بسم الله الرحمن الرحيم
(تسمية المواليد)
في عام 1400هـ دعينا الى مقابلة سمو الامير خالد ال فيصل الذي كان اميرا لمنطقة عسير ائنذاك وكان سموه مقيم في فندق (الدورشستر) الشهير في العاصمة البريطانية , وكان من ضمن الحضور المطرب السعودي محمد عبده, وعندما اخذ كلا منا مكانة في صالة الاستقبال وبعد ماتبادلنا مع سمو الامير التحايا ,قال محمد عبده : ياسمو الامير رزقت هذا اليوم في مولودة , التمس من سموكم تسميتها , نظر الامير الى الحضور واطلق ابتسامة خجولة تبين اشمئزاز الامير من هذا السائل ,فما كان من احد الحضور الا ان قال قضت العادة في المجتمعات السعودية ان تسمى المواليد على اسماء الاباء والاجداد, لعله اراد ان يضفي على الحضور المرح , فاجاب محمد عبده لاباس اذا كانت اسماء الاباء والاجداد جميلة وخفيفة تلائم الاسماء المتداولة في هذا العصر , فهمنا جميعا ان محمد عبده منتقداسماء ابائه واجداده , لعل القارئ الكريم يقول ماهي علاقتنا في محمد عبده وتسمية مولودتة وماهي علاقتنا في هذه الخرابيط القديمة , ان ماتطالعنا فيه صحافتنا يوميا وخاصة في صفحات الاعلانات وكثرة الطالبين في تغيير الاسماء تبين لنا ان الاغلبية غير راضين في الاسماء القديمة, فهم اما مجاملون عليها او مجبرون وهذا هو الخطا في حد ذاته , فتسمية الابناء من الامور المهمه التي شملتها عناية الاسلام وشموليتة بالتوجيه والرعاية , لمكانتها وعظيم دلائلها وشدة اثارها على الافراد والمجتمعات, فالاسم عنوان المسمى ودليلا عليه , وهو زينة للمولود وشعارا له يدعى به في الاخره والاولى, وهو الى ذلك تنوية بالدين واشعارا بانه من اهل ملة الاسلام, ثم هو بعد ذلك رمز يعبر عن هوية والده ومعيار دقيق لديانته وتادبه باداب الاسلام وله عند الناس اعتبارات ودلائل, فهو عندهم كالثوب ان قصر شان وان طال شان , فالاسم للمولود زينة له تعرفة بما يميزة عن غيرة على وجة يليق بكرامتة, ان تسمية المولود في الاسلام حق شرعي للاب وحدة لاينازعة فية احد , كما جاءت السنة النبوية بذلك , ان حسن اختيار اسماء المواليد في الاسلام من الواجبات الشرعية التي تدل على مدى ارتباط الاب المسلم بهدي النبي صلى الله علية وسلم , ومدى سلامة تفكيرة من أي مؤثر يصرفة عن طريق الرشد والاستقامة والاحسان الى مواليدة بالاسماء الحسنى ويربطة بعد ذلك بهدي الشريعة وادابها , وفية اشباع نفس المولود بالعزة والكرامة ,ان المرء ليعجب من اسماء فئام من الناس الغريبة وكانهم ينحتون الاسماء من الذهب والفضة او يشترونها بغالي مايملكون او كانه مضيقا عليهم في باب الاسماء او كان الاسماء الحسنى تعد على الاصابع, والاسلام حرم تسمية المولود بما تنفر منة القلوب لمعانيها او الفاظها ولما تثيرة من سخرية واحراج وتاثير على اصحابها ثم على الاب بعد ذلك, ان يختار لابنة ذكرا كان او انثى الاسم الحسن الذي يكون عذبا في اللسان مقبولا للاسماع يحمل معنى شريفا كريما , ووصفا صادقا خاليا مما دلت الشريعة على تحريمة او كراهتة , خفيفا على الالسن في النطق والنداء ملائما لاهل طبقتة وملتة واهل مرتبتة .
مع تحيات ابو فيصل
