**(( عبق الحروف ))**
______
*
*
*
** مدخل :-
______
*لعل المرء يرى الأشياء الجميلة
في هذه الحياة الفانية
والتي لايتوق لشيء
كما قد يتوق الى نوالها،
وعلى ذلك فانه يؤثر رضا ربه
على رغبات نفسه
طمعاً فيما يثيب الكريم به
من ترك شيئاً منها لوجه الكريم
،ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.
*الدنيا فانية..فلماذا نستهلك أنفسنا
جرياً وراء تفاهاتها..
واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير
ونحو ذلك،فانها
من المهانة والدناءة وصغر النفس.
@ولقد صدق ذلك الذي صرح قائلاً:-
((واذا بحثت عن التقى وجدته =رجلاً يصدق قوله بفعال
واذا اتقى الله امرؤ ----- وأطاعه =فيداه بين مكارم ومعال
وعلى التقي اذا ترسخ في التقى =تاجان : تاج سكينة وجلال
واذا تناسيت الرجال فما أرى = نسباً يكون كصالح الأعمال )).
***
*
*
*
يجب أن نرتفع
الى المستوى الذي يريده لنا حكامنا،
وعلى رأسهم خادم الحرمين
الملك والانسان العادل والمصلح
عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله .
*ولايخفى -عليكم-وفقكم-الله:
((مهما بلغت قدرة الانسان..
وفطنته ..الا أنه يظل بحاجة
الى الآخرين ..لانجاح مبادراته..
وتصوراته الخاصة))..الثقة تبنى في دهر
وتهدم في سقطه ،ثم تبنى ولكن في دهور!
@@ولقد نصح الامام المقرىء النحوي،
أبوعمر التميمي البصري،
الأمة من خلال قوله لبعض طلابه:
خذ الخير من أهله،ودع الشر لأهله.
لاشك في أن هذه النصيحة
ترشد الى تحري الخير لذاته،
ثم تحري أهل الخير،والحرص على ورود منازلهم،
والافادة مما أفاضه الله تعالى عليهم،
من النعم الظاهرة والباطنة،
وأن من شاع خيره ،وظهرت آثار هذا الخير في سلوكه،
وكان مضمون المصدر،فهو بلاشك قبلة للعقلاء
في الاقدام والانتفاع به،ولايغفل عن مثله أبداً،
وفي الوقت نفسه يذكر الامام البصري،رحمه الله،
بضرورة هجران الشر وأهله،والالتفات عن سبيله،
والانقطاع عن كل مايوصل اليه،
لأنه يؤدي الى سوء المنقلب والعياذ بالله.
((..فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم..)).
وقد يفتح الله تعالى بالنصيحة
على لسان صاحبها..
ويجدر هنا الانتباه الى عظيم النصيحة،
ورفيع الوصية.
ومن الصفحات المضيئة في تاريخ الأمة،
ولاسيما في تقديم النصيحة لعموم المسلمين،
لاصلاح السلوك العام
في الأمة بناء على
المعرفة والتجربة.
***
*
*
*
**((وقفة:تأمل)):
____
*
*
*
*(لاتأمن الدنيا ترا الوقت ختال=وغارات خيل الوقت تسبق نذيره
لو زخرفت غاراتها الوان واشكال=تغر صاحبها وتخلف مسيره
احد(ن)، يخوض الجمع رجلي وخيال =وينجيه ربه من سهوم المغيره
واحد(ن)،يحط افراس والحاف واظلال=وتجيه حذفات البلا في سريره).
***
*
*
*
وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم
أباهريرة بوصية عظيمة فقال:
((ياأباهريرة! عليك بحسن الخلق)
.قال أبوهريرة رضي الله عنه:
وماحسن الخلق يارسول الله ؟قال:
(تصل من قطعك ،وتعفو عمن ظلمك،
وتعطي من حرمك)
(رواه البيهقي).
وتأمل-أخي الكريم-الأثر العظيم
والثواب الجزيل لهذه المنقبة الحميدة،
والخصال الطيبة،فقد قال:
((ان الرجل ليدرك بحسن خلقه
درجة الصائم القائم)
(رواه أحمد).
*
*
*
**خاتمة:-
___
*
*
*
@حسن الخلق :
طلاقة الوجه،وبذل المعروف،
وكف الأذى عن الناس،
هذا مع مايلازم المسلم
من كلام حسن،ومدارة للغضب،واحتمال الأذى.
-وعليك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(أحب الناس الى الله أنفعهم،
وأحب الأعمال الى الله عزوجل
سرور تدخله على مسلم،أوتكشف عنه كربة،
أوتقضي ديناً،أوتطرد عنه جوعاً،
ولئن أمشي مع أخي المسلم في حاجة
أحب الي من أن أعتكف في المسجد شهراً)
(رواه الطبراني).
*والمسلم مأمور بالكلمة الهينة اللينة
لتكون في ميزان حسناته،
قال عليه الصلاة والسلام:
((والكلمة الطيبة صدقة)(متفق عليه).
بل وحتى التبسم
الذي لايكلف المسلم شيئاً،له بذلك أجر:
((وتبسمك في وجه أخيك صدقة)
(رواه الترمذي).
***
*
*
*
**آخر نقطة:-
____
*
*
*
@جعلنا الله واياكم ممن قال فيهم
الرسول صلى الله عليه وسلم:
((ان أقربكم مني مجلساً
يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً)
(رواه أحمد والترمذي وابن حبان).
***
*((وعلى دروب المحبة
والخير والرفعة والشموخ نلتقي))*
*((وكل عام وأنتم الفرح))*
**أخوكم وزميلكم المحب:أبوعبدالله**
****
30/6/1432
