المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معلقه طرفة بن العبد



ابن سليمان
09-02-2005, 09:28 PM
لِخَوْلَةَ أطْلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَدِ







تلُوحُ كَبَاقِي الوَشْمِ فِي ظَاهِرِ اليَدِ



وُقُوْفاً بِهَا صَحْبِي عَليَّ مَطِيَّهُمْ


يَقُوْلُوْنَ لا تَهْلِكْ أسىً وتَجَلَّدِ


كَأنَّ حُدُوجَ المَالِكِيَّةِ غُدْوَةً


خَلاَ يَاسَفِيْنٍ بِالنَّوَاصِفِ مِنْ دَدِ


عَدَوْلِيَّةٌ أَوْ مِنْ سَفِيْنِ ابْنَ يَامِنٍ


يَجُوْرُ بِهَا المَلاَّحُ طَوْراً ويَهْتَدِي


يَشُقُّ حَبَابَ المَاءِ حَيْزُومُهَا بِهَا


كَمَا قَسَمَ التُّرْبَ المُفَايِلَ بِاليَدِ


وفِي الحَيِّ أَحْوَى يَنْفُضُ المِرْدَ شَادِنٌ


مُظَاهِرُ سِمْطَيْ لُؤْلُؤٍ وزَبَرْجَدِ


خَذُولٌ تُرَاعَىَ رَبْرَباً بِخَمِيْلَةٍ


تَنَاوَلُ أطْرَافَ البَرِيْرِ وتَرْتَدِي


وتَبْسِمُ عَنْ أَلْمَى كَأَنَّ مُنَوِّراً


تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٍ لَهُ نَدِ


سَفَتْهُ إيَاةُ الشَّمْسِ إلاّ لِثَاتِهِ


أُسِفَّ وَلَمْ تَكْدِمْ عَلَيْهِ بِإثْمِدِ


ووَجْهٍ كَأَنَّ الشَّمْسَ ألْقتْ رِدَاءهَا


عَلَيْهِ نَقِيِّ اللَّوْنِ لَمْ يَتَخَدَّدِ


وإِنِّي لأُمْضِي الهَمَّ عِنْدَ احْتِضَارِهِ


بِعَوْجَاءَ مِرْقَالٍ تَرُوحُ وتَغْتَدِي


أَمَوْنٍ كَأَلْوَاحِ الإِرَانِ نَصَأْتُهَا


عَلَى لاحِبٍ كَأَنَّهُ ظَهْرُ بُرْجُدِ


جُمَالِيَّةٍ وَجْنَاءَ تَرْدَى كَأَنَّهَا


سَفَنَّجَةٌ تَبْرِي لأزْعَرَ أرْبَدِ


تُبَارِي عِتَاقاً نَاجِيَاتٍ وأَتْبَعَتْ


وظِيْفاً وظِيْفاً فَوْقَ مَوْرٍ مُعْبَّدِ


تَرَبَّعْتِ القُفَّيْنِ فِي الشَّوْلِ تَرْتَعِي


حَدَائِقَ مَوْلِىَّ الأَسِرَّةِ أَغْيَدِ


تَرِيْعُ إِلَى صَوْبِ المُهِيْبِ وتَتَّقِي


بِذِي خُصَلٍ رَوْعَاتِ أَكْلَف مُلْبِدِ


كَأَنَّ جَنَاحَيْ مَضْرَحِيٍّ تَكَنَّفَا


حِفَافَيْهِ شُكَّا فِي العَسِيْبِ بِمِسْرَدِ


فَطَوْراً بِهِ خَلْفَ الزَّمِيْلِ وَتَارَةً


عَلَى حَشَفٍ كَالشَّنِّ ذَاوٍ مُجَدَّدِ


لَهَا فِخْذانِ أُكْمِلَ النَّحْضُ فِيْهِمَا


كَأَنَّهُمَا بَابَا مُنِيْفٍ مُمَرَّدِ


وطَيُّ مَحَالٍ كَالحَنِيِّ خُلُوفُهُ


وأَجْرِنَةٌ لُزَّتْ بِرَأيٍ مُنَضَّدِ


كَأَنَّ كِنَاسَيْ ضَالَةٍ يَكْنِفَانِهَا


وأَطْرَ قِسِيٍّ تَحْتَ صَلْبٍ مُؤَيَّدِ


لَهَا مِرْفَقَانِ أَفْتَلانِ كَأَنَّهَا


تَمُرُّ بِسَلْمَىْ دَالِجٍ مُتَشَدِّدِ


كَقَنْطَرةِ الرُّوْمِيِّ أَقْسَمَ رَبُّهَا


لَتُكْتَنِفَنْ حَتَى تُشَادَ بِقَرْمَدِ


صُهَابِيَّةُ العُثْنُونِ مُوْجَدَةُ القَرَا


بَعِيْدةُ وَخْدِ الرِّجْلِ مَوَّارَةُ اليَدِ


أُمِرَّتْ يَدَاهَا فَتْلَ شَزْرٍ وأُجْنِحَتْ


لَهَا عَضُدَاهَا فِي سَقِيْفٍ مُسَنَّدِ


جَنوحٌ دِفَاقٌ عَنْدَلٌ ثُمَّ أُفْرِعَتْ


لَهَا كَتِفَاهَا فِي مُعَالىً مُصَعَّدِ


كَأَنَّ عُلُوبَ النِّسْعِ فِي دَأَبَاتِهَا


مَوَارِدُ مِن خَلْقَاءَ فِي ظَهْرِ قَرْدَدِ


تَلاقَى وأَحْيَاناً تَبِيْنُ كَأَنَّهَا


بَنَائِقُ غُرٍّ فِي قَمِيْصٍ مُقَدَّدِ


وأَتْلَعُ نَهَّاضٌ إِذَا صَعَّدَتْ بِهِ


كَسُكَّانِ بُوصِيٍّ بِدَجْلَةَ مُصْعِدِ


وجُمْجُمَةٌ مِثْلُ العَلاةِ كَأَنَّمَا


وَعَى المُلْتَقَى مِنْهَا إِلَى حَرْفِ مِبْرَدِ


وَخَدٌّ كَقِرْطَاسِ الشَّآمِي ومِشْفَرٌ


كَسِبْتِ اليَمَانِي قَدُّهُ لَمْ يُجَرَّدِ


وعَيْنَانِ كَالمَاوِيَّتَيْنِ اسْتَكَنَّتَا


بِكَهْفَيْ حِجَاجَيْ صَخْرَةٍ قَلْتِ مَوْرِدِ


طَحُورَانِ عُوَّارَ القَذَى فَتَرَاهُمَا


كَمَكْحُولَتَيْ مَذْعُورَةٍ أُمِّ فَرْقَدِ


وصَادِقَتَا سَمْعِ التَّوَجُّسِ للسُّرَى


لِهَجْسٍ خَفيٍّ أَوْ لِصوْتٍ مُنَدَّدِ


مُؤَلَّلَتَانِ تَعْرِفُ العِتْقَ فِيْهِمَا


كَسَامِعَتَي شَاةٍ بِحَوْمَلَ مُفْرَدِ


وأَرْوَعُ نَبَّاضٌ أَحَذُّ مُلَمْلَمٌ


كَمِرْدَاةِ صَخْرٍ فِي صَفِيْحٍ مُصَمَّدِ


وأَعْلَمُ مَخْرُوتٌ مِنَ الأَنْفِ مَارِنٌ


عَتِيْقٌ مَتَى تَرْجُمْ بِهِ الأَرْضَ نَزْدَدِ


وَإِنْ شِئْتُ لَمْ تُرْقِلْ وَإِنْ شِئْتُ أَرْقَلَتْ


مَخَافَةَ مَلْوِيٍّ مِنَ القَدِّ مُحْصَدِ


وَإِنْ شِئْتُ سَامَى وَاسِطَ الكَوْرِ رَأْسُهَا


وَعَامَتْ بِضَبْعَيْهَا نَجَاءَ الخَفَيْدَدِ


عَلَى مِثْلِهَا أَمْضِي إِذَا قَالَ صَاحِبِي


ألاَ لَيْتَنِي أَفْدِيْكَ مِنْهَا وأَفْتَدِي


وجَاشَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ خَوْفاً وَخَالَهُ


مُصَاباً وَلَوْ أمْسَى عَلَى غَيْرِ مَرْصَدِ


إِذَا القَوْمُ قَالُوا مَنْ فَتَىً خِلْتُ أنَّنِي


عُنِيْتُ فَلَمْ أَكْسَلْ وَلَمْ أَتَبَلَّدِ


أَحَلْتُ عَلَيْهَا بِالقَطِيْعِ فَأَجْذَمَتْ


وَقَدْ خَبَّ آلُ الأمْعَزِ المُتَوَقِّدِ


فَذَالَتْ كَمَا ذَالَتْ ولِيْدَةُ مَجْلِسٍ


تُرِي رَبَّهَا أَذْيَالَ سَحْلٍ مُمَدَّدِ


فَإِنْ تَبْغِنِي فِي حَلْقَةِ القَوْمِ تَلْقِنِي


وَإِنْ تَلْتَمِسْنِي فِي الحَوَانِيْتِ تَصْطَدِ


وَإِنْ يَلْقِ الحَيُّ الجَمِيْعُ تُلاَقِنِي


إِلَى ذِرْوَةِ البَيْتِ الشَّرِيْفِ المُصَمَّدِ


نَدَامَايَ بِيْضٌ كَالنُّجُومِ وَقَيْنَةٌ


تَرُوحُ إِلَيْنَا بَيْنَ بُرْدٍ وَمُجْسَدِ


رَحِيْبٌ قِطَابُ الجَيْبِ مِنْهَا رَقِيْقَةٌ


بِجَسِّ النَّدامَى بَضَّةُ المُتَجَرَّدِ


إِذَا نَحْنُ قُلْنَا أَسْمِعِيْنَا انْبَرَتْ لَنَا


عَلَى رِسْلِهَا مَطْرُوقَةً لَمْ تَشَدَّدِ


إِذَا رَجَّعَتْ فِي صَوْتِهَا خِلْتَ صَوْتَهَا


تَجَاوُبَ أَظْآرٍ عَلَى رُبَعٍ رَدِ



وَمَا زَالَ تَشْرَابِي الخُمُورَ وَلَذَّتِي


وبَيْعِي وإِنْفَاقِي طَرِيْفِي ومُتْلَدِي


إِلَى أنْ تَحَامَتْنِي العَشِيْرَةُ كُلُّهَا


وأُفْرِدْتُ إِفْرَادَ البَعِيْرِ المُعَبَّدِ


رَأَيْتُ بَنِي غَبْرَاءَ لاَ يُنْكِرُونَنِي


وَلاَ أَهْلُ هَذَاكَ الطِّرَافِ المُمَدَّدِ


أَلاَ أَيُّهَذَا الزَّاجِرِي أَحْضُرَ الوَغَى


وَأَنْ أَشْهَدَ اللَّذَّاتِ هَلْ أَنْتَ مُخْلِدِي


فَإِنْ كُنْتَ لاَ تَسْطِيْعُ دَفْعَ مَنِيَّتِي


فَدَعْنِي أُبَادِرُهَا بِمَا مَلَكَتْ يَدِي


وَلَوْلاَ ثَلاثٌ هُنَّ مِنْ عَيْشَةِ الفَتَى


وَجَدِّكَ لَمْ أَحْفِلْ مَتَى قَامَ عُوَّدِي


فَمِنْهُنَّ سَبْقِي العَاذِلاتِ بِشَرْبَةٍ


كُمَيْتٍ مَتَى مَا تُعْلَ بِالمَاءِ تُزْبِدِ


وَكُرِّي إِذَا نَادَى المُضَافُ مُجَنَّباً


كَسِيدِ الغَضَا نَبَّهْتَهُ المُتَورِّدِ


وتَقْصِيرُ يَوْمِ الدَّجْنِ والدَّجْنُ مُعْجِبٌ


بِبَهْكَنَةٍ تَحْتَ الخِبَاءِ المُعَمَّدِ


كَأَنَّ البُرِيْنَ والدَّمَالِيْجَ عُلِّقَتْ


عَلَى عُشَرٍ أَوْ خِرْوَعٍ لَمْ يُخَضَّدِ


كَرِيْمٌ يُرَوِّي نَفْسَهُ فِي حَيَاتِهِ


سَتَعْلَمُ إِنْ مُتْنَا غَداً أَيُّنَا الصَّدِي


أَرَى قَبْرَ نَحَّامٍ بَخِيْلٍ بِمَالِهِ


كَقَبْرِ غَوِيٍّ فِي البَطَالَةِ مُفْسِدِ


نَرَى جُثْوَنَيْنِ مِن تُرَابٍ عَلَيْهِمَا


صَفَائِحُ صُمٌّ مِنْ صَفِيْحٍ مُنَضَّدِ


أَرَى المَوْتَ يَعْتَامُ الكِرَامَ ويَصْطَفِي


عَقِيْلَةَ مَالِ الفَاحِشِ المُتَشَدِّدِ


أَرَى العَيْشَ كَنْزاً نَاقِصاً كُلَّ لَيْلَةٍ


وَمَا تَنْقُصِ الأيَّامُ وَالدَّهْرُ يَنْفَدِ


لَعَمْرُكَ إِنَّ المَوتَ مَا أَخْطَأَ الفَتَى


لَكَالطِّوَلِ المُرْخَى وثِنْيَاهُ بِاليَدِ


مَتَى مَا يَشَأْ يَوْماً يَقُدْهُ لِحَتْفِهِ


وَمَنْ يَكُ فِي حَبْلِ المَنِيَّةِ يَنْقَدِ


فَمَا لِي أَرَانِي وَابْنَ عَمِّي مَالِكاً


مَتَى أَدْنُ مِنْهُ يَنْأَ عَنِّي ويَبْعُدِ


يَلُوْمُ وَمَا أَدْرِي عَلامَ يَلُوْمُنِي


كَمَا لامَنِي فِي الحَيِّ قُرْطُ بْنُ مَعْبَدِ


وأَيْأَسَنِي مِنْ كُلِّ خَيْرٍ طَلَبْتُهُ


كَأَنَّا وَضَعْنَاهُ إِلَى رَمْسِ مُلْحَدِ


عَلَى غَيْرِ شَيْءٍ قُلْتُهُ غَيْرَ أَنَّنِي


نَشَدْتُ فَلَمْ أَغْفِلْ حَمَوْلَةَ مَعْبَدِ


وَقَرَّبْتُ بِالقُرْبَى وجَدِّكَ إِنَّنِي


مَتَى يَكُ أمْرٌ للنَّكِيْثَةِ أَشْهَدِ


وإِنْ أُدْعَ للْجُلَّى أَكُنْ مِنْ حُمَاتِهَا


وإِنْ يِأْتِكَ الأَعْدَاءُ بِالجَهْدِ أَجْهَدِ


وَإِنْ يِقْذِفُوا بِالقَذْعِ عِرْضَكَ أَسْقِهِمْ


بِشُرْبِ حِيَاضِ المَوْتِ قَبْلَ التَّهَدُّدِ


بِلاَ حَدَثٍ أَحْدَثْتُهُ وكَمُحْدَثٍ


هِجَائِي وقَذْفِي بِالشَّكَاةِ ومُطْرَدِي


فَلَوْ كَانَ مَوْلايَ إِمْرُؤٌ هُوَ غَيْرَهُ


لَفَرَّجَ كَرْبِي أَوْ لأَنْظَرَنِي غَدِي


ولَكِنَّ مَوْلايَ اِمْرُؤٌ هُوَ خَانِقِي


عَلَى الشُّكْرِ والتَّسْآلِ أَوْ أَنَا مُفْتَدِ


وظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَةً


عَلَى المَرْءِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّدِ


فَذَرْنِي وخُلْقِي إِنَّنِي لَكَ شَاكِرٌ


وَلَوْ حَلَّ بَيْتِي نَائِياً عِنْدَ ضَرْغَدِ


فَلَوْ شَاءَ رَبِّي كُنْتُ قَيْسَ بنَ خَالِدٍ


وَلَوْ شَاءَ رَبِّي كُنْتُ عَمْروَ بنَ مَرْثَدِ


فَأَصْبَحْتُ ذَا مَالٍ كَثِيْرٍ وَزَارَنِي


بَنُونَ كِرَامٌ سَادَةٌ لِمُسَوَّدِ


أَنَا الرَّجُلُ الضَّرْبُ الَّذِي تَعْرِفُونَهُ


خَشَاشٌ كَرَأْسِ الحَيَّةِ المُتَوَقِّدِ


فَآلَيْتُ لا يَنْفَكُّ كَشْحِي بِطَانَةً


لِعَضْبٍ رَقِيْقِ الشَّفْرَتَيْنِ مُهَنَّدِ


حُسَامٍ إِذَا مَا قُمْتُ مُنْتَصِراً بِهِ


كَفَى العَوْدَ مِنْهُ البَدْءُ لَيْسَ بِمِعْضَدِ


أَخِي ثِقَةٍ لا يَنْثَنِي عَنْ ضَرِيْبَةٍ


إِذَا قِيْلَ مَهْلاً قَالَ حَاجِزُهُ قَدِي

عبدالعزيزسالم الوابصي
06-17-2010, 02:11 PM
يعطيك العافيه