المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رثــــــــاء الأنــــــدلـــــس !!!!



مشعل بن مشحن السرحاني
12-11-2010, 02:00 PM
أحببت إسترجاع الماضي بنقلي لهذه القصيده المشهوره
أبو البقاء الرندي
------------------------------------
لـكل شيء إذا ما تم نقصان فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دولٌ من سرَّهُ زمنٌ ساءته أزمانُ
وهذه الدار لا تبقي على أحد ولا يدوم على حال لها شانُ
يمزق الدهر حتمًا كل سابغةٍ إذا نبت مشرفيات وخرصان
وينتضي كل سيف للفناء ولوكان ابن ذي يزن والغمد غمدان
أين الملوك ذوو التيجان من يمنٍوأين منــــهم أكاليلٌ وتيجانُ
وأين ما شــــاده شدَّادُ في إرمٍ وأين ما ساســه في الفرس ساسانُ
وأين ما حــازه قارون من ذهب وأين عادٌ وشــــدادٌ وقـطانُ
أتى على الـــــكل أمر لا مرد له حتى قضــوا فكــأن القوم ما كانوا
وصار ما كان من مُلك ومن مَلك كما حكى عن خيال الطيفِ وسنانُ
دار الزمـــان على دارا وقاتله وأمَّ كســرى فمـــا آواه إيوانُ
كأنما الصــعب لم يسهل له سببُ يومــــًا ولا مَلك الدنيا سليمان
فجـــائع الدهر أنواع مــنوعة وللزمــــان مســرات وأحزانُ
وللحوادث ســـلوان يسهلــها وما لما حــــل بالإسلام سلوانُ
دهى الجزيرة أمرٌ لا عزاء لــه هوى له أحـــــدٌ وانهد نهلانُ
فاسأل بلنســيةَ ما شأنُ مرسيةٍ وأين شاطــــبةٌ أمْ أين جيّـَانُ
وأين قرطبةٌ دارُ العـــلوم فكم من عــالمٍ قد سمــا فيها له شانُ
وأين حمصُ وما تــحويه من نزهٍ ونهرها العــــذب فياض وملآنُ
قواعدٌ كـــنَّ أركانَ البلاد فما عسى البقــاء إذا لم تبقى أركان
تبكي الحنيفيةَ البيضاءَ من أســفٍ كما بكـــى لفراق الإلف هيمانُ
على ديــار من الإسلام خاليــــة قد أقــفرت ولها بالكفر عمران

حيث المساجدُ قد صارت كنائسَ ما فيــهنَّ إلا نواقـــيسٌ وصلبانُ
حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ حتى المنـابرُ تبكي وهي عيــدانُ
يا غافلاً وله في الدهــرِ موعظةٌ إن كنت في سِـــنَةٍ فالدهر يقظانُ
وماشيًا مرحًـــا يلهيه موطنهُ أبعد حمصٍ تَغرُّ الـــمرءَ أوطانُ
تلك المصيبةُ قد أنْسَتْ ما تقدَّمها وما لها مع طـــولَ الدهرِ نسيانُ
يا راكبين عتاقَ الخيلِ ضامرةً كأنهـــا في مجال السبقِ عقبانُ
وحاملين سيوفَ الهــندِ مرهفةُ كأنــــها في ظلام النقع نيرانُ
وراتعين وراء البــحر في دعةٍ لهم بأوطــــانهم عزٌّ وسلطانُ
أعندكم نبـــأ من أهل أندلسٍ فقد ســرى بحديثِ القومِ ركبانُ
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم قتلى وأسرى فما يهــــتز إنسان
لماذا التقاطع في الإســلام بينكمُ وأنتمْ يا عبـــــاد الله إخــوانُ
ألا نفوسٌ أبيَّاتٌ لـــــها هممٌ أما على الخـــيرِ أنصارٌ وأعوانُ
يا من لذلةِ قومٍ بعدَ عزِّهُمُ أحال حالهم ْكفر وطغيانُ
بالأمس كانوا ملوكًا في منازلهم واليومَ هم في بلاد الكفرعبدانُ
فلو تراهم حيارى لا دليل لهمْ عليهمُ من ثيابِ الذلِ ألوانُ
ولو رأيتَ بكاهُم عندَ بيعهمُ لهالكَ الأمرُ واستهوتكَ أحزانُ
يا ربَّ أمٍّ وطفلٍ حيلَ بينهما كما تفرقواَ أرواحٌ وأبدانُ
وطفلةٍ مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت كأنما هي ياقوتٌ ومرجانُ
يقودُها العلجُ للمكروه مكرهةً والعينُ باكيةُ والقلبُ حيرانُ
لمثل هذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ إن كان في القلب إسلامٌ وإيمانُ

ترجمة أبي البقاء الرُّنْدي :
هو صالحُ بنْ شريفَ بنِ صالحٍ، يُكْنَى بِأَبي الطيِّب وأبي البقاء، كان فقيها، بارعا في النثر والنظم. قال عنه أحمدَ المقّرى : وصالح بن شريف الرُّندى: صاحب القصيدة من أشهر أدباء الأندلس.
وقد قال هذه القصيدة في رِثاء المدن الأندلسية التي سقطت في أيدي الصليبيّين الأسبان، توفي الرُّندي-رحمه اللّه تعالى-سنة 684هـ

مكابر
12-12-2010, 12:33 AM
يعطيك العافية اخي مشعل على مانقلت من الشعر بالماضي



تقبل مروري00

مشعل بن مشحن السرحاني
12-12-2010, 07:28 AM
يعطيك العافية اخي مشعل على مانقلت من الشعر بالماضي






تقبل مروري00


مشكور أخوي / مكابر مرورك أسعدني كثيرا
لكن عندي ملاحظه على (الشعر بالماضي)خطأ وإنما هي (الشعر في الماضي )

عبيرالورد
12-12-2010, 07:52 AM
مشكووووووور دائما متميز
بوركت جهودك

عبدالعزيز سعد العرادي
12-12-2010, 09:39 AM
شكرا لك اخوي مشعل على نقل القصيدة

عبدالعزيزسالم الوابصي
03-20-2011, 11:52 PM
لـكل شيء إذا ما تم نقصان
فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دولٌ
من سرَّهُ زمنٌ ساءته أزمانُ