المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القسطرة القلبية ... وتساؤلات المرضى عنها ؟؟؟



صالح سائر السرحاني
08-05-2010, 02:03 PM
القسطرة القلبية - وتساؤلات المرضى

د/ مصطفى الشميري
إستشاري أمراض القلب
مستشفى عسير المركزي - عناية القلب

مقدمة :
القسطرة القلبية : هى عبارة عن تمرير أنبوبة بلاستيكية الى الأوردة والشرايين حتى تصل الى القلب والحصول على صورة إشعاعية بالصبغة لشرايين القلب وغرف القلب المختلفة بالإضافة الى قياس مستوى الضغط في غرف القلب والشرايين . إن أول قسطرة قلبية تم عملها بواسطة فورس مان على نفسه عام 1929م وكان حلمه أن تكون هذه القسطرة علاجية وقد تحقق الحلم فنتيجة لتطور التقنية في الخمسة عشر عاماً الماضية أصبح من الممكن الآن أن نقوم بتشخيص أمراض شرايين القلب والأمراض الأخرى والقيام علاجياً يتوسيع الشرايين القلبية بالبالون وتوسيع الصمامات أيضاً بالبالون وسد بعض العيون الخلقية ودراسة التوصيلات الكهربائية وعلاجها .

الدواعي الطبية لعمل القسطرة :
أ - دواعي تشخيصية :
1- تمييل الشرايين الإكليلية أو مايسمى بالشرايين التاجية وهى أكثر الإجراءات شيوعاً .
2- تشخيص أمراض الصمامات القلبية لمعرفة شدة الضيق أو الإرتجاع وهذا النوع من الإجراء أصبح أقل تداولاً كون الأشعة الصوتية لصدأ أغنت في حالات كثيرة عن مثل هذا الإجراء .
3- تشخيص التشوهات الخلقية والذي يولد الطفل وهو مصاب بها وقد لاتكشف إلا بعد التقدم في السن وليس بالضرورة في مرحلة الطفولة .

ب - دواعي علاجية :
1- توسيع الأوعية التاجية لشرايين القلب وهذه الأكثر شيوعاً لعلاج الذبحة الصدرية فعند تحديد مكان الإنسداد يتم إدخال قسطرة مع البالون الى حيث الإنسداد ثم ينفتح البالون ويفتح الشريان المتضيق . وبعد فتح الشريان يمكن إبقاء الشريان مفتوحاً لوقت أطول عن طريق زرع مايسمى بالدعامة أو الشبكة . وهي عبارة عن سلك مصنع بتقنية عالية على هيئة زنبرك قابل للتمدد ولايرفضه الجسم ولايشكل ضرراً على الصحة عموماً .
2- توسيع الصمامات الضيقة خلقياً منذ الطفولة كالصمام الرئوي المتضيق أو أسباب مكتسبة مثل روماتيزم القلب للصمام الميترالي المتضيق .
3- إغلاق بعض الثقوب الخلقية في القلب وهذا يعد تطبيقاً جديداً للقسطرة .

- إعداد المريض للقسطرة القلبية : في اليوم الذي يسبق القسطرة
1- فحص المريض فحصاً سريرياً للتأكد من أن حالته تسمح بأجراء القسطرة والتأكد من أن النبض في جميع الشرايين الطرفية في الذراعيين والفخذيين والرجليين محسوسة وجيدة .
2- الحصول على موافقة المريض خطياً وشرح الخطوات التي سوف يتم عملها .
3- يمنع المريض من الأكل والشرب بحد أدنى ست ساعات قبل عمل القسطرة وذلك لمنع التقيء أثناء القسطرة وربما أحتاجت حالته الصحية لتدخل جراحي فيكون المريض معد سلفاً .
4- إجراء فحوصات مخبرية تدل على عدم وجود ما يسبب النزف وأن لا يكون هناك فقر دم شديد وأن تكون وظائف الكُلى جيدة لتسمح بأعطاء الصبغة وأن لا يكون المريض لديه حساسية للصبغة الملونة .
5- يتم تطهير منطقة الفخذين وإزالة الشعر وفي بعض الحالات تطهير منطقة الصدر وإزالة الشعر منه أيضاً وذلك في حالة الحاجة للإجراء الجراحي .
6- توصيل محاليل طبية للذراع الأيمن لإعطاء المريض ما تستدعيه الضرورة من أدوية ومحاليل علاجية عن طريق الأوردة .
7- الاستمرار في أعطاء الأدوية العلاجية المقررة .

- أجراء القسطرة :
يكون المريض مغطى بغطاء معقم ومستلقي على الظهر يعلوه أنابيب الأشعة المتحركة . يتم تخدير منطقة الشريان الفخذي الأيمن أو الأيسر بمخدر موضعي لا يسمح بالشعور بالألم . يكون المريض في كامل وعيه طوال وقت القسطرة وفي بعض الأحيان ممكن أجراء القسطرة من شريان الساعد الأيمن أو الأيسر وذلك إذا كانت شرايين الفخذين غير مناسبة . وكما أسلفنا يتم تمرير الأنبوب البلاستيكي الصغير الى شرايين القلب ثم يتم الحقن بالصبغة وتسجيل الصور . بعدها يقرر الطبيب الحاجة لفتح الشريان من عدمه في حالة مرض الشرايين الإكليليه ثم الحاجة للإجراء الجراحي من عدمه . ويخطر المريض بالنتيجة بأسلوب سهل ومفهوم .



- ما بعد القسطرة :
عند إتمام القسطرة وخروج المريض من الغرفة المعدة للقسطرة إلى غرفة المراقبة المجاورة يتم إزالة الأنبوب من منطقة الفخذ أو الساعد ويتم الضغط لمدة تتراوح من عشره إلى عشرين دقيقة لمنع النزف بعد ذلك تتم تغطية المنطقة بشاش نظيف ومعقم وكذلك وضع وزن محدد عليه ليشكل ضاغطاً مانعاً للنزف .
يطلب من المريض عدم تحريك ذلك الفخذ لمدة ست ساعات بعدها يمكنه التحرك بعد التأكد من عدم وجود نزيف ، كما يطلب من المريض عند الحركة أو العطاس أو الكحة أو التبرز الضغط بيده على منطقة إدخال القسطرة وذلك للأربعة والعشريين ساعة الأولى بعد القسطرة .
بعض المرضى يستلزم علاجه وجود مميع للدم وفي هذه الحالة يستوجب وجود الشريان مفتوحاً مع وجود الأنبوب ذو الصمام لمدة تتراوح بين 24 ساعة و 48 ساعة مكان إدخال القسطرة بعدها يتم إزالة الأنبوب وعمل الرباط الضاغط والوزن كما أسلفنا سابقاً .
- عند ملاحظه أي نزف في منطقة الفخذ على المريض أن يضغط بقوة لمدة تتراوح من عشرة الى عشرين دقيقة فإذا توقف النزف خير وبركه وإلا يتم الاتصال بالطبيب أو الحضور الى أقرب مركز إسعافي لمعالجة الأمر .
- يشعر المريض في بعض الأحيان بتخدير وثقل للرجل الذي تم عمل القسطرة منها وهذا الشعور لن يدوم طويلاً لأن ذلك ناتج عن مادة المخدر الموضعي التي قد تكون أثرت على الأعصاب المجاورة في منطقة الرجل .

- المضاعفات المحتملة للقسطرة القلبية :
في حقيقة الأمر إن المريض عندما يسمع ذكر القسطرة تساوره المخاوف ويزداد قلقاً لأن القسطرة اسم كبير بالنسبة للمريض وخاصة إذا كانت للمرة الأولى . وكثير من المرضى عند إتمام القسطرة يستغرب مخاوفه الغير المبررة وذلك للسلاسة والسهولة التي تمت بها جميع خطوات القسطرة القلبية خاصة وأن المريض يكون بكامل وعيه ويستطيع مراقبة كافة الإجراءات إذ أنه يطلب من المريض التنفس بعمق وإخراج التنفس بصورة متكررة وهذا يعطي المريض قدراً كبيراً من الإطمئنان والمشاركة . .
إن المضاعفات الناتجة عن أجراء القسطرة في الوقت الحاضر تكاد تكون معدومة وبحكم النادر وذلك لكفائة التدريب وتطور الأجهزة المختلفة للمراقبة والتعامل مع المضاعفات إن حصلت . ولكن لايمنع من سرد المضاعفات المحتملة حتى ولو كانت نادرة وهى :
1- هو الإحساس بحرارة بالصدر والجسم تخرج من فتحة الفم والأنف والشرج وذلك عند حقن الصبغة الى بطين القلب لمدة ثوان قليلة .
2- آلام طفيفة عند منطقة الفخذ وذلك ناتج عن حقن المخدر الموضعي أو نتيجة الدخول بالقسطرة.
3- تخدير وثقل بسيط في منطقة الفخذ لفترة قصيرة .
4- احتمال النزف بمنطقة الفخذ خاصة إذا كان المريض لدية قابلية للنزف بالرغم من الفحص المسبق لذلك .
5- اضطراب مؤقت في نبض القلب قابل للعلاج في أغلب الأحيان .
6- مضاعفات خاصة بالتفاعل ضد الصبغة المستعملة . مثل الغثيان والاستفراغ وانخفاض الضغط وكذلك ظهور طفح جلدي وكل ذلك مؤقت وقابل للعلاج . قليل من المرضى المصابين بداء السكري قد يحصل لهم اختلال في وظائف الكُلى وهذه الحالات يتم أتخاذ خطوات علاجية مسبقة قبل عمل القسطرة لمنع أو تقليل نسبة الخلل المتوقع .
7- من مضاعفات ما بعد القسطرة هو توسع بسيط بالشريان في منطقة الفخذ وقد يحصل بنسبة 2% من حالات القسطرة وهو أكثر حدوثاً في حالات القسطرة العلاجية ويمكن تشخيصه إكلينيكياً أو عن طريق الأشعة فوق الصوتية وفي أغلب الأوضاع تعالج بالضغط مع المتابعة الدقيقة ونادراً ما نحتاج تدخل جراحي .
8- ومن المضاعفات النادرة الحدوث هو حصول خثرة دموية قد تذهب الى الأوعية الطرفية للرجلين أو الأوعية الدموية الدماغية .
وفي الختام اتضح للجميع أن القسطرة القلبية سهلة العمل وقليلة المضاعفات ولا أرى داعي لرفضها خاصة أن الطبيب لن يوصي بأجرائها ما لم يكن مقتنعاً بضرورة أجرائها . وأتمنى أن أكون قد سردت الكثير مما يجيب على تساؤلات المرضى . وأنتهز هذه الفرصة للتذكير بأهمية الوقاية والتي هي خير من العلاج وذلك بالحرص على إيقاف التدخين وخفض الوزن وتجنب الدهون والمشي وممارسة الرياضة المنتظمة ومعالجة الأمراض التي تساهم بحدوث أمراض القلب كالسكري وارتفاع ضغط الدم .

الـــتـ عاشق ـــرحــــال القويعاني
08-05-2010, 02:07 PM
الله يعطيك العافيه وماقصرت انا اشهد ان العلم بحر
تقبل مروري

صالح سائر السرحاني
08-09-2010, 08:02 PM
الله يعطيك العافيه وماقصرت انا اشهد ان العلم بحر


تقبل مروري

هلا وغلا فيك أخوي / عاشق الترحال .
مشكور ولي الشرف بمرورك العطر . تقبل تحياتي لشخصك العزيز .