احبتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
" كيف نبني الامة ؟" هذا سؤال وجهه احد الاصدقاء للنقاش وقد اوردت ردا عليه هذه الاجابة المختصرة جدا
تعريف الامة : تعرف في علم السياسة علي انها التجمع البشري الذي في اطاره يستقر الافراد بارتباطاتهم بعضهم مع بعض بروابط مادية وروحية في ان واحد ، ويعتبرون انفسهم مختلفين عن الافراد الذين يكونون المجموعات الوطنية الاخري
والامة من كانت ذات منطلق واحد ومنهج واحد وقصد واضح ، وهي في حياتها تستند علي تعاليم ومبادىء واضحة
اما بخصوص مقومات الامة
اول مقوم واهم مقوم هو الانسان الذي يعتبر اساس الامة ، اضافة الي الروابط الكثيرة المطلوبة لتماسك الامة وهي العرق والسلالة وعنصر اللغة والدين والتاريخ المشترك والمصالح المشتركة لابنائها والروح الوطنية
نستخلص مما سبق ان الامة بحاجة الي روابط قوية للتضامن والي تنظيم سياسي وقانوني متكامل
ويجب اول ما يجب الاهتمام به هو بناء الانسان في هذه الامة علي اسس من الاخلاق النبيلة وعلي اسس الحرية لابد من احترام حرية المواطنين ، فالامة القوية يبنيها الاحرار وليس العبيد كما ان الحاكم او الملك لا يمكن ان يكون حاكما او ملكا حقيقيا الا اذا كان مواطنوه احرار كما قال افلاطون " ليس الملك من ملك العبيد والعامة بل من ملك الاحرار " ومن يختار رئاسة العبيد علي رئاسة الاحرار كمن يختار راي البهائم علي راي الناس
اول الحريات التي يجب ان تكفلها الدولة هي حرية التعبير والتفكير وحرية تكوين الراي لانها من اهم المقومات في الحرية السياسية وهي احدي اهم دعائم اي شكل من اشكال التنظيم الاجتماعي الانساني
البناء الانساني في المجتمع لا يستقيم بغياب الحريات والبناء السليم يقوم علي اكتاف الاحرار وليس العبيد
فالحرية مع القمع والخوف لا تكون حرية وانما سيطرة علي الانسان وهي في النهاية الغاء لهذا الانسان
وعلينا ان نعلم ان الحرية ليست منحة جادت علينا بها الطبيعة لكنها في الحقيقة هي كسب ولابد ان نعمل علي احرازه
ومن الطبيعي ان تتطور لدينا قيم مهمة جدا للبناء الانساني في الامة من اهمها قيم العمل والانتاج وقيم العمل الجماعي والتعاون وسيادة روح التسامح واحترام العلم بحيث يتم الاهتمام بالعملية التربوية والتعليمية من حيث الشكل والمضمون بحيث تتطور اساليبنا ووسائلنا للتلائم مع العصر الحديث وتواكب التطور والتقدم العلمي والحضاري العالمي
كما انه يجب ان يتطور لدينا اسلوب التفكير العلمي وليس الاسلوب الغيبي ، وان تسود في المجتمع قيم التنافس الانجازي الهادف الي البناء وليس قيم التنافس الاسقاطي الهادف الي الدمار والهلاك
ومن الطبيعي هناك اهمية كبري للرابط الروحي الذي تستند عليه الامة في تماسكها ونحن امة المسلمين فخير الامة الاسلامية يكتمل باتباع اوامر الله الداعية الي القيام بالاعمال الصالحة والدعوة الي القيام بها والابتعاد عن المنكرات والدعوة الي اجتنابها لينتشر العدل والمحبة والتسامح والتعاون في المجتمع
فالامة الاسلامية امة وسطا تتصف بالاعتدال وتتحلي بالفضيلة ، والوسطية هنا لا تعني تقلب المواقف والخلط بين المبادىء من اجل تحقيق مصلحة انية ، وانما تعني الاعتدال القائم علي الحق والاعتدال لا يعني التفريط او الاعتداء علي حقوق الاخرين
طبعا اذا وصلنا الي وضع كهذا فان كثير من الامور تتغير الي نحو ايجابي جدا وتبقي الامة في تطور مستمر علي مختلف الصعد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وهذا الامر ينعكس علي الامة ككل من حيث قوتها وتاثيرها علي مستوي العالم كله
كلنا الان يرى حالة الانحطاط الذي وصلنا له والاسباب معروفة للجميع لعل اهمها اننا ابتغينا العزة بغير الاسلام فكانت النتيجة حالة غير مسبوقة من الذل والهوان ، هان علينا ديننا ومستقبلنا وتاريخنا واصبحنا مطية لمن يرغب في ان يجرب الانتصار ... واصبحت الامة مصابة في بناها الاخلاقية والاجتماعية والسياسية ، والانسان عندنا اصبح عبارة عن رقم وليس قيمة
بطبيعة الحال امة في هكذا حال ستختفي عن منصة التاريخ وستصبح مفعول بها وليس فاعلا .. وستبقي مطية للمحتلين والمعتدين ولان يكون لها قيمة تذكر
الي هنا
لكم تحياتي
ناصر
