المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا ... للحرب ... من يستطيع ان يقولها ؟!!!



موسى بن ربيع البلوي
03-08-2003, 07:40 PM
لا...... للحرب

(ضع توقيعك في نهاية المذكرة)

مذكـــرة

موجهة إلى السيد الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة


صادرة عن منتدى المحامين العرب

تجمع حقوقي عربي مستقل


بمناسبة العدوان الأمريكي على العراق

والصمت عن العدوان والمجازر الإسرائيلية



سعادة الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، السيد كوفي عنان المحترم،


لما كنتم تتولون مهمة الأمانة العامة للمنظمة الدولية، وهو منصب يحملكم مسؤولية كبيرة عما يجري في العالم، ويجعل شعوب العالم كلها ترنو إليكم كحارس على الشرعية الدولية، وضمان لعدم انتهاك أسس السلام بين الشعوب،

ونظرًا لما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية من حروب وعدوان باسم المنظمة الدولية وبالمخالفة لميثاقها، فإن منتدى المحامين العرب، وهو تجمع حقوقي عربي مستقل، رأى مناشدتكم بهذا الخطاب الذي نوجهه لسيادتكم آملين أخذه بعين الاعتبار والاهتمام والرعاية.

* أولاً: الممارسات الأمريكية تشكل خرقًا لميثاق الأمم المتحدة ومقاصدها وضربة للأعراف والقوانين الدولية:

إن المنظمة الدولية تتعرض لأخطر مرحلة منذ تاريخ نشوئها، ولاختبار كفاءتها في إحقاق الحق والعدل بين الدول، وهي مهددة بالإفلاس وفقدان الثقة والإيمان بها من قبل شعوب العالم كهيئة دولية تسعى لتطبيق القانون واحترام سيادة الدول والحفاظ على الأمن والسلام في العالم.

وإن فقدان الثقة بهذه المنظمة وعجزها عن حل وإدارة الأزمات حول العالم بالطرق السلمية والدبلوماسية وفرض احترام القانون الدولي والمعاهدات الدولية على جميع الدول الأعضاء فيها، وعلى قدم المساواة فيما بينها، إنما يشكل ضربة قاصمة لمبادئ القانون الدولي ولأسس قيام السلام بين الشعوب، والعودة بها إلى شريعة الغاب، حيث الحق مع القوة، مما يجعل من المنظمة الدولية مجرد غطاء لتمرير مصالح الدول العظمى، ووسيلة لإسباغ الشرعية على أعمال وتصرفات ليس لها شرعية إطلاقًا وفق مبادئ القانون الدولي، وهي مجرد حسابات ومصالح سياسية وتوازنات دولية، تفرض على الدول الضعيفة باسم الشرعية الدولية، التي بات جميع شعوب العالم يعرف كم هي كلمة خادعة ليس لها معنى.

** ثانيًا: سياسة الولايات المتحدة الأمريكية وراء عرقلة عمل المنظمة الدولية وعدم تطبيق القانون الدولي، ومساعدة إسرائيل على التمادي في عدوانها على الحقوق العربية:

وإن عجز المنظمة عن فرض احترام القانون الدولي وانحرافها عن أداء دورها كأعلى هيئة دولية مناط بها الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، إنما يتكشف من خلال المظاهر التالية:

1) - السطوة الأمريكية على سلوك وقرارات واتجاه عمل المنظمة الدولية، بحيث أصبحت المنظمة مجرد غطاء لتمرير السياسات الأمريكية حول العالم وفق مصالح هذه الأخيرة، وبغض النظر عن مخالفة ذلك لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ولعل استعمال الولايات المتحدة لحق النقض (الفيتو) الممنوح لها لعشرات المرات لتعطيل عمل المنظمة الدولية عند تصديها لحل أي مشكلة لا تتوافق مع نظرة ومصلحة الولايات المتحدة، يشكل دليلاً قاطعًا على تطويع عمل المنظمة الدولية لخدمة مصالح سياسية واقتصادية، وبغض النظر عن أحكام الميثاق ومبادئ القانون الدولي.

كما أن انجرار المنظمة الدولية، لتقديم الغطاء الشرعي لممارسات عدوانية تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الشعوب المختلفة، إنما يؤدي إلى إفراغ هذه المنظمة من محتواها القانوني، إذ تصبح معبرة عن مصالح الولايات المتحدة الأمريكية وجسرًا لتحقيقها وليس عن الضمير الإنساني العالمي.

2) - إن اعتبار الولايات المتحدة الأمريكية كحليف استراتيجي لإسرائيل، أدخل القضية الفلسطينية في نفق التضليل الذي تمارسه الإدارة الأمريكية بحق الأمم المتحدة والعالم، بحيث راحت الولايات المتحدة، تفرض ثقلها السياسي وغير السياسي، لمنع صدور أي قرار جدي ومنتج في منع إسرائيل من العدوان على الحقوق العربية، وذلك في كل مناسبات الاعتداءات المستمرة من هذه الأخيرة على الحقوق والأراضي والشعوب العربية منذ أكثر من نصف قرن.

وقد قامت الولايات المتحدة بعرقلة اتخاذ أي إجراء حاسم وجدي ضد إسرائيل لخرقها المستمر لقواعد القانون الدولي وعدوانها المستمر على الشعب الفلسطيني واحتلالها للأراضي العربية، الأمر الذي جعل المنظمة الدولية تصاب بالشلل التام وعدم قدرتها على حل القضية العربية، بكل تفرعاتها، حتى البسيطة منها، مثل إلزام إسرائيل بإطلاق سراح الأسرى العرب، سواء أكانوا فلسطينيين أم لبنانيين أم سوريين أم غير ذلك رغم صدور أكثر من قرار في هذا الشأن.

كما حال التدخل الأمريكي المنحاز والمصلحي دون تنفيذ إسرائيل لأي قرار صادر عن المنظمة بحقها، ورفضها ذلك، وبمساندة الولايات المتحدة الأمريكية أيضًا التي تؤمن لها باستمرار الغطاء الدولي فضلاً عن الدعم اللا محدود في كل المجالات، وهذا الأمر جعل الولايات المتحدة الأمريكية خصمًا للقضية العربية وليس حكمًا نزيهًا أو راعيًا للسلام كما تزعم، ودخلت في عداء مستحكم مع الشعوب العربية بسبب سياساتها الداعمة لإسرائيل ولاحتلالها وغصبها الأراضي والحقوق العربية، وأشد ما ظهر التماهي بين ذينك البلدين، وقوة التحالف الاستراتيجي بينهما، في مؤتمر دوربان المنعقد في جنوب إفريقيا العام 2001، حيث قامت الولايات المتحدة بالانسحاب من هذا المؤتمر لأنه انتقد العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وصرح بحقيقة كون هذا الكيان الإسرائيلي قائم على التمييز العنصري، الأمر الذي يدل على أن تصرفات الولايات المتحدة تجاه القضايا العربية محكومة بالنظرة الإسرائيلية دومًا، المدعمة بالمصالح الاقتصادية الأمريكية، مما يجعل الممارسات والسياسات الأمريكية بعيدة كل البعد عن الشرعية الدولية ولا تمثلها إطلاقًا.

وبالتالي، فإن الشعوب العربية لم تعد تجد فارقًا يذكر بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية في عدائهما لها؛ الأمر الذي يجعلنا نؤكد على أن مسايرة المنظمة الدولية للسياسة الأمريكية الصهيونية، يؤدي إلى فقدان هذه المنظمة لأي مصداقية على الصعيد الدولي، وفقدان الثقة بها كمنظمة تسعى لإحقاق الحق وتدعيم السلم العالمي وسيادة القانون على مستوى العالم.

*** ثالثًا: أهداف الولايات المتحدة من ضرب العراق ليس لها علاقة بمقاصد الأمم المتحدة بل بتحقيق أطماع ومكاسب استراتيجية خاصة:

وإن هذا المشهد السياسي لطبيعة العلاقة التعاضدية والتحالفية بين الولايات المتحدة وإسرائيل والتماهي الكامل، حتى جن جنون الإدارة الأمريكية من عرض مسلسل مصري، لا يتعرض لها ولا للشعب الأمريكي بأي سوء، سوى أنه يفضح أباطيل ومؤامرات اليهود ضد العرب والعالم، نقول: إن طبيعة هذه العلاقة الاندماجية، جعلنا ننظر إلى الحرب الأمريكية المزعومة على العراق، على أنها حرب إسرائيلية على دولة عربية، تتم بالجندي والسلاح الأمريكيين، وأن الغاية من هذه الحرب، هو تحقيق مصالح مشتركة لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل تتمثل فيما يلي:

1) - ضرب الجناح الشرقي للوطن العربي، وتدمير البوابة الشرقية له وإضعافه وزعزعة استقراره الهش أصلاً، في مخطط يشمل المنطقة العربية والشرق الأوسط بأسره، وتدمير دولة عربية وتقسيمها ودمجها في بوتقة المصالح الأمريكية وكحارس لها.

2) - الاستيلاء على منابع النفط، وتكريس السيطرة الأمريكية عليها، الأمر الذي يمكنها من حسم التنافس الاقتصادي العولمي بينها وبين أقطاب الصناعة في العالم، أوروبا واليابان.

3) - فرض سابقة دولية خطيرة، تتمثل في التدخل العسكري لتغيير نظام الحكم في دولة مستقلة تتمتع بالسيادة الكاملة وفق أحكام القانون الدولي، وهذه السابقة ستستعملها الولايات المتحدة فزاعة وعصا غليظة في وجه الدول العاصية، أي الدول التي ترفض الإملاءات والسياسات الأمريكية.

وبكل أسف، فإن كل ذلك يتم، تحت مظلة الأمم المتحدة وعلى مسمع ومرأى منها، ولكن مع عجز كامل عن لعب أي دور فعال، يعطي المصداقية لهذه المنظمة الدولية التي ولدت لخدمة الشعوب كافة وتحقيق العدل والسلام لكل الشعوب.

4) - التبشير باحتلال دائم ومباشر لمنابع النفط العربية، والتحكم بالسياسة النفطية للعقود المقبلة، والتحكم بالتالي، بالاقتصاد العالمي، مما يجعل من العدوان على العراق، ضرورة مصلحية أمريكية، وليس لمصلحة الأمم المتحدة، مما يجعل الحرب على العراق، حسمًا لمعركة اقتصادية تدور رحاها على صعيد العالم بأسره.

ومن خلال هذه القراءة، يتضح لنا بأن الحرب الأمريكية على دولة العراق ليس لها علاقة بتطبيق ميثاق الأمم المتحدة من قريب أو بعيد، وإنما هي تجسيد وتعبير للمصالح الأمريكية والصهيونية في المنطقة العربية، وإن تجمع المحامين المستقلين العرب، ينظر إلى هذه الحرب على أنه عدوان صريح وفاضح على دولة مستقلة وذات سيادة، وهي حرب غير مشروعة، مما يعطي دولة العراق حق الدفاع عن النفس، ومما يرتب بطلان كل أثر من آثارها المحتملة، وهي حرب عدوان أيضًا على ميثاق الأمم المتحدة ذاته، وطغيان على كل الأعراف والمواثيق الدولية.

وليس أدل على عدم مشروعية هذه الحرب من التصريحات التي يدلي بها الرئيس الأمريكي نفسه في كل مناسبة:

فهو في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة، يعلن أن الهدف هو تجريد العراق من أسلحة الدمار الشامل، وفي بيته الأبيض يعلن أن الهدف هو مكافحة الإرهاب، وفي مزرعته الخاصة يعلن أن الهدف هو تغيير النظام العراقي وتحرير الشعب العراقي منه، ثم يفتح مزادًا علنيًا حول طريقة تقسيم العراق أو طريقة توزيع السلطة في النظام المقبل على متن حاملات الطائرات الأمريكية.

وهذا ما يؤكد استخفاف الولايات المتحدة بالمنظمة الدولية، وعدم مراعاتها لميثاقها، والذي يحرم تدخل أي دولة في شؤون الدول الأخرى، وضرورة احترام سيادة كل دولة على أراضيها، وفق ما نصت عليه المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة.

**** رابعًا: إن الإجراءات التي قامت بها الولايات المتحدة ضد دولة العراق هي إجراءات حربية انتقامية ليس لها علاقة بهدف الانسحاب من دولة الكويت ولا بتنفيذ قرارات مجلس الأمن:

إن مخالفة الولايات المتحدة الأمريكية لميثاق الأمم المتحدة وللقانون الإنساني الدولي لم تبدأ اليوم، وإنما صبغت ممارساتها على طول التاريخ، ومنذ العدوان على العراق في المعركة المعروفة بعاصفة الصحراء من أجل تحرير الكويت، إذ أن العمليات العسكرية، وكما يقول العديد من الخبراء، لم تهدف إلى إخراج العراق من الكويت فقط، وإنما إلى تدمير العراق ذاته، بدليل العمليات الجوية الواسعة التي قامت بها الولايات المتحدة داخل الأراضي العراقية، وضربها لأهداف ليست مشمولة بقرارات مجلس الأمن، علمًا أن قرارات مجلس الأمن التي صدرت عقب غزو الكويت، صدرت من أجل نتيجة محددة وهي تأمين انسحاب العراق من الكويت وتحرير هذه الأخيرة، ولكن الولايات المتحدة قامت بحرب شاملة ضد العراق بغض النظر عن انسحابه من دولة الكويت، واستمرت في عدوانها عليه رغم هذا الانسحاب، وفرضت عليه حصارًا جائرًا غير مقبول في كل المواثيق الدولية ويشكل جريمة إبادة جماعية، علمًا أن الولايات المتحدة استهدفت منشآت مدنية داخل العراق، كما أنها قامت بخرق فاضح ومهين لمعاهدات جنيف الأربع، لاسيما المعاهدة الأولى، المادة (50) التي تمنع قتل الأبرياء المدنيين أو الجنود المنسحبين، فضلاً عن ترك الجرحى والمرضى في ساحة المعركة بدون السماح لقوات الصليب الأحمر بالتدخل للإسعاف والعلاج، وذلك حينما قامت بقتل وقصف القوات المنسحبة على خط الجهراء - البصرة، بحيث تراكمت الجثث والمعدات على طول الطريق، في مذبحة شائنة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، علمًا أن تلك القوات جرى ضربها خارج أراضي الكويت، مما يؤكد النية العدوانية الأمريكية تجاه العراق وتدميره، بغض النظر عن انسحابه من الكويت أو تطبيق قرارات مجلس الأمن، وهذا ما حمل أحد الصحافيين الأجانب على وصف المشهد على خط الجهراء البصرة بقوله: ((لا أستطيع وصف ذلك المشهد بكلمة مجزرة، حيث كان أكثر المشاهد المرعبة التي شاهدتها في حياتي.. جثث محترقة وجنود وأهالي عزْل يهربون وينسحبون.. ومع ذلك تم قتلهم)).

وإضافة لما تقدم، فقد ثبت إقدام الولايات المتحدة على ضرب منشآت مدنية (مدارس ومشافٍ ومعامل مدنية) بحيث دمرت أكثر من (650) مدرسة و(70) مَشْفًا ومستوصفًا، خلال غاراتها الجوية داخل أراضي العراق، مما يؤكد أنها تمارس حرب إبادة وتدمير ليس لها أدنى علاقة بميثاق وقرارات الأمم المتحدة.

وقد ثبت استعمال الولايات المتحدة في عدوانها على العراق أسلحة محرمة دوليًا وتحتوي على مادة اليورانيوم المنضب، الذي يدمر البيئة والتربة ويسبب أمراضًا خطيرة، عانى منها ولا يزال شعب وأطفال العراق.

إنه لمن المؤسف حقًا أن تصبح المنظمة الدولية سهلة الانصياع للإملاءات الأمريكية، وأن ترتكب باسمها جرائم كبرى، تشكل إبادة جماعية وحرب عدوان على شعب آمن ودول ذات سيادة.

من المؤسف أن يموت مليون ونصف المليون عراقي بسبب حصار جائر غير إنساني فرضته المنظمة الدولية تحت ضغط وتأثير الولايات المتحدة الأمريكية، وأن يستمر هذا الحصار لأكثر من عقد من الزمان، وأن يبقى مستمرًا بحسب الرغبة الأمريكية ويمنع شعب بأسره من أسباب العيش والحياة الكريمة، ثم يتم تجريب أفظع الأسلحة الفتاكة الأمريكية والمحرمة دوليًا فيه، تحت شهادة المنظمة الدولية.

من المؤسف أن تفرض إجراءات وممارسات باسم المنظمة الدولية، فيما هي مخالفة لكل مبادئ القانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة ذاته.

ومن المؤسف أن تسيطر دولة على مقدرات وقرارات المنظمة الدولية لتنفيذ مآرب خاصة بها، وتكون المنظمة سلسة الانقياد لتلك المصالح الدنيئة.

***** خامسًا: حول عجز المنظمة الدولية عن تطبيق قراراتها بحق إسرائيل بسبب مواقف الولايات المتحدة الداعمة لهذه الدولة الغاصبة:

إننا، نحن المحامون المستقلون العرب، ننظر بعين الخيبة والحزن لما آل إليه وضع المنظمة الدولية من عجز وارتهان لمصالح الولايات المتحدة، ولحالة فقدان المصداقية، لاسيما حالة الشلل التام عن تطبيق الميثاق والقرارات على جميع الدول دون استثناء، ولاسيما إسرائيل التي قامت على العدوان وما زالت مستمرة عليه تحت مرأى ومسمع المنظمة الدولية والعالم بأسره، وهي الدولة الوحيدة التي تعتبر نفسها فوق القانون وفوق قرارات المنظمة الدولية وفوق كل اعتبار، سوى اعتبارات التوسع والعدوان.

إن هذه الدولة المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، رفضت، وما زالت ترفض كل القرارات الصادرة عن المنظمة الدولية بصدد القضية الفلسطينية والحقوق العربية، كما أن سياساتها العدوانية تشكل خرقًا مستمرًا وفاضحًا لمبادئ القانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة وللمعاهدات الدولية، وقد ارتكبت كل الجرائم التي تستحق عليها العقاب واتخاذ التدابير الزجرية والقمعية، وفق أحكام الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، إلا أن المنظمة، وقفت عاجزة عن اتخاذ أي إجراء جدي بحقها، بسبب موقف الولايات المتحدة المساند لها باستمرار.

وإن جولة سريعة على بعض القرارات والمعاهدات الدولية التي لم تلتزم بها إسرائيل، نجد أنها لم تترك قاعدة قانونية دولية إلا وخرقتها، وهي ما زالت ترتكب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني كل يوم، وتمثل ذلك في قتل أطفال المدارس والنساء والشيوخ والشباب العزْل من السلاح وتدمير المنازل وتخريب الممتلكات واستخدام الأسلحة والأعيرة المحرمة دوليًا والغازات السامة، وسياسة العقاب الجماعي، والتجويع والحصار الاقتصادي حتى الأطفال الرضع لم يسلموا من بطشها وطغيانها، وكذلك قيامها باغتيال المدنيين وقتلهم بدم بارد، واعتقال الآلاف وضرب البنية التحتية المدنية، وقصف سيارات الإسعاف ومنع الجرحى من الوصول إلى المشافي وتلقي العلاج اللازم واعتقال العشرات وإتباع سياسة التصفية والاغتيال، فضلاً عن استمرارها في احتلال أراضٍ عربية، كل ذلك يجعل إسرائيل في وضعية الدولة العاصية، ويجعل تطبيق أحكام الفصل السابع عليها أولى من تطبيقه على العراق الذي انسحب من الكويت واعترف بها كدولة مستقلة ذات سيادة ولم يعد يشكل حالة عدوان على أي دولة أخرى، مما لا يجوز معه القيام بأي عمل عسكري ضده تحت أي ذريعة.

سيادة الأمين العام:

إنه يحق للمواطن العربي، أن يتساءل: لماذا تهب الأمم المتحدة فجأة وبسرعة وفي وقت قياسي لتعبئة كل آلات ووسائل الحرب على العراق، بينما تنام قراراتها سنين وسنين في أدراج مجلس الأمن والجمعية العامة، دون أن تطبق على دولة تدوس على كل القوانين والمعاهدات، ألا وهي إسرائيل ؟؟

وإن مجرد إلقاء نظرة سريعة على القرارات التي صدرت بحق هذه الدولة المعتدية والغاصبة، ومعرفة مصير هذه القرارات، يكشف لنا مدى عجز المنظمة ومدى سيطرة النظرة الأمريكية على توجهاتها، فمن هذه القرارات التي نذكرها على سبيل المثال لا الحصر:

1 - قرار الجمعية العامة رقم (194) لعام 1948 المتعلق بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي أخرجوا منها بفعل الاحتلال الإسرائيلي.

2 - القرار رقم (3236) الصادر عن الجمعية العامة والذي جاء صريحًا في الاعتراف بالشعب الفلسطيني كشعب له حق تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وممارسة السيادة الكاملة عليه.

3 – القرار رقم (242) لعام 1967 الذي تضمن انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في حرب حزيران، ومنها الجولان السوري.

4 – القرار رقم (605) الصادر عن مجلس الأمن بأغلبية (14) عضو وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت، وهو القرار الذي أدان انتهاك إسرائيل لحقوق الإنسان في فلسطين المحتلة، وأكد خضوعها لمعاهدة جنيف الخاصة بحماية المدنيين وقت الحرب وأكد القرار بأن هذه المعاهدة تنطبق على الوضع في الأراضي الفلسطينية.

5 - قرارات مجلس الأمن المتعلقة بمدينة القدس وخاصة القرارات (252) لعام 1968 و(267) لعام 1969 و(465) لعام 1980 وغيرها، التي اعتبرت إجراءات هذه الدولة بتهويد المدينة وضمها لها باطلة وغير شرعية، ويذكر هنا دعم الولايات المتحدة لهذا الإجراء عندما قررت نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، رغم مخالفة هذا الإجراء لقرارات الأمم المتحدة.

6 - القرارات المتعلقة بتجريم الاستيطان وضرورة وقف وإزالة المستوطنات ومنها القرار رقم (446) لعام 1979و(452) لعام 1976 و(465) لعام 1980.

وكل هذه القرارات، وغيرها كثير، ما زالت بدون تنفيذ، مما يصم دور المنظمة الدولية بالقصور والعجز والمحاباة أيضًا.

فضلاً عن سكوت المنظمة الدولية عن خرق إسرائيل للمعاهدات الدولية، ومنها معاهدات جنيف الأربع، والإعلان بشأن حماية النساء والأطفال في المنازعات المسلحة الصادر بموجب قرار الجمعية العامة رقم (3318) لعام 1974، وكذلك اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بالقرار (39/ 46) لعام 1984، وكذلك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها الصادرة عن الجمعية العامة بالقرار رقم (260 د - 3 ) لعام 1948، وغير ذلك من اتفاقيات دولية نافذة، خرقتها إسرائيل وما زالت بسياساتها العدوانية واستمرار احتلالها لأراضي الغير بالقوة، وبنائها للمستوطنات وتهجير السكان الأصليين، وممارسة سياسة التمييز العنصري بحقهم، وارتكاب جرائم حرب، بحق الشعب الفلسطيني، وقيامها بخرق السيادة الوطنية لدولة لبنان كل ذلك، يبرر، بل ويفرض القيام بإجراءات عقابية وقمعية بحق هذه الدولة العاصية، استنادًا إلى أحكام الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

وبالتالي، وعلى ضوء ما تقدم، فإننا ننظر إلى تحركات الولايات المتحدة للعدوان على العراق، للسيطرة على ثرواته وتغيير النظام الحاكم فيه، إنما يشكل خرقًا لميثاق الأمم المتحدة ولمبادئ القانون الدولي، ولكل الأعراف القانونية المستقرة، ويشكل سابقة خطيرة، يجب عدم توريط المنظمة الدولية في إسباغ الشرعية عليها، لأن ذلك من شأنه تدمير هذه المنظمة بتدمير مصداقيتها وتسخيرها لتحقيق مصالح الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل.

لذلك، فإننا نهيب بسيادتكم التدخل الفعال، لمنع العدوان الأمريكي والبريطاني على العراق، وذلك حفاظًا على ما تبقى من هيبة ومصداقية الأمم المتحدة، ونلتمس منكم استشعار الوضع الخطير الذي تمر به المنطقة والمنظمة على السواء، وضرورة تحمل المسؤولية التاريخية من موقعكم على رأس أعلى هيئة دولية، ومنع العدوان على شعب آمن مستضعف ومحاصر، وإعادة الحياة إلى الشرعية الدولية ونزعها من براثن السطوة الأمريكية والصهيونية التي أفقدت هذه المنظمة كل مصداقية ... وشرعية.

لذلك، فإن منتدى المحامين العرب، إذ يوجه إلى سعادتكم هذا النداء، يهيب بكم اتخاذ موقف تاريخي بحجم آمال الملايين وبحجم حياة ملايين الأبرياء ومستقبل الأطفال، بأن تبادروا إلى اتخاذ المواقف التالية:

1 - الإعلان بشكل واضح وصريح بأن ضرب العراق والعدوان عليه مخالف لميثاق الأمم المتحدة وكل المعاهدات الدولية ذات العلاقة، والإعلان بأن هذه الحرب العدوانية ليس لها أي شرعية دولية، وهي مخالفة بشكل فاضح لميثاق الأمم المتحدة ولمبادئ القانون الدولي، وأن يتحمل كل شخص شريف ومن موقعه، مسؤوليته التاريخية عن هذه الحرب ونتائجها المدمرة، وأن لا تكون المنظمة الدولية التي جاءت لخدمة وسعادة المجتمع الإنساني، مظلة وشريكًا لحرب عدوانية حاقدة. وضرورة أن تسحب المنظمة الدولية مظلتها عن مثل هذا العدوان.

2 - مطالبة الولايات المتحدة برفع الحصار المفروض على شعب العراق وعدم اشتراك الأمم المتحدة في هذه الجريمة الكبرى التي تشكل إبادة جماعية لشعب أعزل.

3 - القيام بتطبيق قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن على إسرائيل بذات الطريقة واستخدام كل الوسائل العقابية والتدابير الزجرية بحقها، ومحاسبتها على المجازر والعدوان اليومي الذي ترتكبه بحق الشعب الفلسطيني، وفرض تنفيذ القرارات الدولية عليها بالقوة كما حصل في العراق.

4 - إعادة الحياد والتوازن إلى عمل المنظمة الدولية وتخليصها من سطوة الولايات المتحدة وتسخيرها لخدمة مصالحها بالمخالفة لميثاق الأمم المتحدة والخروج بها عن مقاصد إنشائها.

ونأمل أن تأخذ سيادتكم الدور المنوط بكم على صعيد الأمم وشعوب العالم، لإحقاق الحق وتحمل المسؤولية التاريخية عن ذلك، ووضع حد لهيمنة الولايات المتحدة على سلوك المنظمة الدولية وقراراتها، وعدم إقحام المنظمة الدولية في تبرير ممارسات عدوانية تغطي مصالح سياسية واقتصادية أبعد ما تكون عن مقاصد الأمم المتحدة وميثاقها.

ونذكر بأن التاريخ قد يكتبه الأقوياء، كما كتبوا ميثاق الأمم المتحدة على مقاسهم ذات يوم، ولكن التاريخ أيضًا لا يغفر قتل الأبرياء واستباحة عدالة السماء.


http://www.mohamoon.net/signatures.asp







http://groups.yahoo.com/group/samz31

نرجو نشر عنوان هذه القائمة البريدية لتعم الفائدة

وللرغبة في ألاشتراك أرسل رسالة فارغة لهذا البريد

samz31-subscribe@yahoogroups.com