المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استجمامٌ يُعين علىُ مُواصلةِ السَّيْرِ



أحمد علي
09-27-2010, 09:49 PM
استجمامٌ يُعين علىُ مُواصلةِ السَّيْرِ
للشيخ الدكتور عائض القرني
من المعلومِ أنَّ في الشريعةِ سَعَةً وفُسحةً ، تُعينُ العبد على الاستمرار في عبادتِه وعطائِه وعملِه الصالحِ ، فرسولُنا - صلى الله عليه وسلم - كان يضحكُ * وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى * ، وكان يمزحُ ولا يقولُ إلا حقّاً ، وسابق عائشة رضي اللهُ عنها ، وكان يتخوَّلُ الصحابة بالموعظةِ ، كراهِية السَّآمِة عليهم ، وكان ينهى عن التَّعمُّق والتَّكلُّفِ والتشديدِ ، ويُخبرُ أنه لن يُشادّ الدِّين أحدٌ ، إلا غَلَبَهُ ، وفي الحديثِ أنَّ الدين متينٌ ، فأوغِلُوا فيه برفْقٍ . وفي الحديثِ أيضاً أنَّ لكل عابد شِرَّةً ، وهي الشّدَّةُ والضَّراوةُ والاندِفاعُ . ولا يلبثُ المتكلِّفُ إلا أنْ ينقطع ، لأنه نظر إلى الحالةِ الراهنةِ ونسي الطوارئ وطُول المُدَّة وملالة النَّفْس ، وإلاَّ فالعاقلُ له حدٌّ أدنى في العملِ يُداومُ عليه ، فإنْ نشط زاد ، وإنْ ضعف بقي على أصلِه ، وهذا معنى الأثر منْ كلامِ بعضِ الصحابة : إنَّ للنفوسِ إقبالاً وإدباراً ، فاغتنموها عند إقبالها ، وذرُوها عند إدبارِها .
وما رأيتُ نفراً زادُوا في الكْيلِ ، وأكثَرُوا من النوافل ، وحاولوا أنْ يُغالوا ، فانقطعُوا وعادُوا أضْعفَ ممَّا كانوا قبْلَ البدايةِ .
والدِّينُ أصلاً جاء للإسعاد * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * . وقد لام اللهُ قوماً كلَّفُوا أنفُسهم فوق الطَّاقةِ ، ثم انسحبوا منْ أرضِ الواقع ناكثِين ما ألزمُوا أنفسهم به *وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا*
وميزةُ الإسلامِ على سائر الأديانُ أنه دينُ فطرةٍ ، وأنه وَسَطٌ ، وأنه للرُّوحِ والجسمِ ، والدنيا والآخرةِ ، وأنه ميسرٌ * ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ * .
عن أبي سعيد الخُدْريّ قال : جاء أعرابيٌّ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول اللهِ ، أيُّ الناس خيْرٌ ؟ قال: ((مؤمِنٌ مجاهِدٌ بنفسِه ومالِه في سبيلِ اللهِ، ثم رجُلٌ معتزلٌ في شِعْبٍ من الشِّعابِ يعبُد ربَّه )) . وفي روايةٍ : (( يتَّقي الله ويدع الناس من شرِّه )) ، وعنْ أبي سعيدٍ قال : سمعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يقولُ : (( يُوشكُ أنْ يكون خير مالِ المسلم غنمٌ يتبعُ بها شعْفَ الجبالِ ومواقع القطْرِ ، يفرُّ بدينِه من الفِتنِ )) . رواه البخاريُّ .
قال عمرُ : « خُذُوا حظَّكم من العُزلةِ » . وما أحْسنَ قول الجنيدِ : « مُكابدَةُ العزلةِ أيسرُ مْن مداراةِ الخلطةِ » . وقال الخطَّابيُّ : لو لم يكُنْ في العزلةِ إلا السلامةُ من الغيبةِ ، ومنْ رؤيةِ المنكرِ الذي لا يقدرُ على إزالتهِ ، لكان ذلك خيراً كثيراً .
وفي هذا معنى ما أخرجهُ الحاكمُ ، منْ حديث أبي ذرٍّ مرفوعاً ، بلفظ : (( الوحدُة خيرٌ من جلِيسِ السُّوء )) . وسنده حَسَنٌ .
وذَكَر الخطَّابيُّ في « كتاب العزلة » أنَّ العزلة والاختلاط يختلفُ باختلافِ متعلقاتهما ، فتُحمل الأدلَّةُ الوارِدةُ في الحضِّ على الاجتماعِ ، على ما يتعلَّقُ بطاعةِ الأئمةِ وأمورِ الدينِ ، وعكسُها في عكسِهِ ، وأما الاجتماعُ والافتراقُ بالأبدانِ ، فمنْ عَرَفَ الاكتفاء بنفسِه في حقِّ معاشِهِ ومحافظةِ دينهِ ، فالأوْلى لهُ الانكفافُ منْ مخالطةِ الناسِ ، بشرْطِ أنْ يُحافظَ على الجماعِة ، والسَّلامِ والرَّدِّ ، وحقوقِ المسلمين من العيادةِ وشهودِ الجنازةِ ، ونحْوِ ذلك . والمطلوبُ إنما هو ترْكُ فضولِ الصُّحبةِ ، لما في ذلك منْ شغِلِ البالِ وتضييعِ الوقتِ عن المُهمَّاتِ ، ويجعلُ الاجتماع بمنزلةِ الاحتياجِ إلى الغداءِ والعشاءِ ، فيقتصرُ منه على ما لابدَّ له منه ، فهو أرْوَحُ للبَدَنِ والقلبِ . واللهُ أعلمُ .
وقال القُشيريُّ في « الرسالة» : طريقُ من آثرَ العُزلةَ ، أن يعتقد سلامة الناسِ منْ شرِّه ، لا العكسُ ، فإنَّ الأول : يُنتجهُ استصغارُه نفْسه ، وهي صفةُ المتواضعِ ، والثاني : شهودُه مزيةً له على غيرِه ، وهذه صفةُ المتكبِّرِ .
والناسُ في مسألةِ العُزلةِ والخلطةِ طرفانِ ووسطٌ .
فالطرف الأوَّلُ : من اعتزل الناس حتى عن الجُمعِ والجماعاتِ والأعيادِ ومجامع الخيْرِ ، وهؤلاءِ أخطؤُوا .
والطرف الثاني : منْ خالط الناس حتى في مجالسِ اللَّهوِ واللَّغوِ والقيلِ والقالِ وتضييعِ الزَّمانِ ، وهؤلاء أخطؤُوا .
والوسط : منْ خالط الناس في العباداتِ التي لا تقوُم إلا باجتماعٍ ، وشاركهم في ما فيه تعاونٌ على البِرِّ والتقوى وأجرٌ ومثوبةُ ، واعتزال مناسباتِ الصَّدِّ والإعراضِ عن اللهِ وفضولِ المباحاتِ * وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً* .

** *****************

أحمد علي
09-27-2010, 09:53 PM
وقدذكر الشيخ وفقه الله حديثين وأثر غير صحيحة

2480 - " إن هذا الدين متين ، فأوغلوا فيه برفق ، و لا تبغض إلى نفسك عبادة ربك ، فإن
المنبت لا سفرا قطع ، و لا ظهرا أبقى ، فاعمل عمل امرىء يظن أن لن يموت أبدا ،
و احذر حذرا يخشى أن يموت غدا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/501 ) :

ضعيف
أخرجه البيهقي ( 3/19 ) ، و في " الشعب " ( 3886 ) من طريق أبي صالح : حدثنا
الليث عن ابن عجلان عن مولى لعمر بن عبد العزيز عن عبد الله بن عمرو بن العاص
مرفوعا .
و هذا إسناد ضعيف لجهالة المولى الذي لم يسم ، و ضعف في أبي صالح ، و هو
عبد الله بن صالح .
و له شاهد من حديث جابر بن عبد الله مرفوعا به دون قوله : " فاعمل .. إلخ " .
أخرجه البزار ( 74 ) ، و الحاكم في " معرفة علوم الحديث " ( 95 و 96 ) ،
و القضاعي ( 1147 و 1148 ) ، و أبو الشيخ في " الأمثال " ( رقم 229 ) ،
و القزويني في " التدوين " ( 1/237 - 238 ) ، و الخطابي في " العزلة " ( ص 97 )
، و البيهقي ( 3/18 ) من طريق أبي عقيل يحيى بن المتوكل عن محمد بن سوقة عن
محمد بن المنكدر عنه . و قال الحاكم :
" حديث غريب الإسناد و المتن " .
قلت : و علته أبو عقيل هذا ; ضعيف كما في " التقريب " .
و خالفه عيسى بن يونس ، فقال : حدثنا محمد بن سوقة قال : حدثني ابن محمد بن
المنكدر : قال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره .
أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 1/102 - 103 ) ، و قال :
" هذا أصح من الأول " . قلت : لأن عيسى بن يونس ثقة ، فأرسله عن ابن محمد بن
المنكدر ، و اسمه ( المنكدر بن محمد بن المنكدر ) ، و هو لين الحديث .
و قال الهيثمي في " المجمع " ( 1/62 ) :
" رواه البزار ، و فيه يحيى بن المتوكل أبو عقيل و هو كذاب " .
قلت : لم أقف على من أطلق فيه الكذب ، و قد أورد الحافظ في " التهذيب " أقوال
الأئمة فيه ، و كلها متفقة على تضعيفه ، اللهم إلا رواية عن ابن معين ، فقال :
" ليس به بأس " ، و إلا قول ابن حبان :
" ينفرد بأشياء ليس لها أصول ، لا يرتاب الممعن في الصناعة أنها معمولة " .
و لعل هذا القول هو مستند الهيثمي في إطلاقه الكذب عليه .
و للطرف الأول من الحديث شاهد يرويه عمرو بن حمزة : حدثنا خلف أبو الربيع إمام
مسجد سعيد بن أبي عروبة : حدثنا أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره دون قوله : " و لا تبغض إلى نفسك .. إلخ .
أخرجه أحمد ( 3/199 ) قال : حدثنا زيد بن الحباب قال : أخبرني عمرو بن حمزة ..
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، عمرو بن حمزة هو القيسي ، قال الدارقطني و غيره :
" ضعيف " .
قلت : و لم يتهم ، فحديثه بما قبله حسن دون قوله : " و لا تبغض .. " إلخ .
والله أعلم .





(( خذوا بحظكم من العزلة ))

رواه إمام الائمة عبد الله ابن المبارك , و ابن ابي عاصم , و البيهقي كلهم في الزهد لهم , و ابن ابي الدنيا في العزلة و الانفراد , و الخطابي في العزلة , و ابن حبان في الروضة , وغيرهم , كلهم من طريق :
1 - شعبة بن الحجاج ( الامام الثقة الثبت )
أخبرني :
2 - خبيب بن عبد الرحمن ( ثقة صالح )
سمعت :
3 - حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب ( تابعي ثقة مجمع على توثيقه ) قال : قال عمر بن الخطاب : " خذوا بحظكم من العزلة " , وفي لفظ : " خذوا بنصيبكم من العزلة " .

قلت : اختلف عن شعبة في هذا الاسناد , فرواه عنه :
1- يحيى بن سعيد القطان ( الثقة الامام المتقن )
2- عبد الرحمن بن مهدي ( الحافظ الحجة )
3- أبو الوليد الطيالسي ( الثقة الثبت )
4- عبد الله بن المبارك ( إمام الائمة و شيخ الاسلام الثقة الثبت )
5- وهب بن جرير ( ثقة )
6- بشر بن عمر ( ثقة )

كل هؤلاء رووه عن شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن عمر
وخالفهم ابو قطن عمرو بن الهيثم ( ثقة ثبت بصري قدري ) فيما رواه محمد بن سعد في الكبرى (150/4) :
أخبرنا عمرو بن الهيثم , حدثنا شعبة , عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن عبد الله بن عمر ...به
فخالف أصحاب شعبة ورواه عن عبد الله بن عمر , وهو و إن كان ثقة إلا أن من خالفه , هم من جلة أصحاب شعبة و أحفظهم , فتكون روايته هذه غير محفوظة , و الله أعلم .

و الخبر ضعيف لأن حفص بن عاصم وهو حفيد أمير المؤمنين عمر لم يدرك جده عمر , قال هذا ابن حجر في اتحاف المهرة , و الله أعلم .





1853 - " الوحدة خير من جليس السوء ، و الجليس الصالح خير من الوحدة ، و إملاء الخير
خير من السكوت ، و السكوت خير من إملاء الشر " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 333 :
ضعيف . أخرجه الدولابي في " الكنى " ( 2 / 107 ) و الحاكم ( 3 / 343 - 344
) و الديلمي ( 3 / 145 ) من طريق أبي الشيخ ، و ابن عساكر ( 19 / 21 / 1 ) عن
شريك عن أبي المحجل عن معفس بن عمران بن حطان عن أبي السنية قال : " رأيت أبي
ذر جالسا في المسجد وحده محتبيا بكساء صوف ، فقال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : ... " فذكره . قلت : و هذا سند ضعيف ، و قد سكت عليه الحاكم ، و
قال الذهبي في " تلخيصه " : " قلت : لم يصح ، و لا صححه الحاكم " . و زعم
المناوي في " التيسير " أنه صححه الحاكم ! و أما في " الفيض " ، فقال عقب قول
الذهبي : " و قال ابن حجر : سنده حسن ، لكن المحفوظ أنه موقوف على أبي ذر " .
و أقول : أنى له الحسن ؟ و فيه ما يأتي : أولا : شريك و هو ابن عبد الله القاضي
، و هو سيء الحفظ ، و قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق يخطيء كثيرا ، تغير
حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة " . قلت : فمثله لا يحسن حديثه ، لاسيما مع
المخالفة التي أشار إليها ابن حجر بقوله : " لكن المحفوظ أنه موقوف " . ثانيا
: معفس بن عمران بن حطان ، مجهول الحال ، أورده ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 433 ) و
ذكر أنه روى عنه ثلاثة سماهم : أحدهم أبو المحجل هذا ، و لم يذكر فيه جرحا و
لا تعديلا . و أما ابن حبان فأورده في أتباع التابعين من " الثقات " ( 2 / 280
) . ثالثا : أبو السنية هذا لم أجد له ذكرا فيما عندي من كتب التراجم ، و لم
يذكره الذهبي في " المقتنى في الكنى " . و الله أعلم . و قد وقع تحريف كثير في
سند الحديث هنا في المصادر المذكورة التي عزونا الحديث إليها ، استطعت تصحيحه
من التأمل فيها و مراجعة كتب الرجال ، فهو في " الكنى " هكذا : " ... عن معفس
بن عمر بن الخطاب عن أبي السنية قال : ..... " . و في المستدرك " : " عن صدقة
بن أبي عمران بن حطان قال : ..." ، و في الديلمي : " عن السنية " . فهو مع هذا
التحريف الشديد ليس فيه " عن أبي السنية " ، و لا شيء منه ! و في ابن عساكر :
" عن معفس بن عمران الشنية قال : " . و هذا تحريف شديد كما ترى ، و قد صححت اسم
معفس من " الجرح و التعديل " و " كتاب الثقات " و لكنهما لم يذكرا في ترجمته
كنيته ، أو أي شيء يمكن أن نصحح منه كنية شيخه أبي السنية هذا . فأضفت هذه
الزيادة من " الكنى " : " عن أبي السنية " إلى السند ، نظرا لأنه زيادة على
المصدين الآخرين ، و لأن معفسا هذا من أتباع التابعين كما سبق ، فلابد أنه بينه
و بين أبي ذر واسطة ، فلعله أبو السنية هذا . و الله أعلم . و قد تقدم عن
الحافظ أن المحفوظ في هذا الحديث الوقف على أبي ذر . و قد رواه ابن عساكر ( 19
/ 20 / 2 ) من طريق يونس بن عبيد أن رجلا أتى أبا ذر فقال : أنت أبو ذر ؟ قال
نعم : قال : فسكت و سكت ، ثم قال : فذكر بنحوه . و رجاله ثقات لكنه منقطع بين
يونس بن عبيد و أبي ذر .

ياسر حمدان المقبلي
09-28-2010, 02:17 AM
حيّ الله أحمد علي من طوّل الغيبات جاب الغنايم

الشيخ الدكتور عايض القرني يحمل علم يصعب على الجميع حمله

بارك الله فيكم
.

حامد بن راشد الوابصي
09-28-2010, 06:07 AM
كتب الله أجركم
،،،،
أخونا الفاضل أحمد علي

طابت أوقاتك وجزاك الله خير

أحمد علي
09-28-2010, 07:48 AM
حيّ الله أحمد علي من طوّل الغيبات جاب الغنايم

الشيخ الدكتور عايض القرني يحمل علم يصعب على الجميع حمله

بارك الله فيكم
.


حياك وبياك أخي الكريم أشكرك من صميم قلبي على ترحيبك
وشكرا جزيلا لك يالغالي
والشيخ معروف للجميع