المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قناة البحرين البديلة لقناة السويس



أم حبيبة البريكى
08-28-2005, 11:55 PM
قناة البحرين البديلة لقناة السويس


رضا عبد الودود (wadod27@hotmail.com) صحفي مصري


يأتي إعلان الكيان الصهيوني يوم 6/3/2005م عن اتفاقه مع الأردن على بدء فعاليات التعاون المشترك بين البلدين والولايات المتحدة على إقامة تعاون مشترك بينهم من أجل حفر «قناة البحرين» التي تصل بين البحر الأحمر والبحر الميت كخطوة أولى نحو إنشاء الجزء الثاني من القناة التي ستسير غرباً لتصل للبحر المتوسط عند منطقة حيفا. وقد اجتمع النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي (شمعون بيريز) في تل أبيب يوم 6/3/2005م مع وزير الخارجية الأردني (هاني الملقي)ومن ضمن ما اتفق عليه، بحسب الإذاعة العبرية، حفر قناة بين البحر الأحمر والبحر الميت «لمنع وقوع كارثة بيئية في هذه المنطقة». وقال (بيريز) إن الأردن يمكنه أن يكون نموذجاً ناجحاً يحتذي به الفلسطينيون في مجالات الأمن والاقتصاد والتربية والتعليم.



■ تاريخ فكرة قناة البحرين:

وفكرة ربط البحرين: الأحمر والمتوسط؛ تعود إلى عام 1850م حينما بدأت إنجلترا بوضع الخطط للوصول إلى قناة تربط البحر المتوسط بالأحمر بواسطة البحر الميت انطلاقاً من خليج العقبة،إلا أن سهولة إنشاء قناة السويس أفقدت المشروع أهميته.

ولكن الحركة الصهيونية لم تُسقط هذا المشروع من اهتمامها؛ حيث أكد (تيودر هرتزل) مؤسس الحركة الصهيونية أهمية هذه الفكرة،وطورها فيما بعد المهندس السويسري (ماكس يوركارت) الذي تهوَّد وأخذ اسم (أبراهام بن أبراهام) ووضع بدايات الخطة إلى أن وضع المهندس (كوتون) الخطط العملية لهذا المشروع في الفترة من 1950 - 1995م، وبناء على هذه الاقتراحات قررت الحكومة الصهيونية في 24/8/1980م ربط البحرين: الأحمر والميت،ووضع (مناحم بيجن) حجر الأساس لهذا المشروع في 28/5/1981م، إلا أن حزب العمل جمــد المشــروع؛ لأنه يحتاج إلى مبلغ 800 مليون دولار ونحو «8 - 10 سنوات» منها ثلاث سنوات للتخطيط.

ويرجع مخطط شق قناة تربط البحر الأحمر عند خليج العقبة والبحر الميت إلى أواسط القرن الناسع عشر عام 1840م عندما سعى الاستعمار البريطاني لتسهيل الاتصال مع الهند،ومع قيام الكيان الصهيوني في فلسطين تلقفتها الصهيونية العالمية بقيادة مؤسس الدولة العبرية (تيودور هرتزل) الذي تحمس لها وعرضها في كتابه (أرض الميعاد) الصادر عام 1902م، ثم بقيت الفكرة راكدة إلى أن جاء قرار تأميم قناة السويس 1956م؛ حيث بدأ الحديث يدور في الأوساط الاستعمارية والصهيونية المتضررة من قرار التأميم حول إمكانية شق قناة صهيونية تربط البحر المتوسط بخليج العقبة، وتكون بمثابة قناة بديلة للقناة المصرية؛إلا أن إخفاق العدوان الثلاثي على مصر أجَّل تنفيذ الفكرة إلى حين. ثم جرت لاحقاً محاولة تنفيذها إبان رئاسة (مناحم بيغن) وتحديداً عام 1981م، إلا أن العمل بها قد توقف عام 1985م لأسباب غامضة.

ويمكن القول إن مشروع قناة البحرين الذي يخطط له الصهاينة يأتي في إطار استراتيجية طويلة المدي لتأمين الكيان واحتياجاته من المياه والطاقة؛حيث نجح الصهاينة عام 1964م في تحويل مياه نهر الأردن إلى النقب التي كانت تشكل ثلثي مساحة الكيان الصهيوني بهدف الإسراع في تهويدها عن طريق توجيه مجرى الهجرة والاستيطان إليها.

■ «سيناريوهات» ومسارات القناة:

وتطرح الدراسات الصهيونية عدة «سيناريوهات» لحفـر هذه القناة:

الأول: قناة تمر من إيلات «قرية أم الرشراش المصرية» متجهة ناحية الشمال مستغلة وادي عربة ومخترقة صحراء النقب وصولاً إلى وادي غزة على البحر المتوسط بطول 280 كم.

والثاني: قناة تقــع إلى شـــمال من الأولى متصلة بالبحـــر المتوسط عند ميناء أشدود بطول 300 كم.

والثالث: قناة تسير في خط مستقيم من إيلات بامتداد وادي عربة شمال البحر الميت ومنكسرة ناحية الغرب لتتصل بالميناء الفلسطيني حيفا بطول 390 كم.

وقد أشار شيمون بيريز في كتابه: (الشرق الأوسط الجديد) إلى نفس السيناريوهات ولكن بصورة أخرى وهي توصيل البحر المتوسط بالبحر الميت عن طريق قناة، ثم توصيل البحر الميت بخليج العقبة،وبهذا يصبح البحر الميت شبيهاً بالبحيرات المرة المتصلة بقناة السويس.

■وحقيقةً يحار المرء بسبب هذا وبسبب تعدد الأسماء الحركية للمشروع في تصنيفه أيضاً: هل هو مثلاً (مشروع بيئي) يهدف للحفاظ على المنظومة البيئية الفريدة للبحر الميت كما يدل شعار (إنقاذ البحر الميت)؟ أم هو (مشروع اقتصادي) بحت لا يرجى منه سوى تطوير المنطقة وتخليصها من بعض المشاكل المتفاقمة فيها وهو ما قد يعنيه مصطلح (مشروع قناة البحرين)؟ أم هو (نموذج للتطبيع والمواءمة) مع إسرائيل كما يفيد مسمى (قناة السلام)؟ أم هو (ترانسفير) جديد تنعقد عليه آمال الدولة العبرية في استقطاب وتوطين ملايين إضافية من يهود العالم المشتتين في الأرض؟ أم هو كل ذلك؟

والواقع أن كثرة الشعارات وتنوع الأقاويل والتصريحات المقترنة بهذا المشروع، إضافة إلى إفراط الجانب الأردني في الدعاية له قد أثار لدى بعض الناس حساسية وريبة، كما أنه ذكَّر كثيرين بحالة الهرولة نحو إسرائيل التي أصابت عدداً من الدول العربية إبان العقد الماضي.

■وإزاء هذا الوضع يؤكد (عبد الغفار شكر) نائب رئيس (معهد البحوث العربية بجامعة الدول العربية) أن الكيان الصهيوني يهدف بمشروع إحياء البحر الميت كمرحلة أولى إلى استكمال مشروع ربط قناة البحر الأحمر ـ البحر الميت ـ البحر المتوسط لتكون قناة بديلة تضرب قناة السويس، وتستأثر بالنقل البحري في منطقة ملتقى قارات العالم.

بل إن الأخطر من ذلك تطبيع العلاقات الصهيونية مع دول المنطقة التي قد يشارك بعضها في دعم المشروع انطلاقاً من حسابات اقتصادية بحتة دون النظر إلى أبعاد ذلك التعاون على الأمن القومي العربي،في ظل تركيز الاستراتيجيات الأمريكية على تغيير معالم خريطة التحالفات الإقليمية في المنطقة بما يخدم أهدافها الاستراتيجية.

ويرى خبراء الجغرافيا السياسية أن محاولات الكيان الصهيوني للإسراع بتنفيذ المشروع عبر كافة المؤتمرات الدولية في (دافوس) وفي قمة الأرض، وقمة التنمية المستدامة) يرجع بالأساس إلى أن احتياجات الكيان الصهيوني من المياه تبلغ 2600 مليون م3 عام 2005م؛ أي أن العجز الصهيوني في المياه العذبة سيصل نحو 800 مليون م3 في ذلك العام مع احتمال نضوب المياه الجوفية التي تشكل ما يزيد على نصف رصيدها المائي،علاوة على تعرض تلك الآبار للتملح قبل نضوبها.

ويحلل الخبراء العسكريون تلك القناة بأن الكيان الصهيوني يرى أن إقامة أي حاجز أو مسطح مائي بينه وبين الدول العربية يعتبر حداً أمنياً استراتيجياً وعسكرياً يمنع تقدم الجيوش العربية والعمليات العسكرية ضد الكيان الصهيوني. وعندما ينجح الصهاينة في إتمام المشروع فإنهم سيملكون صِمَام أمان في إسالة المياه كيف يشاؤون، وبالمنسوب الذي يريدونه مما يشكل حداً أمنياً من جهة الأردن.

■ فوائد للصهاينة وأضرار بيئية للعرب:

وتشير الدراسات إلى أن هذا المشروع الذي طُرح للتنفيذ هذه الأيام يمكن أن يـؤدي إلى توليـد طاقـة بقـدرة تصل إلى 600 ميجا وات قابلة للزيادة إلى 800 ميجا وات، علاوة على توفير المياه لمحطات الطاقة النووية التي تمكن إسرائيل من تشغيل مفاعل نووي ذي طاقة تقدر بـ «990» ميجا وات،وإنتاج ما يعادل ملياري طن من وقود الزيت الحجري؛ كما يؤدي حفر القناة إلى تنشيط الاستثمار السياحي وتأمين المياه العذبة لفترة طويلة قادمة وذلك بتحلية مياه البحر. وقدر لهذا المشروع أن يضيف لخزينة العدو دخلاً سنوياً يقدر بـ 900 إلى 1250 مليون دولار.

ومن الناحية الجيوستراتيجية يؤدي حفر هذه القناة إلى تطوير منطقة النقب لاستقدام المزيد من المستوطنين وجذب يهود العالم للهجرة إلى فلسطين.

ويعتبر هذا المشروع من أهم الأخطار الاستراتيجية التي تواجه الأمة العربية في صراعها مع العدو؛حيث يلحق هذا المشروع الكثير من الضرر بالأراضي العربية في فلسطين والأردن بعد غمرها بالمياه؛ حيث يتم غمر «330» هكتاراً من الأراضي جنوب البحر الميت ونحو 100 كم2 في المنطقة الشمالية الشرقية من البحر الميت،بل ويعد طرح هذا المشروع في هذا الوقت بالذات رسالة للشعب الفلسطيني مفادها أن قضية تبادل أرض «جالوتسا» الواقعة في صحراء النقب مقابل بناء مستوطنات في الضفة الغربية قد انتهى إلى غير رجعة،بل سيفضي إلى إنهاء الأمل لدى السلطة الفلسطينية باستعادة أراضيها التي تم احتلالها عام 1967م بواسطة المفاوضات.

ورغم بعض الحوافز الاقتصادية التي تروج لها (الميديا) الصهيونية من حل أزمة الأردن وفلسطين المائية والاقتصادية ينطوي المشروع أيضاً على مخاطر عديدة على البحرين: الميت، والأحمر؛ وفي هذا الإطار قد يكون من المفيد الاستماع لبعض أصوات المعارضة المتزنة؛ فالأمر يبدو من وجهة نظرهم عامراً أيضاً بالمضار والمحاذير، ومن أبرزها:

- سوف تتغير طبيعة البحر الميت كلية من حيث خواص مياهه الفيزيائية وتركيبها الكيميائي ومكوناتها البيولوجية، وهو ما سيترتب عليه فقد البحر الميت لهويته البيئية المميزة.

- سوف يؤدي تخفيف ملوحة البحر الميت كذلك إلى تداخل المياه العذبة الجوفية مع المياه المالحة لا سيما في المناطق المتاخمة للبحر الميت، وكذلك في زيادة معدلات البخر في المنطقة وهو ما سيترتب عليه حدوث أضرار وتداعيات اجتماعية وبيئية غير مأمونة العواقب.

- قد تتسبب الضغوط الهائلة الناتجة من زيادة كميات المياه الواردة للبحر الميت في وقوع زلازل قوية بالمنطقة، أو في تنشيطها على أقل تقدير، كما قد يتسبب ارتفاع مستوى المياه بالبحر في غمر مساحة عريضة من الأراضي الزراعية بالمنطقة وهو ما سيعرضها للتدهور وفقدان غطائها النباتي.

- كذلك هناك مخاوف من تضرر بيئة البحر الأحمر هي الأخرى من عملية نقل المياه؛ حيث من المحتمل أن يتعرض الميزان المائي بينه وبين المحيط الهندي للاختلال، كما قد يهيئ هذا الوضع الفرصة لبعض كائنات البحر الميت لأن تستوطن البحر الأحمر وهو ما قد يسبب ضرراً لعدد من العوائل الثرية والمميزة للأحمر.

■ قناة السويس والنقل الدولي:

وينتقد (الدكتور جمال زهران) رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس الصمت المصري خاصة والعربي عامة إزاء مشروع قناة البحرين التي يسعى الصهاينة لأن تكون بديلة عن قناة السويس للضغط على مصر وتهميش دورها الإقليمي؛ حيث يخطط الصهاينة إلى عدم إفساح الباب لمصر للتفرد بإدارة ممر مائي دولي مهم كقناة السويس.

وأكد زهران أن مشروع القناة مشروع قديم جددته وبقوة الحرب الأنجلو أمريكية على العراق؛لأن قناة السويس مثَّلت ورقة ضغط قوية لمصر،وطالبت منظمات المجتمع المدني والقوى السياسية مصر بإغلاقها. ويرى (زهران) أن القناة الجديدة التي ستبدأ مرحلتها الأولى من البحر الأحمر إلى البحر الميت وتمتد لاحقاً إلى البحر المتوسط سوف تضعف من قناة السويس وتقلل من إيراداتها التي تبلغ ملياري دولار سنوياً. وسوف تدشن تلك القناة شراكة مستقبلية تجمع الأمريكان والصهاينة وفلسطين والأردن ومن خلالها يتم عزل سوريا ولبنان. ولعل ما يدور في العقلية الصهيونية يتجاوز إيجاد بديل لقناة السويس إلى السيطرة التامة على البحر الأحمر،بعد أن طورت حكومة شارون ميناء إيلات على رأس خليج العقبة والذي مثَّل قاعدة تحرك صهيونية في اتجاه الغرب إلى السويس ومنطقة الحقول النفطية وإلى الشرق عبر ميناء العقبة الأردني الذي ينفتح على الشرق وشمال الخليج العربي وجنوب خليج العقبة الذي يحمل 25% من واردات الكيان الصهيوني البترولية و 9% من خاماته المستوردة،ولهذا اتجهت الإدارة الصهيونية لطرح فكرة تدويل باب المندب ومجموعة الجزر العربية التي تتحكم في المضيق ـ وهو الأمر الذي تنفذه واشنطن تماماً مع اليمن وجيبوني حالياً ـ وأخيراً اتجهت لتعزيز علاقاتها مع الدول الأفريقية الواقعة على البحر الأحمر والقريبة منه مثل إثيوبيا وكينيا مما أتاح لها إقامة قواعد عسكرية ونقاط مراقبة في عصب ومصوع وجزر دهلك وحالب وفاطمة،وركزت على إريتريا التي تملك شواطئ يبلغ طولها 2000 كم على البحر الأحمر. بما يهدد الأمن القومي العربي خاصة للدول التي يمثل البحر الأحمر منفذها الرئيسي للعالم الخارجي في السودان واليمن ودول الجنوب ومصر،في ظل تأرجح ميزان القوى العسكرية والبحرية لصالح الكيان الصهيوني وفي ظل تعطل القدرات العسكرية لمعظم دول الخليج العربي بسبب دخولها في تحالفات عسكرية مع واشنطن. ويختلف الخبير الاستراتيجي (اللواء طلعت مسلم) مع من سبقه في خطورة هذه القناة على مستقبل قناة السويس، فيرى أنها لا تؤثر على قناة السويس إلا تأثيراً محدوداً؛ لأن المسافة التي ستقطعها باخرة في قناة السويس تقل بكثير عن المسافة التي تقطعها في قناة البحرين الصهيونية؛ علاوة على أن مرور البواخر في قناة البحرين يعرضها لخطورة أكبر؛ لأنها تمر في منطقة توتر تضم الأردن وفلسطين والكيان الصهيوني،وهو الأمر الذي يختفي في حالة قناة السويس.

قاسم علي القويعاني
08-29-2005, 12:19 AM
ام حبيبه
شكرا لك على نقل هذا الخبر وهذه المعلومات..ولن الله يمهلهم ولا يهملهم
وحسبنا الله ونعم الوكيل