المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القران الكريم وعلومه



ابن سليمان
09-03-2005, 07:10 PM
أسماء القرآن الكريم :

للقرآن الكريم اسماء كثيره ذكر معظمها في صلب القرآن نفسه كما ورد بعضها في احاديث النبي صلى الله عليه وسلم ، واكثر هذه الاسماء شهره واوضحها دلاله خمسه اسماء وردت كلها في القرآن وهي:

1 القرآن :

قال تعالى: (ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم ) الاسراء 9

وقال تعالى : ( وقرآنا فرقناه لتقرأه على القرىن على الناس على مكث ) الاسراء 106

وقال تعالى : ( انه لقرآن كريم) الواقعه 77

2 الكتاب : قال تعالى : ( الم ذلك الكتاب لا ريب فيه ) البقره 1 2

وقال تعالى : ( الم الله لا اله الا هو الحي القيوم ، نزل عليك الكتاب بالحق )ال عمران 3

وقال تعالى : ( هو الذي انزل عليك الكتاب فيه آيات محكمات من ام الكتاب واخر متشابهات ) ال عمران 7

3 الفرقان :قال تعالى : ( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا) الفرقان 1

وقال تعالى : ( وانزل التوراه والانجيل من قبل هدى للناس وانزل الفرقان ) ال عمران 3 4

4 الذكر :قال تعالى : ( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ) الحجر9

وقال تعالى : ( وهذا ذكر مبارك انزلناه )الانبياء 50

5 التنزيل :قال تعالى : وانه لتنزيل من رب العالمين) وقال : ( حم تنزيل من الرحمن الرحيم ) فصلت 1 2

وقال تعالى : ( تنزيل من رب العالمين) الواقعه 80

دلالة هذه الاسماء :

1 2 القرآن والكتاب :من قرا وكتب باعتباره مقرؤا ومكتوبا ، وبها تين الوسيلتين حفظ الايتين والصدور ، وتسجيل الاقلام والسطور ن تم جمع القرآن تسجيله0

3 الفرقان:فهو صيغه مبالغه من ( فارق ) أي الذي يفرق بقوة ، لانه فرق بين الحق والباطل .

4 الذكر :من التذكير ضد النسيان والغفله كقوله تعالى: ( وانه لذكر لك ولقومك ) 44

التنزيل:فانه يدل على علو مصدره ، وعلى قدسية منزله، والى تلقي النبي صلى الله عليه وسلم له عن ربه(يفيد العلو لله فالتنزيل من اعلى الى اسفل)0

فمن اسماء القران اذن : 1القرآن 2الكتاب 3الفرقان4 الذكر 5التنزيل0

البعض:اسهب في تعدد اسماء القرآن حتى بلغوا بها العشرات من الاسماء فخلطوا بين ما هو اسم وبين ما هو صفه للقرآن الكريم ، بحيث سلخوا كل صفه وجعلوها اسما مستقلا بنفسه، فمثلا:

1 قوله تعالى ( انه لقرآن كريم ) وقوله ( وهذا ذكر مبارك )0

فعدوا لفظي (كريم ) و( ومبارك ) اسمين ، مع كونهما صفتين امر واضح لا يحتاج الى بيان .

الفرق بين القرآن والحديث القدسي والحديث النبوي:

الفرق بين القرآن والحديث القدسي :

القرآن الكريم الحديث القدسي

1 الفظ والمعنى من الله 1 اللفظ من النبي والمعنى من الله

2 جاءنا عن طريق التواتر 2جاءنا عن طريق الآحاد

3متعبد بتلاوته 3ليس متعبد بتلاوته

4الحرف بحسنه 4ليس كذلك

5 تحدى الله به البشر 5لم يتحد الله به البشر

تعريف الحديث القدسي:هو كلام الذي يعبر به النبي صلى الله عليه وسلم عن معنى معين مسند الى الله تعالى ، اوحى الله به نبيه ليعبر عنه بلفظه هو حكاية عن الله عز وجل .

مثال:قوله صلى الله عليه وسلم : ( يقول تعالى : يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا … الحديث0

تعريف الحديث النبوي :هو كل كلام ينطق به النبي صلى الله عليه وسلم من عند نفسه قاصدا به الهدايه والارشاد حسب مقتضى النبوه.

مثال:قوله صلى الله عليه وسلم : ( انما الاعمال بالنيات……)0

القرآن واللفظ العربي: ان القرآن الكريم قد جاء بلفظه ومعناه من عند الله عز وجل ، ولم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم ولا لجبريل أي مدخل في صياغه لفظه او اختيار كلماته ، وانما جبريل تلقاه هكذا بلفظه ومعناه.

تكفل الله بحفظه وجمعه :لقد رفع الله تعالى عبء المعاناة فبتكرار لفظه حتى يحفظه ولا ينساه فجعل حفظه له اضطراريا قدريا ، كما قال تعالى (لا تحرك به لسانك لتعجل به ان عليناجمعه وقرآنة).القيامه 16 ،17

الدليل على ان القرآن ليس فيه تدخل في الصياغه:

قال تعالى :( قل اوحي الي اية استمع نفر من الجن فقالوا انا سمعنا قرآنا عجبا) الجن 1

وقال: (اقرأ باسم ربك الذي خلق ) العلق 1

وقال:( قل يا ايها الكافرون )وقال( قل هو الله احد )0

وقال : (قل اعوذ برب الفلق )وقال : (قل اعوذ برب الناس)0

فالشاهد :انه صلى الله عليه وسلم لو كان له أي تصرف او تدخل في الصياغه لكان يكفيه ان يردد القول المأمور به فقط فيقول :سأوحي الي بدلا من ( قل اوحي الي ) او باسم ربي الذي خلق بدلا من ( اقلاا باسم ربك الذي خلق ) او يا ايها الكافرون بدلا من ( قل يا ايها الكافرون ) او الله احد الله الصمد بدلا من ( قل هو الله احد الله الصمد ) او اعوذ برب الفلق بدلا من ( قل اعوذ برب الفلق ) او اعوذ برب الناس بدلا من ( قل اعوذ برب الناس ) وهكذ ، أي بامكانه ان يلغي كلمة (قل) ويكتفي بالمعنى ، ولكن حاشاه صلى الله عليه وسلم ان يزيد او ينقص في القرآن الكريم ،

الخلاصه :النبي محمدا صلى الله عليه وسلم ليس له فيه الا دور التلقي والبلاغ ، كما قال تعالى ( ان عليك الا البلاغ ) الشورى 48

ولهذه عجزت قريش 0

· وضح لو كان القرآن منه لما قال (قل)

هل في القرآن الفاظ غير عربيه :الجواب لا0

ليس في القرآن الكريم الفاظ غير عربيه، والدليل على منك،قال تعالى : ( انا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ) يوسف 2

وقال: (نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين ، بلسان عربي مبين ) الشعراء 193،195

التحدي : ثم هو ايضا مقتضى التحدي الذي تحدى الله به فصحاء العرب وبلغاءهم ليعجزهم عن الايتيان بشيء من مثله ليكون ذلك الاعجاز شاهدا على نبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم0

تحذير العلماء :فالعلماء رحمهم الله اعدوا او حذروا من المخالفه لوقوع في القول على القرآن بما ليس فيه.

بعض العلماء: قالوا ان هناك كلمات غير عربيه في القرآن مثل كلمات : الطور /القسطاس/السجل/المهل/السندس وغيرها

الجواب:ان تلك الكلمات وغيرها من ذوات الاصول غير العربيه قد جرى استعمالها من زمن بعيد على السنه العرب ودخلت في تركيب لغتهم حتى لم يعد لاصلها الاعجمي ذكر فاصبحت عربيه من هذا الوجة ،ونزل القرآن متضمنا لها

الخلاصه : ان هذا القرآن عربي مبين في مجمله وتفصيله ومفرداته وتراكيبه كما اخبر بذلك رب العالمين

اعجاز القرآن : الاعجاز هو ايقاع الغير في العجز

سنه الله: وقد جرت سنه الله تعالى مع انيائه ان يؤيدهم بامور معجزه لاقوامهم يجريهما على ايديهم او يسخرها لامرهم تحديا للمنكرين على اقوامهم ، وهذا ما عرف في النبوات بالمعجزات

المعجزه: هي امر خارق للعاده يجريه الله على يد النبي مقرؤا بالتحدي لمعارضيه تصديقا له فيما يدعيه فكان الله تعالى يقول : ( صدق عبدي فيما يبلغ عني)0

اما اذا لم تكن مقرونه بتحدي فتعتبر كرامة0

المعجزه من جنس ما برع فيه القوم: كما كان من سنه الله تعالى ان تاتي معجزه النبي من جنس ما برع فيه قومه من علوم او فنون .

امثله:1- موسى عليه السلام:كانت معجزته العصى ،واليد لقوم برعوا في السحر واجادوا فنونه

2 - عيس عليه السلام:كانت معجزته ابراء الاكمة والابرص واحياء الموتى باذن الله ، لقوم كثرت فيهم الادواء المستعصيه والعلل المزمنه مع كثرة اطبائهم وحكمائهم.

النبي محمد صلى الله عليه وسلم :اجرى الله تعالى على يديه كثيرا من الخوارق والمعجزات الحسيه التي قد تشمل في مجموعها كل انواع المعجزات والخوارق التي اجراها الله تعالى على يدي من سبقه من الانبياء ((درس معجزاته عليه الصلاه والسلام))0

المعجزه :وكان القرآن وحده هو المعجزه التي اختارها الله للآخر انبيائه ، وجعلها مناط التحدي لقومه ، والشاهد الرئيس على نبويه ،والدليل الواضح على صدقه فيما يبلغ عن ربه.

تحدي الله البشر : فالله سبحانه وتعالى تحدى المنكر لنبوة النبي صلى الله عليه وسلم والمعارضين في ذلك ، تحداهم ان ياتوا بمثله ،فلما سجل عليهم العجز في ذلك ،تحداهم ان ياتوا بعشر سور من مثله ،ثم لما سجل عليهم العجز في ذلك ايضا ،تحداهم ان ياتوا بسوره من مثله ثم استبان عجزهم عن ذلك كله حتى كان اليأس الذي دفعهم الى القتال وسفك الدماء وتقديم الضحايا من الآباء والازواج والابناء سجل القرآن عليهم ،بل وعلى الثقلين جميعل من الانس والجن العجز المطلق ،عن الاتيان بشيء من مثل هذا القرآن حتى ولو كان لبعض ظهرا0

الادله على ذلك: 1 تحداهم بان ياتوا بمثله :قال تعالى (ام يقولون تقوله بل بل لا يؤمنون ،فليأتوا بحديث مثله ان كانوا صادقين)الطور 33،34

2 تحداهم بان ياتوا بعشر سور من مثله:قال تعالى : ( ام يقولون افتراه ،قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله ان كنتم صادقين) هود 13

3 تحداهم بان ياتوا بسوره واحده من مثله:قال تعالى : ( وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسوره من مثله وادعوا شهداء كم من دون الله ان كنتم صادقين)البقره23

تحداهم بان يجمتمعوا مع الجن وياتوا بمثله :قالوا تعالى : ( قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان ياتوا بمثل هذا القرآن لا ياتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهرا )الاسراء 88

تاثر الكفار بالقرآن :عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قام يصلي في المسجد ، واخذ يقرا القرآن ((والوليد بن المغيره )) قريب منه يستمع لقرائته ، فلما فطن لاستماعه اعاد القراءة، فكانه رق له ،فانطلق الى مجلس قومه بني مخزوم فقال:والله لقد سمعت من محمدا نفا كلاما ما هو من كلام الانس ، ولا من كلام الجن ، وان له لحلاوة ، وان عليه لطلاوه ،وان اعلاه لمثمر وان اسفله لمغدق ،وانه ليعلو وما يعلى وانه ليحطم ما تحته …….الخ.

قريش:فقالت قريش : صبأ والله الوليد ،والله لتصبان قريش كلهم ،فقال ابو جهل : انا كفيكموه ، وقعد اليه حزينا وكلمه بما احماه ، وما زال به حتى اتى مجلس قومه ،فقال:تزعمون ان محمدا مجنون ، فهل رايتموه يخنق ؟

وتقلون انه كاهن، فهل رأيتموه يتكهن؟ وتزعمون انه شاعر فهل رأيتموه يتعاطى شعرا؟

وفي روايه: والله ما في قريش رجل اعلم مني بالشعر او رجزه او قصيده ، ولا والله ما يشبه الذي يقول محمد شيئا من هذا الشعر او ذلك الرجز ،وتزعمون انه كذاب ، فهل جربتم عليه شيئا من الكذب ؟ فقالوا في ذلك كلة:اللهم لا ، ثم قالوا : فما هو ؟ ففكر ، وقدر ، ثم قال : ما هو الا سحر يؤثر ، اما رايتموه بفرق بين الرجل واهله وولده ومواليه ؟ فارتج النادي له فرحا ،وتفرقوا معجبين بقوله متعجبين منه.

قال تعالى: (كلا انه كان لا ياتنا عنيدا ،سارهقه صعودا انه فكر وقدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر ثم نظر ثم عبس وبسر ثم ادبروا واستكبر فقال ان هذا الا سحر يؤثر ان هذا الا قول البشر ساصليه سقر وما ادراك ما سقر لا تبقي ولا تذر لواحه للبشر عليها تسعه عشر ) المدثر 16،30

مراحل تنزيل القرآن وكيفياتها : ان القرآن الكريم من لدن الحق تبارك وتعالى على ثلاث مراحل :

التنزيل الاول : فهو صدور القرآن وانبثاقه من الذات الاقدس الى اللوح المحفوظ، وذلك امر من الامور الغيبيه الازليه التي جاء بها الخبر الصادق ولزمنا الايمان بها دون علم بكيفيتها ،اذ لا يعلم كيفية ذلك الا الله تعالى وكان هذا التنزيل جمله لا مفرقا وصدق الله العظيم حيث يقول :( بل هو قرآن مجيد ، في لوح محفوظ)البروج 12،22

التنزيل الثاني : فكان من اللوح من المحفوظ الى بيت العزه في السماء الدنيا ، وبيت العزهيقع في السماء الدنيا فوق الكعبه مباشره ، وهو المرتبه المهيأه لتلقي الاراده الالهيه بعد صدورها ثم القيام في تنفيذها حين وقتها حسب مشيئة الله تعالى ،وحكمته،وكان هذا التنزيل جمله واحده،كان لتنزيل من اللوح المحفوظ الى بيت العزه جملة واحده في ليلة القدر في شهر رمضان المبارك .

قال تعالى:( شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن )البقره 185

وقال :(انا انزلناه في ليله القدر )القدر 1

وقال:(انا انزلناه في ليله مباركه)الدخان 3

الادله من السنه: 1عن ابن عباس رضي الله عنه قال: ( انزل القرآن جمله واحده الى سماء الدنيا في ليله القدر ، ثم نزل بعد ذلك عشرين سنه)

2وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : ( فصل القرآن من الذكر فوضع في بيت العزه في السماء الدنيا فجعل جبريل ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم )0

3عن ابن عباس رضي الله عنه قال : ( انزل القرآن جمله واحده الى سماء الدنيا ، وكان بمواقع النجوم ، وكان الله ينزله على رسوله صلى الله عليه وسلم بعضه في اثر بعض )0

الاجماع :وقد انعقد الاجماع على نزوله جمله من اللوح المحفوظ الى السماء الدنيا حيث حفظ في بيت العزه ثم نزل بعد ذلك منجما

التنزيل الثالث والاخير : فهو نزول القرآن منجما من بيت العزه في السماء الدنيا الى هذه الارض وكان ذلك بواسطة جبريل عليه السلام حيث كان ينزل به مفرقا على حسب الحوادث والاحوال ، حسب مشيئة الله تعالى فيوحي به الى النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان الله تعالى يجمعه له في صدره ، وينطقه على لسانه ، جمعا قدريا ،وصدق الله العظيم حيث يقول : ( لا تحرك به لسانك لتعجل به ان علينا حمعه وقرآنه ) القيامه 16،19

وقد دام هذا التنزيل عشرين سنه او ثلاثه وعشرين او خمسه وعشرين سنه، حسب الروايات في تحديد مده الرساله حيث ابتدأ من بدء الوحي باللآيات الاولى وانتهى بآخر ما نزل من القرآن قبل وفاته عليه السلام .

حكمة تعدد التنزيلات : ( من الله /اللوح/العزه/الحبيب)

استبطر العلماء لتعدد تنزيلات القرآن الكريم حكما كثيره منها:

1 فان قيل ما السر في انزاله جمله الى السماء الدنيا ؟

الجواب:فان في ذلك تفخيم لامره، وامر من نزل عليه، وذلك باعلان سكان السموات السبع ان هذا آخر الكتب المنزله على خاتم الرسل لاشرف الامم .

الخلاصه: ان انزال القرآن جمله واحده ، تشريفا للمنزل عليه صلى الله عليه وسلم .

2 الحكمه من التعدد هو تكريم بني آدم :فتكريم بني آدم وتعظيم شأنهم عند الملائكة وتعريفهم عناية الله بهم ورحمته لهم ولهذا المعنى امر سبعين الف من الملائكه ان تشيع سوره الانعام.

3 الحكمه من ذلك نفي الشك عن القرآن :ففي تعدد النزول واماكنة ، مرة في اللوح المحفوظ واخرى في بيت العزه ، وثالثه على قلب النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك التعدد مبالغه في الشك عن القرآن ،الكلام اذا سجل في سجلات متعددة كأن ذلك نفى للريب عنه.وادعى الى تسليم ثبوته مما لو سجل في سجل واحد فقط 0

الحكمه في نزوله منجما: ( أي مفرقا ) : وصحت له وجودات كثيرة كان ذلك انفى للريب عنه0

مقدمه :فأن قيل ما السر في نزوله منجماًً؟ وهلا نزل الى الارض جمله كسائر الكتب ؟؟

الجواب:هذا سؤال قد تولى الله سبحانه وتعالى جوابه فقال عز من قائل: ( وقال الذين كفروا لو لا نزل عليه القرآن جمله واحده ) ، يعنون كما انزل على من قبله من الرسل،فاجابهم الله تعالى: ( كذلك ) أي انزلناه كذلك مفرقا ( لنثبت به فؤادك )0

المعنى :أي لنقوي به قلبك فان الوحي اذا كان يتجدد لي كل حادثه كان اقوى بالقلب ، واشد عنايع بالمرسل اليه .

وقيل في معنى ( لنثبت به فؤادك) أي لنحفظه لك فانه عليه الصلاه والسلام ، كان اميا لا يقرأ ولا يكتب ، مفرق عليه ليثبت عنده حفظه بخلاف غيره من الانبياء والمرسلين 0

وقيل ايضا انما لم ينزل جمله واحده لانه منه الناسخ والمنسوخ ومنه ما هو جواب لسؤال،ومنه ما هو انكار على قول قيل ، او فعل فعل0

من حكم وفوائد انزاله منجما:

1 بالنسبه لموقف الكفار من النبي صلى الله عليه وسلم ومن القرآن فان في كل مره من مرات النزول تحديا حديدا وتكرارا لفوزه صلى الله عليه وسلم ودحضا لاعدائه0

2في مجيء الجواب من عند الله تعالى بعد توجيه السؤال اليه صلى الله عليه وسلم وانتظاره للاجابه شهادة له بالنبوه وبانه لا ينطق عن الهوى ،وقد كان لهذا اثر بالغ في تصديق اهل الكتاب خاصه حينما كانوا يسألونه صلى الله عليه وسلم عن اشياء يعرفونها من كتبهم السابقه

3كان الوحي ينزل على النبي اذا ما تعرض لشده او المت به كربة ، فكان يجد لذلك تفريجا من الله تعالى لهمه وارتباطا اقوى بربه وبانه تعالى بجانبه ولن يضيعه 0

4اما بالنسبه لامته عليه السلام فان فيه تيسرا عليهم في الحفظ وتخفيفا عليهم من العمل وتدرجا بهم في التربيه،كما كان في كل مره سكينه جديده تنزل في قلوب المؤمنين ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم .

5واما بالنسبه للقرآن نفسه فقد كان ذلك التنجيم دلاله صادقه على انه من عند الله وشهاده ناطقه له بالاعجاز .

وضع الآيات بامر الله :فالآيه او ألآيات الجديده كانت تاتي ، فتوضع بامر الله ورسوله الى جوار آيه او آيات نزلت منذ سنوات 0

قال تعالى:(افلا يتار برون القرآن ،ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا)النباء 82

ابن سليمان
09-03-2005, 07:13 PM
اول ما نزل وآخر ما نزل من القرآن :

اول ما نزل على الاطلاق :هو قوله تعالى : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الانسان من علق…….)العلق 1

الدليل على ان هذه الآيات اول ما نزلت عليه صلى الله عليه وسلم :ففي صحيح البخاري في حديث برء الوحي بان اول ما نزل عليه الصلاه والسلام ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) ثم المدثر 0

للعلم :1 ان اول ما نزل من اللآيات ( اقرأ باسم ربك)

2 واول ما نزل من اوامر التبليغ ( يا ايها المدثر )

3 واول ما نزل من السور ( سورة الفاتحه )

نظير ذلك من الاحاديث: قوله عليه الصلاه والسلام : ( اول ما يحاسب به العبد الصلاه ) ? ( اول ما يقضي فيه الدماء)

الجمع بينهما: بان اول ما يحكم فيه من المظالم التي بين العباد : الدماء واول ما يحاسب به العبد من الفرائض البدنيه : الصلاه .

وقيل : ان اول ما نزل للرساله ( يا ايها المدثر )

ان اول ما نزل للنبوه ( اقرأ باسم ربك )

السبب:1 لان قوله تعالى ( اقرأ باسم ربك )

دال على نبوه محمد الى الشخص على لسان الملك بتكليف خاص

2 قوله تعالى : ( يا ايها المدثر قم فانذر ) دليل على رسالته صلى الله عله وسلم لانها عباره عن الوحي الى الشخص على لسان الملك بتكليف عام

آخر ما نزل من القرآن الكريم:

ففيه اقوال متعدده فمن قائل انه قوله تعالى: ( اذا جاء نصر الله والفتح )

وقيل قوله تعالى : ( واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله )

وقيل قوله تعالى : ( لقد جاءكم رسول من انفسكم )

وقيل قوله تعالى : ( اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي )

المراجع:هو قوله تعالى: ( واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ) البقره 281

فان في الآيه ما يشعر بالايذان بالرحيل .

الدليل من السنه : عن ابن ابي حاتم قال : ( آخر ما نزل من القرآن الكريم كله ? قوله تعالى : ( واتقوا يوما ما ترجعون فيه الى الله ) الآيه ? وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزولها تسع ليال ? ثم مات ? لليلتين خلتا من ربيع الاول . والله اعلم .

اسباب النزول :

مقدمه:علمنا سابقا من حكمة نزول القرآن الكريم منجما ? فبعض الآيات نزلت جوابا لسؤال ? اواستفتاء ? او بيانا للحكم في امر حدث او حادثه تقع ? اوبيانا ? او تفصيلا لشيء مجمل.

اقسام نزول القرآن : ينقسم الى قسمين : 1- ابتداء لحكم الله

2- اجابه على اسئله ووقائع .

امثله على الاسئله : نزول الايات بالاجابه :

1 قال تعالى : ( ويسالونك عن الروح قل الروح من امر ربي ) الاسراء 85

2 وقال : ( ويسالونك عن ذي القرنين قل ساتلو عليكم منه ذكرا ) الكهف 82

3 وقال : ( يسالونك ماذا اجل لهم قل اجل لكم الطيبات ) المائده 4

امثله على الاتفتاء :

1 قال تعالى : ( ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن ) النساء

وقال : ( يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلاله ) النساء 176

نزول آيات للارشاد والهداية له صلى الله عليه وسلم :

حينما ساله القوم عن الروح وعن ذي القرنين بجواب السؤال ? قال تعالى : ( ولا تقولن لشيء اني فاعل ذلك غارا، الا ان يشاء الله واذكر ربك اذا نسيت وقل عسى ان يهدين ربي لاقرب من هذا رشدا ) الكهف 24

حادثه للوقائع : وذلك مثلما حدث بين فريقين الاوس وخزرج ، بعدما صاروا انصار الله ورسوله وتناسوا ما كان بينهم في الجاهلية من بشارات واحقاد وجلس بعضهم الى بعض في اخوه وموة فمر بهم يهودي عجوز ، فأكل الحقد قلبه فارس عليهم شابا من يهود ،جلس بينهم واخذ ينشد اشعارا من اشعار الجاهلية ، حتى تحركت فيهم النعرات القديمه واخذ كل فريق يفخر بما كان منه في الجاهلية حتى حميت النفوس ،وتنادوا الى السلاح ،وتصايحوا للاوس ياللخزرج ، حتى بلغ الخبر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج اليهم مسرعا يجر رداءه وهو يقول : الله الله يا معشر الانصار ، ابدعوى الجتهلية وانا بين اضهركم ؟؟ دعوها فانها فتنه ، فعلموا انها نزعه من الشيطان ودسيسه من اليهود ، والقوا السلاح وعانق بعضهم بعضا ، وبعدها وبسببها نزلت الآيات في قوله تعالى : ( يا ايها الذين آمنوا ان تطيعوا فريقا من الذين اوتوا الكتاب يردوكم بعد ايمانكم كافرين ، وكيف تكفرون وانتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ، ومن يعتصم بالله فقد هدى الى صراط مستقيم ، يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون ، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ، واذكروا نعمت الله عليكم اذ كنتم اعداء فالق بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا ، وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها ، كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون ، ولتكن منكم امه يدعون الى الخير ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون،ولا تكونا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات واولئك لهم عذاب عظيم ) آل عمران 10 ، 15

مثال آخر على نزول الآيات بحادثة الواقع :

كان نفرا من المسلمين شربوا الخمر فسكروا وذلك قبل التحريم النهائي للخمر ، ثم قاموا الى الصلاة فامهم احدهم وهو في سكرته فقرأ قوله تعالى : قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون ) قرأها بحذف ( لا ) النافيه واثبت على نفسه عبادة غير الله مما يعبد للكافرون فنزل قوله تعالى : ( يا ايها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ....) النساء 43

نزولها موافقة : اي موافقتة لما في نفوس بعض المؤمنين المخلصين ، لتحقق رغباتهم . واشباع تطلعاتهم ، فكان لها وقع الماء البارد على النفوس الظمأى وتحقق المسلمون ان الملا الاعلى يشاركهم حياتهم ويرعى شؤنهم .

مثال : مثلما حدث لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ولغيره من الصحابه في موافقة القرآن لهم فيما رغبوه او املوا فيه .

عمر بن الخطاب : وافقت ربي في ثلاث :

1- قلت يا رسول الله لو اتخذنا مقام ابراهيم مصلى فنزلت :واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى) البقره 125

2 - وقلت يا رسول الله ان نساءك يدخل عليهن البرو والفاجر فلو امرتهن ان يتحجبن فنزلت آيه الحجاب: قوله تعالى : ( يا ايها الذين آمنوا الا تدخلوا بيوت النبي الا ان يؤذن لكم الى طعام غير ناظرين اناه ، ولكن اذا دعتم فادخلوا فاذا طعمتم فانتشروا و لا قستا نسين لحديث ان ذلكم كان يؤذى النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق ، واذا سالتموهن متعا فاسألوهن من وراء حجاب ، ذلكم اطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا ان تنكحوا زواجه من بعده ابدا ان ذلكم كان عند الله عظيما ) الاحزاب 53

3- واجتمع على رسول الله صلى الله عليه وسلم نساؤه في الغيره ، فقلت لهن ( عسى ربه ان طلقكن ان يبدله ازواجا منكن ) .

فنزلت الآيه قال تعالى : ( عسى ربه ان طلقكن ان يبدله ازواجا خيرا منكن ، مسلمات مؤمنات فاتنات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا ) التحريم 5

تعدد الأسباب والنازل واحد :كانت الآيه والآيات تنزل لسبب واحد اي لحادثه واحده او امر واحد فقد كان يحدث ان تتعدد الحوادث او الأمور فتنزل الآيه والآيات في شانها جميعا ، وهو ما اطلق عليه تعدد الأسباب والنازل واحد .

مثال : عن ابن عباس رضي الله عنه ان هلال بن أميه قذف امرأته عند النبي صلى الله عليه وسلم بشريك من سحماء ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( البنيه في ظهرك ) فقال : يا رسول الله : اذا وجد احدنا مع امرأته رجلا ينطلق يلتمس البنيه ؟ وفي روايه انه قال: والذي بعثك بالحق اني الصادق ، ولينزلن الله تعالى ما يبرى ظهرى من الحد0

منزل جبريل عليه السلام : وأنزل عليه قوله تعالى : ( والذين يرمون ازواجهم ولم يكن لهم شهداء الا انفسهم فشهادة احدهم اربع شهادات بالله انه طن الصادقين ، والخامسه ان لعنه الله عليه ان كان من الكاذبين ، ويدرؤا عنها العذاب ان تشهد اربع شهادات بالله انه لمن الكاذبين ، والخامسه ان غضب الله عليها ان كان من الصادقين ) .النور 6 ، 9

وتعرف هذه الآيات يآيات الملاعنه .

مثال آخر : عن سهل بن سعد : ( ان عن يمر اتى عاصم بن عري ، وكان سيد بني عجلان ، فقال : كيف تقولون في رجل وجد مع أمرأته رجلا ، ايقتله فتقتلونه ، ام كيف يصنع ؟ سل لي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك . فاتى عاصم النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، وفي رواية مسلم ( فيسال عاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكرة رسول الله صلى الله عليه وسلم المسائل وعابها ( نفورا منه عليه الصلاة والسلام من هذه الامور المتعلقه بالاعراض ، وزجرا عن افتراض المسائل ، ومنعا لانتشار هذه الامور المتعلقه بالفاحشه ان تدور على الالسن ، وكل ذلك في اطار كراهيته صلى الله عليه وسلم للقول الفاحش)

فقال ويمر: والله لا انتهي حتى اسأل رسول الله : رجل وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه ، أم كيف يصنع ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قد انزل الله القرآن فيك وفي صاحبك ، فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بالملاعنة بما سمى الله في كتابه فلاعنهما )


تعدد الآيات النازلات في شأن موضوع واحد :

مثال 1 : عن ام سلمه رضي اللع عنها قالت : يا رسول الله لا اسمع الله ذكر النساء في الهجره بشيء فأنزل الله قوله تعالى : ( فاستجاب لهم ربهم اني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر وانثى بعضكم من بعض ، فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم ، وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ، ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب ) آل عمران 195

مثال 2 : عن ام سلمه انها قالت : قلت يا رسول الله تذكر الرجال ولا تذكر النساء فأنزلت : ( ان المسلمين والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافضين فروجهم والحافضات ، والذاكرين الله كثيرا والذاكرات ، اعد الله لهم مغفره واجرا عظيما ) الاحزاب 35

مثال 3 :عن ام سلمه ايضا انه قالت : ( تغزوا الرجال ولا تغزوا النساء وانما لنا نصف الميراث : فانزل الله تعالى : ( ولا تتموا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن وسألوا الله من فضلت ، ان الله كان بكل شيء عليم ) النساء 32

16 معرفه سبب النزول وفائدته :

لا يعرف سبب النزول إلا عن طريق الرواية الصحيحة المرفوع الى النبي صلى الله عليه وسلم ، أو التي لها حكم المرفوع كرواية لصحابي لأنه ( ممن شاهدوا التنزيل ووافقوا على الأسباب وبحثوا عن علمها ) 0


فائدة معرفه سبب النزول :

1 تحريرا المعنى المراد : وازاله الاشكال او التعارض المتوهم فيها مع غيرها.

مثال 1 : قال تعالى : ( ولله المشرق والمغرب ، فاينما تولوا فثم وجه الله ان الله واسع عليم ) البقره 115

المعنى: فظاهر هذه الآيه يفيد ان المصلي ان يتوجه في صلاته الى حيث يشاء دون التقيد بجهة القبله ، وذلك يتعارض مع الامر بذلك في قوله تعالى : ( قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها ، فول وجهك شطره المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره ، وان الذين اوتوا الكتاب ليعلمون انه الحق من ربهم ، وما الله بغافل عما يعلمون ) البقره 144

المقصود بالآيه : هو ما روى عن ابن عمر رضي الله عنهما انها نزلت في صلاة المسافر على الراحله حيثما توجهت به راحلته تيسيرا له في التطوع بالنافله وتيسيرا عليه في الاداء ، لانه لو الزم بجهة القبله كالفريضه لاضطر الى التوقف عن المسير او الامتناع عن التطوع وفي عليها من الحرج فالايخفي .

مثال 2 : على ازاله الاشكال والتعارض وتحرير المعنى المراد من الآيه ، هو ما يروي ان مروان بن الحكم رضي الله عنهما ، وقف عند قوله تعالى : ( لا تحسبن الذين يفرحون بما اوتوا ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا ، فلا تحسبهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب اليم ) آل عمران 188

المقصود بهذه الآيه :

عندما وقف مروان بن الحكم عند هذه الآية أرسل آلي ابن عباس رضي الله عنهم ، يقول : لئن كان كل امرئ فرح بما أوتى واحب أن يحمد بما يفعل معذبا ، لنعذبن أجمعون


ابن عباس رضي الله عنهما : اجابه ببيان سبب نزول الآيه وانها نزلت في اهل الكتب حين سالهم النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء فكتموه اياه واخبروه بغيره ، متظاهرين انهم اخبروه بما سالهم عنه ، وامتنعوا عليه بذلك طالبين ان تحمدوا بما لم يفعلوا .

مثال 3 : من امثله فوائد سبب النزول في ازاله الاشكال والتعارض ايضا : ان عروه بن الزبير رضي الله عنهما توقف عن قوله تعالى : ( ان الصفا والمروه من شعائر الله فمن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه ان يظوف بهما ، ومن تطوع خيرا فان الله شاكر عليم) البقره 158 فقد ظن عروة من نفى الجناح عدم فرضيه السعي بين الصفا والمروه وقال لخالته عائشه رضي الله عنها : ارايت قول الله تعالى : ( ان الصفا والمروه من شعائر الله فلا جناح عليه ان يتطوف بهما ) اذن لا اثم على من لم يتطوف بهما ، قالت : بئسما قلت يا ابن اختي لو كانت كما قلت .

المقصود بهذه الآيه : انها انزلت في الانصار كانوا قبل ان يسلموا يهلون لمناة الطاغيه التي كانوا يعبدونها عند المشعل فكان من اهل يتحرج ان يطوف بالصفا والمروه ، فلما اسلموا سألوا رسول الله ان كنا نتحرج ان نطوف بين الصفا والمروه ، فانزل الله ( ان الصفا والمروه من شعائر الله فمن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بينهما ) البقره 158 وقالت عائشه : قد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بينهما أي شرع ذلك فليس لاحد ان يترك الطواف بينهما

روايه اخرى :وفي روايه اخرى ، تعليل لذلك وهو ان الصفا كان عليه في الجاهليه صنم يقال له ( أساق ) وكان على الروه صنم آخر يقال له ( نائله ) قيل انهما يمثالان لرجل وامراة تسافحا في هذا المكان وكان المشركون اذا سعوا بينهما تمسحوا بهما ، فلما اظهر الله الاسلام وحطم رسول الله صلى الله عليه وسلم الاصنام ، ظل في نفوس المسلمين بعض الحرج من قربان الصفا والمروه فخافه الوقوع فيما كان من فعل الجاهليه .

من الفوائد ايضا لمعرفه اسباب النزول :

2 دفع توهم الحصر فيما يوهم ظاهر النص :

مثال :قال تعالى : ( قل لا اجد فيما اوحي الى محرما على طاعم يطعمه الا ان يكون ميته او دما مسفوحا ، او لحم خنزير فانه رجس او فسقا اهل لغير الله به ، فمن اضطر غير باغ ولا عاد فان ربك غفور رحيم ) الانعام 145

المقصود بها : فظاهر نص هذه الآيه الكريمه يفيد حصر المحرمات في هذه الاربع المذكوره فيها ، بينما جاءت آيات آخر تعدد المحرمات في اكثر من ذلك مثل آيه سوره المائده قوله تعالى : ( حرمت عليكم المتة والدم ولحم الخنزير وما اهل لغير الله به والمنخنقه والموقوذه والمترديه والنطيحه وما اكل السبع الا ماذكيتم ، وما ذبح على النصب وان تستقسموا بالازلام ذلكم فسق ، اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون ، اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ، فمن اضطر في مخمصه غير متجانف لاثم فان الله غفور رحيم ) المائدة 3

وهم : وقد تمسك بعض الأئمه بظاهر الحصر في نص الآيه الاولى قائلا بعدم وجود شيء من المحرمات الاماكان من هذه الاربع الوارده في الآيه .

المعنىالشافعي رحمه الله يقول الحصر في هذه الآيه غير مراد ، ومستدلا على ذلك بسبب نزول الآيه ، وانها نزلت في دحض افتراءات الكفار الذين اخلوا هذه الانواع من المحرمات بينما يحرمون ما احل الله فيما زعموه من البعيرة والسائبه والوصيله والحام .

الخلاصه : كأن الله تعالى يقول : لا حرام ولا ما اللتموه من الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل لغيرالله به ولم يقصد حل ما وراءه ، اذا القصد التحريم لا اثبات الحل .

ابن سليمان
09-03-2005, 07:15 PM
نزول القرآن على سبعه احرف :

مقدمه: توافرت الادله والشواهد على ثبوت هذا الامر سواء من قول النبي صلى الله عليه وسلم واخبارة بذلك ، او من واقع الصحابه في تلاوتهم القرآن وتعلمهم له .

دليل 1 :

روى البخاري ومسلم في صحيحهما عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اقراني جبريل على حروف فراجعتة ، فلم ازل استزيده ويزيدني حتى انتهى الى سبعه احرف ) 0

دليل 2 :

عن ابي بن كعب ان النبي صلى الله عليه وسلم كان عند اضاة بني غفار( مستنقع الماء كالغدير وكان بموضوع من المدينه المنوره ينسب الى بني غفار لانهم نزلوا عنده )0

قال : فأتاه جبريل عليه السلام فقال : ( أن الله معافاته ومغفرته ، وان أمتي لا تطتيق ذلك ، ثم أتاه الثانية : فقال : أن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين فقال : اسأل الله معافاته ومغفرته ، وان أمتي لا تطيق ذلك ، ثم جاءه الثالثة فقال: أن الله يأمرك أن تقرا أمتك القرآن على ثلاثة أحرف ، فقال : اسأل الله معافاته ومغفرته أن أمتي لا تطيق ذلك ثم جاءه الرابعة فقال : أن الله يأمرك أن تقرا أمتك القرآن على سبعه أحرف ، فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا .


دليل 3 : عن ابي كعب ايضا قال : لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عند احجار المروه قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل :

( اني بعثت الى امه اميين فيهم الشيخ الفاني ، والعجوز الكبيره ، والغلام ) ، قال ( فمرهم فليقرءوا القرآن على سبعه احرف )0

في روايه اخرى : فقلت : يا جبريل اني ارسلت الى امة اميه فيهم الرجل والمرأه والجاريه ، والشيخ الفاني الذي لم يقرأ كتابا قط قال :

( ان القرآن انزل على سبعه احرف ) 0

دليل 4 : عن ابي قيس مولى عمرو بن العاص عن عمرو ان رجلا قرأ آيه من القرآن فقال : له عمرو : انما هي كذا وكذا ، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( ان هذا القرآن انزل على سبعه احرف ، فاي ذلك قرأتم واصبتم فلا تماروا ) 0

فلا تماروا : أي لا تشكوا ولا تجادلوا .

دليل 5 : عن ابي هريره رضي الله عنه انه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ان هذا القرآن انزل على سبعه احرف ، فاقرأوا ولا حرج ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب ، ولا ذكر عذاب برحمه )0

دليل 6 : ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : سمعت هشام بن حكيم يقرأ سوره الفرقان في حياه الرسول صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقرائته فاذا هو يقرؤها على حروف كثيره ، لم يقرئيها الرسول صلى الله عليه وسلم ، فكدت اساورة في الصلاه ، فانتظرته حتى سلم ، ثم لببته بردائه او بردائي ، فقلت : من اقرأك هذه السوره ؟ قال : اقرانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلت له : كذبت ، فو الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأني هذه السوره التي سمعتك تقرؤها ، فانطلقت اقوده الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يارسول الله اني سمعمت هذا يقرأ بسوره الفرقان على حرف لم تقرئنيها ، وانت اقراتني سوره الفرقان ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ارسله يا عمر : اقرا يا هشام ، فقرأ هذه القراءه التي سمعته يقرؤها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هكذا نزلت ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ان هذا القرآن انزل على سبعه احرف ، فاقرأها ما تيسر منه )0

دليل 7 :عن ابي بن كعب قال : كنت في المسجد ، فدخل رجل يصلي ، فقرا قراءة انكرتها عليه ، ثم دخل آخر ، فقرا سوى قراءه صاحبه ، فلما قضينا الصلاه دخلنا جميعا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : ان هذا قرأ قراءة انكرتها عليه ، ودخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبة ، فامرها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرا ن فحسن النبي صلى الله عليه وسلم شانها ، فسقط في نفسي من تكذيب ولا اذ كنت في الجاهليه فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما قد عشيني ضرب في صدري ففضت عرقا وكانما انظر الى الله عز وجل فرقا فقال له : يا ابي ارسل الى ان اقرا القرآن على حرف فرددت اليه ان هون على امتي فرد الى الثانيه : اقرأه على حرفين ، فرددت اليه : ان هون على امتي ، غرد الى الثالثه : اقرأه على سبعه احرف ، ولك بكل ردة رددتها مساله تساليها، فقلت : الهم اغفر لامتي اللهم اغفر لامتي واخرت الثالثه ليوم يرغب الى الخلق كلهم حتى ابراهيم صلى الله عليه وسلم 0

دليل 8 : عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه انه سمع رجلا يقرا آنه سمه النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ خلافها ، قال : فاخذت بيده فانطلقت به الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( كلا كما محسن فاقرا) .

دليل 9 : عن زيد بن ارقم قال : جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :اقراني ابن مسعود سوره اقرانيها زيد بن ثابت ، واقرأنيها بن كعب فاختلفت قراءتهم ، فقراءة ايهم آخذ ؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي الى جنبه ، فقال علي : ( ليقرأ كل انسان منكم كما تعلم ، فانه حسن جميل ) 0

جمع القرآن وتدوينه : على ثلاث مراحل:

اولا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم :

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة فكان يحرك شفتيه ، فانزل الله عز وجل :

( لا تحرك به لسانك لتعجل به أن علينا جمعه وقرآنه ) قال جمعه في صدرك ثم تقراه لقوله تعالى : ( ثم إن علينا بيانه ) فكان بعد ذلك إذا انطلق جبريل قرأه .


ابن عباس : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا نزل عليه الوحي يلقى منه شدة فكان اذا نزل عليه عرف في تحريكة شفتيه يتلقى اوله ويحرك به شفتيه خشيه ان ينسى اوله قبل ان يفرغ من آخر فانزل الله تعالى ( لا تحرك به لسانك لتعجل به )0

الخلاصه: وبهذا ، ومع نزول هذه الآيه الكريمه يتحقق اول جمع للقرآن على الصعيد البشري فمثلا في حفظه صلى الله عليه وسلم للقرآن ، مع توثيق الهي من الله عز وجل بضمان الحفظ والقراءة والبيان .

الصحابه:وبدأت حركه انتشار واسع ودائم ومستمر عبر الاجيال والقرون ، بدأت هذه الحركه باقبال صحابه محمد صلى الله عليه وسلم في تلهف على تلقف القرآن من فمه الطاهر ثم العكوف على تلاوته والحرص على محاكاته والتصميم على حفظه0

امره للكاتب معاويه رضي الله عنه:

( الق الدواه ، وحرف أتلقم ، وانصب الباء ، وفرق السين ولا تعور الميم ، وحسن الله ، ومد الرحمن ، وجود الرحيم ، وضع قلمك على آذنك اليسرى ، فانه اذكر لك ) .


تمت الكتابه على الوسائل الموجوده حينها :

1 العسب : جمع عسيب وهو الطرف العريض من مؤخره النخل بعد ان يزال منه الشوك والخوص ( الكافور )0

2 الخاف: جمع لخفه وهي رقائق من الحجاره .

3 الرقاع : جمع رقعه أي قطعه من ورق او قماش او غيره .

4 الاكتاف : جمع كتف وهو العظم المفلطح في الكتف.

5الاضلاع : جمع ضلع وهي العضام0

6 الايم :أي الجلد.

الاحتفاظ به : وبعد تمام الكتابه كانت الصحيفه او الصحائف تحفظ كوثيقه رسميه موثوقه في احد بيوت النبي صلى الله عليه وسلم ولدى احدى زوجاته رضوان الله عليه0

وضع الآيات وحيا : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند كتابة الآيات : ضعوها بعد آيه كذا، في سوره كذا، ولم يكن ذلك باجتهاد منه صلى الله عليه وسلم وانما كان من صلب الوحي 0

الدليل :عن عثمان بن العاص رضي الله عنه قال : كنت جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ شخص ببصره ثم صوبه ثم قال : ( لآتاني جبريل فامرني ان اضع هذه الآيه هذا الموضع من السوره : ( ان الله يامر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى ………….من الآيه )0

اضف الى ذلك :والى جوار الجمع هذا في الصدور ، والتدوين في السطور ، كانوا يسمعونه من رسول الله صلى الله عليه وسلم مرارا وتكرارا في الليل والنهار في صلاته وعظاته وفي حكمه واحكامه عليه الصلاه والسلام .

المراجعه :فقد كانت تتم عمليه نراجعته وتوثيق على رأس كل عام في شهر الانزال ( شهر رمضان ) حيث كان جبريل يلتقي مع النبي عليه الصلاه والسلام فيعارضه بالقرآن ، بكل ما سبق نزوله من القرآن ، حتى اذا كان العام الاخير من حياته المباركه صلى الله عليه وسلم وشارف القرآن تمامه ، وعارضه مرتين تأكيدا وتوثيقا وايذانا بقرب تمام الرساله وختام الوحي 0

ثانيا : في عهد ابي بكر الصديق رضي الله عنه :

مقدمه :لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرفيق الاعلى في السنه العاشره من الهجره ، وترك لنا القرآن الكريم ، مسجلا في السطور0

حكم ابو بكر الصديق رضي الله عنه :


وولى أبو بكر رضي الله عنه ، أمر المسلمين خليفة الرسول صلى الله عليه وسلم في عهده أطلت فتن كثيرة برأسها وكان اشدها حركه الردة التي أدت الى معارك طاحنه بين المسلمين والمرتدين .


معركة اليمامه: وفي معركة اليمامه وهي اشد تلك المعارك استشهد عدد كبير من الصحابه الحافضين للقرآن والمجيدين لتلاوته ، ففزع المسلمون طوتهم ، ودفع ذلك عمر بن الخطاب ان يقترح على ابي بكر رضي الله عنهما جمع القرآن خشيه ضياعه بموت الحفاظ والقراء .

التردد : فتردد ابوبكر في ذلك مخافة الابتداع وظل الامر مراجعه بينهما حتى شرح الله صدره له ، واستقر الرأي على انتداب زيد بن ثابت للقيام بتلك المهمه بمؤازرة عمر بن الخطاب وتحت اشراف وبصر ابي بكر وكبار صحابه الرسول عليه الصلاه والسلام 0

مهمته اثقل من الجبال :حديث زيد الذي يروي عنه البخاري رضي الله عنهما قال : ارسل الي ابو بكر بعد مقتل اهل اليمامه ، ( أي عندما قتل حفاظ القرآن في معركه اليمامه ) فاذا عمر بن الخطاب عنده ، قال ابوبكر رضي الله عنه : ان عمر اتاني فقال : ان القتل قد استحر ( أي كثر واشتد ) يوم اليمامه بقراء القرآن ، واني اخشى ان يستحر القتل بالقراء بالمواطن ، فيذهب كثير من القرآن ، واني ارى ان تامر بجمع القرآن ، قلت لعمر : كيف نفعل ما يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر :هذا والله خير ، فلم يزل عمر مراجعتي حتى شرح الله صدري لذلك ، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر ، قال زيد : قال ابو بكر: انك رجل شاب عاقل لا تنهمك ، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه ، فوالله لو كلفني نقل الجبل من الجبال ما كان اثقل علي مما ارني به من جمع القرآن ، قلت : كيف تفعلون شيئا لم يفعله الرسول قال : هو والله خير ، فلم يزل ابو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي يزل شرح له صدر ابي بكر وعمر .

خواتيم سوره براءه :

فتتبعت القرآن اجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال ، حتى ةجدت آخر سوره التوبه مع ابي خزيمه الانصاري ، ( لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم )0

حتى خاتمه براءه ، فكانت الصحف عند ابي بكر حتى توفاه الله ، ثم عند عمر في حياته ،ثم عند حفصه بنت عمر .

التنفيذ:وقد نفذ زيد مهمته هذه بمعاضدة عمر وغيره من الصحابه وتحت اشراف ابي بكر في غايه الدقه والعنايه والاحتياط لكتاب الله عز وجل

شرط التسجيل : فكان لا يقبل ولا يسجل من القرآن الاما شهد عليه شاهدان انه كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاضد تلك الكتابه حفظ الحفاظ وقراءتهم .

الدليل:ان ابي بكر قال لعمر وزيد : ( اقعدا على باب المسجد فمن جاءكم بشاهد بين على شيء من كتاب الله فاكتباه ) الشاهدين الحفظ والكتابه

السخاوي :المراد أي انها الشاهد من يشهدان على ان ذلك مكتوب كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

خطه محكمه:وبهذه الخطه المحكمه الرشيده تم جمع القرآن للمره الثانيه ، باشراف ابي بكر وعمر واكابر الصحابه ، وباجماع من الامه التي تلقت تلك المعه بالقبول والاستحسان .

علي بن ابي طالب ري الله عنه : ( اعظم الناس في المصاحف اجرا ابو بكر رحمه الله على ابي بكر هو اول من جمع كتاب الله )


حفصة : وقد ضلت تلك الصحف الجاويه لتلك الجمعة محفوظة في بيت حفصة رضي الله عنها ، بعد وفاة أبى بكر وعمر حتى طلبها عثمان رضي الله عنه لتكون العمدة في نسخ المصاحف .

ثالثا: في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه:

مقدمه: لقد تكفل الله جل وعلى في علاه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يجمع القرآن في صدر ، وان ينطقه على لسانه وان يبين له معانيه ، وبهذا الضمان لذات القرآن تم الحفظ المطلق من الضياع أو الزيادة أو النقصان أو التحريف كما قال تعالى : ( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون )

الأحرف السبعه: فقد رأينا ان لقرآن انزل على سبعه أحرف تيسيرا على هذه الامة ومراعاة لحال الاميه فيها ، كما رأينا انه كان من الآثار الطبيعية لهذه الأحرف السبعة تعدد القراءات واختلافها ابتداء من جيل الأول في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وما بعده

جيل الصحابة : لقد انتشر جيل الصحابه في الآفاق ، هداة معلمين وقواد فاتحين ، ولكل منهم قرائته التي تلقاها عن المتعلم الأول صلى الله عليه وسلم ، وحيث استقر كل صحابي ، انتشرت قراءته يأخذ الناس عنه، فاصبح لكل قراءه جمهور واقليم .

مثال : ومثل ذلك حدث بصوره اقل على نطاق المدينة ومكة ن حيث انتشرت الكتاتيب لتعليم الصغار القراءة والكتابة والقرآن ، وخاصة في عهد عمر ، ولم يكن معلموا تلك الكتاتيب على على قراءة واحدة شانهم في ذلك شان الصحابة .

اختلاف القراءات : لكن اختلاف القراءات هذا وبعد بيان النبي لنزول القرآن على سبعه أحرف ، قد اصبح امراً متعارفاً لدى صحابه الرسول وأصبحت القراءات كلها معروفه على مستوى مجتمع المدينة بحيث يعرف الرجل احاها قراءه ، ويعرف الأخرى سماى ، فلم يكن لذلك ليثر بينهم اختلافا أو ملاحه لاسيما بعد بيان النبي وتعليمه وتحذير

سبب جمع عثمان للقرآن : عن آبي قلابة قال : ( لما كانت خلافة عثمان جعل المعلم يعلم قراءة الرجل ، والمعلم يعلم قراءة الرجل فجعل الغلمان يلتقون فيختلفون ، حتى ارتفع ذلك الى المعلمين حتى كفر بعضهم بعضا ، فبلغ ذلك عثمان ، فخطب فقال : ( انتم عندي تختلفون ، فمناي عني من الأمصار اشد اختلافا ) فهذا الأمر الذي دفع عثمان الى المبادرة بتدوين المصاحف ن وواد الاختلاف .

نداء حذيفة بن اليمان : عن انس بن مالك قال: أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح ارميني وأذربيجان مع العراق فافزع حذيفه اختلافهم في القراءة فقال حذيفه لعثمان بان يأمر المؤمنين أدرك هذه الامة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى ، فأرسل عثمان الى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك ، فأرسلت بها حفصة فأمر 1 زيد بن ثابت 2 عبد الله بن الزبير 3 وسعيد بن العاص 4 وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، فنسخوها في المصاحف .

عثمان بن عفان: قال للرهط القرشين الثلاثة : إذا اختلفتم انتم وزيد في شيء من القرآن فاكتبوا بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم ففعلوا .

الانتهاء: حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف ، رد عثمان الصحف الى حفصة ، فأرسل الى كل أفق بمصحف مما نسخوا ، وأوامر بما سواه من القرآ، في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق .

الجمع الثالث : وبهذه الجمعة الثالثة التي تمت في عهد عثمان على يد تلك اللجنة الموثوقه من كتاب القرآن وبإقرار من الصحابة ومحضر منهم ومشاركة ، يكون جمع القرآن، وتدوينه قد ازداد وسيله من وسائل الحفظ والتوثيق على الصعيد الإنساني فبعد ان كان محفوظ في الصدور ومسجلا في الصدور ، اصبح له وضع الكتاب المنشور ، وخرجت تلك الصحائف من وضع الوثائق المحفوظة الى وضع الكتاب المتداول بين الناس .

دفاع علي بن أبى طالب رضي الله عنه عن عثمان بن عفان في الطعن :

عن سويد ابن غفلة قال : سمعت علي بن أبى طالب يقول : يا معشر الناس : اتقوا الله وإياكم والغلو في عثمان ، وقولكم: حراق مصاحف ، فو الله ما حرقها إلا عن ملأ منا أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم .

دليل آخر : عن عمر بن السعيد قال : قال علي ن أبى طالب : أو كنت الوالي وقت عثمان لفعلت في المصاحف مثل الذي فعل عثمان بن عفان ) وهذا يكفي للاطمئنان والثقة .

آيات القرآن الكريم :

مقدمه : تعتبر مي وحدات الإنزال التي كان النبي يتلقاها عن الوحي حيث اقتضت الحكمة نزول القرآن منجما وكان هذا هو الأمر الغالب ، وقليلا ما كانت تنزل سوره بتمامها ، وهي مؤلفه في جملتها من مجموع آياتها .

وآيات القرآن تختلف طولا وقصرا .

اقصر آيه : ( طه ) ثم مثيلاتها .

أطول آيه : قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا إذا نديتم بدين الى اجل مسمى فاكتبوه ) البقرة 82 وتسمى آيه المدانية

معنى الآية :

والآيات جمع آيه ، ولها معان عده

1 المعجزة : قال تعالى ( سل بني إسرائيل كم أتيناهم من آيه بينه ) البقرة 211 معجزه واضحة

2 العلامة : قال تعالى ( إن آيه ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينه من ربكم ) البقرة 248 علامة ملكه

3 العبرة :قال تعالى ( إن في ذلكم لآيه ) الشعراء 8 عبره لمن يعتبر

4 الأمر العجيب : قال تعالى : ( وجعلنا ابن مريم وأمه آيه ) المؤمنون 50 حدثا عجيبا لا مثيل له

5 الدليل والبرهان : قال تعالى : ( ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وأوانكم ) أي براهين وجوده سبحانه وتعالى ودلائل قدرته جل وعلا .

عدد آيات القرآن : اتفق العادون لآيات القرآن الكريم من العلماء على إن عددها يزيد على ستة آلاف ومائتي آيه 6200 آيه .

الاختلاف : وقد تردد اختلافهم بين الأربع والخمس والإحدى وعشره ، والأربع عشره والسبع عشره والعشرين والست والعشرين ، والست والثلاثين 6204-6205-6211-6214-6217-6220-6226-6236

سبب الاختلاف : إنما أحد العدد من قراءته صلى الله عليه وسلم ومن وقفاته على رؤوس الآي وفواصلها ، وقد ثبت انه صلى الله عليه وسلم كان يصل في التلاوة بين الآيتين المكملتين لمعنى واحد فمن سمع النبي صلى النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ وهو يصل الآيتين عدها آيه واحدة ، ومن سمعه وهو يفصل بينهما عدهما آيتين ، وهكذا .

الخلاصة: إن هذا الاختلاف في عدد حروف الآيات هين لأنه لا يؤدي الى زيادة في الحروف أو في معناه أو في نقص فيهما وانما هو محصور في التقسييم العددي فقط0

ترتيب آيات القرآن :

أجمعت الامة على أن ترتيب آيات القرآن الكريم على هذا النمط الموجود بالمصاحف التي بأيدي المسلمين منذ عثمان الى يومنا هذا والى ان يرث الله الارض ومن عليها ، وانما كان بتوقيف ، من النبي صلى الله عليه وسلم تلقاه عن جبريل عليه السلام عن الله عز وجل .

جبريل : وانه لا مجال للرأي والاجتهاد فقد كان جبريل ينزل الآيات على الرسول ويخبره بموضعها من سوره كذا بجوار آيه كذا ، ثم يتلوها النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه ويتكرر في ذلك مرات ومرات في صلاته وخطبته وأحاديثه .

كتاب الوحي : ثم كان يدعو كتاب الوحي ليسجلوا مبينا لهم موضوعها من سوره كذا بجوار آيه كذا 0

المراجعة : ثم كان جبريل عليه السلام يلقاه مرة كل عام ليعارضه بما نزل من القرآن حتى كان العام الأخير من حياته الشريفة ومعرضه به مرتين تثبيتا وتوثيقا .

الترتيب الأصلي : كل ذلك كان على الترتيب المعروف للمسلمين في المصاحف ، وكذلك كان كل من حفظ القرآن أو شيئا منه حفظه على هذا الترتيب وشاع ذلك وذاع ، وملأ الأسماع والبقاع ، يتدارسونه فيما بينهم ، ويقراونه في صلاتهم وياخذه بعضهم عن بعض جيلا عن جيل وأمه عن أمه متواترا عبر الأزمان والقرون حتى وصل إلينا كما هو أبدا مبرء من التحريف أو التبديل ومن التقديم أو التأخير طاهرا مضيئا كما خرج من الفم الطاهر

أهميته ومعرفة الآيات : ففي الصحيح انه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الصبح بالستين إلى المئه ، وفيها : اعتبارها في قراءه قيام الليل ، ففي أحاديث : من قرأ بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ،50 الحافظين 100 القانتين 200 الفائزين 300كتب له قنطار من الأجر 500 700 1000 الخ

سور القرآن الكريم: معنى كلمة سوره : السورة المنزلة ، أي يحتمل ان يكون من السور بمعنى المرتبه لان الآيات مرتبه في كل سوره ترتيبا منا سبا .

التسمية : إنما سميت سوره لارتفاع قدرها لأنها كلام الله تعالى ، وفيها معرفة الحلال والحرام 0

حكمه هذه التسمية ودلالتها : قال العلماء : لان فيها وضع كلمته بجانب أخرى ، آيه بجانب آيه كالسورة توضح فيه اللبنة بجانب اللبنة ، ويقوم فيه الصف.

معنى آخر : معناه العلو والرفعة ، ولأنها حصن للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولكل قارئ لها وذلك لما تتضمنه من مبادئ الحق وأحكام الإسلام

ورود لفظ سوره القرآن : ورد لفظ السورة في القرآن الكريم في عشره مواضيع : قوله تعالى

1 وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فآتوا بسوره من مثله ) البقرة 23

2 ( وإذا أنزلت سوره أن آمنوا بالله ) التوبة 86

3 ( يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سوره تنبهم بما في قلوبهم ) التوبة 64

عدد سور القرآن : القرآن يتكون من مائه أربع عشره سوره ، أتلها سوره الفاتحة وآخرها سوره الناس وذلك ما اتفق عليه جمهور الصحابة في تدوينهم القرآن الذي هو بايدي المسلمين وفي صدورهم منذ ذلك التاريخ والى ان يرث الله الارض ومن عليها.

بعض العلماء :من قال عدد السور مائه وثلاث عشره سوره ، معتبرا الأنفال والتوبة سوره واحدة لعدم وجود البسملة في أول براءه ، بما ثبت من أن رسول الله سمى كلا منها بذاتها0

حكمة سقوط البسملة أول براءه:عن ابن عباس قال: سالت علي بن آبي طالب : لم تكتب في براءه ( بسم الله الرحمن الرحيم ) قال : لأنها أمكن وبراءه نزلت بالسيف ليس فيها امانة 0

البسملة: والصحيح أن البسملة لم تكن فيها ، لان جبريل عليه السلام وما نزل بها فيها قيل: كان شان العرب في الجاهلية إذا كان بينهم وبين غيرهم عهد ، أرادوا نقضه كتبوا في أول كتبهم باسم الله الرحمن الرحيم فلما نزلت براءه بنقض الذي كان للكفار كانت بدون بسملة ، وقراها عليهم رضي الله عنه يوه الحج ولم يبسموا على ما جرت به عادتهم0

تفاوت سور القرآن، طولا وقصرا : فأطول سوره فيه سوره البقرة ، واقصر سوره فيه سوره الكوثر

الأقسام :وتنقسم السور الى 4 أقسام :

القسم الأول : الطوال : وهي سبع :

1- البقرة 2- آل عمران 3 - النساء 4 - المائدة 5 - الأعراف 6- الأنفال 7- براءه0

القسم الثاني : المؤمنون : وهي سوره التي تزيد آياتها على مائه آيه0

القسم الثالث : المثاني : وهي التي تلي المئنين في عدد الآيات وسميت بذلك لأنها بتثني أي تكرر.

القسم الرابع : المفصل : وهو أواخر القرآن من أول سوره ( الحجرات ) أو سوره ( ق) الى نهاية القرآن 0

وينقسم المفصل الى ثلاثة أقسام :

1 طول المفصل 2 وسط المفصل 3 قصار المفصل .

وسمي بذلك :لكثره الفصل بين سوره بالبسملة ، وقيل لقلة المنسوخ فيه ، ولهذا يسمى بالمحكم .

سلمان العرادي
09-03-2005, 08:23 PM
إبن سليمان ..
http://alftaalmoslm999.jeeran.com/Mashckor.gif
سلمان العرادي

ابن سليمان
09-10-2005, 01:05 AM
لا شكر على واجب

ابو باسل العرادي
09-13-2005, 03:59 PM
ابن سليمان

لا عدمناك يالغالي

جزاك الله خير الجزاء