المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطابنا الثقافي والمواطنة بأدبي تبوك‏



موسى العروي
12-02-2010, 11:17 AM
أكدا كل من الدكتور عبدالعزيز الثنيان والأديب حمد القاضي على أهمية الحوار والنقاش الهادف البناء جاء ذلك خلال الندوة التي أقامها نادي تبوك الأدبي بعنوان ( خطابنا الثقافي والمواطنة )وأدارها الدكتور مسعد العطوي الذي بدأ بالسيرة الذاتية للمحضرين فانطلقت من عند الأستاذ حمد القاضي الذي قال نحن في هذا الوقت بحاجة إلى خطاب ثقافي وكتابي لا تكون حمولته تحريضه أو تنابزية أو إقصائية لأي طرف استجابة أولا ً لتعاليم الدين الذي دعاء إلى العدل والحوار ومجادلة الرأي الآخر بالتي هي أحسن وانطلاقاً من توجيه قائد هذا الوطن دعاء إلى نبذ الاختلاف والتصنيف وإلى عدم توجه الحرف نحو تصفية الحسابات أو الاتهامات .لكن مع الأسف بعض ما نقرؤه هذه الأيام لبعض الكتاب يحمل إقصاء كل طرف للطرف الآخر لا يتماشى ويتفق مع طرح الكاتب الذي يحمل توجيهاً ضدياً ومسبقاً ضد الرأي المختلف . إننا نستطيع أن نتحاور مع المختلف وفق ثوابت الدين ووحدة الوطن دون أن يصم أحد الآخر بالظلامية وعدم الوطنية أو يشكك الطرف الآخر بعقيدة المحاور , أو انحلاله. إنه ما فشا في أمة الجدل إلا أورثها الشقاق ــ كما جاء في الأثر ــ لقد سئم الملتقي والمواطن في مشهدنا الوطني من طرح القضايا الصادمة واستمرار النقاش العقيم والممل حول بعض القضايا الفكرية, مطلوب التوجيه نحو تداول قضايانا التنموية ..والتحديات التي تواجهنا وتقف أمام طموحاتنا ليكون هذا الوطن ضمن نادي العالم الأول. لقد ضاق الملتقي السعودي – أيها المطرون – بتلك النقاشات أو بالأحرى((المهاوشات ))الفكرية المكررة حول قضايا مكررة هي آخر ما يهم السواد الأعظم من أبناء المجتمع رجاله ونسائه . لقد انشغلنا بقضايا مللنا منها عبر سجالات أغلبها شخصي وبعضها تصفية حسابات بين طيف وطيف !,بل قد مل الناس من ذلك كما ملّ الناس من ذلك عندما كانت الصحافة منشغلة بمعارك الشعر الحديث والشعر العمودي العامودي حتى مات هذا الحوار وأضحى لكل لون قراؤه وجمهوره . إن السؤال الذي ينهض هنا : هل ليس لدينا سوى هذه القضايا ((الاجتماعية )) نعيد فيها ونزيد , وبغض النظر عن أهمية بعضها فنحن لا نريد أن تطغى أو أن تقصي القضايا الأخرى وسأضرب مثلاً بقضيتين سئمنا من تكرار طرحهما : قضية قيادة المرأة للسيارة وهي مهمة وهي قادمة لكن لن تحسمها هذه السجالات بل المجتمع هو الذي يحسمها متى ارتضاها كما قال ولي أمر هذه الوطن , فضلاً عن أن هناك قضايا أخرى للمرأة أهم حالياً مثل : سلب حقوقها , وحرمانها من رؤية أولادها وظلمها وبخاصة المطلقات والمهجورات والأرامل وهذا ليس رأيي بوصفي رجلاً فهذه الكاتبة الناشطة والمدافعة عن حقوق المرأة أ/أمل زاهد مقال لها بصحيفة الوطن بتاريخ 13/7/1431هـ (إنه رغم دعمي لموضوع قيادة المرأة السعودية للسيارة,إلا أنني أرى أنها ليست القضية الأهم فقضيتنا الأولى هي رفع الوصاية عنا والاعتراف بأهليتنا كاملة غير منقوصة , بالحصول على هذا الحق نستطيع الحصول على حقوقنا الأخرى المنضوية تحته )) , وهذه الكاتبة المعروفة جهير المساعد تقول في مقالها بصحيفة ((عكاظ)) في 13/7/1431هـ ))وفي رأيي الصريح أن آخر مايفيد المرأة السعودية في حياتها هو قيادة السيارة لأنها تحتاج إلى الكثير من ألإصلاحيات الفورية قبل أن تفكر بالخروج إلى الشارع العام خلف )) والقضية الثانية: هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , لقد سئم المتلقون من تكرار الحديث حولها وعنها وعن إيجابيات وسلبياتها وكأنه لا يوجد بالبلد سوى هذه المؤسسة . أنا لا أقول لا نطرح أو نناقش هذه القضايا لكن يجب ألا نجعل منها ((أمهات قضيانا )) وكأنها وحدها هي مفاتيح التنمية وحل مشاكلنا العالقة . إنه من الممكن أن تناقش هذه القضايا دون أن نؤثرها على غيرها أو نجعلها تتقاطع مع أي قضية أخرى ناهيكم عن أن لا يعلق عليها كل مشاكلنا حتى لو انهزم فريق كروي لقلنا إن السبب هو عدم قيادة المرأة أو أن المبرر هو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر !! حتى أن سمو الأمير الحكيم نايف بن عبدالعزيز استغرب من أن تتهم الهيئة بأي خطأ ولو لم يكن لها علاقة به ,فعندما اجتمع بمسئولي كرسي الحسبة واستشهد بحادثة احتراق إحدى المدارس بمكة المكرمة قال : (( حمّلت بعض الصحف الهيئة مسئولية إغلاق الأبواب ومنع رجال الإنقاذ م دخول المبنى بينما أثبتت التحقيقات بعدهم عن الموقع)) ـــ صحيفة المدينة شهر رجب 1431هـ , وأخيراً قضية ((زواج الصغيرات ))وهي مهمة لكنها صورت كأنها تحدث في كل بيت وكأنها خاصة في مجتمعنا بينما هي حالات محدودة وهي وإن كانت مؤلمة لكنها لا تشكل ظاهرة كما قال الوزير العدل د/محمد العيسى في محاضرته بالجامعة الإسلامية بتاريخ 20/11/1431هـ. إن علينا أن نقدر كل شأن بقدره وبما يستحق من الطرح الموضوعي وألا نجعل قضية واحدة وكأنها كل قضايانا بحيث تشغلنا عن كل قضايا الوطن مستقبل هو منجزه وأجياله وكافية أطيافه إننا لنرتئي أن نكون كما قال شاعرنا العربي : ((ألهي بني تغلب عن كل مكرمة قصيدة قالها عمرو بن كلثوم )) الوطن له قضاياه التنموية الكبرى التي تستحق الطرح لا يجوز اختزالها في تكرار طرح القضايا ذات الشأن الفكري أو الاجتماعي وفي جدال ربما يفضي إلى التفرقة وإلى ((احتربات هامشية )) كما قال الصديق د/عبدالعزيز قاسم – في مقاله جميلة بصحيفة ((الوطن)).. حيث أشار إلى أن مثل هذه القضايا أخذتنا عن كثير من قضيايانا ذات البعد التنموي . كم نحن بظمأ إلى تجسيد مبدأ (( الوسطية )) في كم خطابنا الحواري وكيفه.إن الذي يسود في هذا الوطن هو((الوسطية والاعتدال )) في أعمالنا وأقوالنا . لكن مع الأسف يكاد خطاب ((الوسطية)) أن يضيع في متاهات وأنفاق الجدال الذي يكرس تعميق الخلافات وزرع التيارات المتناقضة. أذكر ف الحوار الوطنيالذي تم بالإحساء : حول ((واقعنا الثقافي واستشراق مستقبله )) أن أرتفع صوت إحدى الزميلات قائلة : ((أين صوت الوسطية .. هل ضعنا نحن (( الوسطين والوسطيات )) في ظل هذا التصادم بين تيارين متناقضين )) وقد صدقت . أجل ـــ مع الأسف ـــ فإن الصوتين الصاخبين المتناقضين هما الأعلى صوتاً صخباً و الأوفر حضوراً إعلامياً !. إننا نريد أن يحضر بقوة صوت الاعتدال الأمير المثقف خالد الفيصل عندما قال بصحيفة ((عكاظ)) بتاريخ 22/5/1431هـ (أصوات التطرف مرتفعة سواء كان التطرف من اليمين أو من اليسار , والاعتدال للأسف الشديد ليس له صوت عال كما هو صوت التطرف)) . وبعد : إنني أخشى أن هذه التباينات أو بالأحرى الخلافات الفكرية في مشهدنا الاجتماعي أن تفرقنا ولا توحدنا بحث تصل بنا ـــ لا سمح الله – إلى أتجعلنا أو تخلف في وطننا تيارات متقاطعة تشغل الناس بالجدال والشقاق بدلاً من أن تجعلهم يتجهون نحو بوصلة التنمية ومفاصلها , ولننظر إلى من حولنا كيف شتتهم الخلافات الفكرية حول قضايا أوطانهم , وكيف عطلت هذه الخلافات مسيرة التنمية لديهم .. بل إنها قادت في البعض الدول الشقيقة إلى الفرقة والنزاع والاحتراب . مشهدنا لا يحتاج إلى المزيد من هذه التقاطعات الفكرية ولنتأمل مرات بماذا عادت تلك الخلافات الفكرية والكتابية على عديد من الدول القريبة والبعيدة..؟ إنها مع الأسف ـــ حلفت منها أحزاباً وتيارات متصارعة تكاد تضيع أوطانها حمى الله هذا الوطن من تداعيات ومآلات الشقاقات!.ثم أعقبه الدكتور الثنيان الذي عادت به الذكرى مرة أخرى لتبوك التي زارها من زمن عندما كانوا كيلا في وزارة التعليم فبل أن تتحول لوزارة التربية والتعليم ومن هنا ونحن نتحدث عن خطابنا الثقافي في والمواطنة ، وكيف يكون مؤثراًلابد أن نطرح التساؤل التالي : كيف كنا قبل وحدة وطننا الغالي ؟! وكيف قامت الدولة السعودية ...؟ يقول صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز في كتاب صدر له حديثاً بعنوان ( ملامح إنسانية من سيرة الملك عبد العزيز ) صدر عند إدارة الملك عبد العزيز ، يقول سموه : " قامت الدولة السعودية على أساس الكتاب والسنة ، ولم تقم على أسلوب إقليمي أو قبلي أو أيديولوجي ( فكر بشري )فقد أسست على العقيدة الإسلامية منذ أكثر من مائتين وسبعين سنه عندما تبايع الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمهما الله –على نشر الإسلام ، وعلى التزام القرآن وألسنه اللذين هما أساس قيامهما ". ويقول سموه :" جاء الملك عبد العزيز امتداد لدولتين السعوديتين الأولى والثانية اللتين هما أيضاًَ امتداد للدولة الإسلامية الأولى0 التي أسسها المصطفى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ونشرت الإسلام والأمن والاستقرار والعدل، واستمر ذلك في عهد الخلفاء الراشدين ، رضوان الله عليهم ، وفي عهد الدولة الأمية والدولة العباسية ، وبعد غياب الدولة الإسلامية وظهور دويلات لا تتجاوز حدود قرية أو بلده أو إقليم ، وانعدام الاستقرار في المنطقة ،ظهرت الدولة السعودية الأولى في منتصف القرن الثاني عشر الهجري لتعيد الاستقرار إلى القسم الكبر من شبه الجزيرة العربية ، ثم عادت الظهور مره ثانية في القرن الثالث عشر الهجري أعاد الملك عبد العزيز – رحمه الله –تأسيسها على المبادئ الإسلامية ذاتها .( انتهى كلام سموه ) . أيها الإخوة بعد غياب الدولة السعودية الحقة ، تمزق العالم الإسلامي ،وظهرت دويلات وصارت فتن ، وقامت حروب ، وانتشرت الخرافة ، وعم الجهل و التخلف ، وصارت بلادنا الغالية التي ننعم الآن بأمنها واستقرارها ونتقيأ ظلالها مجموعة من الإمارات الصغيرة ، ومجموعات من القبائل البدوية المتناحرة ، بينها إحن ومحن ، وعداوات وخصومات . إلى أن شاء الله وقدر أن تتميز إمارة الدرعية عن غيرها من الإمارات وغيرها من الزعامات في بلادنا الغالية بيقظة إصلاحية فكرية ، وذلك بعد أن تولى الإمام محمد بن سعود إمارة الدرعية 1139هـ وبعد أن ظهر الشيخ محمد بن عبد الوهاب في حريملاء ثم العيينة يدعو للإصلاح ومحاربة الجهل والخرافة حنت لدعوته واستجابت له هذه الإمارة وتلقفته بعد خروجه من العيينة وتحالف الإمامان عام 1175هـ وتعاهدا على السير معا في نشر العلم والمعرفة ومحاربة الجهل والخرافة وما هي إلا سنوات واختفت تلك الإمارات الهشة وتكونت الدولة السعودية الأولى ، وصار لها مهابة ومكانه واتسعت رقعتها وشملت كل أجزاء المملكة حالياً وزيادة ، وانتشر الأمن والاستقرار وعم الرخاء والخير ، بعد سنوات من الجهد والكفاح ، ولما توحدت هذه البلاد على الكتاب و السنة ، انتشر العلم وساد تطبيق الشريعة ، فعم الأمن والاستقرار ، يقول المؤرخ ابن المعاصر لتلك الفترة : كانت البلاد آمنه مطمئنة في عيشة هنية وكان الشخص الواحد يسافر بالأموال العظيمة في أي وقت شاء في نجد والحجاز واليمن وتهامة وعمان لا يخش أحدا إلا الله ، لا سارقو لا مكابر ، وكان السكان يتركون جميع مواشيهم في البراري والمراعي من الإبل والخيل والجياد والبقر والأغنام وغير ذلك ليس لها راع ولا مراع بل إذا عطشت وردت على البلاد تشرب ثم تصدر مراعيها حتى ينتهي الربيع أويحتاج لها أهلها وربما تلقح وتلد ولا يدري أهلها عنها إلا إذا جاء تبولدها معها ، وبلغ الأمن مبلغه حتى أنه حكي أنه أتى حاج من العجم ونزل قرب وادي سبيع ( يعرف الآن برماح ، يبعد إلى الشرق الشمالي من الرياض مئة كيلو تقريباً ) ، وسرق من الحاج غراره فيها من الحوائج ما يساوي عشرة قروش ، فكتب صاحب الغرارة إلى عبد العزيز بن محمد بن سعود يخبره بذلك فأرسل إلى رؤساء تلك القبيلة ، فلما حضروا عنده قال لهم إن لم تخبروني بسارق الغرارة وإلا جعلت في أرجلكم الحديد ، وأدخلتكم السجن . وأخذت نكالاً من أموالكم . فقالو نغرمها بأضعاف ثمنها ، فقال كلا . حتى أعرف السارق . فقالوا ذرنا نصل إلى أهلينا ونسأل عنه ونخبرك . ولم يكن بدا من أخباره . فلماذا أخبروه به . أرسل إلى مال السارق وكان سبعين ناقة . فباعها وأدخل ثمنها بيت المال ، وجيء بالغرارة لم تتغير ،وكان صاحبها قد وصل الى وطنه ، فأرسل عبد العزيز إلى أمير الزبير وأمره أن يرسلها إلى صاحبها في ناحية العجم . ويقول ابن بشر : إن مجموعة من الأعراب وجدوا عنزاً ضالة في رمال السر المعروفة في نجد ( غرب شمال الرياض ) وجدوها وهم جياع وقد أقاموا يومين أو ثلاثة لم يأكلوا شيئاً . فقال بعضهم لبعض : لينزل أحدكم لهذه العنز ليذبحها لنأكلها فكان كل واحد يقول لصاحبه انزل إليها أنت ، فلم يستطع احد منهم النزول خوفاً منهم ، وعندما الحوا على احدهم قال : والله لا انزل إليها وعوها وهم في أشد الحاجة إليها ، هذه الصورة تحكي قوة الأمن والاستقرار والمهابة في عهد الدولة السعودية الأولى وما كانت تلك الوحدة تتحقق لولا توفيق الله ثم منهج الاعتدال والتسامح ودين الصفاء والوسطية الذي يحترم الإنسان ويحفظ الدماء ... وإلا كيف تختفي تلك الإمارات وتتسارع القبائل للانضواء تحت راية الدولة السعودية بعد أن كانت بلادنا مسرحاً للتناحر والتخاصم والتقاتل . لقد مضى على الإمام محمد بن سعود ثمانية عشر عاماً في إمارة الدرعية،وشأنه شأن الأمراء المجاورين ، لكن عندما تبنى دعوة الخير التي نادى به الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، اتسعت إمارته وصارت دوله لها شأن و مهابة ،وذاع صيت هذه الدولة وصارت لها أصداء في العالم الإسلامي ولكن الأعداء تحركوا وتآمروا عليها وحركوا محمد علي بجيوشه من مصر حتى صار ما صار من سقوط الدولة السعودية الأولى . ولما سقطت الدولة السعودية الأولى اضطرب الأمن واختل وصار في كل بلد أمير شاهر سيفه بمحاربة البلد التي تليه ، يقول ابن بشر : صارت الفتن والقتال في وسط البلدان بين الأهل وبني الأعمام وتقاطعوا الأرحام واكتسبوا الآثام. ويقول : لقد صارت عدة وقعات ومقاتلات بين القرى بعضها مع بعض ، وصار إقبال وإدبار بالقتل والسلب وأخذ الأموال وتعذرت الأسفار بين البلدان على قربها حتى أن أهل البلد التي تليها مع قرب بعضها من بعض يأخذون مدة أيام وأشهر لا يأتيهم خبر من البلد المجاورة . وجاء الإمام تركي بن عبد الله وأقام الدولة السعودية الثانية وأعاد توحيد الوطن وفق شرع الله ومنهجه ، ووفق منهج الاعتدال والوسطية والتسامح ،فكانت رسائله وكتبه وتعامله بهذا المنهج . جمع في عام 1248هـ أمراءه وقال لهم : أسمعوا يا أمراء البلدان لا أبيح لكم أن تأخذوا من الرعايا كثير اًولا قليلاً ، فمن حدث منه ظلم أو تعدى على رعيته بغير حق ، فليس أدبه عزله بل أجليه عن وطنه بأهله . وقال مخاطباً الرعايا : أيما أمير ظلمكم فأخبروني . فقام أمير بريدة عبدالعزيز بن محمد بن عبد الله بن حسن . فقال : يا إمام المسلمين . خص بقولك ولا تعم به ، فإن كنت نقمت على احد منا فأخبره بفعله . فقال الإمام :إنما القول فيك وأمثالك . تحسبون انكم ملكتم البلدان بسيوفكم . توجيه عظيم ورسالة حامية ناعمة ، لا سعه بانية ، ورقابة ويقظة .. احترام للرعية وتحذير للأمراء . وعم الرخاء والأمن وتولى من بعده ابنه الإمام فيصل بن تركي جد الملك عبدالعزيز رحمه الله . وسار بسيرة والده . وهكذا بالحب والتسامح قامت الدولة السعودية الثانية . ومضت الأيام ثم شاء الله وقدر أن تسقط الدولة السعودية الثانية بعد سنوات من وفاة الإمام فيصل بن تركي . ويرحل أحد ابنائة الإمام عبد الرحمن بن فيصل والد الملك عبد العزيز إلى الكويت ، وتعود البلاد الى الفرقة والخلاف ، والنهب والسلب يقول الريحاني : كانت الطريق بين العقيروالأحساء وهي طريق التجارة ما إلى نجد خطرة كان التاجر الذي يروم الوصول الى الهفوف مسافة خمسين كيلوا تقريباً يضطر ليدفع الخوة ( إتاوة ) كلما اجتاز خمسة أو عشرة كيلوات من هذه الطريق المخيفة طريق التجارة والاموال. وفي عام 1319هـ تعود مره أخرى الدولة السعودية على يد مؤسسها الملك عبدالعزيز فهي لم تقم كما قال الأمير سلمان بن عبد العزيز على أي أساس قبلي أو مذهبي أو أقليمي بل قامت نحو المنهج الفكري النقي وهو منهج القرآن والسنة النبوية ومن بعده قاد أبناءة مركبة هذا الوطن فنما الخير وزاد التآلف وبتنا في المملكة محط أنضار العالم ، وطالب الدكتور الثنيان بعدم اللوم كونه رجل تعليم والتعليم جزء من خطابنا الثقافي ومخرجاته ثمرة من ثمار ثقافتنا التي نعتز بها واستطرد بأنه التقى وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري ووكيل الوزارة الدكتور عبد الله الموسى المسئول عن برنامج الملك عبد الله بن عبد العزيز للإبتعاث الخارجي إذ توجه بسؤال هما عن الطلاب المبتعثين اللذين هم ثمرة التعليم العام ونتائجه كم وصلت أعدادهم وكيف مستواهم الدراسي في تلك الدول التي ابتعثوا عليها وهل تأقلموا مع تلك الحضارات المتنوعة التي انتقلوا للعيش فيها والتعامل معها وكم نسبة الإخفاق فكانت الإجابة أن عدد المبتعثين زاد عن مائة ألف مبتعث وأنهم استوعبوا لغات تلك الأمم المختلفة من ( صينية – روسية – فرنسية – وغيرها ) وأنهم كانوا خير رسل لوطنهم فقد جسدوا منهج الوسطية والاعتدال الذي تلقوه وتعلموه فيوطنهم ، وأن نسبة الإخفاق لا تكاد تذكر للذين تعذر استمرارهم قله قليلة ونجاح هذا البرنامج شهادة تزكية لتعليمنا العام وخطابنا الثقافي وشهادة تزكية لمنهج الاعتدال والوسطية وشهادة تزكية لدور المواطن في الحديث عن وطنه وإزالة ما ران في الأذهان عنه.

http://www.alsnani.com/up//uploads/images/alsnani267cff06d9.jpg (http://www.alsnani.com/up//uploads/images/alsnani267cff06d9.jpg)

http://www.alsnani.com/up//uploads/images/alsnani6c9ce3cd5d.jpg (http://www.alsnani.com/up//uploads/images/alsnani6c9ce3cd5d.jpg)

http://www.alsnani.com/up//uploads/images/alsnani17010c2b12.jpg (http://www.alsnani.com/up//uploads/images/alsnani17010c2b12.jpg)

http://www.alsnani.com/up//uploads/images/alsnani804c17d6ca.jpg (http://www.alsnani.com/up//uploads/images/alsnani804c17d6ca.jpg)

http://www.alsnani.com/up//uploads/images/alsnanif245852e39.jpg (http://www.alsnani.com/up//uploads/images/alsnanif245852e39.jpg)

http://www.alsnani.com/up//uploads/images/alsnani2913826728.jpg (http://www.alsnani.com/up//uploads/images/alsnani2913826728.jpg)

http://www.alsnani.com/up//uploads/images/alsnani280868889e.jpg (http://www.alsnani.com/up//uploads/images/alsnani280868889e.jpg)

http://www.alsnani.com/up//uploads/images/alsnaniea9b43a540.jpg (http://www.alsnani.com/up//uploads/images/alsnaniea9b43a540.jpg)

http://www.alsnani.com/up//uploads/images/alsnani56631b2f8a.jpg (http://www.alsnani.com/up//uploads/images/alsnani56631b2f8a.jpg)

http://www.alsnani.com/up//uploads/images/alsnanib545872f6d.jpg (http://www.alsnani.com/up//uploads/images/alsnanib545872f6d.jpg)

http://www.alsnani.com/up//uploads/images/alsnanib430b3d3ba.jpg (http://www.alsnani.com/up//uploads/images/alsnanib430b3d3ba.jpg)

http://www.alsnani.com/up//uploads/images/alsnani1cde77b249.jpg (http://www.alsnani.com/up//uploads/images/alsnani1cde77b249.jpg)

http://www.alsnani.com/up//uploads/images/alsnani04d7d27c34.jpg (http://www.alsnani.com/up//uploads/images/alsnani04d7d27c34.jpg)

http://www.alsnani.com/up//uploads/images/alsnani8295b55bec.jpg (http://www.alsnani.com/up//uploads/images/alsnani8295b55bec.jpg)

http://www.alsnani.com/up//uploads/images/alsnanib40fb4643c.jpg (http://www.alsnani.com/up//uploads/images/alsnanib40fb4643c.jpg)

http://www.alsnani.com/up//uploads/images/alsnanif6422c6460.jpg (http://www.alsnani.com/up//uploads/images/alsnanif6422c6460.jpg)

http://www.alsnani.com/up//uploads/images/alsnanid8a5c573c1.jpg (http://www.alsnani.com/up//uploads/images/alsnanid8a5c573c1.jpg)

http://www.alsnani.com/up//uploads/images/alsnanif0e858b7f6.jpg (http://www.alsnani.com/up//uploads/images/alsnanif0e858b7f6.jpg)

http://www.alsnani.com/up//uploads/images/alsnani423ad3fa7e.jpg (http://www.alsnani.com/up//uploads/images/alsnani423ad3fa7e.jpg)

http://www.alsnani.com/up//uploads/images/alsnania5e59b4a11.jpg (http://www.alsnani.com/up//uploads/images/alsnania5e59b4a11.jpg)

عبيرالورد
12-02-2010, 02:26 PM
http://islamroses.com/zeenah_images/w6w2005041919345643d1e4f8.gif
http://abeermahmoud.jeeran.com/page%205/352-Thanks.gif

صالح المشيعلي
12-02-2010, 09:40 PM
مشكور ع التغطيه