المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماتت وهي ترقص؟؟؟؟؟؟؟؟



حماد سعد السحيمي
08-01-2005, 04:11 AM
قصة يرويها الشيخ عباس بتاوي



الساعة الرابعة عصراً ، الوقت يمضي ، والسائق في الخارج ينتظر ... ألقت العباءة على كتفيها ، وألقت بالغطاء على رأسها ... لا بأس سوف أصلحها في السيارة ..



ركبت السيارة ، كشفت الغطاء عن وجهها ، أصلحت من حال عباءتها ، تأكدت من حقيبتها ، الهاتف النقال ، المال ، عطرها .... لم تنس شيء .... انطلقت السيارة بهدوء نحو صالون التجميل ، وتجولت هي بنظرها ... وقفت السيارة ، ارجع إلينا الساعة الثانية عشر ...



النساء كثير في الداخل ، لا بأس فأنا عميلة دائمة ومميزة ، لابد أن تراعي صاحبة الصالون هذا الأمر وإلا ...



استقبال حافل ، تبادلن الابتسامات ، ذهب الخوف ، لن نتأخر كثيراً ...



هذا حمام زيتي ، انتظري ساعة ...



مجلة أزياء ، عرض لبعض التسريحات ، قلبت الصفحات تنقلت بين المجلات المختلفة



مضت الساعة ، ارتفع آذان المغرب ، أسلمت نفسها لمصففة الشعر ، جففت شعرها ، غاب الآذان ، ومضت الصلاة ...



إزالة الشعر وتنظيف البشرة ، أنصتت لموسيقى هادئة ، تحولت لأخذ حمام مائي ...



ارتفع الآذان ، إنها صلاة العشاء ، لم يتبق على الفرح سوى بضع ساعات ...



وضعت رأسها بين يديّ المصففة ، اختارت التسريحة ، تناثر الشعر بين يديها ، يودعها وداعاً حزيناً ، ألقت نظرة إلى المرآة لم تعرف نفسها ، ارتسمت ابتسامة على شفتيها ، لن يسبقني أحد ... رسمت وجهها لطخته بالألوان ، تغيرت ملامحها ، نظرت إلى الساعة ، الواحدة ، ألقت العباءة على كتفها ، وبحذر شديد و ضعت الغطاء على رأسها ...



ركبت السيارة ... إلى المنزل بسرعة لقد تأخرت ...



لبست فستانها ، تعرت من حياءها ، بدت بطنها ، وسائر ظهرها ، أنكمش الفستان عن ركبتيها ، دارت حول نفسها ، لن يغلبني أحد ...



العيون ترقبها ، الكل يتأملها ، نظرات الاعجاب تحيط بها ، تقترب منها ...



نظرات السخط تنفر منها ، تغمض عينيها تقززاً من حالها ...



السفيهات يلاحقنها بالتعليقات الساخرة ...



رقصت على انغام الموسيقى ، اهتز جسدها ...



تنوعت الأغاني وتنوع رقصها ...



لم يسبقها أحد ، ولم يغلبها أحد ...



الكل يتابعها ، الكل يتحدث عنها ...



من أين أتت بكل هذا ؟



كيف تعلمت كل هذا ؟ وكيف حفظت كل هذه الأغاني ؟



الكل يعرف الإجابة ...



توقفت عن الرقص ، سقطت على الأرض ، ارتفع الصراخ ، تدافع النساء إلى المسرح ، نادوها فلم تجب ، حركوها فما تحركت ، ارتفع الصراخ ، حملوها ، أحضروا الماء ، مسحوا وجهها ، بكت الأم والأخوات ، ارتفع العويل ، علا النحيب ، تدخل الأب والأخ ، اختلطت الأمور تحول الفرح إلى حزن ، والضحكات إلى بكاء ، توقف كل شيء ...



ألبسوها ... غطوا ما ظهر من جسدها ...



حضر الطبيب ، أمسك بيدها ، وضع سماعته على صدرها ، أرخى رأسه قليلا ، انطلقت الكلمات من شفتيه لقد ماتت ... لقد ماتت ...



ارتفع النحيب ، جرت الدموع ...



ألقت الأم بجسدها على صغيرتها الجميلة ، أخفى الأب وجهه بين يديه ، الأخ يدافع عبراته ، خلاص يا أمي خلاص ...

قامت الأم مذهولة ، صرخت ، لقد تحركت ، تحولت الأنظار نحوها ، لقد جنت ، لقد ماتت هكذا قال الطبيب ...



أسرع الأب والأخ والأخوات نحو الأم ...



المشهد رهيب ، والمنظر مؤلم ...



سقطت الأم على الأرض...



الأخوات فقدن السيطرة على مشاعرهن ...



والأخ يصرخ ... لا ... لا ... مستحيل ...



تجلد الأب ، أمسك بالأخ ، وبلهجة حازمة أخرج الأخوات ، وهن يحملن أمهن ...



حضر بعض النسوة من الأسرة ...



نظروا إلى الميتة ، ترقرقت الدموع ، وضعت الكبيرة منهن يدها على رأسها ، انطلقت منها كلمة : فضيحة ... فضيحة ...



أسرعت نحو الأب ، يجب أن تستر عليها ، أحضروا المغسلة هنا ، ادفنوها بين الصلوات ، إنها فضيحة ، ماذا يقول الناس عنا ...



أرخى الأب رأسه ، نعم ، نعم ... إنا لله وإنا إليه راجعون ...



جاءت المغسلة ، جهزت سرير الغسل ، وضعت الأكفان والطيب ، جهزت الماء ...



أين جثة المتوفاة ؟...



سارت العمة أمامها ، فتحت الباب ...



الفتاة على السرير مغطاة بغطاء سميك ...



وبجانب السرير وقفت الأم تكفكف دموعها ...



أمسكت بورقة الوفاة ، الاسم ............ العمر : ثمانية عشر عام ، سبب الوفاة : سكتة قلبية ...



شعرت بالحزن ، نطقت بكلمات المواساة للجميع ...



كشفت الغطاء ، تحول الحزن إلى غضب ، لماذ تركتموه على هذا الوضع ، لقد تصلبت أعضائها ، كيف نكفنها ...



الحاضرات لم يستطعن الإجابة ، سكتن قليلاً ...



زاد حنق المغسلة ، انبعث صوت الأم ممزوجاً بالبكاء ...



لم تكن هكذا حينما ماتت ، لقد اتخذت هذا الوضع بعد لحظات من موتها ...



لقد سقطت على المسرح وهي ترقص ، حملناها جثة هامدة ، حضر الطبيب ، كتب التقرير ، ايقنت حينها بأنني قد فارقت ابنتي ، ألقيت بجسدها عليها ، رحت أقبلها ، وأبكي ، شعرت بيدها اليمين ترتفع ، ويدها اليسرى تعود وراء ظهرها ، أما قدمها اليسرى فقد تراجعت للوراء ، أرعبني الموقف ، صرخت حينها ثم سقطت على الأرض ، لأجد نفسي في غرفتي ومن حولي بناتي يبكين أختهن ، ويبكين نهايتها المؤلمة ...



انتحبت بالبكاء ، أنا السبب أنا من فرط في تربيتها ، أنا من غشها ، ياويلي وياويلها من عذاب الله ياويل أباها وياويلنا جميعاً ...



كانت تحب الرقص والغناء ، فماتت ...... ، وستدفن في قبرها ........ يارب ارحمها يارب ارحمني يارب اغفر لها ...



محاولات لأعادة جسدها إلى وضعه الطبيعي ، الفشل كان النتيجة ...



بذلت المغسلة مجهوداً جباراً في تكفينها ...



وفي لحظة هدوء وبعيداً عن العيون ، نقلت الجنازة إلى المقبرة ...



وهناك صلى عليها الأب والأخ وبعض المقربين ...



نعم لقد دفنت وهي في وضع راقص ...



قال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون } التحريم / 6 .

سعود السحيمي
08-01-2005, 09:29 PM
أخوي حماد السحيمي يعطيك الف عافيه على نقل القصه

هل من معتبر ؟؟؟؟؟؟؟؟





رقصت على انغام الموسيقى ، اهتز جسدها ...
تنوعت الأغاني وتنوع رقصها ...
لم يسبقها أحد ، ولم يغلبها أحد ...
الكل يتابعها ، الكل يتحدث عنها ...
من أين أتت بكل هذا ؟
كيف تعلمت كل هذا ؟ وكيف حفظت كل هذه الأغاني ؟
الكل يعرف الإجابة ...
توقفت عن الرقص ، سقطت على الأرض ، ارتفع الصراخ ، تدافع النساء إلى المسرح ، نادوها فلم تجب ، حركوها فما تحركت ، ارتفع الصراخ ، حملوها ، أحضروا الماء ، مسحوا وجهها ، بكت الأم والأخوات ، ارتفع العويل ، علا النحيب ، تدخل الأب والأخ ، اختلطت الأمور تحول الفرح إلى حزن ، والضحكات إلى بكاء ، توقف كل شيء ...
ألبسوها ... غطوا ما ظهر من جسدها ...
حضر الطبيب ، أمسك بيدها ، وضع سماعته على صدرها ، أرخى رأسه قليلا ، انطلقت الكلمات من شفتيه لقد ماتت ... لقد ماتت ...
ارتفع النحيب ، جرت الدموع







تحياااااااتـــ السحيمي ـــــــي

أحمد بن حمودالعرادي
08-01-2005, 10:24 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حماد السحيمي
جزاك الله خير واحسن الله خاتمتنا وخاتمة جميع المسلمين

ياسر حمدان المقبلي
08-02-2005, 12:23 PM
اسئل الله حسن الخاتمه لي ولكم

مشكور اخوي حماد السحيمي على القصه المحزنه