ضع إعلانك هنا



مشاهدة تغذيات RSS

مدونتي

وقفة و تأمل مع قوله تعالى ( و أصبر نفسك )

تقييم هذا المقال
قال تعالى : (( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ . وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا .
وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28)))


يقول ابن كثير في تفسيره :
وَقَوْله " وَاصْبِرْ نَفْسك مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبّهمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيّ يُرِيدُونَ وَجْهه "
أَيْ اِجْلِسْ مَعَ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّه وَيُهَلِّلُونَهُ وَيَحْمَدُونَهُ وَيُسَبِّحُونَهُ وَيُكَبِّرُونَهُ
وَيَسْأَلُونَهُ بُكْرَة وَعَشِيًّا مِنْ عِبَاد اللَّه سَوَاء كَانُوا فُقَرَاء أَوْ أَغْنِيَاء أَوْ أَقْوِيَاء أَوْ ضُعَفَاء .



وَقَوْله " وَلَا تَعْدُ عَيْنَاك عَنْهُمْ تُرِيد زِينَة الْحَيَاة الدُّنْيَا "
قَالَ اِبْن عَبَّاس : وَلَا تُجَاوِزهُمْ إِلَى غَيْرهمْ يَعْنِي تَطْلُب بَدَلهمْ أَصْحَاب الشَّرَف وَالثَّرْوَة


" وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبه عَنْ ذِكْرنَا "
أَيْ شُغِلَ عَنْ الدِّين وَعِبَادَة رَبّه بِالدُّنْيَا


" وَكَانَ أَمْره فُرُطًا "
أَيْ أَعْمَاله وَأَفْعَاله سَفَه وَتَفْرِيط وَضَيَاع
وَلَا تَكُنْ مُطِيعًا لَهُ وَلَا مُحِبًّا لِطَرِيقَتِهِ وَلَا تَغْبِطهُ بِمَا هُوَ فِيهِ



انتهى





وقفة تأمل /



آيات بينات ، ذات دلائل و معاني عظيمة ،
فيها كما هو واضح الحث على مجالس الذكر و مجالس الخير
و ذم مجالس السوء التي كلها إما غيبة أو نميمة أو قيل و قال
و لا يخرج منها المسلم إلا بالذنوب و قسوة القلب .
و قد لا يحس الغافل بما تحدثه مجالس اللهو أو الغفلة من تغيير في النفس لأنه هو غافل بالأصل
ولكن من أمتن الله عليه بالاستقامة
فسوف يلاحظ تأثير مجالس الغفلة على نفسه
و كيف أن القلب يقسو و أن النفس تضيق .
و يا ليتنا جربنا حلاوة مجالس الذكر و ما تحدثه في النفس من طمأنينة و راحة و هدوء .

هذه الآيات فيها من العبر و التوجيه لو أخذنا به لتغيرنا في أمورٍ كثيرة ،
إنها دعوة لنا بأن نُعدل من منهج حياتنا
و نختار لأنفسنا من ننتفع بالجلوس معه
و من نتأثر به إيجابياً لا سلبياً .
إن جلسة هدوء مع النفس ،
جلسة محاسبة و تصحيح و توجيه

كفيلة بأن نعدل من مساراتنا الخاطئة لنكتشف كم أسرفنا على أنفسنا بكثرة مخالطتنا
لمن هو سبب في شقائنا


و قد يقول قائل بأن غالب مجالسنا هكذا ،
أقول له إذا كانت جلسة عابرة أو اضطررت لها كما يحدث في اجتماعاتنا العائلة
أو غيرها فهنا عليك المحاولة للتصحيح

و إن لم تستطع فلا تكثر الجلوس

و أشغل نفسك بالذكر حتى تنتهي من ذلك المجلس
و كلامي هنا لمن أدمن هذه المجالس و أختار الذهاب إليها يومياً بإرادته و اختياره

نعم قد تجبرنا الظروف بمجالس يصعب علينا تركها
أو الاعتذار عنها و في هذه الحالة كما قلت سابقاً عليك بالصبر .

و كما هو معلوم بأن النفس أمارة بالسوء و تؤثر الدعة و اللهو
و لذا قال الله تعالى ( و اصبر نفسك ) أي أحملها بالقوة
و مع الوقت سنجد الراحة و السكينة

نسأل الله أن يجعل مجالسنا عامرة بذكره
وأن يصرف عن مجالس اللهو و السوء .

أرسل "وقفة و تأمل مع قوله تعالى ( و أصبر نفسك )" إلى Google أرسل "وقفة و تأمل مع قوله تعالى ( و أصبر نفسك )" إلى Facebook أرسل "وقفة و تأمل مع قوله تعالى ( و أصبر نفسك )" إلى Live أرسل "وقفة و تأمل مع قوله تعالى ( و أصبر نفسك )" إلى Yahoo Myweb أرسل "وقفة و تأمل مع قوله تعالى ( و أصبر نفسك )" إلى del.icio.us

التصانيف
من كتاباتي
هذا الموقع برعاية
شبكة الوتين
تابعونا