المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة آداب المحادثة والمجالسه ( الجزء 4 )



حامد بن راشد الوابصي
11-20-2010, 06:17 PM
تابع لسلسلة آداب المحادثة والمجالسة

*******


15ـ ترك الإصغاء للمتحدث: وذلك بمقاطعته، ومنازعته الحديث، أو بالتشاغل عنه بقراءة جريدة أو كتاب، أو متابعة متحدث آخر. فينبغي للمرء أن يحسن الأدب مع من يتحدث أمامه، وقال الحسن:'إذا جلست فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول، وتعلم حسن الاستماع كما تعلم حسن القول، ولا تقطع على أحد حديثه'.

16ـ الاستخفاف بحديث المتحدث: فمن الناس من إذا سمع متحدثًا، وبدر من ذلك المتحدث خطأ يسير أو نحو ذلك؛ سفهه، واستخف بحديثه. ومن هذا القبيل ما يوجد عند بعض الناس، فما أن يتكلم أحد في مجلس إلا وتبدأ بينهم النظرات المريبة، التي تحمل استخفافًا وسخرية بالمتحدث.

وهذا لا يحسن أبدًا، عن معاذ بن سعد الأعور قال: كنت جالسا عند عطاء ابن أبي رباح، فحدث رجل بحديث، فعرض رجل من القوم في حديثه. قال: فغضب، وقال: ما هذه الطباع؟ إني لأسمع الحديث من الرجل، وأنا أعلم به، فأريه كأني لا أحسن شيئًا'.

17ـ المبادرة إلى إكمال الحديث عن المتحدث: قال ابن عبد البر رحمه الله:'ومن سوء الأدب في المجالسة أن تقطع على جليسك حديثه، أو أن تبتدره إلى تمام ما ابتدأ به منه خبرًا كان، أو شعرًا تتم له البيت الذي بدأ به؛ تريه أنك أحفظ له منه، فهذا غاية في سوء المجالسة، بل يجب أن تصغي إليه كأنك لم تسمعه قط إلا منه'. وقال عطاء:'إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأني لم أسمعه وقد سمعته قبل أن يولد'.

18ـ القيام عن المتحدث قبل أن يكمل حديثه: فهذا من قلة الأدب، ومما ينافي إكرام الجليس، قال أبو مجلز:'إذا جلس إليك رجل يتعمدك فلا تقم حتى تستأذنه'.

19ـ المسارعة إلى تكذيب المتحدث: فمن الناس من إذا طرق سمعه كلام غريب من حدث ما ـ بادر إلى تكذيبه، وتفنيد قوله، إما تصريحا، أو تلميحا، أو إشارة باليد أو العين، أو أن يهمز من بجانبه؛ ليشعره بأن المتحدث كاذب.

فهذا العمل من العجلة المذمومة، ومن إساءة الظن بمن يتحدث، وهو مما ينفي كمال الأدب والمروءة.

فينبغي لمن استمع حديثًا من أحد ألا يبادر إلى تكذيبه، بل عليه أن ينصت له، وإن رأى في هذا في الحديث وجه غرابة فلا يستعجل الحكم عليه بالكذب، بل يستفصل لعله يبين له وجهته وأدلته، ثم إن تأكد من كذبه فلينصح له على انفراد؛ لئلا يعاود الكذب مرة أخرى. فإن عاد إليه، واقتضت المصلحة أن يبين كذبه، فلا بأس حينئذ من ذلك؛ حتى يرتدع من تلك الخصلة الذميمة.

20-التقصير في محادثة الصغار : فلمحادثة المربي صغاره فائدةٌ عظمى، لتعليمهم آداب الحديث، فبذلك ينمو عقل الصغير، وتتوسع مداركه، ويزداد رغبة في الكشف عن حقائق الأمور، ومجريات الأحداث.

كما أن ذلك يكسبه الثقة في نفسه، ويورثه الجرأة والشجاعة الأدبية، ويشعره بالسعادة والطمأنينة، والقوة والاعتبار. مما يعده للبناء والعطاء، ويؤهله لأن يعيش كريمًا شجاعًا، صريحًا في حديثه، جريئًا في طرح آرائه.

ومع أهمية هذا الأمر وعظم فائدته إلا أن هناك تقصيرًا كبيرا فيه؛ فكثير من الناس لا يأبه بمحادثة صغاره ولا يلقي بالاً لتعليمهم عن أسئلتهم إذا هم سألوا، بل ربما كذبهم إذا أخبروا، ونهرهم وأسكتهم إذا تكلموا وهذا من الخلل والتقصير؛ فهذا الصنيع مما يولد الخوف في نفس الصغير، كما يورثه التردد، والذلة، والمهانة، والخجل الشديد، وفقدان الثقة بالنفس. بل قد يعجز عن الكلام، وقد يصاب بعيوب النطق من فأفأة، وتمتمة، ونحوها.

فيحسن بالمربين والآباء إذا خاطبهم الصغار أن يقبلوا عليهم، وأن يصغوا إلى حديثهم، وأن يجيبوا عن أسئلتهم، وأن ينأوا عن كل ما يشعر باحتقار الصغار وازدرائهم.

والى ان تكتمل السلسلة نستودعكم الله

سعود السحيمي
11-20-2010, 07:43 PM
أهلين ابو حمد

سلمت على هالطرح المفيد .

لك ودي

أم علي
11-21-2010, 10:00 AM
يعطيك العافيه أخ حامد
آداب وسلاسل قيمه ومفيده
بارك الله فيك ماننحرم منها وننطر المزيد منها
وطابت اوقاتك

سعود السرحاني
11-21-2010, 10:23 AM
بارك الله فيك ابو حمــد

اداب ونقاط هادفه

متابعين لطرحكـ

عادل الهرفي
11-23-2010, 02:18 PM
ابو حمد

شكرا لك على ماطرحت واكمال هذه السلسلة الغنية بما فيها

وننتظر منك المزيد

ارق وارعذب التحايا

, , , , ,

حامد بن راشد الوابصي
11-24-2010, 09:24 AM
شكرا لجميع الاخوه الذين مروا من هنا
وفقكم الله
وتواصلكم هو الداعم للعطاء اكثر واكثر

انتظرونا