المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معادن النـــــاس



أبو عبدالرحمن السرحاني
10-21-2010, 10:43 PM
معادن النـــــاس
الناس رجلان: رجل يعمل ما يعمل من الخير ، أو يقول ما يقول من الحق ، وهو يبتغى بذلك الأجر العاجل ، والمثوبة الحاضرة ، من مال يجمع ، أو ذكر يرفع ، أو جاه يعرض ويطول ، أو لقب ومظهر يصول به ويجول: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) (آل عمران:14). ورجل يعمل ما يعمل ويقول ما يقول لأنه يحب الخير لذاته ، ويحترم الحق لذاته كذلك ، ويعلم أن الدنيا لا يستقيم أمرها إلا بالحق والخير ، وأن الإنسان لا تستقيم إنسانيته كذلك إلا إذا رصد نفسه للحق والخير: (وَالْعَصْرِ , إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ , إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) (العصر:1-3) ولأنه يحب الله ويخشاه ويرجوه ، ويقدر نعمته ـ عليه في الوجود والقدرة والإرادة والعلم وسائر ما منحه إياه ، ففضله بذلك على كثير ممن خلق تفضيلا ، وهو يعلم أن الله قد أمر بالخير فقال: (وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الحج:77) ، وأوصى بالثبات على الحق ، فقال: (فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ) (النمل:79) ، فهو لهذا يرجو ما عند الله ، ويبتغى بقوله وعمله مرضاته وحده. وقد يرتقى به هذا الشعور فيرى أن كل ما سوى الله باطل ، وكل ما عداه زائل ، فمن وجده فقد وجد كل شيء ، ومن فقد شعوره بربه فقد فقد كل شيء: (هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (الحديد:3) , فهو لهذا لا يرى أحدا غيره حتى يولى إليه وجهه ، أو يصرف نحوه حقه وخيره: (فَفِرُّوا إِلَى اللهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) (الذريات:50) , (وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى) (لنجم:42) , أو لأنه يعلم أن هذه الدنيا فانية زائلة ، وكل ما فيها عرض حقير ، وخطر يسير ، من ورائه حساب عسير ، وأن الآخرة هي دار القرار ، فهو يزهد كل الزهادة في الجزاء في هذه الدنيا ، ويرجوه في الأخرى.
فالمال إلى ضياع وورثة ، والجاه إلى تقلص ونسيان ، والعمر إلى نفاد وانقضاء مهما طال: (مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللهِ بَاقٍ) (النحل:96) ، (وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) (الأعلى:17) ، وهو يرجو المثوبة نعيما في الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولثك رفيقا.
ومن الناس قسم ثالث يود أن يأخذ من هذه وتلك ، وقلما يستقيم له الأمر ، فهما ضرتان إن أرضيت أحداهما أغضبت الأخرى ، وكفتا ميزان إن رجحت واحدة شالت واحدة. على أن المقطوع به أن من أراد الدنيا وحدها خسر الآخرة ، ومن أراد الآخرة حازهما معا ، وصح له النجاح فيهما جميعا ، ومن خلط بينهما كان على خطر عظيم: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً , وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً) (الاسراء:18-19).

ومن هنا آثر الصالحون من عباد الله في كل زمان ومكان أن يتجردوا للغايات العليا ، ويصرفوا نياتهم ومقاصدهم وأعمالهم وأقوالهم إلى الله جل وعلا ، متجردين لذلك من كل غاية ، متخلصين من كل شهوة: (وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ) (البينة:5).
ومن هنا قرأنا في تاريخنا قصة ذلك الذي عثر على حق من الجوهر الغالي الثمين في القادسية ، فقدمه إلى الأمير طائعا ، فعجب من أمانته وقال: (إن رجلا يتقدم بمثل هذا لأمين , ما اسمك؟ حتى أكتب به إلى أمير المؤمنين فيجزل عطاءك ، وينبه اسمك) فقال الرجل: (لو أردت وجه أمير المؤمنين ما جئت بهذا ، وما وصل علمه إليك ولا إليه ، ولكن أردت وجه الله الذي يعلم السر وأخفى ، وحسبي علمه ومثوبته). وانصرف ولم يذكر اسمه، وآثر ما عند الله على ما عند الناس.
وأمثال ذلك كثير في تاريخنا الزاخر بمعاني التجرد للخير والحق والعمل الصالح ابتغاء مرضاة الله , فهل تستقيم الأمور على هذا النهج القويم ؟ ...... اللهم آمين...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
أخوكم أبو عبدالرحمن السرحاني

ماجد السرحاني
10-21-2010, 11:07 PM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.في البداية لا يسعني إلا أن أقول لك أخي أبا عبد الرحمن جزاك الله عنا خيرالجزاء وأسأل الله العلي القدير أن يجعل ماقلت من موعظه في موازين حسناتك .وأن يلبسك ثوب الصحة والعافيه وأن يصلح لك ذريتك إنه ولي ذلك والقادر عليه .وتقبل مني خالص التقدير والإحترام

شمس المنتدى
10-21-2010, 11:11 PM
يعطيك العافيه على ماكتبت وأجزل لك ربي الأجر والمثوبه

الراحل
10-21-2010, 11:22 PM
ابو عبدالرحمن اشكرك على الطرح المفيد .

الفقير الى الله
10-21-2010, 11:48 PM
جعلنا الله ويك من المرضي عنهم بالدارين


وجعل ذلك في موازين حسناك

ابو عبدالرحمن دمت بووووود

مشاري البدر
10-22-2010, 12:00 AM
صديقي العزيـــــــز/ ابو بدر السرحاني
لاشك بان ماذكرت في هذا المقال لهو من روائع العقل المفكر المتدبر لطبيعه البشريه المختلفه
وان التربيه علي مبدأ المراقبه الذاتيه منذ الصغر لها اثآرهاالايجابيه علي حياهـ المسلم وهي وقايه وحصانه
من شرور كثيره تشكو منها البشريه
تقبل ودي واحترامي
مشاري البدر

آنفاس الفجر
10-22-2010, 12:27 AM
طرح عِطر ودٌرر خٌطت
سلمت يدآك آستاذي وجزاك الله خير ..
تقديري وشكري لشخصك الكريم
ودي

ابوبدر عبدالله السرحاني
10-22-2010, 05:58 AM
صديقي العزيـــــــز/ ابو بدر السرحاني

لاشك بان ماذكرت في هذا المقال لهو من روائع العقل المفكر المتدبر لطبيعه البشريه المختلفه
وان التربيه علي مبدأ المراقبه الذاتيه منذ الصغر لها اثآرهاالايجابيه علي حياهـ المسلم وهي وقايه وحصانه
من شرور كثيره تشكو منها البشريه
تقبل ودي واحترامي

مشاري البدر


الاخ والصديق مشاري البدر
هذه المقالة كاتبها اخي وحبيب ابا عبدالرحمن السرحاني
آخي الاصغر سننا والاكبر عقال هوشخيننا واممانا
وحبيبنا جميعا
ابا عبدالرحمن السرحاني
اسال ان يكتب لك الاجر ويجعلها في موازين حسناتك

خادم كتاب الله
10-22-2010, 08:51 AM
اخي الاكبر اباعبدالرحمن ان اقول من سنوات طويلة لماذا انت محبوب جدآجدأ عندنا وعند غيرنا فهذا احد اسرارك اسأل الله ان يصلح لك الذرية ويوفقك لكل خير

حامد بن راشد الوابصي
10-22-2010, 02:01 PM
أبا عبد الرحمن
،،،،
طرح موفق وراقي من رجل يشهد له الجميع بالخير
وجعلنا الله وأياك من أهل الخير

تقبل سلامي عبر هذا المتصفح
وعلى الخير والمحبة نلتقي

أخوك / حامد راشد الوابصي

خالد خلف السرحاني
10-22-2010, 08:35 PM
الاخ
ابو عبدالرحمن السرحانى
بارك الله فيك ورحم الله والديك واصلح لك الذريه
ووفقك الله لعمل الخير
واسأل الله العظيم وبوجهه الكريم
ان يجعل اخر كلامك من الدنيا
(لااله الاالله)
انا وانت ووالدينا وجميع المسلمين
اللهم امين
سدد فى الخير خطاك وحفظك البارى اينما كنت
سلامى واحترامى

اخو يزيد
10-22-2010, 09:43 PM
طرح موفق بارك الله فيك
,,,,
وجعله في ميزان حسناتك
,,,,