المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من شبكات التجسس للموساد في مصر .. الحلقه الاولى ..؟؟



ماجد سليمان البلوي
12-02-2010, 01:43 PM
من شبكات التجسس للموساد في مصر ..؟؟



القبض على شبكة جاسوسية للموساد في القاهرة تستغل الجنس وتنشر الايدز


تستمر المخابرات المصرية بما عرف عنها من اليقظة والسهر على أمن الوطن والمواطن خاصة بعد عودتها بكامل قدرتها وكفاءتها إلى مكافحة التجسس وكشف العملاء مهما كانوا ، بالمشاركة مع بقية أجهزة الأمن المصرية الساهرة جميعها على أمن وسلامة التراب الوطني المصري ، حيث صدر عن المحامي العام الأول في مصر الأستاذ المستشار عبد المجيد محمود تقرير يفيد عن الجرائم التي ارتكبها الإسرائيليون على وضمن الأراضي خلال عام 1991 فقط وهي :

- 13 حالة تسلل إلى سيناء خلال عام 1991 ( 8 عبر منفذ رفح و 5 عبر منفذ طابا ، معظمها لمهاجرين يهود فشلوا في الحصول على عمل يحفظ لهم كرامتهم في الكيان الصهيوني ) .

- ضبط 16 إسرائيلياً خلال نفس العام وبحوزتهم أسلحة غير مرخصة بعضهم أخفوها تحت ملابسهم والبعض الأخر داخل سياراتهم .

- ضبط 5 حوادث تهريب مخدرات .

- ضبط 17 حالة توزيع دولارات مزيفة بحوزة السياح الإسرائيليين .

إضافة إلى ذلك ، شهد عام 1991 أيضاً عدة محاولات تسلل إلى الأراضي المصرية عبر منفذ رفح أو منفذ طابا في سيناء لمهاجرين يهود سبق أن غررت بهم الدعاية الإسرائيلية ، فجاءوا من موسكو وأوروبا الشرقية ولكنهم هربوا من جحيم ( الجنة الموعودة ) في إسرائيل بعد أن فشلوا في الحصول على عمل ملائم ومشرف .

انتحار يهودي روسي :

وفي شهر آب ( أغسطس ) لعام 1991 أيضاً تسلل اليهودي الروسي تشاهنسكي جينادي إلى مصر عبر منفذ طابا بعد أن فشل في الحصول على عمل في إسرائيل التي هاجر إليها ضمن قوافل الهجرة اليهودية في شهر آذار / مارس عام 1991 ، والقي القبض عليه في سيناء ورحل إلى القاهرة وأجريت تحقيقات معه للتأكد من عدم تورطه في أنشطة تجسسية وتخريبية ، وثبت من التحقيقات أن : " جينادي " كان يعمل باحثاً علمياً بوزارة البحث العلمي بالاتحاد السوفيتي سابقاً ، ولم يعثر معه على أي نقود وطلب عدم إعادته إلى إسرائيل بأي حال من الأحوال مفضلاً العودة إلى بلاده أو السفر لأي دولة أخرى تقبل بمنحه حق اللجوء السياسي ، وكان قلقاً ومتوتراً يعاني من حالة عصبية شديدة بسبب خوفه من إعادته قسراً إلى الجحيم في إسرائيل ، وفاجأ جينادي حراسه وألقى بنفسه من شباك الغرفة التي كان يقيم فيها ليسقط على رأسه ويلقى مصرعه على الفور منتحراً بعد أن تمكن اليأس والخوف منه . واتهم السفير الإسرائيلي مصر بمنعه من لقاء جينادي لحل مشاكله ووصف حادث انتحاره بأنه " غامض " .

تهديد بالانتحار أيضاً :

وفي 17 تشرين الثاني / نوفمبر 1991 ، تسلل إلى مصر مهاجران يهوديان آخران عبر منفذ رفح أحدهما من اصل مجري والأخر من الاتحاد السوفيتي السابق . ولكن هذه المرة قامت سلطات الأمن بمطار القاهرة بترحيلهما إلى بلديهما على الفور بعد أن القي القبض عليهما أثناء محاولتهما السفر إلى اليونان خوفاً من أن يدفعهما اليأس إلى الانتحار مثل جينادي خاصة وانهما أصرا على عدم العودة إلى إسرائيل بأي حال من الأحوال . وثبت من التحقيقات أن الإسرائيليين دخلا البلاد بطريقة شرعية حيث حصلا على تأشيرة دخول من القنصلية المصرية في تل أبيب ، الأول : اسمه فيدوروف وكان يعمل خبيراً هندسياً بهيئة المواصلات في روسيا وهاجر إلى إسرائيل في شهر كانون الأول / ديسمبر عام 1990 ولم يجد فرص عمل ملائمة ورفض الأعمال المهنية التي لا تتناسب مع خبراته حيث عمل لمدة أسبوعين فقط مشرفاً في أحد مستودعات القمامة ثم تركه ، حفاظاً على كرامته لان الدعاية الإسرائيلية منذ سنوات التي تبث في الاتحاد السوفيتي السابق صورت لهم إسرائيل بأنها جنة على الأرض وفيه المعامل والإنشاءات العمرانية والصناعات الإلكترونية ، فصدق ما شاهد وهو الخبير والمهندس في هيئة المواصلات السوفيتية وجاء إلى إسرائيل مصدقاً فإذا به بين ليلة وضحاها يجد نفسه خبيراً ، نعم خبيراً ، ولكن في أحد مستودعات القمامة مثل الكثيرين من اليهود الروس الذين غرر بهم وصدقوا الدعاية الإسرائيلية فوجدوا أنفسهم يوظفون في أعمال ومستودعات القمامة والنفايات والقاذورات التي يستكبر الإسرائيليون أنفسهم عن العمل بها ، فتكون هذه المصالح المتدنية من نصيب اليهود الجدد المهاجرين من الاتحاد السوفيتي السابق أو أثيوبيا ( الفلاشا ) أو من اليمن . والثاني اسمه جورجي نييرش ، مجري الأصل وكان يعمل مدرساً للتكنولوجيا الميدانية في بودابست وهاجر إلى إسرائيل في شهر أيلول / سبتمبر عام 1990 وعمل لاكثر من ثلاثة شهور في إحدى المدارس بالقدس ثم استقال منها لسوء المعاملة وعمل بعد ذلك ولمدة اسبوع واحد فقط بأحد المتاجر وظل بلا عمل لاكثر من تسعة شهور .

والطريف انهما تعرفا على بعضهما البعض واصبحا صديقين حميمين جمعتهما المعاناة الواحدة ومشاعر اليأس والإحباط ونجحا في الحصول على تأشيرة دخول إلى مصر ووصلا إليها عن طريق منفذ رفح وأصرا على عدم العودة إلى إسرائيل مرة أخرى . وهددا بالانتحار إذا تقرر إعادتهما إلى إسرائيل ولم يكن بحوزتهما أي نقود .

وخشية من ذلك قررت سلطات أمن المطار ترحيلهما إلى بلديهما فسافر فيودوروف إلى روسيا وجورجي إلى المجر .

وتمضي المخابرات وسلطات الأمن المصرية في المراقبة على مدار الساعة حفظاً لأمنها وسلامة مواطنيها .

القبض على شبكة جاسوسية جديدة في القاهرة :

بتاريخ 3/2/1992 ( يوم الاثنين ) أعلن في القاهرة عن قيام المخابرات وسلطات الأمن المصرية مشتركة بتوقيف يهودي ينتمي إلى الكيان الصهيوني وابنته وذلك بتهمة التجسس وجمع معلومات عن أهداف عسكرية واستراتيجية لمصلحة إسرائيل .

وطبقاً لمصادر الأمن المصري ، فان الصهيوني الذي يدعى فارس صبحي مصراتي ( من أصل عربي ) أثار شكوك أجهزة المخابرات المصرية ، بعد رصد دخوله البلاد مرات عديدة ، خلال فترة زمنية قصيرة ، وكانت كلها بحجة السياحة وبعد وضعه تحت المراقبة الدقيقة تأكدت الشكوك ، حيث تم رصد محاولاته لتوطيد علاقاته بعدد من المواطنين المصريين مستخدماً ابنته في ذلك . وفي هذا السياق ، فان المصادر نفسها تقول أن هذا الجاسوس نجح بهذه الوسيلة بتوطيد العلاقة مع شاب مصري يعمل باحثاً اجتماعياً يدعى على حسن عطية .

وحسبما أعلن في القاهرة ، فان الجاسوس الإسرائيلي كان استأجر شقة فاخرة في أحد أحياء العاصمة المصرية ، وحين قامت قوات الأمن بمداهمة الشقة للقبض على الصهيوني وابنته ، كان المواطن المصري المذكور معهما . وخلال عملية المداهمة حاول الجاسوس الإسرائيلي الهرب بالقفز من النافذة ، غير أن الشرطة تمكنت من الإمساك به بعد أن كسرت إحدى قدميه بعد إلقاء نفسه من الطابق الثاني .

هذه هي المرة الأولى منذ توقيع معاهدة كامب ديفيد عام 1979 التي تعلن فيها السلطات المصرية عن ضبط عصابة إسرائيلية للتجسس بكل معنى الكلمة أعضاؤها الإسرائيلي ( فارس مصراتي ) من مواليد 1951 ، وهو من يهود ليبيا ، وابنته ( فائقة مصراتي ) من مواليد 1974 . وقد اعترف الأب وابنته بعد مراحل التحقيق بتجسسهما لصالح المخابرات الإسرائيلية ( الموساد ) مع اثنين آخرين من الإسرائيليين. إلا إنها ليست المرة الأولى التي يندس فيها جواسيس إسرائيل لجمع معلومات عن القوات المسلحة المصرية ، وأماكن تمركز قوات الأمن ، وحجم النشاط الاقتصادي وآراء السياسيين وطلاب الجامعات ، ومعلومات شخصية ودقيقة عن الشخصيات العامة .. وكل شيء عن مصر .

الموساد تستخدم سلاحي الجنس والمخدرات :

فتحت أقوال فائقة مصراتي أمام سلطات التحقيق الملف الأسود للتجسس الإسرائيلي في مصر . فقد جاءت إلى البلاد عدة مرات بصحبة والدها تحت ستار السياحة واستخدمت جسدها لجمع المعلومات التي تريدها .. لم تكن المهمة صعبة . خصوصاً بعدما أقامت في حي مصر الجديدة ، وأقامت صداقات عديدة مع أبناء هذا الحي الراقي .

وجاءت أنباء السقوط مدوية في الأوساط المصرية . فقد بحت أصوات كثيرة في السنوات الأخيرة لكشف أبعاد المخطط الإسرائيلي لاختراق المجتمع المصري ، لان إسرائيل مازالت تعتبر مصر " العدو رقم واحد " حتى في ظل معاهدة السلام .. ولكن حاول البعض الادعاء بأن ما يتردد مبالغ فيه بشكل كبير .

ففي عام 1993 فقط زار مصر 130 ألف سائح إسرائيلي ، وفي الأعوام الخمسة الأخيرة زارها نصف سكان إسرائيل . ضبطت سلطات الأمن المصرية عشرات الإسرائيليين وبحوزتهم دولارات مزيفة أرادوا إغراق السوق المصرية بها .. وضبطت 16 حالة حاول فيها الإسرائيليون إخفاء أسلحة في ملابسهم وسياراتهم … علاوة على عشرات القضايا لإدخال المخدرات ، خصوصاً الهيروين إلى مصر .

لم يكن أمراً عفوياً أن تنتشر في مصر أنواع جديدة من المخدرات والسموم بعد معاهدة السلام مع إسرائيل وهي السموم البيضاء التي لم تعرفها مصر منذ أوائل القرن ، ولم ينتشر الهيروين بهذا الشكل إلا بعد الصلح مع إسرائيل ، وألقت أجهزة الأمن القبض على عصابات كثيرة من بينها الإسرائيلي يوسف طحان.

ومن واقع الدراسات الكثيرة التي نشرت مؤخراً ، لم تكن إسرائيل وراء ترويج المخدرات في مصر فقط وانما في العديد من البلدان العربية بغرض الإجهاز على شباب الوطن العربي الذي يمثل الخط الاستراتيجي الثابت ضد إسرائيل .

زعم البعض أن دور إسرائيل لم يثبت بشكل يقيني في تهريب المخدرات .. ولكن أثبتت قضايا التهريب التي تم ضبطها الدور الذي تلعبه الأيدلوجية الصهيونية لإغراق السوق المصرية بالمخدرات ، فمن مصلحة القوى المعادية وعلى رأسها إسرائيل تخدير الشعب المصري .

تحت حماية المظلة الدبلوماسية :

ولم تتوقف أعمال المخابرات الإسرائيلية ضد مصر بعد معاهدة السلام . بل وجدت في السلام فرصة فريدة للاختراق والحصول على كل المعلومات ، وإجراء مسح شامل للمجتمع المصري من جميع جوانبه .. ويشير بعض الكتاب المتخصصين في شئون المخابرات إلى أن سفارة إسرائيل في القاهرة تتجسس على كل حركة ، وكل كلمة .. يقول الكاتب المصري ماهر عبد الحميد :

" كان واضحاً أن الإسرائيليين قد أقاموا سفارتهم من طابقين حتى يتجنبوا أي محاولات للتنصت على ما يجري في الطابق الأعلى . وقد برزت على سطح السفارة فجأة غابة من الهوائيات أشياء أشبه بالثعابين والعقارب ، بعضها على شكل دوائر ، وبعضها على شكل أطباق ، وعشرات من العصي المعدنية المتعامدة والمتقاطعة أخذت تظهر واحدة بعد الأخرى …

وفي النهاية كان يمكن لأي مراقب من الناحية الأخرى للنهر من أن يحصي اثنين وعشرين هوائياً مثبتة كلها فوق سطح العمارة ، ومتجهة إلى السماء . "

وكان أحد الدبلوماسيين الإسرائيليين قد استأجر شقة في الطابق الحادي عشر من العمارة رقم ( 42 ) المطلة على كورنيش النيل في اتجاه المعادي . وكان هذا الإسرائيلي يستخدم سيارة بيجو بيضاء تحمل أرقاماً غير دبلوماسية وقد اتضح انه استأجر هذه السيارة ليستخدمها في تنقلاته تاركاً سيارته الدبلوماسية في مكان الانتظار المخصص لسكان هذه العمارة . وكان بمقدور أي عابر للكورنيش أن يستوثق من أن الإسرائيلي موجود في منزله طالما أن سيارته الدبلوماسية موجودة في موقف سيارات العمارة ، بينما هو يتجول بسيارته البيجو الخاصة المسجل عليها ( ملاكي القاهرة ) .

ولكن فيما يبدو أن المخابرات المصرية تحرص على عدم الإعلان عن قضايا التجسس التي تقوم بها المخابرات الإسرائيلية لأسباب عديدة ، فعندما حامت الشبهات حول عدد من موظفي السفارة الإسرائيلية بالقاهرة الذين يقومون بأنشطة تجسس ، استجابت إسرائيل لطلب مصر وسحبت في هدوء اثنين من الدبلوماسيين " لتجاوزهما حدود وظيفتهما الدبلوماسية إلى التورط في أنشطة غير مشروعة " . وكان أحد هؤلاء قد قام بزرع أجهزة تجسس وتنصت في كل العمارة الضخمة على النيل ، والتي تحتل السفارة الإسرائيلية الطبقات الثلاث الأخيرة منها .

ويسكن هذه العمارة وفي المنطقة المجاورة بعض الشخصيات التي رأت السفارة الإسرائيلية أن التجسس عليهم يفيد عمليات الموساد .. ومن قبل كان قد تم ضبط أجهزة للتنصت مزروعة في عدد من المنازل وأشجار الحدائق في منطقة المعادي التي يسكن فيها الإسرائيليون .

والتجسس تحت مظلة السياحة أيضاً :

في عصر " السلام " تختلف أساليب التجسس عن فترات الحروب . فالرسائل المفخخة والطرود الملغومة دخلت متحف التاريخ وأصبحت بالية ولا تتناسب مع طبيعة العلاقات الجديدة وحسن الجوار والحدود المفتوحة .

وعلى الرغم من ذلك فالعقيدة التجسسية راسخة ثابتة ولا تتغير . وضعت بمعرفة بن غوريون رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي أنشأ الجهاز .. وعمد إلى توسيع صلاحيات فرع الموساد .. وجعل واجبه الأول هو جمع وتحليل المعلومات في الخارج ، في أي منطقة لها أهمية بالنسبة لإسرائيل .

ويقوم أسلوب الموساد في التجسس على عدة أسس :

 العنف الشديد وسرعة التخلص من أعداء إسرائيل ، وإيهام الرأي العام بقوة المخابرات الإسرائيلية .

 استخدام اليهود المنتشرين في سائر أنحاء العالم في أعمال التجسس .

 ابتكار وسائل جديدة وفقاً لطبيعة العلاقات التي تربط إسرائيل بمختلف الدول .

وبالفعل ابتكرت إسرائيل وسائل جديدة تختلف عن التجسس التقليدي وبدأت في إرسال عشرات الفتيات الإسرائيليات " تحت شعار السياحة " لاستدراج بعض الشباب المصري ، لأعمال منافية للأدب في الشقق المفروشة والنوادي الليلية والفنادق الكبرى .. ونشرت صحف المعارضة في مصر أنباء عن استخدام إسرائيل لفتيات مصابات بالإيدز ، لمعاشرة السباب المصري ونشر هذا المرض اللعين .

تسربت أنباء عن إصابة الفتاة الإسرائيلية " فائقة " التي ضبطت في قضية تجسس لصالح الموساد الإسرائيلي بمرض الإيدز .

وأجرت السلطات المصرية تحريات واسعة حول الشباب الذي كانوا على علاقة بها ، حيث كانت تغادر مسكنها في الثامنة مساء ولا تعود إليه إلا في اليوم التالي .. وقال الشهود في منطقة سكنها انه لا يمكن حصر عدد الشباب الذين كانوا يترددون عليها .

وقد كشف الباحث المصري مدحت أبو بكر النقاب عن قيام الموساد بتجنيد بعض طلاب الجامعات عن طريق أقاربهم العاملين في السفارة الإسرائيلية ، وتشجيعهم للسفر إلى إسرائيل في رحلات حصل مقابلها أقاربهم على مكافآت مجزية نظير تجنيدهم .

وحاول الموساد اكثر من مرة إرسال سرب من الجميلات في مناسبات مختلفة ، اشتركت فيها إسرائيل ، التقين خلالها بشباب الجامعة من الأساتذة المساعدين والمدرسين والمعيدين والطلاب . وظن كل واحد منهم انه قام بمغامرة عابرة مع إحدى الفتيات وانتهى الأمر بعودتهن بعد تبادل المعلومات البسيطة الكافية للتعارف والعناوين .

وفوجئ هؤلاء الشباب برسائل من تل أبيب تحمل الأشواق واللوعة والهيام مع الرغبة في تجديد اللقاء في مصر و إسرائيل لقضاء أوقات ممتعة أخرى .. فبدأ يجهز كل منهم بحثاً صغيراً حول قضية مما يشغل الشباب أو يمس مشاكلهم السياسية والتعليمية وغيرها .. وتحدد كل فتاة موعداً للشاب تكون فيه بانتظاره في المطار .

اكتشفت الموساد أن أجهزة الأمن المصرية متيقظة وترصد الخطوات منذ اللقاء الأول ، واتخذت خطوات عاجلة لإنهاء العملية .

لم تكن " فائقة " الإسرائيلية التي باع أبوها جسدها للحصول على معلومات عن مصر هي الأولى ولن تكون الأخيرة .. فقد انتقلت إسرائيل من مرحلة المتفجرات والقنابل ، إلى الجنس والمخدرات والإيدز .. وما زال في جعبتها الكثير .

كثر الحديث والإعلان والتحقيقات الصحفية عن هذه الشبكة الخطيرة ولوضع حد لكل ذلك أعلن السيد اللواء محمد عبد الحليم موسى ( وزير الداخلية المصري في ذلك الوقت ) أن الجاسوس الإسرائيلي فارس مصراتي قد اعترف بأنه يعمل لحساب الموساد وينتمي إلى منظمة إسرائيلية متطرفة وانه كان يسعى لجمع معلومات عن أهداف حيوية وشخصيات عامة ودولية بالقاهرة . بدأت أجهزة الأمن المصرية في اتخاذ سلسلة جديدة من الإجراءات والتدابير الحازمة حيال دخول الإسرائيليين إلى مصر سواء بقصد السياحة أو أية مهام أخرى … وأصدرت وزارة الخارجية المصرية – بناء على طلب الأجهزة الأمنية – أوامر مشددة للسفارة المصرية في تل أبيب بالحد من منح تأشيرات دخول للإسرائيليين إلا في أضيق الحدود وبعد إجراء مزيد من التحريات وذلك لحين صدور أوامر وتعليمات جديدة إليها . وبحثت وزارة الداخلية المصرية مشروعاً استثنائياً يقضى بعدم عودة السائح الإسرائيلي إلى مصر مرة أخرى إلا بعد مضى مدة معينة على زيارته السابقة ومن المفترض أن تكون من ستة إلى ثمانية شهور ، حيث ثبت من التحقيقات مع زعيم الشبكة انه دخل مصر هو وابنته اكثر من مرة في الشهور القليلة الماضية تحت ستار السياحة .

وشملت التدابير أيضاً حصر الإسرائيليين الموجودين بالقاهرة وقت مراقبة وكشف الشبكة وتكثيف التحريات حولهم للبحث عن عناصر أخرى والتحقيق مع كل من كانت له صلة من قريب أو بعيد بالجاسوس الإسرائيلي وابنته وبقية عناصر الشبكة .

وتم تشديد الحراسة والرقابة الأمنية على منفذي طابا ورفح في سيناء اللذين شهدا حالات تسلل متعددة من قبل الإسرائيليين وان كان معظمها لمهاجرين يهود من موسكو واروبا الشرقية بعد فشلهم في الحصول على عمل في إسرائيل .

وفضلاً عن ذلك كله ، شددت الحراسة على المتهمين وأحيطت التحقيقات معهم بسرية تامة .

عين المخابرات وأجهزة الأمن المصرية الساهرة :

ابتداء من عمل المخبرين الضروري واسمهم في مصر ( المرشدين ) الذين يقدمون المعلومات الهامة عن مشاهداتهم وعلمهم بالأشياء التي تمس أمن الوطن أولاً بأول إلى المخابرات وأجهزة الأمن ، وانتهاء بالتعليمات الصادرة إلى رجال الأمن العام في مراكز الحدود المصرية براً ، وبحراً ، وجواً برصد حركة حضور الإسرائيليين إلى مصر وعددها وتواريخها . ( هذه العملية لم تعد الآن سراً لأن وزارة الداخلية المصرية نفسها أعلنت عنها ) . وقد تجمع لدى هذه السلطات معلومات هامة تفيد أن الإسرائيلي فارس صبحي مصراتي وابنته فائقة مصراتي قد دخلا إلى مصر عدة مرات متقاربة بقصد السياحة وكانا يترددان على الفنادق الكبرى بالقاهرة التي تحوي صالات ديسكو حيث أقاما شبكة كبيرة من العلاقات العامة مع بعض رجال الأعمال المصريين ورجال المجتمع . واستغلت فائقة جمالها في جذب الأنظار إليها وأقامت علاقات متعددة مع شباب مصريين لم تستمر علاقة الواحد منهم معها اكثر من يوميين كما أنها سعت إلى الزواج من أحدهم للحصول على الإقامة في مصر إلا أن الذي لفت أنظار أجهزة الأمن المصرية أن الإسرائيلي فارس وابنته أوهما المحيطين بهما من المعارف والأصدقاء انهما لبنانيين وإمعاناً في التخفي استخدما اللهجة الشامية في الكلام وأتقناها ببراعة وكانا يتحدثان عن ذكرياتهما في لبنان المنكوب وجراحهما الناجمة عن الحرب الأهلية التي أتت على الأخضر واليابس .

وكان ذلك هو الخيط الأول الذي دفع بأجهزة الأمن المصرية إلى وضع الإسرائيلي وابنته تحت المراقبة لمدة ثلاثة اشهر تكشفت خلالها خيوط فضيحة التجسس الإسرائيلية .

وبعد إخضاعهما للمراقبة الدقيقة واكتمال الأدلة الكافية لاثبات تورطهما في النشاط التجسسي لحساب الموساد الإسرائيلي من تسجيل أصوات وتصوير مستندات وأوراق هامة ورصد تحركات مريبة ومكشوفة أمرت نيابة أمن الدولة العليا المصرية بالقبض عليهما داخل الشقة المفروشة التي يقيمان بها وهي تقع بالقرب من مطار القاهرة الدولي ومعظم الثكنات العسكرية الهامة .. وداهمت قوات الشرطة الشقة الكائنة بحي النزهة بمصر الجديدة فقفز الجاسوس الإسرائيلي هو وصديق مصري له – كان برفقته لحظتها – خارج الشقة وترك ابنته فائقة التي قبض عليها بسهولة .. وبعد مطاردة مثيرة في شوارع مصر الجديدة ، أرقى الأحياء المصرية ، ألقت الشرطة القبض على الإسرائيلي فارس وصديقه المصري الذي افرج عنه بعد ذلك وبعد التأكد من عدم صلته بالنشاط التجسسي الإسرائيلي وانه تصادف فقط وجوده في الشقة . وعثر داخل الشقة المفروشة للجاسوس على أوراق ووثائق وصور هامة لمواقع استراتيجية وحيوية في مصر و ضبطت كميات كبيرة من الساعات القديمة ثبت انه كان يستخدمها في إرسال برقيات التجسس ، كذلك بعض الأجهزة اللاسلكية و آلات تصوير صغيرة الحجم ، بالإضافة إلى جهازي راديو و تليفزيون و كمية كبيرة من تذاكر الطيران التي تثبت دخوله ليبيا اكثر من مرة . و عثر كذلك على تصاريح عمل و جوازات سفر مزورة .

و في بداية التحقيقات التي أجراها المستشار " عبد المجيد محمود " المحامي العام الأول في مصر ، أنكر الإسرائيلي فارس كل التهم الموجهة إليه . و حلال ذلك حاول السفير الإسرائيلي بالقاهرة افراهام دوبيك الحصول على موافقة أجهزة التحقيقات ، إلا أن طلبه قوبل بالرفض و لم يسمح في البداية لأي من أعضاء السفارة بمجرد الالتقاء بالمتهمين أو حتى التحدث معهما لاعتبارين : الأول : أن السفارة نفسها قد تكون طرفاً في عملية التجسس ، و الثاني : لضمان عدم التأثير على أقوال واعترافات المتهمين .

وبمواجهة الجاسوس الأول بالأدلة ، انهار و اعترف بالتجسس و التخابر لحساب الموساد الإسرائيلي وكشف عن أن إسرائيل تجند عناصر الجماعات والمنظمات المتطرفة بها للقيام بأنشطة تجسسية ضد العرب مستغلة حماسهم المتطرف لدولة إسرائيل وكرههم الشديد للعرب .

وثبت من التحقيقات أن فارس مصراتي يهودي من اصل ليبي من " مصراته " ، تركت عائلته ليبيا في أعقاب حرب 1948 و بعد إنشاء الكيان الصهيوني و انه ينتمي لمنظمة إسرائيلية متطرفة .

الجاسوس تلميذ ( مائير كاهانا ) :

وقد علم أثناء التحقيق أن الجاسوس الإسرائيلي فارس مصراتي كان ينتمي إلى حركة كاخ العنصرية المتطرفة التي كان يتزعمها مائير كاهانا الذي اغتيل في الولايات المتحدة وأتهم الشاب المصري " سيد نصير" بقتله إلا انه تركها وانضم إلى حركة أخرى لا تقل تطرفاً .

وأشار إلى أن أجهزة الأمن بحثت عما إذا كان مصراتي ينوي تدبير شيء ما لأسرة سيد نصير المقيمة في مدينة بور سعيد انتقاماً لمقتل كاهانا ، حيث انتقلت زوجة نصير وأولاده من نيويورك إلى مصر لتعيش مع عائلة زوجها و تفرض الأجهزة الأمنية في مصر عليها حراسة مشددة .

وقال المصدر نفسه – هناك خيط أكثر غموضا تسعى أجهزة التحقيق للكشف عنه ويتعلق بما إذا كان من ضمن خطط الجاسوس الإسرائيلي التجسس على ليبيا أيضاً بالإضافة إلى مصر و جمع معلومات عن برنامجها النووي والكيماوي ومعلومات أخرى تتعلق بتواجد منظمات إرهابية في أراضيها بالإضافة إلى الحصول على معلومات خاصة بأماكن عسكرية وحيوية .
الى اللقاء في الحلقه القادمه
ماجد البلوي

عبيرالورد
12-15-2010, 06:18 AM
حسبي الله على إسرائيل وعلى كل من يحاول يدمر الامه الاسلاميه
http://foryou1345.jeeran.com/fb2نسخ.jpg