المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقالة للدكتورمحمد الحضيف .. أشباح المنتديات لعل فيها دواء لم



ابراهيم بن علي العثماني
04-26-2003, 12:21 AM
مقالة للدكتورمحمد الحضيف .. أشباح المنتديات لعل فيها دواء لمن به داء
أنقل لكم هذه المقالة .. وهو للدكتورمحمد الحضيف .. لعل فيها دواء لمن به داء

لقد تحولت بعض المنتديات ، على يد بعض ( الاشباح إلى ما يشبه ، الذي تحدث عنه البرفسور ( بارسونز ) . تذكرت كلامه ، وانا ارى كيف انه باسم ( حرية التعبير ) ، يتم ( الاعتداء ) على الاشخاص ، و على الافكار ، بلغة رديئة ، أشبه بالفاظ الشوارع ، التي تملأ الجدران ... إنه ذلك ( الصفير ) ، وتلك ( المقاطعات ) ، التي سماها البروفسور ( بارسونز ) بـ ( الزبالة ) .

لي صديق يشرف على احد المنتديات ، حدثني اكثر من مرة ان اشارك معهم . عندما عزمت دخلت المنتدى متصفحا ومتجولا ، فهالني مارايت . كتبة باسماء مستعارة ، نزلوا بالحديث الى لغة الشوارع ، وانحطوا بالحوار الى حضيض الشتائم وقاموس البذاءات . استهدفوا شخصيات لها قيمتها الاعتبارية، ومنظومات فكرية نقشت اثارها الاصلاحية في جبين التاريخ . .. ثم كانت هذه الرسالة ..........

أخي الحبيب ..

دعني أقدم لحديثي بهذه القصة ... يوم كنّا طلابا في امريكا ، زار الجامعة ، التي كنت أدرس فيها ، وزير الخارجية السابق ، ( كاسبار واينبرقر ) .. هذا الرجل الذي يقول عنه الأمريكان ، انه من اعظم العقول التي مرت على امريكا . يزن كلامه بميزان ذهب ، وتستفيد من كل كلمة يقولها ، وليس من كل جملة ، كما يقول عنه الأمريكان .

امتلات القاعة الكبرى بالحضور . . دخل ( واينبرقر ) ، و بدا يقدم كلمته . ثم ... بدات المقاطعات من قبل بعض الحضور . مرّة بالكلمات ، وتارة بالصفير ... وأحيانا بأصوات من نوع ( أووو ) . عند كل مقاطعة ، كان الوزير يتوقف ، و يقول : ـ من فضلكم .. بدون مقاطعة .. دعونا نسمع التعليقات ( الايجابية ) ، بعد نهاية الحديث . كنت انا شخصيا ، مفتون بامريكا ، و ديموقراطيتها ، و حرية التعبير .. وهي لا شك اشياء جميلة و سامية ... ... و كم ( ثمنت ) و ( قدرت ) تلك المقاطعات ، من قبل بعض الحضور .. على شخصية بهذا الوزن . ... و قلت في نفسي : ما أجمل ان تملك أن تقول ( لا ) ..... دون خوف .

بينما أنا سابح في أحلامي ، و خيالاتي ، متفاعلا مع محاضرة (كاسبار واينبرقر) و معارضيه ، إذ دخلت قوة مدججة من الشرطة ، ووضعت القيود في أيدي بعض الحضور ، و اقتادتهم خارجا .

صدمت أنا ، عاشق الديمقراطية ، و حرية التعبير ... يحدث هذا في إمريكا.. ( جنة الديموقراطية ) ، و ( مهوى الافئدة ) للباحثين عن حقوق الانسان الاساسية ، و في مقدمتها حرية التعبير . من الغد قابلت استاذي ، البروفسور ( بارسونز ) استاذ مادة.. (الاتصال عبر الثقافات ) ، الذي بادرني قائلا : ـ لقد لمحتك البارحة في محاضرة ( واينبرفر ) .. ما رأيك .. ؟

قلت له إنها جيدة ... ثم بينت له ( صدمتي ) من الاسلوب الذي تم التعامل به مع المعارضين ، وهو ما يتنافى مع حرية التعبير ، التي كفلها الدستور الامريكي ، في مادته الاولى ...

قال لي :

Mohammad ..this is rubbish ...

It has nothing to do whith freedom of speech .

الذي حدث زبالة .. لا علاقة لها بحرية التعبير .

بقيت عبارته محفورة في ذاكرتي ، حيث استكملت النقاش معه ، حول هذه المسألة ، في وقت لاحق ..

حرية التعبير لها منهجية .. لها ضوابط .. هناك فرق بينها .. و بين هذيان مخمور في نادي ليلي .. كما يقول الدكتور ( بارسونز ) ..

لقد تحولت بعض المنتديات ، على يد بعض ( الاشباح ) إلى ما يشبه ، الذي تحدث عنه البرفسور ( بارسونز ) . تذكرت كلامه ، وانا ارى كيف انه باسم ( حرية التعبير ) ، يتم ( الاعتداء ) على الاشخاص ، و على الافكار ، بلغة رديئة ، أشبه بالفاظ الشوارع ، التي تملأ الجدران ... إنه ذلك ( الصفير ) ، وتلك ( المقاطعات ) ، التي سماها البروفسور ( بارسونز ) بـ ( الزبالة ) .

ذلك ( الصفير ) ، و البذاءات ، التي زعم كتابها الاشباح ، أنها مداخلات ( علمية ) ، وهي اشبه بصلاة المشركين عند البيت ، ( مكاء و تصدية )..

اخي الحبيب ...

أنها ليست مسألة رأي اخر ( تتسع ) له صدورنا ... إننا حيال لغة رديئة منحطة ، و هجوم منظم مقصود على ( منظومة فكرية ) ، لها قيمتها ، و إعتبارها .. وتاريخها المشرف .. ليس هولاء ( الاشباح ) ، هم الذين يعلموننا (إحترام ) الرأي الاخر ...

تذكر.. أخي الفاضل ، يوم كنا طلابا في امريكا ، و بريطانيا ، نحن و كثير من الزملاء ، دخلنا في نقاشات و حوارات ( راقية ) ، مع افراد من تيارات فكرية ، من مختلف الاتجاهات ، و ( اتسعت ) لهم قلوبنا ، وليس فقط صدورنا :

القوميون بمختلف فئاتهم ، اليسا ريون ، الشيعة ، بل حتى النصارى .. و( العبثيين ) ....

دخلنا في حوارات راقية ... رغم الاختلافات الكبرى ... و حافظ كل طرف على كرامة الاخر .. و حفظ له احترامه.. .. و اثمرت تلك الحوارات الراقية عن ( بناء ) فكري ، له قيمته و إعتباره ...

كانت حوارات راقية .. و ليست ( مكاء و تصدية ) ، كما يفعل هولاء الاشباح .

أخي و حبيبي ..

استطيع ان اقول عن الشيعي : انت رافضي .. خبيث .. منحط .. سافل .. مجوسي .. لكن ..

هل يحق هذا حقيقة .. ؟

هل يثمر حوارا بناءا ، يؤدي إلى الحقيقة .. ؟

ماذا يصنع ( حوار ) لا يحترم (الانسان ) في الاخر...؟ ألسنا طلاب حق .. و حملة حقيقة ناصعة ، نريد ان نقدمها للناس .. لينعموا بذلك اليقين الذي وصل إليه ( ربعي بن عامر ) ، في حواره المشهور مع رستم ...؟

إن نموذج الخطاب ، الذي ضربته لك مثلا للحوار مع الشيعة ، هو ما يمارسه هؤلاء (الأشباح ) معنا .. و مع منظومتنا الفكرية .. إنني إذا كنت أرفض لغة خطاب (رديئة) للحوار مع الشيعة ، أو مع غيرهم .. فإنني لا أقبلها من أحد معي .. و مع ما أمثله من فكر . قد أختلف مع بعض أتباعه في بعض المسائل) ... .. ما هو ( الفكر النجدي او الوهابي ) ، الذي يشن عليه هؤلاء (الأشباح) هجوما قذرا ، يفتقد لأدنى المعايير الأخلاقية ، ناهيك عن المعايير العلمية ..؟

هل هناك شيء إسمه (الفكر النجدي)..؟

إن (الفكر النجدي)، لا وجود له ، إلا في العقول المريضة لهؤلاء.. إني اتكلم عن منظومة فكرية ، مارست ، في فترة من فترات التاريخ ، دورا إصلاحيا لا يمكن أن ينكره عظماء مؤرخي الحركات الفكريه .. دع عنك هؤلاء (الأشباح) ، الذين لم نعرفهم إلا في منتديات الأنترنت ... إن هذه المنظومة الفكرية ، جهد بشري ، يعتوره ما يطال أي جهد بشري من نقص ، و لم يزعم له أصحابه (العصمة) ...

أخي ..

أنا لا أدافع عن آراء و مواقف بعض الأخوة ، التي يتسم بعضها بضيق الأفق ، أو التشنيع على المخالف .. لكني.. أرفض أي خطاب ردئ ، أيا كان مصدره .. و أرفض التطاول على الشخصيات الإعتبارية .. لمجرد الإختلاف معها في رأي من الآراء.. إن الخطأ يرد عليه بمنهجية ، و نقد بناء .. و ليس الوصم بـ (الجهل)، ).. و غيرها من مفردات قاموس الشتائم .. و الرذائل .. التي لا تليق بمنتدى (فكري) .. بل .. بجلسة ( كيف ).. ارجو تثبيته للفايده

موسى بن ربيع البلوي
04-26-2003, 12:41 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شكرا لك عاشق الريم على هذا الاختيار الموفق ...
و نسأل الله ان ينفع به ..

ناصر
04-26-2003, 03:04 PM
شكرا لك اخي عاشق الريم


أتفق مع كل ما ذهب إليه سعادة الدكتور محمد .... وأرى أن في هؤلاء الأشباح

كما سماهم الدكتور محمد فئة لا تعرف المنطق ولا تحسن أساليب الحوار

وهم كثير في مجتمعاتنا العربية بكل أسف....


اشكرك علي هذا المقال الرائع
لك تحياتي