما من عداهم فإنما يتمثل التوقف والتبين في هذا العصر بمجرد ظواهر وسمات ، ونزعات واجتهادات ، ومواقف فردية أو جماعية محدودة – على حد علمي – وقد يصل أمرهم إلى حد أن تنشأ عنهم فرقة أو فرق إذا لم تعالج هذه الظواهر ، والله أعلم .

من أبرز نزعات أهل التوقف والتبين وسماتهم

1- غلبة نزعة التنطع والتشدد في الدين على أفرادها .
2- الميل إلى التكفير باللوازم ، وتكفير من لم يكفِّر على طريقتهم . وقد نتج عن ذلك :
القول بتكفير المجتمعات ، أو أنها جاهلية مطلقاً . ومنه القول بأن الأصل في المسلمين اليوم الخروج عن مقتضى الإسلام – أي : (الكفر والردة ) ، وأكثرهم يبالغ في الأخذ بأقوال سيد قطب في جاهلية المجتمعات ، والعزلة والشعورية ، والبراء ، والتركيز على ما يسمونه بتوحيد الحاكمية والمبالغة في ذلك ، وتعليق الولاء والبراء على تحقيق الكفر بالطاغوت ونحو ذلك .
3- دعواهم القدرة على الاجتهاد – مع أنهم ليسوا من العلماء المؤهلين لذلك - ، وحصر الحق بأنفسهم ومن يوافقهم ، ويحاربون أتباع الأئمة مطلقاً ؛ لذلك نشأ عندهم الإعراض عن علماء المسلمين وترك التلقي عنهم ، وعدم اعتبارهم ، ونزع الثقة بهم .
4- منهم فئات تستهين ببعض أصول التوحيد كالأسماء والصفات ، ولا ترى مناقشة الفرق القديمة ، كالمعتزلة والجهمية والأشاعرة ، بدعوى أنها فرق ليس لها وجود حالياً – أي الجهمية والمعتزلة – أو أن المسلمين كلهم أشاعرة ! ! وهذا جهل وخلط .
5- أكثرهم يعاملون المسلمين في بلاد الإسلام معاملة غير المسلم ؛ إذ يتوقفون في إجراء أحكام الإسلام مع من لم يكن على مذاهبهم ، فلا يصلون خلفه ، ولا يسلمون عليه ، ولا يردون عليه السلام ، ولا يشهدون جنازته ، وكذا سائر الأحكام في النكاح والمواريث .
6- امتحان المسلمين في العقيدة ، بحيث لا يشهدون لأحد منهم بالإسلام إلا بعد التبين من حاله وإقامة الحجة عليه .
7- لا يشاركون سائر المسلمين شعائر الدين ، كالجهاد ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، إلا بحسب أصولهم وهم تحت إمرتهم .
8- منهم من يستبيح بعض المحرمات ، كحلق اللحية ، وترك بعض الواجبات ، كترك الزكاة بدعوى أنهم في مرحلة الاستضعاف ، وأنها أشبه بمرحلة العهد المكي في عهد الرسول – صلى الله عليه وسلم- ، وأن صرف الزكاة متوقف على وجود الإمام بحسب شروطهم .
9- يبالغون في الأخذ بأحكام البراء والولاء إلى حد التنطع والتشدد .
10- كثير منهم يلجأون إلى التقية والإمعان في السرية ؛ لأن عقائدهم وأفكارهم تصادم ما عليه أهل العلم وسائر المسلمين .
11- قد يلتبس أمرهم على الكثيرين ؛ لأنهم يرفعون دعوى التزام السنة والجماعة والتبعية لبعض الأئمة المشاهير ، كشيخ الإسلام ابن تيمية ، والشاطبي ، وبعض أئمة الدعوة السلفية في نجد .
12- من أبرز سماتهم : رفع شعار عدم العذر بالجهل مطلقاً ، على اعتبار أن الجهل بمقتضيات لا إله إلا الله ولوازمها انقطع إما بالميثاق الأول ، أو بدليل الفطرة أو العقل .
13- اهتمامهم الدائم بأصول الفقه فيما يخدم آراءهم مع جهلهم بمقتضيات هذه الأصول .

وبعد : فإن هذه الخصال والظواهر قد لا توجد مجتمعة كلها في فئة بعينها أو شخص ، لكن قد يوجد بعضها أو أكثرها لدى بعض الفئات أو الأفراد ، ولا يزال هذا الاتجاه بحاجة إلى دراسة أوفى أو معالجة أكبر

نايف الحمري
02-17-2010, 05:55 PM
سلسلة مقتطفات في الفرق والأهواء والبدع
رأي شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن تيمية
(رحمه الله) بالرافضة
جمعه وحققه وعلق عليه
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود


بسم الله الرحمن الرحيم
أولا- تقديم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :
فإن التشيع قد نشأ في المجتمع الإسلامي الأول بعد مقتل الخليفة الراشدي الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه
وقد مرَّ التشيعُ بمراحل متعددة ، فلا بد من ذكرها باختصار لنرى ما آل إليه أخيرا ،
المرحلة الأولى -
ظهر بعد مقتل عثمان رضي الله عنه حيث كان بعض التابعين من أهل الكوفة وغيرها يرون أن عليًّا رضي الله عنه أفضل من عثمان رضي الله عنه ، ولم يكن هناك خلاف بأن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما أفضل هذه الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم .
ومع هذا فقد كان من هؤلاء الفقيه والمحدِّث والزاهد ، وقد روى عنهم أهل العلم ، ونقلوا آراءهم
المرحلة الثانية -
ظهرت فرقة جديدة تنكر خلافة عثمان رضي الله عنه ، بعكس الفرقة الأولى ، ورد عليهم أهل السنة والجماعة ، وهؤلاء يمكن أن نسميهم غلاة الشيعة ، فلا يقبل من حديثهم إلا ما وافق الثقات ، وكان لا يتعلق ببدعتهم .
المرحلة الثالثة-
ظهرت فرقة جديدة ، تفضل عليًّا رضي الله عنه على من سبقه من الخلفاء الراشدين ، وقد أنكر عليهم عليٌّ رضي الله عنه بشدة ، وجلد من فضله على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما حد الافتراء
المرحلة الرابعة -
ظهرت فرقة جديدة وهي تنكر إمامة الخلفاء الثلاثة ، بل وتكفرهم ، وتعتبرهم ظالمين لعلي رضي الله عنه ، وتؤمن بالوصية ، والعصمة ، والرجعة ، وهؤلاء هم الرافضة ( الشيعة الإثني عشرية أو الإمامية )

(1/1)


--------------------------------------------------------------------------------

وهؤلاء قد تبنوا أفكار عبد الله بن سبأ اليهودي تماما لأغراض دنيئة ، خبيثة ، وما زالوا يغلون في عليٍّ رضي الله عنه وبنيه حتى رفعوهم إلى مراتب أعلى من مراتب الأنبياء والمرسلين ، وخرج من هذه الفرقة الخبيثة الباطنية والخرمية والبابكية والقرامطة ، والنصيرية ، والإسماعلية ، والدروز وغيرهم من فرق الكفر والضلال
قال أبو عبد الله البخاري في كتابه النفيس خلق أفعال العباد : " ما أبالي صليت خلف الجهمي أو الرافضي أم صليت خلف اليهود والنصارى ، ولا يسلم عليهم ، ولا يعادون ، ولا يناكحون ، ولا يشهدون ، ولا تؤكل ذبائحهم "
**********************
وفي العصور المتأخرة لم يعد هناك شيء اسمه تشيع بالمعنى الذي ذكر في المراحل الأولى ، بل لا يوجد إلا رفض محض ، فتسميتهم اليوم بشيعة فيه تجوُّزٌ كبيرٌ ، بل لا يوجد إلا الرافضة الغلاة ، الذين لا علاقة لهم بالتشيع السابق بتاتا .
*******************
وأصبح نشاط الرافضة اليوم مخيف ومرعب ، حيث وُفِّرَ لهم كل شيء من أجل نشر باطلهم وإفكهم في العالم الإسلامي ، باسم حبّ آل البيت زورا وبهتانا ، وقد طبعت آلاف النسخ القديمة والحديثة ، وبطبعات فاخرة ، وكل طبعة بالألوف ، وتوزع مجانا في كل مكان حلَّ فيه الرافضة غربا وشرقاً .

(1/2)


--------------------------------------------------------------------------------

ولهم مواقع كثيرة جدًّا على النت ، كلها تنضح بالسم الزعاف على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والقدح فيهم ، وسبِّهم ، والوقوع في أذيتهم ، فلا يشكُّ عاقل يؤمن بالله واليوم والآخر بكفر بهؤلاء ، وأنهم أخطر على الإسلام من اليهود والنصارى ، وذلك لأن اليهود والنصارى مكشوفون لدى المسلمين ، فلا ينخدعون بهم ، بينما الرافضة يزعمون أنهم مسلمون ، والله تعالى لم يقل في كتابه العزيز إن اليهود والنصارى في الدرك الأسفل من النار ، ولكنه قال ذلك في المنافقين الذين يعيشون وسط المجتمع الإسلامي ، ويطعنون المسلمين من الخلف ، قال تعالى { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (145) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (146) [النساء/145-147] }
*************************
وأما الدعوة للتقارب مع الرافضة وأنهم مذهب خامس ، ولا فرق بيننا وبينهم إلا في الفروع ، فهي دعوة كاذبة فاجرة ، تدل على جهل من يدعو إلى مثل تلك الدعوة ، وذلك لأنه لم يقرأ كتب الرافضة القديمة والحديثة ، ولم ينظر إلى واقع الرافضة اليوم ، والغاية من هذه الدعوات هو تمييع الإسلام الذي أنزله الله تعالى على قلب نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وإلغاء فكرة الولاء والبراء من الدين ، وجعل أهل السنة والجماعة يصبحون رافضة بالتدريج ، ولا يهمنا كثرة الناعقين في هذا الأمر الجلل ، لأنه ليس بعد الحقِّ إلا الضلال .
******************

(1/3)


--------------------------------------------------------------------------------

وأما محاولة تلميع صورتهم وتحسينها من خلال حزب الشيطان اللبناني، وأنه يقف وحده ضد العدوِّ الصهيوني الشرس !!!!، فهذا التلميع لا ينطلي إلا على السذَّج من الناس ، وذلك لأن تاريخ الرافضة كله مخازي ومصائب على أهل السنة والجماعة ، وما يجري في العراق من مذابح لأهل السنة على يدي أساتذة حسن نصر الشيطان ليس عنا ببعيد ، فلا يجوز الانخداع بوسائل الإعلام التي ظاهرها الرحمة وباطنها من قبله العذاب .
********************
والذي أراه من خلال خبرتي وتجاربي ، أننا لو جمعنا جميع كتب الرفض قديمها وحديثها ووضعناها في كفة ووضعنا في الكفة الأخرى منهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، لفاقها جميعا ، وبين عوارها وأسكتها بلا رجعة .
ومن ثم فإن كل من كتب عن الرافضة وبين بلاواهم، فهو عالة على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .
فهو فارس الميدان بلا نزاع
*********************
وبما أن ما كتبه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله طويل وشائك ، وقلَّ من يستطيع قراءته اليوم ، فقد قمت باختصاره ، وتبيان رأيه فيهم بشكل جليٍّ ، حتى يستطيع أيُّ واحد منا قراءته بسهولة ويسر ، و هو أمر في غاية الأهمية لنا في هذه الأيام العصيبة ، التي اشتدت فيها فتنة القوم ، واستطاعوا من خلال وسائل إعلامهم الخبيثة الماكرة التدليس والتلبيس على الناس .
ثانيا- طريقة عملي في هذا الكتاب
يظهر هذا من خلال الأمور التالية :
1. مقدمة عن تاريخ الرافضة وقد اشتملت على الموضوعات التالية :
* خيانة الرافضة لأهل السنة
* رسالة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لِلمَلِكِ النَّاصِرِ بِفَتْحِ جَبَلِ كسروان
* أثر الشيعة في العالم الإسلامي
* نشر الرفض في العالم الإسلامي
* ظهور اتجاه رافضي عند بعض الكتاب المنتسبين للسنة
* تشويه تاريخ المسلمين
* أثرهم في الأدب العربي
* أثرهم في المجال السياسي
* أثرهم في الفتن الداخلية
* أثرهم في نشر الإباحية

(1/4)


--------------------------------------------------------------------------------

* عقيدة الرافضة في أهل السنة أو كما يسمونهم ( النواصب ) !
* نجاسة أهل السُّنّة عند الرافضة
* حكم من لا يقول بإمامة الاثني عشر عند الشيعة
* جواز اغتياب المخالفين
* عقيدة الطينة عند الشيعة الرافضة
* هل يجوز التعبد بمذهب الاثنى عشرية
2. نقلت خلاصة رأي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بالرافضة من خلال كتابه النفيس منهاج السنة النبوية ومجموع الفتاوى
3. قسمته لفقرات ووضعت عنوانا مناسبا لها ، ورقمتها من أول فقرة حتى آخر فقرة لسهولة الرجوع إليها
4. قمت بتصحيح الأخطاء المطبعية وتشكيل الكلمات الصعبة
5. قمت بمراجعة جميع الآيات القرآنية ، وعزوت كل آية لمصدرها
6. قمت بمراجعة جميع الأحاديث النبوية ، وخرجتها من مصاردها ، وحكمت على الأحاديث التي ليست في الصحيحين ، بما يناسبها بعبارة موجزة
7. علقت على كثير من الموضوعات التي ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، للتأكيد على صحة كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
8. قمت بعمل فهرس عام للموضوعات حسب ترتيبها بالكتاب وذلك لسهولة الرجوع إليها
9. ذكرت مصادر هذه الدراسة ومراجعها بآخر الكتاب
هذا وأسال الله تعالى أن ينفع به جامعه وقارئه وناشره ، إنه نعم المولى ونعم النصير .
قال تعالى على لسان نبيه شعيب عليه السلام :{ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88) [هود/88] }
وكتبه
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
في 24 رجب 1427 هـ الموافق
****************************

أحمد محمد السرحاني
08-05-2010, 03:09 PM
جـــــــــــــزاك الله خيــــــــــــــــرا

خالد ظاهر القويعاني
12-21-2012, 10:35 PM
جزاك الله خير اخوي نايف على المعلومات الثمينه

الأصـــــيلة
02-26-2013, 09:05 AM
جزاك ربي خيراً
.................

علي فالح الرقيقيص
02-26-2013, 03:06 PM
مجهود طيب بارك الله فيك نايف

الوليد محمد رشيد السرحاني البلوي
09-09-2013, 03:30 AM
لمحة عن الشيعة


أطلقت كلمة الشيعة مرادا بها الأتباع والأنصار والأعوان والخاصة. قال الأزهري: (والشيعة أنصار الرجل وأتباعه ، وكل قوم اجتمعوا على أمر قهم شيعة)
استعمال مادة (شيعة) في القرآن الكريم:
وردت كلمة شيعة ومشتقاتها في القرآن مرادا بها معانيها اللغوية على المعاني التالية:
1. بمعنى الفرقة أو الأمة أو الجماعة من الناس.
قال تعالى: ((ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا)) أي من كل فرقة وجماعة وأمة.


قال تعالى: ((فوجد فيها رجليين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه
اختلف العلماء في التعريف بحقيقة الشيعة ، أقوالهم فيما يلي بإيجاز:
1.أنه علم بالغلبة على كل من يتولى عليا وأهل بيته. كقول الفيروز آبادي.
2.هم الذين نصروا عليا واعتقدوا إمامته نصا ، وأن خلافة من سبقه كانت ظلما له.
3.هم الذين فضلوا عليا على عثمان رضي الله عنهما.
4.اسم لكل من فضل عليا على الخلفاء الراشدين قبله رضي الله عنهم جميعا ، ورأى أن أهل البيت أحق بالخلافة ، وأن خلافة غيرهم باطلة
اختلف أقوال العلماء من الشيعة وغيرهم في تحديد بدء ظهورا لتشيع تبعا لاجتهاداتهم ، وحاصل الأقوال هنا:
1.أنه ظهر مبكرا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وعلى يديه كان يدعو إلى التوحيد ومشايعة علي جنبا إلى جنب ، وعلى أن الإسلام والتشيع اسمان مترادفان لحقيقة واحدة أنزلها الله. وتزعم هذا القول محمد حسين الزين من علماء الشيعة وغيره.(الخميني في عصرنا احاضر).
2.أنه ظهر في معركة الجمل تواجة علي وطلحة والزبير. وقد تزعم هذا القوم ابن النديم حيث ادعى ان الذين ساروا مع علي واتبعوه سموا شيعة من ذلك الوقت.
3.أنه ظهر يوم معركة صفين. وهو قول لبعض علماء الشيعة كالخونساري ، وأبوحمزة ، وأبوحاتم.
4.أنه كان بعد مقتل الحسين رضي الله عنه. وهو قول كامل مصطفى الشيبي وهو شيعي.
5.أنه ظهر في آخر أيام عثمان وقوي في عهد علي.
والواقع أن القول الأول مجازفة وكذب صريح لا يقبله عقل ولا منطق ، فالقرآن والسنة مملوءان بالدعوة إلى الله وحمع الكلمة وعدم الفرقة والتحزب.
ولعل الراجح هو القول الثالث - بعد معركة صفين- حين انشقت الخوارج وتحزبوا في النهروان ، ثم ظهر في مقابلهم أتباع وأنصار علي ، على أنه لامانع أن يوجد التشيع بمعنى الميل والمناصرة والمحبة للإمام علي وأهل بيته ، لا التشيع بمعناه السياسي عند الشيعة ، فإن هؤلاء ليسوا شيعة أهل البيت وإنما هم أعداءهم


اللهم اهلك الشيعه اللهم فرق شملهم اللهم زلزل الارض من تحتهم

لعنهم الله والملائكة اجمعين

مشعل بن مشحن السرحاني
09-09-2013, 02:46 PM
جزاك الله خيراً ..................

فضل الحسين
12-21-2013, 10:03 PM
آللّـَّـٌَـہّ يجزاك خيرر