عتق رقبة البقمي من القصاص
(فضل العشر الأواخر) يعتق رقبة البقمي من القصاص
حويد البقمي (تربة)
لمس ناصر حباب البقمي فضائل العشر الأواخر من رمضان بعدما منّ الله عليه في احدى لياليها بعتق رقبه من القصاص.
وراح لسان البقمي يصدح بذكر الله فيما عيونه تلألأت بدموع الفرحة وجسده غمرته قشعريرة قلما توصف في هذا المشهد بعدما تأكد ان العفو سابق القصاص.
في المقابل كان المشهد مشابها فأسرة بندر البقمي كانت هي الأخرى تبكي بعدما منّ الله عليها بكلمة العفو أملا في المثوبة والجزاء والقدرة بالمغفرة في هذه الليالي المباركة.. داعين الله بالرحمة والغفران لفقيدهم القتيل بندر.
وتعود القضية الى أربع سنوات سابقة حيث نشب خلاف بين ناصر حباب وبندر البقمي والذي راح ضحية هذا الخلاف.
واستمرت جهود الوساطة مع أولياء الدم للعفو عن القصاص الذي صدر شرعا, وتدخل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة, وكلف سموه الشيخ محمد بن هشلول من لجنة الاصلاح بالمنطقة والشيخ عبدالله حماد البقمي رئيس لجنة الاصلاح بالطائف لتواصل المساعي نحو العفو.
ونجحت جهود الوساطة التي ضمت ايضا العديد من مشايخ ووجهاء محافظة تربة في ان يعفو والد بندر عن قاتل ابنه محتسبا الأجر والمثوبة من الله عز وجل في هذه الأيام المباركة.
وقال الأب انه عفا لوجه الله تعالى ولا يريد أي شيء من أمور الدنيا ومغرياتها سائلا الله تعالى ان يعوضه خيرا عن ابنه, معربا عن بالغ تقديره لسمو الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز ولكل من حضر الى منزله في اطار المساعي نحو العفو. من جانبه عبر والد القاتل عن شكره لوالد القتيل على هذه البادرة التي لا تستغرب من شخصية عرفت بايمانها بالله واتصفت بالشهامة وطيب الاخلاق والحرص على كسب الآخرة قبل الدنيا, داعيا الله ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته وان يسكنه فسيح جناته.
وأوضح قاضي محكمة تربة الشيخ علي الراجحي, ان اهالي المحافظة عرفوا بتسارعهم للخيرات, وهم يحذون حذو ولاة الأمر -حفظهم الله- الداعمين لمثل هذه المبادرات الخيرة, مشيرا الى ان اهل القتيل بهذا العفو ضربوا مثلا رائعا في العفو عند المقدرة في أيام يتضاعف فيها الأجر ويعظم
