المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الــعنصريه في الاســــــلام



فواز بن طويلع الوابصي
06-14-2010, 12:12 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:



اسمحوا لي أن أكمل كلامي كما وعدتكم في هذا الموضوع كما آمل من المشرفين تثبيته في المنتدى ولندخل في الموضوع .


فالعنصرية مصدر صناعي من العنصر الذي هو الأصل والنسب، والعنصرية هي التمييز بين الناس على أساس عنصرهم أو أصلهم أو لونهم... أو جهتهم.. ومعاملتهم على ذلك الأساس.
والعنصري هو الذي يفضل عنصره على غيره من عناصر البشر ويتعصب له، وأول من نادى بها هو إبليس عليه لعنة الله تعالى حيث قال: أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ </>{ص:76}.
وهي من آثار الجاهلية الأولى التي قضى عليها الإسلام وحذر من التفاخر بها والتعامل على أساسها، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {الحجرات:13}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أذهب عنكم عُبِيَّة الجاهلية وفخرها بالآباء.... أنتم بنو آدم وآدم من تراب... رواه أبو داود وحسنه الألباني.


وكان حديثنا هو التعصب و هو( التفاخر بالأحساب والطعن بالأنساب ) فلو تكلمنا عن مسألة الأنساب والعرق والتفاخر بها لوجدنا الكثير من التوضيح من الله والرسول بالنص الشرعي الذي من السهل الوصول إليه في القرآن ، كذلك الأحاديث النبوية الشريفة لكن بعض الأحاديث النبوية التي تطرقت لهذا الموضوع لم تترجم الترجمة الكاملة ولم يتم تداولها بين الكثير من الناس ولم تفهم الفهم الصحيح ، فلا شيئ غير الإسلام وانه هو تاريخ كل مؤمن وتراث كل مؤمن ومن يترك سيرة النبي الكريم و صحبه و يبحث عن تراث سواه يفخر به من تراث االجاهليات البائده فهو جاهلي لا شك في ذلك مهما قال و مهما تلون ومهما ابرز من الأعذار وان قال بأن دفاعه عن عرقه هو دفاع هوية فنقول و هل لك هوية غير الإسلام ؟؟
وبعض الأخوة في المنتدى أو بعض المنتديات المجاورة و كما هم عليه الآن من صراع لإثبات الذات والبحث عن بطولات الآباء و الأجداد لا للمعرفة والعلم فقط بل للتعالي على الآخرين فضلاً عن البحث عن زلات وهفوات الآخرين والتي قد كتبها الله عز وجل عليهم والسقوط عليها كما تسقط الذبابة أكرمكم الله على القاذورات مزيناً له الشيطان سوء ما هو عليه ، لأنه في الحقيقة عندما يتعالى الإنسان بنسبة متكبراً ويطعن في حسب الأخر يكون عند الله أهون من الجعل الذي يدهده الخراء أكرمكم الله بأنفه كما جاء في الحديث ( لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا أو ليكونون أهون على الله من الجهل الذي يدهده الخراء بأنفه ) وهناك إختلافات عن هذا الجعل هل هو الجعل الذي نعرفه أم أنه جعل آخر مثل الصراصير -المتكبرين- صراصير ينبشون الخراء بأنفهم, هكذا قال الرسول ص عنهم, أي أنه الجعل أو الصرصور الذي جلده ليس صلبا , طريا - يعني أقل من صرصور, صرصور تعبان -الذي يدهده- يدفع -الخراء بأنفه- , وقال -دعوها فإنها منتنة, العصبية والقبلية التفاخر , فجاء صراصير الجاهلية في آخر الزمان ينبشون مزبلة التفاخر والعصبية, فبدأت الروائح الكريهة من مزبلة الجاهلية تفوح بفعل هذه الصراصير ، فحفظ النسب هو أمر مطلوب ومندوب كما أشار الأخ الفاضل ( أبو عمر ) أيضاً وفي نفس الوقت لم يكن أمراً واجباً من الواجبات أو فرضاً من الفروض ويكون هو أكبر همنا ومبلغ علمنا وكما يقول أحد أساتذة علم النفس ابراهام ماسلو أن هناك حاجات ماسه للإنسان يجب أن يتجاوزها ليصل إلى مرحلة الإنتاج الفعلي و أن حاجات الفرد بالتفصيل يمكن ترتيبها هرمياً، حيث يجب إشباع الحاجات الدنيا مباشرة قبل البدء في الحاجات الأعلى في الترتيب الهرمي، وذلك تبعاً لإلحاح الحاجة أو ضرورة إشباعها وإليكم هذه الحاجيات :
1- الحاجة إلى تقدير الذات.
2- الحاجة إلى التقدير.
3- الحاجات الاجتماعية.
4- الحاجة للأمان والانتماء.
5- الحاجات الفسيولوجية الأولية (المأكل، الملبس، المسكن).
ولو تأملنا أين نحن من هذه الدرجات لوجدنا أننا ما زلنا في المرحلة الأولى و الثانية وصراع ( إلا من رحم ربي طبعاً ) في الثالثة فبعد أن من الله علينا بالأولى والثانية إلا ما ندر ثم بفضل حكومتنا الرشيدة حفظها الله وأدام عزها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ولكن آبائنا هم من عانوا منها وذاقوا قسوة الحياة في الماضي ، فقتل من قتل لأجلها ورحل من رحل لأجلها وجميعهم أفضوا إلى ما قدموا رحمهم الله تعالى وجاءت الأجيال بعدهم جيلاً بعد جيل إلى جيلنا هذا وعصرنا هذا ونحن في صراع لا نعلم متى سينتهي ومتى يفوز كل فرد وتفوز كل قبيلة وتصبح هي الرائدة لتتخطى هذه النقاط ولتدخل في نطاق الإنتاجية ، فبرغم أن مقومات وخيرات هذا البلد العظيم وما نحن فيه من نعمه تأهلنا لتخطي هذه المراحل بسلام ومن ثم وفي إطار إسلامي نسمو عالياً لمحاكات ثم مجارات ثم مسابقة ثم التفوق على الدول الكبرى التي إجتازة كل هذه المراحل في جميع مجالاتها سوءاً العلمية والأدبية والصناعية وجميع المجالات الأخرى .
وأنا اسأل سؤال أوجهه إلى نفسي أولا ثم إلى جميع الأخوة القراء ثانياً إلى متى سنبقى ندور في هذه الحلقة المفرغة والتي لن ولم يصل منا أحد ولن يفوز بها أحد إلى هنا وللحديث بقية كما آمل من الأخوان


نصحي إذا أخطأت
واستغفر الله العظيم لكل ما أخطأت فيه وزل فيه لساني
أو قلته متعمدا أو جاهلا أو ناسيا في السر والإعلان
فالقصد معروف ولكن ربما خفا الصواب على بني الإنسان

من اخوكم . فواز بن طويلع الوابصي @

مشعل بن مشحن السرحاني
06-14-2010, 12:40 PM
يعطيك العافيه على موضوعك الرائع والمفيد

سلطان مسعد القطيبان
06-14-2010, 04:03 PM
يعطيك العافية فواز ومن إبداع إلى إبداع جزاك الله خير على كل حرف كتبته

دمت بود تقبل مروري

قاسم الرموثي
06-14-2010, 04:48 PM
يعطيك العافيه على موضوعك الرائع والمفيد

سعود السحيمي
06-14-2010, 07:29 PM
ودي لك على طرحك الراقي..

فواز بن طويلع الوابصي
06-14-2010, 09:48 PM
http://abeermahmoud.jeeran.com/07_basmallah.gif



http://jewelsuae.com/gallery/data/media/6/salam11.gif
مشعل السرحاني +سلطان +قاسم الرموثي +سعود السحيمي
اللف شكر على الطرح المتميز

ابوبدر عبدالله السرحاني
06-14-2010, 11:42 PM
فواز جعلك الله من الفائزين بالجنه ويعطيك الف عافيه علي هذا الموضوع الشيق وجزاك الله كل خير

فواز بن طويلع الوابصي
06-15-2010, 12:10 AM
جزاك الله الف خير اخوي ابوبدر السرحاني

عبدالعزيزسالم الوابصي
06-15-2010, 12:22 AM
جزاك الله الف خير

موسى بن ربيع البلوي
06-15-2010, 12:08 PM
أحسنت الإفادة و التفصيل و التشخيص

شكراً لك هذا المبحث الرائع

حامد بن راشد الوابصي
06-15-2010, 12:18 PM
سلمت أبو طويلع
ـــــ
موضوع متكامل
نسأل الله الفائده لنا ولكم

تحياتي يابن عم

غالب العرادي
06-15-2010, 01:33 PM
االعنصريه خبيثه وحميده
كلنا نعاني من عنصرية بغيضة تطغى علينا, لا أستطيع أن أحداً من الناس لا يعاني من هذا المرض, بل هذا الوباء!, وباء العنصرية, قد تكون هذه العنصرية حميدة, و قد تكون خبيثة, و الله العالم من أي نوع نحنُ نُعاني!
والدي أطال الله في عمره يعاني من إرتفاع في نسبة الكولسترول الخبيث في هذه الأيام, من ما يسبب له إرهاق شديد. هذا الأمر جعلني أبحث في طيات هذه الشبكة عن معلومات أكثر عن الكولسترول الخبيث هذا.
أثناء بحثي, وجدت فقرة جميلة جداً, تفرق بين الكولسترول الخبيث و الكولسترول الحميد, أضعها لكم :

هناك نوعان أساسيان من الكولسترول هما: النوع الحميد hdl، والنوع الخبيث ldl، ويحتوي الكولسترول الخبيث على نسبة «45٪» من المركب الذهني البروتيني، ونسبة قليلة من البروتين.
أما النوع الحميد فإنه يحتوي على نسبة قليلة من الكولسترول ونسبة كبيرة من البروتين، وتتلخص فائدة الكولسترول الحميد في أنه ينقل الكولسترول الخبيث من جميع أنحاء الجسم إلى الكبد لتتم عملية التخلص منه، وكذلك إنقاذ الشرايين التاجية منه؛ لذا فإن زيادة النوع الحميد في جسم الإنسان تساعد في المناعة من أمراض الشرايين التاجية.
شدتني هذه الفقرة, و جعلتني أفكر كثيراً, هل العنصرية التي لدينا هي نوعين أيضاً, خبيث و حميد؟ و إن كانت كذلك, فهل العنصرية الحميدة تستطيع أن تقضي على العنصرية الخبيثة؟
أنا مقتنع تماماً كما قلت أعلاه, كلنا نُعاني من عنصرية, و من لا يعاني من عنصرية فهو في إعتقادي واحد من إثنين, إنسان عظيم, أو إنسان مريض نفسياً. كيف لي كـ إنسان أن لا أكون عنصري في التعامل مع من حولي, كـ كائي بشري, لا أستطيع أن أكون عادل في تعاملي مع الأخرين, بمعنى إنني لا أستطيع أن أعامل الناس جميعاً بنفس الطريقة.
هل التاجر الذي يخفض الأسعار لمن يعرفهم عنصري؟
هل المدرس الذي يعطي إبنه دروس في المنزل عنصري؟
هل الأم التي تعطي أصغر أبنائها الجزء الأفضل من الطعام عنصرية؟
هل المسلمين الذي يدفعون الزكاة لغيرهم من المسلمين عنصررين؟
كما وجدت عند بحثي في الشبكة عن العنصرية لغوياً, فهي الأفعال و الأقوال التي تقلل من شأن شخص, عرق, طائفة, ديانة, قومية… ألخ!
أمثلتي التي ذكرتها سابقاً لا نستطيع أن نطلق عليها عنصرية بالمعنى الصحيح, و لكن ماذا عن…
هل شعوري بالسوء لإنني محروم من العمل في وزارات الدولة عنصرية؟
هل شعوري بالإشمئزاز عندما أرى شخص مجنس أمامي عنصرية؟
هل مواجتهي لمن يعيثون فسادً في هذا البلد عنصرية؟
هل دفاعي عن وطني عنصرية؟
هل محفاظتي على هويتي عنصرية؟
يا إلهي, كيف لا أكون عنصري إذاً, هل أبني صداقات مع المجنسين؟ هل أصمت في وجه السارقين, هل أصمت حين تُهان كرامة وطني؟
أعتقد إن الشعور بالكره إتجاه شخص معين بسبب هويته هو أمر عنصري و خبيث جداً, و لكن حين يكون هذا الكره نابع عن سبب مقنع مثل الذي لدينا, فهو أمر حميد جداً!, فؤلاء مثل الطفيليات, فهل من المعقول أن يبني أحداً صداقة مع الطفيليات؟
عنصريتي حميدة, فأنا عنصري ضد كُل من يُسيء لـ ديني, وطني, و كرامتي!