عرض للطباعة
احبتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اود ان اطرح هذا الموضوع للنقاش ......
..... الاغتراب .....
يعتبر الاغتراب من أبرز المشاكل التي يعاني منها المجتمع و أخطرها .
وهنا أود أن أطرح هذا الموضوع للنقاش وآمل أن يشارك جميع الأعضاء في هذا الموضوع الحساس الذي يعاني منه المجتمع العربي بشكل خاص.
ولاثارة هذا الموضوع سأطرح عدد من الأسئله كبدايه للموضوع .
1-ما هو الاغتراب؟
2-ما هي أسبابه؟هل هي سياسيه أم اجتماعيه..أم دينيه ...الخ.
3-هل تشعر بالاغتراب؟
4-كيف يمكن التغلب على هذه المشكله؟
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شكرا لك اخ ناصر على الموضوع
و معنى الاغتراب في نظري له تعريفات متعدده و الاحساس بالاغتراب امر نسبي حسب الضرف و الشخص .
و هو عندما يحس اي شخص بانه في مكان او موقف عريب او بين مجموعه لا يتلائمون معه في افكاره و تصرفاته و قد يحس الانسان بالغربة و هو داخل وطنه او بين اهله و غالبا ما تحدث مع الاشخاص المتمسكين بتعاليم دينهم بين اشخاص غير ملتزمين ...
و قد يحدث في العمل خاصه اذا كان الشخص متميزا في عمله او لديه افكار تطويريه لا تروق لغيره
و قد يحدث الاغتراب عندما يسافر شخص عن مدينته او قريته و يبتعد عن اهله و جماعته و رفقائه
و اصعب انواع الاغتراب هو ما يفرض على الشخص مثل ما يحدث لاخواننا المسلمين المضطهدين في فلسطين و العراق و افغانستان و غيرهم ....
اسباب الاغتراب .
كما اشرت سابقا ...
هل تشعر بالاغتراب ؟
نعم ... لاننا في الزمن الذي اصبح فيه القابض على دينه كالقابض على الجمر ... فاصبح المتمسك بدينه الان يشعر بالغربه في السوق .... في المنزل ... عندما يدعى في المناسبات ... الخ .
كيف يمكن التغلب على المشكله ؟
كل نوع له حلوله ..
و اهم غربة هي غربة الدين ( طوبى للغرباء ) ... و حلها في عودة المسلمين الى مجدهم و تمسكهم بدينهم .
لي عوده اخرى باذن الله بعد سماع باقي المداخلات
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اخي ابو نادر
كنت متوقعا ان اول من سيرد علي الموضوع هو انت
اشكرك لك مرورك علي الموضوع واثراء النقاش بالمفيد
ساعود ان شاء الله لاضع بعض الملاحظات علي الموضع واجيب علي الاسئلة
ننتظر مساهمات الاخوة الاعضاء
تحياتي
الغربة والغرباء
قال الشيخ الامام العالم ابو عبدالله محمد بن أبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية رحمه الله وادخله الجنة في شرحه لكلام شيخ الاسلام أبو اسماعيل الهروى فيما يتعلق بالغربة.
(باب الغربة):
قال الله تعالي : ( فلولا كان من القرون من قبلكم او لو بقية ينهون عن الفساد في الارض الا قليلا ممن انجينا منهم ). [ هود : 116 ]
( قال ابن القيم رحمه الله ) :
استشهاده بهذه الايه في هذا الباب يدل على رسوخه في العلم , والمعرفه , وفهم القران , فان الغرباء في العالم هم اهل هذه الصفة المذكورة في الاية . وهم الذين اشار اليهمالنبي صلى الله عليه وسلم في قوله : (( بدأ الاسلام غريبا , وسيعود غريبا كما بدأ , فطوبى للغرباء )).
قيل : ومن الغرباء يارسول الله ؟ قال : (( الذين يصلحون اذا فسد الناس )).
وقال الامام احمد : حدثنا عبدالرحمن بن مهدي عن زهير عن عمرو بن ابي عمرو - مولى المطلب بن حنطب - عن المطلب بن حنطب عن النبي صلى الله عليه وسلم , قال : (( طوبى للغرباء )). قالو : يارسول الله ! ومن الغرباء ؟ قال : (( الذين يزيدون اذا نقص الناس )).
وقال نافع ابن مالك : دخل عمر ابن الخطاب المسجد , فوجد معاذ ابن جبل جالسا الى بيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبكي : فقال له عمر : مايبكيك يا ابا عبدالرحمن ؟ هلك اخوك ؟ قال : لا . ولكن حديثا حدثنيه حبيبي صلى الله عليه وسلم وانا في هذا المسجد فقال : ماهو ؟ قال (( ان الله يحب الاخفياء الاحفياء الاتقياء الابرياء , الذين اذا غابوا ؛ لم يفتقدوا , واذا حضروا ؛ لم يعرفوا , قلوبهم مصابيح الهدى , يخرجون من كل فتنه عمياء مظلمه )).
((لماذا سمي اهل الحق غرباء ؟))
فهولاء هم الغربا الممدوحون المغبوطون , ولقلتهم في الناس جدا سموا غرباء , فان اكثر الناس على غير هذه الصفات .
فاهل الاسلام في الناس غرباء.
والمؤمنون في الاسلام غرباء.
واهل العلم في المؤمنين غرباء.
وأهل السنه-الذين يميزونها من الاهواء والبدع - فيهم غرباء.والداعون اليها,الصابرون على أذى المخالفين هم اشد هؤلاء هم اهل الله حقا,فلا غربة عليهم,وانما غربتهم بين الاكثرين, الذين قال الله عز وجل فيهم : (( وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله )). [ الانعام : 116 ]
فأولئك هم الغرباء من الله ورسوله ودينه , وغربتهم هي الغربة الموحشة , وان كانو هم المعروفين المشار اليهم كما قيل :
فليس غريبا من تناءت دياره
ولكن من تناين عنه غريب
ولما خرج موسى عليه السلام هاربا من قوم فرعون , انتهى الى مدين على الحال التي ذكر الله , وهو وحيد , غريب , جائع , فقال : يارب ! وحيد مريض غريب .
فقيل له : ياموسى ! الوحيد ؛ من ليس له مثلي انيس . والمريض ؛ من ليس له مثلي طبيب . والغريب ؛ من ليس بيني وبينه معامله .
فاالغربة ثلاثة انواع :
غربة اهل الله واهل سنه رسوله بين هذا الخلق , وهي الغربه التي مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم اهلها , واخبر عن الدين الذي جاء به انه بدا غريبا , وانه سيعود غريبا كما بدا , وان اهله يصيرون غرباء .
فهذه الغربه لا وحشه على صحبها , بل هو انس مايكون اذا استوحش الناس , واشد ماتكون وحشته اذا استانسوا , فوليه الله ورسوله والذين امنوا , وان عاداه اكثر الناس وجفوه.
ومن صفات هؤلاء الغرباء - الذين غبطهم النبي صلى الله عليه وسلم : التمسك بالسنه اذا رغب الناس عنها , وترك ما احدثوه , وان كان هو المعروف عندهم . وتجريد التوحيد , وان انكر ذلك اكثر الناس . وترك الانتساب الى احد غير الله ورسوله , لا شيخ , ولا طريقه , ولا مذهب , ولا طائفه , بل هولاء الغرباء منتسبون الى الله بالعبودية له وحده , والى رسوله بالاتباع لما جاء به وحده , وهؤلاء هم القابضون على الجمر حقا . واكثر الناس - بل كلهم - لائم لهم .
فلغربتهم بين هذا الخلق يعدونهم اهل شذوذ وبدعة ومفارقة للسواد الأعظم .
النوع الثاني من الغربة :
غربة مذمومة , وهي غربة أهل الباطل وأهل الفجور بين أهل الحق , فهي غربة بين حزب الله المفلحين , وان كثر أهلها , فهم غرباء على كثرة أصحابهم وأشياعهم , أهل وحشة على كثرة مؤنسهم , يعرفون في أهل الارض , ويخفون على أهل السماء .
النوع الثالث غربة مشتركة لا تحمد ولا تذم :
وهي الغربة عن الوطن , فان الناس كلهم في هذه الدار غرباء, فانها ليست لهم بدار مقام,ولا هي الدار التي خلقوا لها.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما :(( كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل)).
وهكذا هو نفس الامر , لأنه أمر أن يطالع ذلك بقلبه,ويعرفه حق المعرفه,ولي من أبيات في هذا المعنى :
وحي على جنات عدن فانها
منازلك الأولى وفيها المخيم
ولكننا سبي العدو فهل ترى
نعود الى أوطاننا ونسلم ؟
وأي اغتراب فوق غربتنا التي
لها أضحت الأعداء فينا تحكم ؟
وقد زعموا أن الغريب اذا ناى
وشطت به أوطانه ليس ينعم
فمن أجل ذا لا ينعم العبد ساعة
من العمر الا بعد ما يتالم
وكيف لا يكون العبد في هذه الدار غريبا,وهو على جناح سفر,لا يحل عن راحلته الا بين أهل القبور؟ فهو مسافر في صورة قاعد,وقد قيل :
وما هذه الأيام الا مراحل
يحث بها داع الى الموت قاصد
وأعجب شيء لو تأملت أنها
منازل تطوى والمسافر قاعد
******************
ام الغربه التى تعنيها يا اخي الفاضل ( ناصر ) :
لقد اغتربت في السادسه عشر من عمري للدراسه ومن ثما العمل وما زلت مغتربنا ولا اشعر انني غريب اينما ححلت الا حينما اعود الى مدينتي واهلي وربعي اشعر في نوع من الغربه , وهي اشد انواع الغربه , ويحضرني الان كلمات لوالدي يرحمه الله في مطار تبوك قبل لحظات من بداية مشوار , ابتدا قبل واحد وثلاثون سنه ومازال , حينما قال لي : ياسرحان بتبوك الجميع حاضره وباديه لا قالو سرحان يقولون ولد صبيح , لكن ياولدي في الغربة لا يعرفون اسمك ولا اسم ابوك , وستكون مع اجانب , وسيقولون البلوي , فانت من الان , مسؤل عن سميتك ( اسم القبيله ) , فأن كسبت قالو البلوي , وان ارديت قالو البلوي , وان نادوك , قالوا يــــــــ البلوي .
وتشاء الاقدار ان المجالات التى دخلتها سواء كانت لدراسه او للعمل , لم يسبقني بها احد من بلي . فقد كان ذلك حافزا لي بأمور كثيره , افتخر بها.
وموضع افتخار لقبيلتي.
وكذالك كان الاسم مانع لي من مزالق كثيره , خصوص وانني تنقلت في قارات الدنيا وعرفت شواطئها ومرابعها .
وانني على يقين ان من يقابل احدا يحمل اسم البلوي وقد قابلني قبل ذلك , الا وينظرو اليه بشموخ , وهذا يكفيني من غربتي , ان كانت غربة , واكون قد اوفيت بعهدي لوالدي واوفيت لهذا الاسم ( البلوي ) ......!
اخوكم / سرحان صبيح البلوي
الاخ الكريم سرحان البلوي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسعدني كثيرا مرورك علي الموضوع وطرحك الجيد الذي اضاف جديدا الي معلوماتنا
واسال الله العلي القدير ان يوفقنا جميعا الي ما يحبه ويرضاه
وعلي كل الاحوال لي عودة باذن الله لاجيب علي التساؤلات التي وضعتها في بداية الموضوع
لك تحياتي
اخوك ناصر
بارك الله فيك