المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الثقة الفائقة مبلغ التأثير وعنوان التميز



لحن الحياة
03-10-2010, 03:55 AM
.. الثقة الفائقة ..
مبلغ التأثير وعنوان التميز
مقال الدكتور أكرم رضا بعنوان
" إدارة الذات "

كيف تكتسب الثقة في نفسك؟روي أن عيسى عليه السلام قال: 'ماذا يكسب الإنسان إذا فاز بكل شيءوخسر نفسه'.
ولئن اختلف الأطباء في كيفية ثبوت موت الإنسان طبيًا، فقال بعضهم: إن موت الإنسان يثبت عند توقف القلب، وقال الآخرون: بل يثبت موت الإنسان عند توقف المخ؛ لأنه ثبت أن في بعض الحالات يتوقف القلب ويظل المخ يعمل
فبعيدًا عن قول الأطباء فإننا نقول لك: احذر أن تموت وأنت على قيد الحياة بأن تفقد مصدر الطاقة في رحلة حياتك وهو:
الثقة بالنفس
إن الثقة بالنفس هي طريق النجاح في الحياة، وإن الوقوع تحت وطأة الشعوربالسلبية والتردد وعدم الاطمئنان للإمكانات هو بداية الفشل، وكثير من الطاقات أهدرت وضاعت بسبب عدم إدراك أصحابها لما يتمتعون به من إمكانات أنعم الله بها عليهم لو استغلوها لاستطاعوا أن يفعلوا الكثير، والناس لا تحترم ولا تنقاد إلى من لا يثق بنفسه وبما عنده من مباديء وقيم وحق، كماأن الهزيمة النفسية هي بداية الفشل، بل هي سهم مسموم إن أصابت الإنسان أردته قتيلاً.
يقول مونتغمري في كتابه 'الحرب عبر التاريخ'، 'أهم مميزات الجيوش الإسلامية لم تكن في المعدات أو التسليح أو التنظيم, بل كانت في الروح المعنوية العالية'.

ما هي الثقة بالنفس؟
يقول جرودون بايرون: 'إن الثقة بالنفس هي الاعتقاد في النفس والركون إليها والإيمان بها'.
وأوضح من هذا تعريف الدكتور أكرم رضا: 'هي إيمان الإنسان بأهدافه وقراراته وبقدراته وإمكاناته, أي الإيمان بذاته'.
والثقة بالنفس لا تعني الغرور أو الغطرسة، وإنما هي نوع من الاطمئنان المدروس إلى إمكانية تحقيق النجاح والحصول على ما يريده الإنسان من أهداف.
فالمقصد من الثقة بالنفس هو الثقة بوجود الإمكانات والأسباب التي أعطاهاالله للإنسان، فهذه ثقة محمودة وينبغي أن يتربى عليها الفرد ليصبح قوي الشخصية، أما عدم تعرفه على ما معه من إمكانات, ومن ثم عدم ثقته فيوجودها, فإن ذلك من شأنه أن ينشأ فردًا مهزوز الشخصية لا يقدر على اتخاذ قرار، فشخص حباه الله ذكاءً لكنه لا يثق في وجوده لديه, فلا شك أنه لن يحاول استخدامه، ولكن ينبغي مع ذلك أن يعتقد الواثق بنفسه أن هذه الإمكانات إنما هي من نعم الله تعالى عليهم, وإن فاعليتها إنما هي مرهونةبعون الله تعالى وتوفيه للعبد، وبذلك ينجو الإنسان الواثق بنفسه من شرك الغطرسة والغرور، وها هو سليمان عليه السلام ـ الذي أتاه الله تعالى ملكًا لم يؤته أحدًا من العالمين، لما مر بجيشه على واد النمل وسمع النملة, فماذا كان رده فيه عليه الصلاة والسلام:
{فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} [النمل:19].
فمع ثقته بنفسه وبما حباه الله عز وجل من ملك وإمكانات وقدرة على فهم لغة الحيوانات إلا أنه عليه الصلاة والسلام لم ينس أن ينسب كل ذلك إلى محض فضل الله ومنته.


أنواع الثقة بالنفس
أنواع الثقة بالنفس هما هذان النوعان اللذان وصفهما د:بتكين، وهما:
1ـ أولاً الثقة المطلقة بالنفس:
وهي التي تسند إلى مبررات قوية لا يأتيها الشك من أمام أو خلف, فهذه ثقةتنفع صاحبها وتجزيه، إنك ترى الشخص الذي له مثل هذه الثقة في نفسه يواجه الحياة غير هياب ولا يهرب من شيء من منغصاتها، يتقبلها لا صاغرًا،ولكن حازمًا قبضته, مصممًا على جولة أخرى، أو يقدم مرة أخرى دون أن يفقد شيئًا من ثقته بنفسه، مثل هذا الشخص لا يؤذيه أن يسلِّم بأنه أخطأ وبأنه فشل وبأنه ليس ندًا كفؤًا في بعض الأحيان

2ـ ثانيًا: الثقة المحددة بالنفس:
في مواقف معينة، وضآلة هذه الثقة أو تلاشيها في مواقف أخرى، فهذا اتجاه سليم يتخذه الرجل الحصيف الذي يقدر العراقيل التي تعترض سبيله حق قدرها، ومثل هذا الرجل أدنى إلى التعرف على قوته الحقيقية من كثيرين غيره،وقد يفيده خداع النفس ولكنه لا يرتضيه, بل على العكس يحاول أن يقدرإمكاناته حق قدرها، فمتى وثق بها، عمد إلى تجربتها واثقًا مطمئنًا.
ولا شك أن لك من معارفك من يمثلون هذين النوعين من الواثقين بأنفسهم مما يعطيك الدليل الدافع على وجودهما فعلاً في واقع الحياة، ومع ذلك هل تعلم أن:
أكثر الناس لا يثقون بأنفسهم:فعدد الخارجين على هذين النوعين المثاليين في الثقة بالنفس يفوق كل تقدير،وأكثرهم يطبعهم افتقاد الثقة بالنفس، فلماذا كان أكثر الناس ضعاف الثقةبأنفسهم؟

يقول عالم النفس الشهير ألفريد أدلر:
'إن البشر جميعًا خرجوا إلى الحياة ضعافًا عراة عاجزين، وقد ترك هذا أثرًا باقيًا في التصرف الإنساني ويظل كل شيء حولنا أقوى منا زمنًا يطول أو يقصر,حتى إذا نضجنا ألفينا أنفسنا كذلك، تواجهنا قوى لا حول لنا أمامها ولاقوة، ويقفل علينا شرك الحياة العصرية المتشعبة كما يقف الشَّرَك على الفأر،فهذه الظروف القاهرة التي نخلق ونعيش فيها تترك في الإنسان إحساسًابالنقص باقي الأثر، ومن ثم تنشأ أهداف القوة والسيطرة التي توجه تصرفات البشر'.
ولعل في هذا الكلام شيئًا من الصحة يتوافق مع قول الله تبارك وتعالى:{وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفاً} [النساء:28]
وقوله عز وجل:
{وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً}
[النحل:78].
وإذا سلك الإنسان طريقه في الحياة آخذًا بأسباب القوة والنجاح فإنه يزدادقوة وثقة بنفسه مع الوقت، ومع ذلك فواحدة من أجدى الخطوات في اكتساب الثقة بالنفس أن يدرك الفرد مدى شيوع الإحساس بالنقص بين الناس, فإذا جعلت هذه الحقيقة ماثلة في ذهنك زايلك شعور انفرادك دونسائر الخلق بما تحسه من نقص، ولأن الإحساس بالنقص من الشيوع بمثل ماذكرنا، لذلك يجاهد الناس لاكتساب الثقة بالنقص حتى يرتفعوا إلى مستوى عال مرموق.

ثمرات الثقة بالنفس:
إن معرفة قدر نفسك والإيمان بها تعطيك ثمرات كثيرة تعينك على الحياةالناجحة ومنها:
1ـ تشعرك أن حياة كل شخص متميزة عن سواها:
ذات خصائص فرديةفذة، وتساعدك على اكتشاف خصائصك.
2ـ تجعلك مدركًا تمامًا لإمكاناتك وقدراتك:
وتبين لك نقاط الضعف والقوةفيك فتدفعك إلى الإنطلاق
3ـ تعطيك الاستعداد أن تتخذ قدوة:
وأن تختار النموذج المناسب لك في الحياة وتقتفي الآثار دون تقليد أعمى، وهي الخطوة الضرورية لتحقيق النجاحوالتميز في الحياة.
4ـ توضح لك هدفك:
وتدفعك إلى الوصول إليه، فهي مصدر طاقتك.
5ـ تنتشلك من براثن العجز والسلبية والهزيمة النفسية:
والتي هي السبب الأساسي في الهزيمة، حتى إن التاريخ ليدلل على أن الهزيمة النفسية كانت السبب الأساسي في انهزام الجيوش العسكرية، ولما أرسل سعد بن أبي وقاصرضي الله عنه ربعي بن عامر ليفاوض قائد الفرس رستم دخل ربعي بثياب هالرثة ورمحه وبغلته على رسم في إيوانه وبين حراسه وجنده، ودارت مفاوضات قذفت الرعب في قلب رستم وكان بداية لهزيمة الفرس، إذ سأل رستم ربعيًا فقال له: ما الذي جاء بكم؟فقال ربعي بكل ثقة:
'الله ابتعثنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة ربالعباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنياوالآخرة'.
وخاف رستم وأيقن أنه لن يستطيع أن يكسب الجولة مع هذا الصنف منالبشر، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول:
'ونُصرت بالرعب مسيرة شهر'.ولما بعث المقوقس عظيم مصر رسله إلى جيش عمرو بن العاص رضي الله عنهأبقاهم عمرو عنده يومين ليطلعوا على حياة جند رباهم الإسلام وهيأهم لفتح أرض الكنانة، فلما عادوا إلى المقوقس قالوا له:
'رأينا قومًا الموت أحبإليهم من الحياة، والتواضع أحب إليهم من الرفعة، ليس لأحدهم في الدنيارغبة ولا نهمة، وإنما جلوسهم على التراب وأكلهم على ركبهم وأميرهم كواحد منهم، ما يُعرف رفيعهم من وضيعهم ولا السيد من العبد وإذاحضرت الصلاة لم يتخلف عنها منهم أحد، يغسلون أطرافهم بالماء ويخشعون في صلاتهم'.
فقال المقوقس: 'والذي يحلف به لو أن هؤلاء الرجال استقبلوا الجبال لأزالوها وما يقوى على قتال هؤلاء أحد'.لنتعرف على نقطة البداية ، وهي أن تبدأ بتقييم نفسك، وكيف تعرف مقدارثقتك بنفسك؟ وهل لديك إحساس بالنقص أم لا ؟



ودي وتحيتي

اشراقة الدعوة
03-10-2010, 05:20 PM
جزاك الله خيرا أختي الفاضلة ونفع بعلمك.

سجى الليل
03-10-2010, 05:44 PM
تعجز كلماتي علىشكرك في موضوعك الأكثر من رائع

دمتِ بحفظ الرحمن

عبدالله النبهان
03-11-2010, 01:11 AM
ان ملك الثقه ملك السعاده
طرح رائع
شكرا د.لحن الحياة

لحن الحياة
03-11-2010, 01:49 AM
أحبتي
إشراقة الدعوة
غاليتي سجى

الفاضل عبدالله

طابت أرواحكم على تواصلكم الذي يروقني