التميز بالمواضيع آخر 24 ساعة
  العضو المميز  

  الموضوع النشط : الأكثر مشاهده : خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم   بقلم : أحمد علي  

ضع إعلانك هنا



مشاهدة تغذيات RSS

محمد الوزان

(القليصة)

التقييم: الأصوات 4, بمعدل 4.00.
بسم الله الرحمن الرحيم

(القليصة)


سبحان الله وبحمده خالق المخلوقات وله في خلقه شؤون لقد أكرم الله بني آدم بالعقل والإدراك وفضلهم على سائر مخلوقاته إلا أن الإنسان كان ظلوماً جهولا فالكثير منا لم يدرك نعمة الله التي انعم بها علينا فتجد أناس يقحمون أنفسهم ويمسخون شخصياتهم بما لا يليق بهم وبكرامتهم وبما يقلل من عقولهم وأرائهم فهم يتمثلون كــ (لقليصه) من الإبل التي يمتطيها الراعي ويقوم بتدريب الهجن عليها
هؤلاء الناس ظلموا أنفسهم وأهليهم عندما قرروا أن يكونوا تابعين للغير منقادين خلفهم وخلف أهوائهم بدون تعقل أو تبصر سلموا أنفسهم تسليماً كاملاً لغيرهم من أبناء جلدتهم وحكموا على أنفسهم أن يكونوا رهن إشارتهم وتحت طوعهم كالخدم فهم كأشباه الرجال يغرك منظرهم إلا أنك تكتشف مدى الذل والهوان في وجوههم
هنا يجب أن نتسائل لماذا هم هكذا؟وماهي المصلحة التي يجنوها من هذه الممارسات المهينة؟وهل سبب ذلك ضعف الشخصية أم قلة عقل وإدراك أم أنهم اعتادوا على التبعية والاعتماد على الآخرين؟
وقال أحد الشعراء:
وألا أنت ؟ياللي طول عمرك قليصة
مجبورتن تتبع هوى من قلصها
!

من هذا البيت نستوحي أنهم دائما يتبعون هوى من قلصهم ويحق لنا أن نشبههم بـ (القليصه)وهنا يجب أن نتوقف ونفكر في أمرهم لنعرف إلى أي مدى هم ضعفاء ويستحقون العون والمساعدة ؟ولنعرف إلى أي مدى هم سذج يقعون تحت تأثير غيرهم بكل بساطه ؟ولنعرف إلى أي مدى هم (إمعات) (مع الخيل يا شقرا)ليس لهم رأي ولا قيم ولا قرارات؟
وهل يحق لنا أن نعتب على الراعي الذي يمتطي القليصه؟أم أن الراعي يمارس أعماله بشكل طبيعي وأن العتب كل العتب على (القليصه نفسها) التي منحت الراعي الفرصة الكاملة ليتحكم بها
يبدوا والله أعلم أن هذه الفئة التي تشبه (القليصه) يعانون من الفراغ النفسي والعاطفي والاجتماعي وليس لديهم أي وعي بالمسؤوليات التي على عاتقهم وليس لديهم آمال أو طموحات أو أحلام يسعون إلى تحقيقها فهم يعيشون على هامش الحياة لا وزن لهم ولا قيمة وحتما ستمضي بهم الأيام ويدركون في الوقت الضائع بأنهم حياتهم ذهبت سدى في مهب الريح وأنهم سيذهبون إلى مزبلة التاريخ ليس لهم انجازات أو مآثر تخلد ذكرهم سيدركون حتما أنهم كانون وسيلة ترفيه وتسلية للآخرين لا أكثر
فالرجال هم الذين يصنعون التاريخ ، فأي تاريخ صنعوا هؤلاء القلايص؟
فما نعرفه أن لكل رجل مسؤولياته وأعماله وطموحاته التي يعمل جاهداً من أجل تحقيقها وأن لكل رجل قضية يدافع عنها ويسعى إلى كسبها ولكن ماهي مسؤليات هؤلاء وماهي قضيتهم؟
بوجهة نظري أن الرجال اللذين لديهم مبادئ وقيم يجدون من يحترمهم ويقدرهم حتى وإن اختلف مهم في المبدأ والرأي لأنهم رجال أحرار لهم كيانهم ولهم شخصيتهم أما أشباه الرجال (القلايص) لا رأي ولا شخصية ولا كيان لهم فأين يجدون الاحترام والتقدير من الآخرين؟
!
ومن هذا المنبر المبارك أوجه ندائي لكل ذو عقل وذو لب أن يعيد حساباته ويراجع نفسه في علاقاته مع الآخرين وينظر إلى انجازاته في هذه الحياة حتى يستدرك السلبيات قبل فوات الاوآن

والنداء موصول إلى راعي القليصه بأن يعتق هذه القليصه لوجه الله تعالى ، لعل الله أن يكتب لهم الأجر والثواب وأن لا يبخلوا عليهم بالنصح والإرشاد وتزويدهم بالخبرات التي تنفعهم في حياتهم ليكونوا أفرادا مستقلين غير تابعين أو مغرر بهم


بقلم أخوكم / محمد الوزان

24/8/1431هـ

أرسل "(القليصة)" إلى Google أرسل "(القليصة)" إلى Facebook أرسل "(القليصة)" إلى Live أرسل "(القليصة)" إلى Yahoo Myweb أرسل "(القليصة)" إلى del.icio.us

تم تحديثة 08-11-2010 في 11:23 PM بواسطة محمد الوزان

التصانيف
غير مصنف
هذا الموقع برعاية
شبكة الوتين
تابعونا