المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحت خط النار



عروووبهـ
01-14-2010, 05:50 PM
فى ضاحيه من ضواحى تلك البلده التى كانت تعيش تحت القذائف وصوت طلقات الرصاص وتحت البيوت المهدمه


http://www.rtarabic.com/images/photo/orig/d21/760.jpg





شاهد خليل دارين والدماء ملطخه أرجاء جسدها وبين ذراعيها إمراه كهله تصارع الموت





إثر قذيفه وقعت عليها وهما يسيران .. وتصرخ وتستنجد وتستغيث بالمارين كى يساعدها فى إنقاذ امها






ولكن ؟؟؟؟؟دون جدوى ...فالجميع يجرى هنا وهناك يبحث عمن له بعد تلك الغاره القاسيه التى وقعت عليهم فى منتصف الليل .... اقترب منها خليل وحمل والدتها وقال لها لاتخافى سأحملها الى اقرب مشفى واخذوا يركضوا مسرعين وما




ان وصلوا الى المشفى واستقبلوها الاطباء والممرضات واخذوها منها واختفوا عن الانظار كى يحاولوا إنقاذها




وما هى الا ساعات ليست بطوليه خرج سريراً وبه جثه مغطاه تماما حينها ذهبت دارين مسرعه نحو ذلك السرير




لترى جثة من واذا بها والدتها ...لم تصدق بان الموت كان اسرع من الاطباء والطب ...وخرج خلف ذلك السرير طبيا ليقول لهم كانت إصابتها بالغه .... اخذت دارين تصرخ ولم تصدق ما جرى ...مرت الايام والحزن مخيم عليها




استمر اللقاء بين خليل ودارين الا ان نشات بينهما علاقة حب قويه إنتهت بزواجهما وعاشا حياة ما اجملها برغم من قساوة الحياه وخطورتها ....ورزقا بطفل جميل اسمياه محمد ... وبعد مرور سنه من زواجهما وفى نفس ذلك التاريخ ارادت دارين ان تكسر روتين الحياه والخوف والرعب الذى اصبح ملازما لهم




وقبل عودة خليل من عمله وبعد غياب دام اربعة ايام بلياليها اعدت له طعام العشاء واضات له الشموع ونثرت له الورود فى ارجاء المنزل وكأن تلك اليله هى اشبه بالف ليله وليله وجلست تنتظر وكانها عادت عروس فى ليلة زفافها .




دخل خليل المنزل وهو فى شوق لزوجته وابنه وأستقبلته بأبهى حله وتناولا الطعام الذى اعدته وبينما هما يرقصان على انغام الموسيقى ما هى الا ساعات سعاده لم تدوم طويلا الا واذا بغاره جديده تُطلق صفارة إنذارها ..وبدات الصواريخ والقذائف تتهافت من كل صوب وجانب ..لم تشعر دارين ولم تفكر لحظتها بشىء سوى محمد ذلك الطفل الذى هو قطعه من قلبها وصورة والدتها امام عينها تتذكر ما جرى لها ...اخذت تجرى مسرعه نحو غرفة صغيرها حتى وصلت وحملت طفلها وضمته الى صدرها واخذت تجرى لاتعلم الى اين ستذهب كل ما تعلمه كيف تنجو بصغيرها .. حتى وجدت مخبأ بالقرب من منزلها ... دخلت وأختبات وبعد دقائق تذكرت زوجها واصبحت تصرخ وتقول خليل خليل اين خليل ..

عروووبهـ
01-14-2010, 05:51 PM
سمعتها
حنان تلك المراه التى كانت تعيش بجوار منزلها بوقت ليس بطويل ..فقالت لها ما بك اجابتها دارين هلا امسكتى لى محمد ؟؟؟سأذهب أُفتش عن خليل تركته فى المنزل ...حين وقعت الغاره اخذت منها محمد وذهبت هى الى المنزل لترى ماذا جرى لخليل وحين وصولها لم تجد لا منزل ولا خليل كل ما وجدته هو كومه من التراب المتراكم ...اخذت تجرى وتجول تبحث بين البيوت المهدمه وفى المستشفيات الى ان وصلت الى مستشفى للجيش الذى كان يعمل فيه ...ذهبت الى قسم الطوارىء وسألت موظف الاستقبال اجابها نعم انه هنا ... فلقد اتى الينا وهو مصاب وهاهم الاطباء يحاولون إنقاذه




وما عليكِ الان سوى الانتظار والصبر ..جلست دارين تنتظر فى غرفة الانتظار وليس معها سوى ساعة حائط معلقه والهدوء يعم تلك الغرفه ولا يوجد احد يحاورها سوى تلك الساعه بكلمه واحده ...تك,,تك,,,تك ...كانت تلك اللحظات هى اطول لحظات عاشتها الا ان خرج لها الطبيب واخذت تُسابق خطواتها اليه وقلبها يكاد يخرج من بين اضلاعها وكلمه واحده تدوى بأذنها ( الموت كان اسرع لها منا ) اصبحت دارين تتقدم خطوه وتعود الى الخلف الف خطوه الى ان وصلت الى الطبيب فطمئنها وقال لها انه فى غرفه 210 اذهبى انه ينتظرك هناك ...لم تصدق ما سمعته اخذت تجرى بين اروقت المشفى الى ان وصلت الى الغرفه وشاهدت زوجها نائم ..حينها إطمئن قلبها وجلست تنتظر وبدا يستيقظ خليل وهو




يهتف باسمها واسم محمد ..حينها تذكرت دارين وقالت يا ويلى محمد لقد تركته فى المخبأ مع حنان ... خرجت مسرعه نحو المخبأ ولكنها لم تجد محمد ولا حنان .... خرجت كالمجنونه تبحث وتجرى وتصرخ محمد ... حنان ... ولا احد يُجيب ندائها حتى وصلت الى منزل حنان فوجدته ايضا مثلما وجدت منزلها .... أخذت تسال الماره هنا وهناك عنهم




لم يُطفى احد ناراً إشتعلت بداخلها وعادت الى المشفى وسألها خليل اين محمد حكت له الحكايه .... لم يصدق خليل ما سمع وقرر الخروج من المشفى حتى يبحث عن محمد ... ومرت السنون وهو يبحث عن ابنه ويمارس عمله ولم ييأس من الوصول اليه ..فى تلك الفتره رزقوا بطفله جميله اسمياها سناء ..ولكن لم تستطيع سناء ان تُعوض خليل ودارين فقدانهم محمد ...بل كانوا فى كل سنه وفى يوم مولد محمد تصنع دارين قالب الحلوى وتثطفى الشمعه احتفالا بمرور عام من يوم مولده ومرت السنون وكبر محمد وكبرت سناء ..وتشاء الاقدار بأن يلتقيا فى نفس ذلك المخبأ الذى ضاع فيه محمد بعد إنطلاق غاره جديده من غارات العدو كانت وقتها سناء عائده من الجامعه ودار حديث بينهما وهما ينتظران إنطلاق صافرت الانذار التى تُشير بإنتهاء الغاره وافترقا على موعد لقاء آخر ..استمر اللقاء بينهما ونشات بينهما علاقة حب جميله طاهر لسنوات عده حتى تخرجت سناء من الجامعه وتوظف محمد بنفس المكان الذى يعمل فيه والده وكان تحت إمرته ..وفى يوما عاد محمد لامه وقال لها اريد الزواج فرحت حنان وقالت له من هى ..فقال لها انها سناء إبنة خليل تلك الفتاه التى كانت معنا فى المخيأ وما ان ذكر محمد اسم خليل ودارين حتى وقعت حنان مغشى عليها من هول ما سمعت وقالت له هل انت متاكد مما تقول اجابها نعم اجابته هيا لنذهب الان الى منزلها ..وما ان وصلا الى منزل سناء حتى فتحت سناء لهم الباب وسمحت لهم بالدخول ونادت امى لدينا ضيوف ..جأت دارين وشاهدت حنان ..وقفت وكان شريط ذكريات الماضى وقد عاد من جديد

عروووبهـ
01-14-2010, 05:52 PM
امسكت بها قائله اين كنتى؟؟؟ بحثتُ عنك طيلة تلك السنين فلم اجدك رجعت الى المخبأ فلم اجدك ؟؟؟ وما هى الا لحظات حتى صرخت فى وجهها حنان اهدئى انا ايضا بحثتُ عنكم فلم اجدكم ووسط هذا المشهد وقف محمد وسناء والاستغراب وعلامات الاستفهام تلوح فى وجهيهما ...ونطقا سويا ماالامر .؟؟ما الذى يجرى ؟؟؟ اجابت حنان انا ساحكى لكم القصه



وبينما هى تحكى واذا بدخول خليل وسمع كل ما حُكى حينها قال كيف ؟؟؟يحصل هذا ..انه ابنى ويعمل تحت إمرتى ولا اعلم ؟؟اجابته حنان سأقول لك لما ؟؟بعد ان تعبت من البحث ذهبت لأستخرج شهادة ميلاد لمحمد ولم اكن اعلم سوى ان اسمه محمد خليل لذلك اكملت الاسم بلقب عائلتى حتى استطيع ان استخرج له الوثيقه لذلك لم تعرف انه ابنك .. اخذ محمد يُقبل يدا امه والدموع تنهمر من الجميع وقال محمد ابعد كل تلك السنون التقى بأهلى ...ابعد تلك السنون يظهر لى أٌخت بهذا الجمال وام بكل هذا الحنان ...يالا صدفت الاقدار اتمنى اختى زوجه لى ... ارتمى بأحضان والده وقال له اعمل تحت إمرتك مايقارب الاربع سنوات ولا اعلم بأنك والدى ...هل اعيش حُلم ام حقيقه ...



و تبددت احلام سناء ومحمد بأن يكونا زوجين الى حقيقه رائعه وحب اجمل واسمى وارفع من ذلك الحب ...تبدل الى حب ابدى لا يخالطه زيف فى المشاعر ....




عروووبهـ

يوسف صالح العرادي
01-16-2010, 02:08 AM
الكاتبه الرائعه

عروووبهـ

قصة مؤلمه من و اقع مؤلم
فيها مواقف محزنه و مفرحه

نحن بنتظار جديدك

حمود البلوي
01-17-2010, 05:29 AM
الله ياعروبه طرح اكاديمي متميز كعادتك
فلسفه رائعه ابداع ليس بمستغرب على كاتبه بحجم عروبه
سلمت يمينك اختنا المبدعه

كلي عيوب
01-18-2010, 02:14 AM
قصه رائعه يا بعروبهـ
والحزن واقع الكل يعيشه
دمــــــــــــتي لنا...