سالم مسلم حمدان البلوي
02-19-2011, 12:34 PM
يروى عن جلالة الملك عبد العزيز-يرحمه الله -أنه كان في زياره لاحد المدارس،فشاهد تلميذاً لوث ثوبه بقعه حبر،فكان يجهد لإخفائها بصورة استلفتت انتباه جلالته،فدعا التلميذ وبش في وجهه قائلاً:
-لا تخجل يابني من بقعة الحبر هذه..فهي شرف لك.. والحبر هو عطر العلماء..
وفي أوائل شهر صفر 1350هـ (حزيران-يونيو1931م)استقبل جلالته اول دفعه من خريجي المعهد العلمي السعودي،فألقى فيهم الكلمه التوجيهيه التاليه:
أيهاالابناء..
إنكم اول ثمره من غرسنا الذي غرسناه بالمعهد فاعرفوا قدر ماتلقيتموه من العلم واعلموا ان العلم بلا عمل كشجره بلا ثمر، وان العلم كما يكون عوناً لصاحبه يكون عوناً عليه..
فمن عمل به يكونو عوناً له، ومن لم يعمل به يكونو عوناً عليه. وليس من يعلم كمن لايعلم،قليل من العلم يبارك فيه خير من كثير لايبارك فيه ،والبركه في العمل.
من الناس -وكثيرهم-من يعجب قوله فيأخذ بالسامع بزخرف القول إلى حد بعيد،ويأتي في حديث بأساليب تسحر ،مصوغه في قالب يبهر العقول ، وفي الجرائد اليوميه والمجلات الشهريه شيء كثير من ذالك،وفي الصحف السيارة مايصور للقارئ أن قسماً من الناس قطع في مضمار العلوم،ولا سيما الكونيه منها، شوطاً بعيداً،لو حاولتم الوصول إليه في عشرات السنين لما وصلتم نصف المرحله التي قطعها، ولكن ماذا كان وراء هذا العلم الوفير ؟لاترى إلا احزاباً يضرب بعضها بعضا،ولاتسمع إلا عويلاً يصم الاذان، وهم بيد غيرهم كفتا ميزان يعلي هذا تاره ويسفل هذا تارة اخرى،علم ولاكن بالاقول، وعمل ولاكن في غير النافع، إن ماأصاب هؤلاء هو من جراء تخاذلهم وعدولهم عن الصراط المستقيم الذي شرعه الله تعالى في كتابه، وعلى لسان صفوة خلقه صلى الله عليه وسلم .
جهلوا تعاليم الاسلام الحقة، وبهرتهم المدنيه الغربيه ،فنظروا إلى كل مايصدر من الغرب نظرة إكبار فأرادوا محاكاته،وحبذا لو حاكوه في مايعلي من شأنهم،ارادوا محاكاته بل حاكوه فعلا ولاكن فيما يئن منه عقولهم.
بعث صفوة الخلق،اللهم صل وسلم عليه،من العرب ونزل عليه امين السماء في بلاد العرب،بقرآن عربي غير ذي عوج،فلنعرف ذالك ولنحتفظ بديننا ولغتنا وبلادنا ولنحبها حباً جما.
لامانع من أن نأخذ من غيرنا المفيد،فالحكمه ضاله المؤمن،يلتقطها حيث وجدها،وقد كانت العرب في جاهليتها خصال حميده وكانت لغيرهم ايضاً،فجاء الاسلام فأقرها.
قال صفوة الخلق ،اللهم صلي وسلم عليه:(بعثت لأتمم مكارم الاخلاق) وقال(ولدت في زمن الملك العادل)حافظوا على تعاليم دينكم.ولاشك انكم قرأتم،ولله الحمدوالمنه،شيئاً كثيراً منها، أرجو من الله أن ينفعنا وأياكم بها، وأقول لكم والله ثم والله ثم والله ماحرمت الشريعه شيئاً فيه نفعنا ولا أحلت شيئاً فيه ضرنا، وإن النظره السليمه لتدرك ذالك.
اعلمو أن الناس لوكانواجميعاً على قلب الفر رجل لما ضروا الله شيئاً، ولو كانوا على قلب اتقى رجل لما نفعوا الله شيئاً، إن الله لغني عن العالمين.
انظروا إلى نعم الله..هل فاضل في احكامه بين غني وفقير؟..فأوجب على الثاني الصلاه-مثلاً-وترك الاول؟..وهل أباح للاول ماحرمه على الثاني من المسكرات مثلا؟..لا..لاتفاضل إلابالتقوى(إنٌ أكرمكُم عند الله اتقاكم). لافضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى..كلكم لادم وآدم من تراب..سوى بينكم واكبر من شأنكم فأمر الاتعبدوا إلاواحد ولاتخافوا إلا واحد ولاتسألوا إلاواحد، ومعلوم ان أرباب النفوس العاليه إذا كان لها عند ملك من الملوك حاجه تحب أن تدلي بحاجتها إلى الملك بلاواسطه،والله يأمر عباده ان يسالوه بلاوسطه، ولاشك في ان هذا- أي عدم الواسطه -تكريم لك ايه الانسان.
لقد من الله عليكم وأرشدكم إلى طريق الخير،فاعلموا وإنا لمنتظرون..والله الموفق.
من كتاب المصحف والسيف
-لا تخجل يابني من بقعة الحبر هذه..فهي شرف لك.. والحبر هو عطر العلماء..
وفي أوائل شهر صفر 1350هـ (حزيران-يونيو1931م)استقبل جلالته اول دفعه من خريجي المعهد العلمي السعودي،فألقى فيهم الكلمه التوجيهيه التاليه:
أيهاالابناء..
إنكم اول ثمره من غرسنا الذي غرسناه بالمعهد فاعرفوا قدر ماتلقيتموه من العلم واعلموا ان العلم بلا عمل كشجره بلا ثمر، وان العلم كما يكون عوناً لصاحبه يكون عوناً عليه..
فمن عمل به يكونو عوناً له، ومن لم يعمل به يكونو عوناً عليه. وليس من يعلم كمن لايعلم،قليل من العلم يبارك فيه خير من كثير لايبارك فيه ،والبركه في العمل.
من الناس -وكثيرهم-من يعجب قوله فيأخذ بالسامع بزخرف القول إلى حد بعيد،ويأتي في حديث بأساليب تسحر ،مصوغه في قالب يبهر العقول ، وفي الجرائد اليوميه والمجلات الشهريه شيء كثير من ذالك،وفي الصحف السيارة مايصور للقارئ أن قسماً من الناس قطع في مضمار العلوم،ولا سيما الكونيه منها، شوطاً بعيداً،لو حاولتم الوصول إليه في عشرات السنين لما وصلتم نصف المرحله التي قطعها، ولكن ماذا كان وراء هذا العلم الوفير ؟لاترى إلا احزاباً يضرب بعضها بعضا،ولاتسمع إلا عويلاً يصم الاذان، وهم بيد غيرهم كفتا ميزان يعلي هذا تاره ويسفل هذا تارة اخرى،علم ولاكن بالاقول، وعمل ولاكن في غير النافع، إن ماأصاب هؤلاء هو من جراء تخاذلهم وعدولهم عن الصراط المستقيم الذي شرعه الله تعالى في كتابه، وعلى لسان صفوة خلقه صلى الله عليه وسلم .
جهلوا تعاليم الاسلام الحقة، وبهرتهم المدنيه الغربيه ،فنظروا إلى كل مايصدر من الغرب نظرة إكبار فأرادوا محاكاته،وحبذا لو حاكوه في مايعلي من شأنهم،ارادوا محاكاته بل حاكوه فعلا ولاكن فيما يئن منه عقولهم.
بعث صفوة الخلق،اللهم صل وسلم عليه،من العرب ونزل عليه امين السماء في بلاد العرب،بقرآن عربي غير ذي عوج،فلنعرف ذالك ولنحتفظ بديننا ولغتنا وبلادنا ولنحبها حباً جما.
لامانع من أن نأخذ من غيرنا المفيد،فالحكمه ضاله المؤمن،يلتقطها حيث وجدها،وقد كانت العرب في جاهليتها خصال حميده وكانت لغيرهم ايضاً،فجاء الاسلام فأقرها.
قال صفوة الخلق ،اللهم صلي وسلم عليه:(بعثت لأتمم مكارم الاخلاق) وقال(ولدت في زمن الملك العادل)حافظوا على تعاليم دينكم.ولاشك انكم قرأتم،ولله الحمدوالمنه،شيئاً كثيراً منها، أرجو من الله أن ينفعنا وأياكم بها، وأقول لكم والله ثم والله ثم والله ماحرمت الشريعه شيئاً فيه نفعنا ولا أحلت شيئاً فيه ضرنا، وإن النظره السليمه لتدرك ذالك.
اعلمو أن الناس لوكانواجميعاً على قلب الفر رجل لما ضروا الله شيئاً، ولو كانوا على قلب اتقى رجل لما نفعوا الله شيئاً، إن الله لغني عن العالمين.
انظروا إلى نعم الله..هل فاضل في احكامه بين غني وفقير؟..فأوجب على الثاني الصلاه-مثلاً-وترك الاول؟..وهل أباح للاول ماحرمه على الثاني من المسكرات مثلا؟..لا..لاتفاضل إلابالتقوى(إنٌ أكرمكُم عند الله اتقاكم). لافضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى..كلكم لادم وآدم من تراب..سوى بينكم واكبر من شأنكم فأمر الاتعبدوا إلاواحد ولاتخافوا إلا واحد ولاتسألوا إلاواحد، ومعلوم ان أرباب النفوس العاليه إذا كان لها عند ملك من الملوك حاجه تحب أن تدلي بحاجتها إلى الملك بلاواسطه،والله يأمر عباده ان يسالوه بلاوسطه، ولاشك في ان هذا- أي عدم الواسطه -تكريم لك ايه الانسان.
لقد من الله عليكم وأرشدكم إلى طريق الخير،فاعلموا وإنا لمنتظرون..والله الموفق.
من كتاب المصحف والسيف