بسم الله الرحمن الرحيم
(قلة حياء فوق السحاب)
قبل عقدين كنت عائداً إلى مقر عملي في بريطانيا ,بعد أن أديت فريضة الحج وكان يرافقني احد الأقارب شاب حديث الزواج . كان يعاني من بعض المشاكل الصحية,ونرغب عرض وضعه الصحي على الأطباء هناك’ كان موعد إقلاع الرحلة , من مطار الملك خالد الدولي بالرياض الساعة الثانية عشر ليلاً وموعد الوصول المتوقع لمطار هيثرو في لندن بعد الساعة الخامسة صباحاً .وهذا الوقت غير مناسب ,سواءً المغادرة أو الوصول والسبب أن مطار هيثرو المطار الوحيد في العالم الذي يقفل من الساعة الثانية عشر ليلاً إلى الساعة السادسة صباحاً ,إما سبب الإقفال هو الحفاظ على راحة وهدوء الساكنين جوار المطار حتى ينعموا الساكنين بالهدوء والراحة, مع أن المطار يبعد عن البلدة قرابة ثلاثين ميلاً.ولكن امتداد السكان العمراني أحاط بالمطار . ومعلوم أن مطار هيثرو هو ثاني اكبر مطار في العالم بعد مطار نيويورك في أمريكا , ولعل الحكومة البريطانية قد اتخذت هذا القرار الهام في إقفال المطار ليلاً من الساعة الثانية عشرة ليلاً حتى الساعة السادسة صباحاً . كله حفاظاً على حق هؤلاء الجيران ,في الراحة والهدوء ,ويا ليت يعلمون الذين يؤذون الجيران .ولا يعطونهم حق قيمتهم كما يحثنا عليه ديننا ,وهذه الحقوق التي يحترمونها الكفار ويحافظون عليها بينما المسلمون وهي من أصول دينهم قد استخفوا بها أو قد تهاونوا فيها.
ونعود إلى سيرة رحلتنا التي أقلعت الطائرة حسب موعدها المجدول وكان نسبة الركاب إلى اتساع مقاعد الطائرة اقل من 40% إذ أكثر من نصف المقاعد خالية, وهذا مما جعل الركاب كلاً يختار المكان الذي يناسبه . وبعد الإقلاع واتخاذ الطائرة ارتفاعها ومسارها , أعلن كبتن الطائرة عن برنامج الرحلة وموعد تقديم الوجبات الغذائية داخل الطائرة , وتوزيع السماعات على بعض الركاب لمن يريد أن يستمع إلى بعض فقرات البرامج مثل القرآن, والأحاديث, والمعلومات العامة , أو بعض الطرف الفكاهية , حتى تخفف على جميع الركاب وعثاء السفر.
في مثل هذه الرحلات كان يجاورنا في مقاعد الدرجة الأولى فتاة بمفردها, وبعدما قدم للركاب العصيرات والوجبة الأولى اطفيت الأنوار الداخلية وعاد طاقم الطائرة إلى مقاعدهم وبدأ اغلب الركاب يغطون في النوم في مقاعدهم . أتى احد المضيفين وهو ذات الملامح الشامية , وجلس جوار الفتاة وبدءوا في همس الحديث مع بعض يتخلله ضحكات عريضة. وسرعان ما مد يده على ما يريد من جسدها , في منظرٍ يسيء إلى القيم والآداب والحياء , وغير مبالية في نظرات المشمئزين من الركاب المسلمين وغير المسلمين , والشاهد من روايتي هذا الحدث الغير المحبب لدى الجميع ,هو إننا نتذكر الحديث الصادق المصدوق .والذي لا ينطق عن الهوى .( لا تسافر امرأةٍ إلاَ مع ذي محرم)أو كما قال الحديث فسفر امرأة بمفردها فيه مخاطرة عظيمة وقالوا بعض العلماء انه يعتبر تمرد على سنة النبي (صلى الله عليه وسلم )ثم الذين يبالغون في إرسال أبنائهم ذكوراً أو إناثاً بالعطلات إلى الخارج لغرض تعلم بعض اللغات الأجنبية , فهي لا تخلوا من بعض المخاطر , قد يجر الشاب أو الشابة إلى منزلقات خطيرة يكتسب منها بعض الأفكار والسلوك المشينة ,التي قد تصده عن عقيدته , وعن الأخلاق الرفيعة والطريق السوي , أسأل الله العلي القدير أن يحفظ شبابنا وشباب المسلمين .ونسائنا ونساء المسلمين, وان يزينهنَ بالحياء والحشمة والعفاف , وان يجنب بلدنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن, وان يحفظ لنا ديننا وأمننا واستقرارنا انه القادر عليه سبحانه.
تحياتي أبو فيصل
20 / شعبان 1434هـ
