المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جـــــــــــــــــوال الكــــــــا ميرا



ابو البندري
01-05-2010, 09:29 PM
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين 00اما بعد
حرصت شريعة الإسلام الغراء كل الحرص على حفظ حرمات الأشخاص وخصوصياتهم من أن تنتهك بأي صورة من الصور0 أو شكل من الأشكال0 ورتبت على ذلك أموراً كثيرة تحفظ لكل مسلم ومسلمة خصوصياته وكرامته وأسراره0 فقد جاء النهي صريحاً عن التجسس وتتبع عورات المؤمنين والمؤمنات0 وانتهاك الحرمات قال الله جل وعلا00(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)
فهذه الآية تحذر كل من تسول له نفسه أن يعبث بقيم وأخلاق الآخرين00
وقال تعالى00( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا00)

وهنا توضح هذه الآية السياج القوي حول حرمات الأشخاص وحقوقهم وحرياتهم0 وأنه لا يجوز أن تمس من قريب أو بعيد تحت أي ذريعة أو ستار0 فلا يحل الإطلاع على عورات المسلمين أو نشر عيوبهم0 أو انتهاك حرماتهم0 وكشف أسرارهم0 وهذا ما جاءت السنة تؤكد عليه وتوضحه قال صلى الله علية وسلم00 إياكم والظن0 فإن الظن أكذب الحديث0 ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا0 ولا تدابروا0 وكونوا عباد الله إخواناً
ويتوعد رسولنا صلى الله علية وسلم أولئك الذين يتتبعون عورات الناس ويبحثون عن معايبهم فيقول00 يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته0 ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته
وهكذا يعيش المجتمع المسلم آمناً مطمئناً تصان فيه (الأعراض) الحرمات0 ويحافظ فيه على الأسرار0 ولا تنتهك الحرمات0
والتكنولوجيا الحديثة وجدت لخدمة الإنسان وراحته0 وتيسير أمور حياته في مختلف مجالاتها00 وكل مخترع حديث له محاسن ومساوىء مثل الهاتف والإنترنت وغيرها0 ففيها من المنافع تعريف الناس بما ينفعهم في أمور معاشهم ومعادهم، وفيها نشر العلوم الشرعية وغيرها0 وبثها لأكبر شريحة متلقيه0 وبالمقابل فيها من المساوىء الكثير حيث استخدمت للإساءة للآخرين0 ونشر المعايب، والكذب، والبهتان0 ونشر الباطل0 وتزيين الشر وتيسيره للناس00 وكسر الحواجز التي كانت تمنع الناس وتردعهم عن الوقوع في المحاذير الشرعية00
ومن هذه الأجهزة الحديث التي اخترعت حديثاً جهاز ( الجوال ) وقد أفاد الناس منه كثيراً00 وانتفعوا به ويسَّر عليهم كثيراً0 وخدمهم لقضاء حوائجهم خدمة كبيرة0 لكن هذا النفع سرعان ما تكدر لحرص الأعداء على إفساد حياة الناس وبث الشرور بين المسلمين0 فاخترعوا في هذا الجهاز ( كاميرا صغيرة ) تستطيع التصوير دون أن يعلم الطرف الآخر0 وهذا الجوال الذي انتشر انتشاراً هائلاً في أوساط الصغار والكبار0 الذكور والإناث جاء بسلبياته وإيجابياته0 لكن سرعان ما أسيء استخدامه من قبل الكثيرين في تصوير النساء وهن بأكمل صورة وأجملها لاسيما في المناسبات الخاصة والعامة والمدارس والكليات0 ثم ما تلبث هذه الصور فترة حتى تنزل بالإنترنت00 وتنتشر على مستوى كبير0
إن هذا الاستخدام السيء جعل كثيراً من البيوت والأسر تمنع من تحت يدها من حضور كثير من المناسبات حفاظاً على شرفهم0 وصيانة لأعراضهم0 وحماية لكرامتهم.
لقد وصل الحال ببعض ضعاف النفوس من تركيب صور بعض الفتيات مع صورته بطريقة سيئة00 وبث هذه الصورة في الإنترنت مما تسبب في انهيار هذه الفتاة لما رأت الصورة0 وإصابتها بحالة نفسية حادة أدى إلى فقدان عقلها00
وقد خلَّف هذا الجوال 0 الذي يحمل بين طياته كاميرا 0 آثاراً بليغة منها00
00 التفريق بين الأزواج00 وخراب البيوت.
00 انصراف الشباب عن الزواج فيمن تنشر صورتها بأي وسيلة من الوسائل لا سيما إذا انتشرت عبر الإنترنت واطلع عليها آلاف الناس0
00استعمال العبارات الشائنة00 والكلمات التي تخدش الحياء.
00 إضعاف الوازع الديني عند كثير من الشباب والفتيات حتى وصل الحال باستعمالهم لهذه الصور استعمالاً قبيحاً لا يكاد يخطر على بال00
00 الاعتداء على الحياة الخاصة للآخرين0 وانتهاك حرماتهم وتتبع عوراتهم.
00 إشاعة الفاحشة بين الناس0 وصدق الله العظيم( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)

00استخدام هذه الصور استخداماً سيئاً في هدم الأسر والبيوت من باب النكاية بالآخرين0 والكيد لهم0 والتحدي لمشاعرهم00
وهنا أوصي إخواني وأخواتي فأقول00
إن انتشار هذه الجوالات واستخدامها بهذه الصورة المزرية يحتاج منا ومن كل غيور مخلص لدينه حريص على حماية مجتمعه ووطنه أن نواجه هذا الطوفان000 لأن تردي الأخلاق في أي مجتمع هو نذير شؤم بهلاكه.
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هُموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
ولعل أول طريق للتصدي والعلاج000
00 أن نعلم أولادنا بنين وبنات معنى الطهر والعفاف000 وأن نربيهم على الفضيلة ومكارم الأخلاق00 ولو أن كل رب أسرة تابع وراقب واجتهد لأوجد سياجاً آمناً تتمتع به الأسرة ولا يستطيع 00 بحول الله 00 ذئاب البشر اختراق هذا السياج.
00 وأيضاً الحرص على غرس الأخلاق الفاضلة00 وبث معاني التربية الحقة في نفوس النشء بنين وبنات عن طريق الأب والأم0 والمعلم والمعلمة000 ورسولنا صلى الله علية وسلم يقول00 إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق .
00 وأيضاً نوصي أولياء الأمور بعدم فتح الباب لمن تحت أيديهم في شراء هذه الأجهزة وتداولها لأن بداية الشرّ سهلة00 لكن نهايته خطيرة00 والنار تشتعل من مستصغر الشرر00 وعلى قدر تفريط الأبوين بقدر ما تحصل العواقب الوخيمة للأولاد والبنات.
00 وأيضاً متابعة الأبناء والبنات في مراحل سن المراهقة، وتوجيههم إلى الفضائل000 وترك الرذائل00 ورسولنا صلى الله علية وسلم يقول000 كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته 000 والرجل راع في أهل بيته ومسؤول عن رعيته .
00 وأيضاً التشديد في دخول هذه الأجهزة وبيعها0 ووضع الرقابة الصارمة على ذلك00 والجزاء الرادع للمخالف.
00عدم التساهل مع المحارم في حضور المناسبات العامة إلا بعد التأكد من خلوها من هذه الأجهزة00 ووضع رقابة دقيقة عند الأبواب000 والقيام بحملات تفتيش مستمرة في المناسبات والمدارس.
00 منع هذه الأجهزة منعاً باتاً في المدارس والكليات للبنين والبنات.
00 وضع جزاءات رادعة من قبل الجهات الأمنية لأي فرد يخالف التعليمات أو يسيء للآخرين00 وذلك بالغرامة المالية الباهظة00 والسجن الطويل00 وعدم قبول الشفاعة في مثل هذا الأمر000 ولو طُبق ذلك بكل حزم وصرامة لما حصلت هذه الأمور التي تخل بالشرف وتخدش الحياء.
وبهذا تعلم أيها القارىء الكريم أن هذا الجهاز فيه من المحاذير الشرعية أضعاف ما فيه من الإيجابيات، ولذا فالحكم عليه تَبعٌ لاستخدامه000 وقد بسطنا حكم التصوير فيما سبق00 ويزيد عليه هذا الجوال ما أشرنا إليه من المحاذير الكثيرة.
فليتق الله كل مؤمن ومؤمنة000 وليعلم أن كل حركة وسكون مسجلة عليه000 وسيكون الحساب عسيراً00 وإذا غابت أعين الرقيب من البشر لحظة فعين الله لا تنام.
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن قل عليَّ رقيب
فلنحرص جميعاً على ما ينفعنا، ولنبتعد عما فيه ضررنا وضرر مجتمعنا، وهدم أخلاقنا، فسفينة المجتمع تسير بأمان00 والويل كل الويل لمن يخرقها أو يحاول إغراقها.
وفقنا الله لكل خير000 ويسَّر لنا سبل الاستقامة00 ورزقنا الحياء والعفة والكرامة 0هذوالله اعلم واقدر
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين

اشراقة الدعوة
01-06-2010, 02:27 AM
جزاكم الله خيرا.

سعود السحيمي
01-06-2010, 09:01 AM
الان الاطفال تجد معهم جولات كاميرا


الله المستعان بس

وجزاك الله كل خير

ابو البندري
01-07-2010, 10:06 AM
جزاكم الله خيرا.



جزاك الله خير على المرور الطيب

عاشق ابوراكه
01-07-2010, 02:04 PM
فعلا اتفق معك ..

الان بدت تخف ظاهرهـ استخدام الكاميرا .. وصار فيه وعي من النساء ومعرفه ضرر

استخدام الجوالات هذهـ ..

جزاك الله خير ..