المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الموت(رغب للمؤمن رعب للكافر)



المهرجان
05-11-2010, 11:48 PM
الموت هو سلب الحياة بدون نقض بنية , وهذا لا يجريه إلا الله سبحانه وتعالى . والقتل هو هدم البنية فتخرج الروح لا تحل في بنيان ليس له مواصفات خاصة , تقتضي أن يكون المخ سليما وكذلك القلب , وبقية أجزاء الجسم ,وهذا الهدم بإمكان الإنسان أن يفعله , وليس معنى ذلك أن أحدا عجل بأجل القتيل . لكنه تدخل في بنيان أقامه الله فهدمه ولو لم يتدخل احد يموت الإنسان ولو لم ينقض احد البنية . الإنسان أطول طفولة من كل الحيوانات لان مهمته في الحياة أسمى واكبر , والألم جند من جنود الشفاء ومنبه قبل فوات الزمان فسبحان الخالق .
إذن الموت عمليه ايجابية وليست سلبية كما يظن العامة أو يتوهم بعض الناس , الموت رغب للمؤمن ليرتاح من متاعب الدنيا وكبدها , ويأخذ جزائه على أعماله الصالحة ما له وما علية . والموت رعب للكافر الذي يخاف من أعمالة .
"((إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من احدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به أولئك لهم عذاب اليم وما لهم من ناصرين))" آل عمران 91
والموت مخلوق بسر دقيق للغاية يناسب دقة الصانع وهو قبل الحياة كما أشارت أية 67 الملك
قال تعلى:"((الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور))"
" إذن الموت خلق أولا وقبل الحياة .إرادة الله اخفت الروح عن الناس وجعلها الله لا تدخل في طاقة البحث العلمي لندرك عظمة قدرة الله بإعطاء الحياة دون تدخل أو اكتشاف من مخلوق , ودليل وجود بلا رؤية حجة على الكفار قال تعالى: " وفي أنفسكم أفلا تبصرون "الذاريات21.وقال تعالى: " إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون "82 يس . وحكمة إخفاء موعد الموت هو للمسارعة بالعودة إلى منهج الله لمن ضل عن سبيله لان الموت يأتي بغتة في إي لحظة ليلا أو نهارا بسبب أو دون سبب.قال تعالى:" إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا..." الانبياء90.
كلما دق الشئ ولطف كلما كان عنيفا في عداوته للإنسان , فالإنسان يدافع عن نفسه ببراعة كلما كان عدوه ضخما كان اقل عنفا , نعم العدو الضخم يفزع الإنسان ويخوفه ويهوله ولكن بإمكان الإنسان أن يدفعه بوسائل متعددة .
لذلك الفيروسات أكثر إيلاما وفتكا بالإنسان من الحشرات والذباب والثعابين . والذرة أكثر فتكا بالبشرية ولا يستطيع الإنسان حماية نفسه كما يدفع الحشرات والذباب بالحديد والشباك على الأبواب والنوافذ .
والموت ألطف من كل ذلك ولا احد يستطيع أن يحتاط منه أبدا لا بالمكان ولا بالزمان نحمل الروح في أجسادنا ولا نعرف عنها شئ قال تعالى: " ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا " الاسراء85.
وقال تعالى:"(( قل إن الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون))" الجمعة اية8.إذن الموت ملاقيك وليس خلفك كما يظن البعض .
قال تعالى:"((أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيده ))"النساء أية 78. فليس هناك حاجب زماني أو مكاني وقد يكون العلاج من أسباب الموت إذا أراد الله .
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ - وَتَقَارَبَا فِي اللَّفْظِ - قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ يُجَاءُ بِالْمَوْتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ كَبْشٌ أَمْلَحُ - زَادَ أَبُو كُرَيْبٍ - فَيُوقَفُ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ - وَاتَّفَقَا فِي بَاقِي الْحَدِيثِ - فَيُقَالُ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ وَيَقُولُونَ نَعَمْ هَذَا الْمَوْتُ - قَالَ - وَيُقَالُ يَا أَهْلَ النَّارِ هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا قَالَ فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ وَيَقُولُونَ نَعَمْ هَذَا الْمَوْتُ - قَالَ - فَيُؤْمَرُ بِهِ فَيُذْبَحُ - قَالَ - ثُمَّ يُقَالُ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ فَلاَ مَوْتَ وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ فَلاَ مَوْتَ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قول الله تعالى:‏{‏ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ‏} (javascript:openquran(18,39,39))‏ وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الدُّنْيَا ‏.‏ قال الشاعر عن الموت: إن نام عنك فكل طب نافع *** أو لم ينم فالطب من أسبابه
اللهم أنت الحق ومنهجك حق وأمرك حق . ربنا ظلمنا أنفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.

اللهم ثبت علينا النعم التي نحن فيها وأولها نعمة الإسلام بإدامة شكرها , وحقق لنا النعم التي نرجوها بحسن الظن بك وبدوام طاعتك , وعرفنا النعم التي نحن فيها ولا نعرفها لنشكرها . اللهم رد شباب المسلمين إلى الإسلام ردا جميلا واهدي من ضل عن الطريق المستقيم



أنت ولي ذلك والقادر علية.