المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قمة + قمة + قمة = حدث لا يستحق المتابعة



ناصر
03-02-2003, 06:20 PM
احبتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحياناً تكون التحديات فرصة عظيمة أمام الأمم للتقدم والرقي. الفعل يولد رد فعل والتحدي يولد التحدي ومعه يبدع الإنسان وينطلق، إلا إذا كان ممن هزموا داخلياً فلا يرى في الهزيمة إلا قَدَراً قد صنعه غيره. تدفع التحديات الأمم إلى التفكير بأوضاعها بصورة علمية وإلى البحث في وسائل التصدي والصمود والتوثب والبناء، وكلما عظمت التحديات تعظم الإبداعات وتتفجر الطاقات. هكذا كان شأن العديد من الأمم التي وقعت في مآزق من مختلف الأنواع. أطلقت اليابان العنان لمبدعيها الذين لم يتركوا مجالاً لمعيقات أن تحبط أعمالهم، وكذلك فعلت الصين بعد إحرازها الاستقلال. لم تتلكأ الولايات المتحدة عن حشد الطاقات لمواجهة الكساد في أوائل هذا القرن، ولم تستسلم ألمانيا للخراب والدمار.

أزال هؤلاء الكثير من المعيقات الداخلية وانطلقوا نحو مواجهة الخارجي. قرروا أن يكونوا أحراراً فانطلق الفكر الحر ومعه انطلقت الإبداعات وتحققت الإنجازات العظيمة. وإذا قررت أمة أن تواجه التحدي وتبدع فإنها وحسب المعطيات التاريخية والتجارب الساطعة تستطيع أن تشق طريقها فكريا وعمليا وأن تبتكر الوسائل المتناسبة مع تفاصيل ظروفها.

يواجه العرب تحديات قاسية ومريرة على مدى قرن من الزمن وما زالوا يجترون ذات الشعارات ويحصدون ذات الخيبات. عقدت مؤتمرات كثيرة وقمم عديدة وأمة العرب لم تتغلب على أي من التحديات التي تواجهها ولم تحقق أياً من الشعارات التي لا تتسع الأفواه لها. وهل من الممكن أن تحقق هذه القمة شيئاً ملموساً يمكن أن يبعث روحاً جديدة في الأمة أو ينعش نفوس الجماهير قليلاً؟ لا، لأن:

أولاً: حكام العرب ما زالوا يضطهدون شعوبهم ويخنقون الحريات ويستغلون الثروات ويبثون العيون لمراقبة الناس وملاحقة المعارضين والمناوئين منهم وكل من يرفع صوته محتجاً. إذا أخذنا التاريخ بعين الاعتبار وتاريخ الفلسفة السياسية بالذات وكذلك علم نفس الاستبداد نرى كيف أنه لا يستعبد الناسَ إلا العبيد ولا يحترم حريات الآخرين إلا الأحرار. يأبى الحر أن يناقض ذاته ويتخلى عن تماسكه الشخصي فيحرص على حرية الآخرين ويعتبرها مرتكزاً أساسياً للعمل الجماعي والدفع بقوة نحو البناء والتقدم. أما الذي يستعبد الناس ويحرمهم حرياتهم يخشى أن يكون أمره على كل لسان وأن تتكشف عيوبه ونواقصه وتُعرف تناقضاته. إنه شخص متناقض وفي تناقضه استعباده هو والذي يدفعه إلى البحث عن أسباب القوة ليستر بها حقيقته. إنه عبد لشهوة أو لورطة أو لشخص أو لرذيلة ولا يملك في داخله القوة لامتلاك ذاته والتحرر بحيث ينعتق مما يكبله. إنه أضعف من أن يكون حراً، وأضعف من أن يتعايش مع الأحرار أو يطيقهم.

ليس بإمكان العبد أن يحرر الآخرين أو يدحر الذين يعتدون على الحريات أو أن يحرر ممتلكات أو أراضي أو أن يفك قيوداً لأنه بحاجة أولاً لتحرير نفسه وانفلات طاقاته الإنسانية لتأخذ مواقعها في الفعل الإنساني. وإذا واجه تحديات وصعوبات فإنه لا يملك أن يردها بذات القوة وإنما يلجأ إلى الاستجداء والرجاء والتذلل واستدرار العطف والشفقة علّ الطرف المقابل يرأف بحاله. وهذا ينطبق على الحاكم المستبد الذي يخشى الآخرين كما يخشى شعبه. الاستبدادي جبان وغير واثق من نفسه، وهو جبان بالإجراءات التي يقوم بها حيث يحيط نفسه بأجهزة الأمن والمسلحين والأسلحة لأنه يعي مدى الجرائم التي يقوم بها وومدى الخوف الذي بداخله من عمل جريء او انتقامي يمكن أن يوجه ضده. ولولا جبنه لما كان مستبدا،ً كما أنه لا يمكن للشجاع أن يكون استبدادياً. الشجاع لا يخشى الرأي ولا النقاش ولا مقارعة الحجة بالحجة. أما الجبان فيختبىء دائما وراء سواتر العسكر والاتهامات السخيفة والمضللة لمعارضيه ومنتقديه. ببساطة، هكذا كانت سيرة الأنظمة العربية ولا غرابة أنها تميزت بعلامتين بارزتين وهما الهزائم والاستجداء.

لم تتحرر الأنظمة العربية مما هي فيه، ولا شعوبها ملكت القدرة على التحرر والتحرير، ولا يوجد تبعاً لذلك سبب للاعتقاد بأن القمة العربية ستختلف عن القمم الأخرى. عندما تمتلك الأمة الشجاعة وينطلق عنفوانها ويصبح ابنها حرا على أرضه وحاكمها تحرسه العدالة وتمثيله الحقيقي للشعب يتولد لدينا الأمل بأن القمة ستكون قادرة على صنع التاريخ. أما والحالة هكذا ستبقى الأمة وحكامها وشعوبها المادة التي يصنع الآخرون التاريخ عليها.

ثانياً: العلاقات العربيةـالعربية ما زالت على حالها على الرغم من أن مظاهر النزاعات والخلافات لا تطرح نفسها بقوة إعلامياً. ما زال الشك أساساً في تحديد هذه العلاقات والريبة إحدى ميزاتها. عدد من الأنظمة العربية يبني علاقاته المتبادلة على مبدأ التوجس والحذر لأن الطرف الآخر لا يؤمَن جانبه ومن الممكن أن يوقِع به ويتآمر عليه. ما زالت الأنظمة العربية واقعة تحت تصنيفات قديمة مثل الرجعية والتقدمية، الوحدوية والقطرية، الثورية والاستسلامية، الخ، وما زالت في أغلبها متحوصلة وتسعى إلى بناء ثقافات خاصة بها تفكك أصول الترابط الثقافي التاريخي والديني لصالح فكرة التعاون والتضامن. أنظمة لها نظمها التربوية والإعلامية المتباينة وتحاول صنع ثقافات سياسية وتاريخية واجتماعية خاصة بها وباستقلالية وانفصالية عن باقي الأنظمة العربية.

عرب يحاصرون عرباً، وآخرون يهددون آخرين. أنظمة تظن أن الاعتراف بها من قبل أنظمة أخرى عبارة عن تكتيك تفرضه الظروف، وأن وجودها مهدد في حال سنحت الفرصة. وأنظمة ترى أن حقها في المشاركة منتقص لأنها لا تملك المال ولا القدرة العسكرية وأن الدول الثرية تحاول إلغاء أدوار الآخرين. أنظمة تدعي أنها تحرص على مصلحة الشعب أو الشعوب الشقيقة لكنها لا تستطيع تحمل النظام أو التعاون معه. وكل نظام يتحدث عن المصلحة العربية وهو من الناحية العملية غير قادر على تحقيق مصالح الشعب الذي يحكمه ويسيطر على مقدراته.

ثالثاً: ما زالت العلاقات الخارجية الحسنة بالنسبة لبعض الأنظمة العربية لها أولوية على العلاقات الداخلية بين الأنظمة. هناك أنظمة موالية للولايات المتحدة وتأتمر بأمرها ومصيرها مرتبط بالقرار الأمريكي. تعي بعض الأنظمة العربية أو بالتحديد بعض الحكام العرب أن استمرارهم في الحكم مرتبط بالإدارة الأمريكية وأنه يسهل التخلص منهم بطريقة أو بأخرى إن هم تمردوا على الولايات المتحدة ومصيرها. وهناك أنظمة لا تعمّر بدون الدعم الاقتصادي الأمريكي وقد يقود قطع إمدادات القمح عنها إلى مظاهرات الرغيف، وأخرى ترتبط قيمة عملتها بالمظلة الأمريكية وانهيارها مؤكد في حال رفعت المظلة.

هذا ناهيك عن أنظمة متحالفة مع إسرائيل سراً وعلناً وتقيم معها علاقات تعاون عسكري وتعاون أمني على مختلف المستويات. أنظمة أخرى تطبع العلاقات مع الصهاينة وتقيم علاقات سياسية وديبلوماسية حسنة معهم. وأخرى يقف على رأسها ماسونيون لا يمكن أن يكونوا يوما مع الأمة حتى لو حرصوا على حسن مظاهر الحياة اليومية بخاصة الاستهلاكية منها. ولاء هؤلاء محجوز لصالح قوى معادية وعلى رأسها العدو الصهيوني ولا يمكن لمئات القمم العربية أن تحول بينهم وبين التآمر على مستقبل الأمة وطعنها في الظهر كلما حاولت الوقوف.

هل من الممكن أن تتفق مثل هذه الأنظمة على تعريف من هو الصديق ومن هو العدو؟ وإن لم تستطع، هل من الممكن أن تنبثق عنها سياسة عمل مشترك جدية وملزمة للجميع وخاضعة للتحقق والفحص؟ كيف يمكن لنظام أن يقدم دعماً عسكرياً لنظام آخر في مواجهة إسرائيل بينما يقوم هو بتزويد إسرائيل بمعلومات أمنية؟ وهل من الممكن أن يكون طرف جاداً في مواجهة إسرائيل مع أنظمة أخرى إذا كان هو ملتزماً باتفاقات تفرض عليه التعاون الأمني معها؟ إنها أسئلة لا تحتاج الإجابة عنها إلى عبقرية ولا إلى تجربة سياسية محنكة.

رابعاً: اللقاءات العربية القممية محكومة بفلسفة وقائية وليس بنائية أو وحدوية. تخشى الأنظمة تدهور الأوضاع بطريقة قد تؤدي إلى حركة في الشارع العربي مما قد تُسقط بعض الأنظمة. أغلب علاقات الأنظمة العربية الخارجية تسير باتجاه معاكس للمصلحة القومية العربية على الرغم من إمكانية خدمة مصلحة قطرية محدودة، ولا بد من حماية هذه العلاقات وما يترتب عليها من رد فعل جماهيري يؤذي الأنظمة وذلك بعقد لقاءات لا ترتقي قراراتها إلى مستوى استراتيجي ولكنها تفتح ثغرة في الطوق الملتف حول طموحات وتوقعات الناس. هذه فلسفة لا تحمل في داخلها نوايا البناء والعلو في صرحه، وإنما تحمل نوايا التستر والتمويه. إنها تستهدف مشاعر الناس في كل الأقطار العربية وتحاول وضع غشاوة على عيونهم بحيث يظنون أن الخير قادم.

هذا بالضبط شبيه بالتصريحات الصادرة من قبل أنظمة عربية ضد التطبيع في الوقت الذي تسعى فيه حثيثاً نحو التفاوض مع الصهاينة أو التشجيع عليه. إنها أنظمة تطبّع سياسياً في السر والعلن، لكنها تتحدث عن وقف هكذا نشاطات لإرضاء جمهور الناس. هناك توجس لدى العديد من الأنظمة ولدى الولايات المتحدة وإسرائيل من إمكانية انفجار الشارع العربي مما قد يضع أنظمة عربية في مهب الريح ويمهد الطريق نحو تغيير جذري في مختلف مجالات الحياة، ويؤدي إلى إضرار كبير بمصالح الولايات المتحدة وإسرائيل. ولهذا من المهم تشجيع هذه الأنظمة على اتخاذ خطوات سياسية واقتصادية بين الحين والآخر من أجل امتصاص نقمة الشارع وتهدئة الأعصاب. وهذه النقطة بالذات حمت العراق من بعض القصف والدمار لما يتضمن ذلك من احتمالات تفجر الشارع العربي ولو في بعض الدول العربية.

خامساً: لا يخفي الحكام العرب أنهم يسعون إلى تعزيز التضامن العربي أو ما يسمونه أحياناً بالعمل العربي المشترك. وإذا حكّمنا التاريخ نجد أنهم تمسكوا بالشعار وتخلوا عن الممارسة إلى حد كبير. لم يطوروا تعريفاً للمصطلحات ولم يضعوا بنوداً واضحة لما يعنيه التضامن ولا القواعد التي يرتكز عليها ولا صاغوا تعليمات حول ما هو ملزم وغير ملزم. بقي الشعار خالياً من المتطلب العلمي والعملي الملزم والمرتبط بمعايير للمساءلة والمحاسبة وأخرى يمكن قياس الالتزام حسبها ومحاكمة السلوك بناء على تفاصيلها، وبقيت الخلافات والصراعات العربية قائمة ولم تنحسر لصالح تعاون فعال يحقق إنجازات في مختلف المجالات.

إن من يعجز عن تعريف التضامن وتحديد تفاصيله ومقوماته على مدى سنوات طويلة لن يكون قد جهز نفسه لوحي يسقط عليه فجأة، ومن لم يترجم شعاراته على مدى طويل من الزمن لا يتوقع أن يكون قد نفض عن نفسه كل العوامل والأسباب التي ثبطت عزيمته.

سادساً: لم يحصل في الوطن العربي ما يدعونا إلى الاعتقاد أن أساليب الحكام العرب وطرق تفكيرهم ومعالجتهم للقضايا وأنماط علاقاتهم البينية ومع الغير ستتغير. لم يطرأ شيء أو تغيير جذري يعدل أو يقلب المعادلات القائمة لا على الساحة العربية ولا الدولية وليس من المتوقع أن تكون هناك مبادرة حكامية طارئة تقلب الأمور رأساً على عقب أو تحدث خللاً تجعل الحاضر يتمرد على الماضي. سيبقى الماضي سيد الحاضر وستبقى قرارات القمة تدور حول معالجة قضايا آنية بروح من الترهل والعجز وإن تخللتها بعض عبارات الحزم والجد.

ضمن هذا الواقع الموضوعي سيستمر الجمهور العربي بسماع التصريحات والخطابات المعسولة والمشوقة والمعبرة عن صدق الانتماء والإخلاص والوفاء، وسيبقى انطباعه المتراكم حولها قائماً. أما وسائل الإعلام فستنهمك بتغطية الحدث وستسهب في التحليلات وفي نقل كلمات الحكام وتصريحاتهم وفي تصويرهم مجتمعين أو جالسين أو ضاحكين أو معبسين. وستبقى تغطية الحدث بدون بعد علمي أو فلسفي أو تاريخي يوضح للناس الحقيقة المرة، هذا إن رأى الناس أن انعقاد القمة عبارة عن حدث يستحق المتابعة.

ناصر
03-03-2003, 05:06 PM
هلا اختي غروب الشمس
شكرا لك علي المرور

انتي ما تحبي السياسة وانا ادرس سياسة "صار ليست سنوات ادرس سياسة "
من جد زهقت منها

علي كل الاحوال تحملونا بطرح مثل هذه المواضيع ...............

موسى بن ربيع البلوي
03-03-2003, 09:54 PM
شكرا لك اخي ناصر على هذا الموضوع ..

هذه الحقيقه :

ضمن هذا الواقع الموضوعي سيستمر الجمهور العربي بسماع التصريحات والخطابات المعسولة والمشوقة والمعبرة عن صدق الانتماء والإخلاص والوفاء، وسيبقى انطباعه المتراكم حولها قائماً. أما وسائل الإعلام فستنهمك بتغطية الحدث وستسهب في التحليلات وفي نقل كلمات الحكام وتصريحاتهم وفي تصويرهم مجتمعين أو جالسين أو ضاحكين أو معبسين. وستبقى تغطية الحدث بدون بعد علمي أو فلسفي أو تاريخي يوضح للناس الحقيقة المرة، هذا إن رأى الناس أن انعقاد القمة عبارة عن حدث يستحق المتابعة.

ناصر
03-04-2003, 06:45 PM
اشكرك اخوي ابو نادر علي المرور الكريم

والحقيقة ان العرب يدورون في فراغ ما داموا على ما هم فيه، وسيبقى كتابها ومثقفوها يلعقون ويبتلعون تفاؤلاتهم ويستترون عن الأعين لعدم صحة توقعاتهم. القمة العربية في شرم الشيخ ليست حاسمة وليست تاريخية وليست على مستوى المسؤولية ولن تساهم في تقدم الأمة العربية أو مواجهة التحديات أو ردع الأعداء أو تخويفهم، وهي كغيرها من القمم التي خيبت الآمال وكثر فيها المنمق من الكلام غير المتبوع بحسن الأفعال. وإذا كان لأحد أن يبحث فيما كتبته أقلام العرب أو صرحت به الأفواه حول قمم سابقة فإنه لن يجد عناء في التأكد من التكرار لآمال لا تستند على فكر وعلم بقدر ما تستند على تمنيات ثبت أنها بعيدة المنال.

في بعض لحظات «الإحباط» أرى أمتي كتلة متسخة من اللحم يدحرجها أصحاب المصالح في طرقات الأمم ويعفرها بعض أبنائها بالتراب وهم يركضون أمام أصحاب المصالح أولئك ليدلوهم على مكب نفايات اللحم المتفسخ لقاء ما يعطونهم إياه من فتات.

إذا كان لنا أن نتعلم من تاريخنا فلنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة. كان محمد بن عبد الله رسولاً مؤيداً من الله سبحانه وتعالى ولكنه لم يستأثر برأي ولم يستبد ولم ينهب خيرات الأمة أو أموال الناس، وكانت الأمور مفتوحة أمام أبناء الأمة وخالية من الدسائس والتآمر والإرهاب. وعلى الرغم من إمكانية الاستناد على السماء إلا أنه عمل على ترسيخ منهج الشورى والاستنارة بالرأي. لقد حرص عليه السلام على تفاعل الآراء لأن في ذلك حيوية الأمة المليئة بالنشاط والأخذ والرد والجدل والنقاش، وفي ذلك في النهاية الصواب وتحمل المسؤولية عن طيب خاطر. ولنا في السيرة النبوية أمثلة كثيرة على الأخذ بآراء واجتهادات. ولم يخف الله سبحانه وتعالى عدم صواب الرأي بخصوص الأسرى وليس في ذلك ما ينتقص من قدر النبوة أو شأن الرسول. اكتسبت الأمة قوة عظيمة وعزة عندما صدق القائد مواطنيه وعندما بادله مواطنوه الصدق والغيرة على الأمة، ولو لم يكن القائد قدوة لضاع الرجاء وتبدد الأمل.