المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذه عقيدتي في ولي الأمر



محمد مطلق المعيقلي
05-20-2010, 06:15 PM
السمع والطاعة لولي الأمر أصل اجتمع عليه أهل السنة والجماعة والمراد بها: الانقياد له والتنفيذ لأمره، وترك ما نهى عنه ما لم يكن بمعصية الله وهذا الحق أعظم الحقوق وأظهرها على الرعية، وقد تواترت النصوص من الكتاب والسنة على إيجاب هذا الحق وعليه أجمعت الأمة، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}
وروى البخاري رحمه الله عن أنس بن مالك t قال: قال رسول الله r: " اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة"
وهذه الطاعة تكون في جميع أحوال الإنسان من العسر واليسر، والمنشط والمكره، وحال المحبة والكره ومهما كان حال الوالي، ما لم يأمر بمعصية،قال رسول الله r: "عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك، ومنشطك ومكرهك، وأثرة عليك"
عن وائل بن حجر t قال: قلت يا رسول الله: أرأيت إن كان علينا أمراء يمنعوننا حقنا ويسألونا حقهم؟ فقال: " اسمعوا وأطيعوا، فإنما عليهم ما حُملوا وعليكم ما حملتم" . كما كان السلف رضوان الله عليهم يؤكدون على أهمية السمع والطاعة لأولي الأمر، يقول الإمام البربهاري " رحمه الله": إذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى، وإذا سمعت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله تعالى". كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله -: " فطاعة الله والرسول واجبة على كل أحد، وطاعة ولاة الأمور واجبة لأمر الله بطاعته، فمن أطاع الله ورسوله بطاعة ولاة الأمر فأجره على الله ومن كان لا يطيعهم إلا لما يأخذه من الولاية والمال، فإن أعطوه أطاعهم وإن منعوه عصاهم فماله في الآخرة من خلاق"
ولطاعة ولاة الأمر فوائد متعددة من أهمها:
1- امتثال أمر الله تعالى وابتدار طاعته، فإن من أطاع بالمعروف فقد أطاع الله، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ }
ولا شك أن هذا الامتثال لأوامر الله من أعظم الأدلة على عبودية الإنسان لله، وخضوعه وإيمانه به رباً وإلها شارعاً...
2- بطاعة ولي الأمر في المعروف تنتظم أمور الدولة وأحوالها كلها فيستقر الأمن وتتفرغ الأمة للبناء والتعمير وتحقيق أهدافها التنموية لبناء الإنسان المسلم.
3- بالطاعة لولي الأمر يعم الأمن والاستقرار في ربوع البلاد.
4- بالطاعة لولي الأمر يظهر الاتحاد والائتلاف والتماسك في الوطن ، ولهذا يقول تعالى: {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}
كما أن عدم الطاعة والعصيان لولي الأمر يترتب عليه أمور عدة من أهمها:
1- عصيان الله جل وعلا ومخالفة أمره سبحانه كما ذكر.
2-التمرد فيه تمزيق لوحدة المجتمع .
3-التمرد على ولي الأمر يعكر الأمن والاستقرار ويسبب الخوف والقلق لأفراد المجتمع.
4- التمرد على ولي الأمر يفتح الباب واسعاً لشتى الجرائم.
بل أن واجبنا كمسلمين يحتم علينا الدعاء لهم فإن لذلك فوائد شتى من أهمها:
1- الدعاء لولي الأمر إبراء للذمة، إذ الدعاء من النصيحة، والنصيحة واجبة على كل مسلم، قال الإمام أحمد – رحمه الله – : " إني لأدعو له " أي السلطان" بالتسديد والتوفيق – من الليل والنهار – والتأييد وأرى ذلك واجباً علي".
2- الدعاء لهم من علامات أهل السنة والجماعة، قال الإمام البربهاري – رحمه الله – : " وإذا رأيت الرجل يدعو للسلطان فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله".
3-الدعاء لهم عائد نفعه الأكبر إلى الرعية أنفسهم فإن ولي الأمر إذا صلح صلحت الرعية، واستقامت أحوالها وهنئ عيشها. أخرج البخاري في صحيحه عن قيس بن أبي حازم أن امرأته سألت أبا بكر الصديق t فقالت: ما بقاؤنا على هذا الأمر الصالح الذي جاء الله به بعد الجاهلية؟ فقال أبو بكر: " بقاؤكم عليه ما استقامت بكم أئمتكم
ولقد سئل الفضيل بن عياض - رحمه الله – حين سمع يقول: " لو كانت لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في السلطان فقيل له: يا أبا علي فسّر لنا هذا، فقال" إذا جعلتها في نفسي لن تعداني، وإذا جعلتها في السلطان صلح فصلح بصلاحه العباد والبلاد.
4- إن ولي الأمر يُسر بدعاء رعيته غاية السرور، ويدعوه إلى محبتهم والثقة بهم وعمل كل ما من شأنه تحقيق سعادتهم وتلبية احتياجاتهم
ولا يسود الالتحام والوحدة بين الراعي والرعية إلا بالتزام جانب الوسطية والاعتدال والابتعاد عن الإفراط والتفريط في الدين من أهم الضمانات اللازمة لاستمرار نعمة الأمن والاستقرار، وكما هو معلوم فإن الوسطية والاعتدال خاصة من أبرز خصائص الإسلام، وهي وسام شرف الأمة الإسلامية.
ومن أبرز مميزات الوسطية الأمان والقوة. قال تعالى: " {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا }
بهذه الآية الكريمة حدد الحق تبارك وتعالى صفات هذه الأمة، ومكانتها بين الأمم، لا إفراط ولا تفريط، ولا إهمال ولا تطرف، لا تكاسل ولا غلو بل اعتدال في كل شأن من شؤون الحياة"
لقد نهى المولى سبحانه في كتابه العزيز وعلى لسان رسوله r عن الغلو في الدين لحكم متعددة من أهمها أن الإسلام دين توحيد واجتماع، والغلو سبب رئيس من أسباب الاختلاف والتفرق والتمزق بين أفراد المجتمع الإسلامي. قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ }
ولقد امتن الله على عباده برفع الحرج عن المكلف، وأن الله سبحانه وتعالى حبب إلى عباده الإيمان بتيسيره وتسهيله وكره إليهم الغلو والتشدد والتنطع، لأن في الغلو والتطرف عيوباً وآفات أساسية ملازمة منها:
1- أن الغلو منفر، لا تحتمله طبيعة البشر العادية ولا تصبر عليه.
2-أنه قصير .... فالإنسان – إلا من وفقه الله – ملول ...... ويدع العمل حتى القليل منه، أو يأخذ طريق آخر على عكس الطريق الذي كان عليه، أي ينتقل من الإفراط إلى التفريط.
3- أن الغلو في الدين لا يخلو من جًور على حقوق أخرى يجب أن تراعى وواجبات أن تؤدى. قال r لعبدالله بن عمرو حين بلغه انهماكه في العبادة انهماكا أنساه حق أهله عليه: " ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟ قال عبدالله: قلت بلى يا رسول الله: قال r : "فلا تفعل صم وأفطر وقم ونم فإن لجسدك عليك حقا وإن لعينك عليك حقا وإن لزوجك عليك حقا وإن لزورك عليك حقا"
وكما نهى الله جل وعلا عن الغلو والتطرف والإفراط نهى كذلك عن التفريط في الدين والتقصير والتهاون نتيجة ضعف الإيمان وجب إتباع الهوى وإيثار الشهوات.
فعلينا الأخذ بمبدأ الوسطية والاعتدال في شئون حياتنا لتنعم بنعمة الأمن والاستقرار والتقدم والرخاء
عباد الله إن النعمة التي نعيشها ليست لمواطن دون مواطن ... إنما هي نعمة للجميع، من هنا كان على كل مواطن أن يؤدي واجبه، ويبذل جهده، للمحافظة على استقرار بلده وتقدمها ورخائها في كل موقع وفي كل مكان.
فعلى الفلاح في مزرعته أن يكون رجل أمن، وعلى التاجر في تجارته أن يكون رجل أمن، وعلى المعلم في فصله والطالب في جامعته أو مدرسته أن يكون كل منهم رجل أمن، وأن يحذروا جميعاً من الإشاعات التي تهدف إلى تفتيت وحدتنا وتكدير أمننا وانتهاب خيرات بلادنا، ومصدر تلك الحملات هو الحقد والحسد على النعمة التي نعيشها، حيث نعيش في وطننا آمنين على عقيدتنا الإسلامية وعلى أنفسنا وأعراضنا وأموالنا وعقولنا.
إن الواجب على كل مواطن أن يحذر من الشائعات المغرضة ويرد عليها باعتبارها معول هدم في تيار الجماعة، تفرق كلمتها وتوهن عزمها وتفيد أعداءها، إن الشائعات كادت أن تقضي على المسلمين في " أحد " عندما أشاع الكفار مقتل الرسول الأمين r.
وعلى كل مواطن أن يحذر من إتباع الهوى لأنه يقود إلى الهلاك، فالعدل كل العدل أن نعدل مع أنفسنا، ونعطيها حقها من الحفاظ على نعمة الاستقرار في بلدنا، فلا مكان لمغرض بين قوم واعين ولا مكان لمخرب بين شعب يدرك معنى البناء ويقف حارساً أميناً ساهراً عليه. فنحن نعيش بحمد الله في بلدنا على أرض صلبة، أمورنا واضحة لكل ذي عينين.
إن سلاح الأمم في بناء مجدها، وإثبات وجودها، وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار بها، وتحقيق أهدافها الحاضرة والمستقبلة، هو سلاح الائتلاف والاتحاد والتعاون والوفاق، وترك النزاع والتمزق والانقسام والتناحر جانباً.وقد أمر الله جل شأنه بالتمسك والاعتصام بحبله وبالتعاون على الخير وأوصى به وحذّر من الفرقة والتمزق وأثنى على وحدة الأمة وندد باختلافها، قال تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ}
وقال تعالى: { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ }وحذّر سبحانه وتعالى من الخلاف في الدين والتفرقة في فهمه شيعاً متناحرة ومتلاعنة، قال تعالى: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}
وقد حثّ رسول الله r على تعاون المؤمنين على الخير، ودعا إلى الاتحاد والتضامن بين أفراد المجتمع ونبّه على ضرورة التزام واجب الأخوة، وحذّر عن كل شيء يمس هذه الفضائل ويسبب التمزق والتنازع والانقسام والتمرد. يقول r: " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
ويقول r: " من خرج عن الطاعة، وفارق الجماعة فمات، مات ميتة جاهلية". فالمواطنون الصالحون في نظر الإسلام شأنهم التعاون على البر والتقوى والتناصر والتكاتف على مصالحهم الخاصة والعامة، أما التفرقة والتخاذل والتمزق والانقسام والتناحر، فإن الإسلام يحاربها، لأنها من عوامل انهيار الأمم، وبقدر ما بين المواطنين حكاماً ومحكومين في الدولة من حسن صلات وتوثيق علاقات، تكون قوتهم، واستقرار أمنهم وثبات ملكهم وقيامه خالداً وإن كثرت الزلازل والمحن، وتوالت العواصف، وإن كان التخاذل والتدابر والتقاطع والعصيان وتبديل عُرَى الإخاء وانصراف كل إلى نفسه وشهوته كان الضعف والانحطاط والفشل والجور والتمزق وعدم استقرار الأمن.

سعود السحيمي
05-20-2010, 06:16 PM
بارك الله فيك على طرحك

ودي لك

محمد مطلق المعيقلي
05-20-2010, 06:28 PM
بارك الله فيك على طرحك




ودي لك


وفيك بارك أخي سعود

مشعل بن مشحن السرحاني
05-20-2010, 06:34 PM
قال سبحانه وتعالى (( ياأيها الذين اءمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ))


بارك الله فيك أخي الكريم فيما قدمت

عبدالعزيزسالم الوابصي
05-20-2010, 07:57 PM
بارك الله فيك

شمس المنتدى
05-20-2010, 07:59 PM
يعطيك العافيه
وبارك الله فيك أخوي محمد
وحفظ الله ولاة أمورنا]

محمد مطلق المعيقلي
05-20-2010, 08:06 PM
قال سبحانه وتعالى (( ياأيها الذين اءمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ))


بارك الله فيك أخي الكريم فيما قدمت

بارك الله فيك أخي مشعل

محمد مطلق المعيقلي
05-20-2010, 08:08 PM
بارك الله فيك


وفيك بارك أخي عبدالعزيز

محمد مطلق المعيقلي
05-20-2010, 08:11 PM
يعطيك العافيه


وبارك الله فيك أخوي محمد

وحفظ الله ولاة أمورنا
]

الله يعافيك ويبارك فيك

ابو البندري
05-21-2010, 12:11 AM
حياك الله وبياك اخي محمد سعدت بتواجدك هنا مميز كاعادتك بارك الله فيك اينما كنت موضوع قيم جدا جزاك الله خيرا

فيصل بن رفاده البلوي
05-21-2010, 01:54 AM
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً

محمد مطلق المعيقلي
05-21-2010, 02:25 AM
حياك الله وبياك اخي محمد سعدت بتواجدك هنا مميز كاعادتك بارك الله فيك اينما كنت موضوع قيم جدا جزاك الله خيرا



وفيك بارك أخي وجزاك الله خيرا

محمد مطلق المعيقلي
05-21-2010, 02:27 AM
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً


وفيك بارك ربي وجزاك خيرا

اسدالعقيدة
06-01-2010, 09:43 AM
ماذانستفيدمن ذكر عقيدتك

محمد مطلق المعيقلي
06-01-2010, 02:13 PM
ماذانستفيدمن ذكر عقيدتك





بارك الله فيك على المرور أرجو أن تكون قرأت الموضوع كاملا
أما ماذا نستفيد أقول أنا لم آت بجديد فقد كان سلفنا الصالح يكتبون عقائدهم وبما أنك تحمل اسم أسد العقيدة لا بد أنك تعرف ذلك ولا أريد أن أحول الموضوع إلى نقاش لأن هناك قسم للرأي والحوار .
والذي دعاني لكتابة الموضوع انتشار فكر الخوارج في هذه الأزمنة خاصة فرقة القعدية أظنك تعرف هذه الفرقة لأنك أسد العقيدة إن كنت كذلك .
وإذا كنت تريد النقاش معي حول هذا الموضوع
أنا جاهز في أي وقت سواء وجها لوجه
أو في المنتدى وهذا أفضل لك لأنك تحمل اسما مستعارا وشكرا