(( الخروج عن الزمن ,,,{صلاة العقل }.))
#### صلاة العقل ####
لانود أن نتناول مسألة الصلاه العقلييه للأنسان من عمقها التاريخى طالما
كانت ((فكرة ))الخروج عن الزمن التى توخيناها تكون مقترنه بالدين السماوى.
وعليه فانه يتوجب علينا أن نشخص مسألة الصلاه الروحيه العمليه فى العباده الدينيه من جانب. والصلاه العقليه النظريه من جانب آخر .حيث يخص الله الأنسان بفكر ايمانى جليل وتجتمع مع بعضها الآخر كلتا الصلاتين لتجعل من الانسان قوه ذاتيه لها الأثر الكبير والبليغ بين سائر الناس .فان أصابت تعاظمت وان خابت حملت رد فعل مشين.
يقول تبارك اسمه وتعالى فى بعض آياته الكريمه:
*( قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لايعلمون )*
*(يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )*
*( انما يخشى الله من عباده العلماء )*
*( ادع الى سبيل ربك بالحكة )*
ويقول رسول الله النبى محمد صلى الله عليه وسلم حيث يشير فى احاديثه الشريفه عن تلك المنزله الرفيعه والتحصيل السامى لطالب العلم اذ يقول : ((تعلموا العلم فان تعلمه لله حسنه ودراسته تسبيح والبحث عنه جهاد وطلبه عباده وتعليمه صدقه وبذله للأله قربه)).
أما النبى عيسى ابن مريم عليهما السلام يقول:((من علم وعمل عد فى الملكوت الاعظم عظيمآ)).
وكذلك قول ابراهيم عليه السلام بان:((العلوم أقفال والأسئله مفاتيحها)).
ومن تلك الصوره ندرك مدى قيمة العلم وأهله.وخصوصآ الشطر الثانى
حيث ان العلم ماده ذهنيه موجوده تتطور بتطور العقل الأنسانى.وعلى ذلك
فهى سائره على نمط تطورى صاعد.فى حين يكون الانقسام بين أهل العلم
بالايمان بوجود الله الواحد الواحد لهذا االعلم والعقل أو الانكار له تمامآ.
وهنا تتجلى اكثر مسألة العلماء فى قوله تعلى :*(انما يخشى الله
من عباده العلماء)*.لان العالم اذا فسد عقله فكريآ فانه يجلب الاخطاءوالغلط له ولمن يتبع فكره .وعلى ذلك عندما سئل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بأنه :من اشد الناس شرآ؟قال صلى الله عليه وسلم: العلماء اذا فسدوا.
واذا ركزنا اكثر على السؤال الاخير باعتباره نابعآ من ألسن بشريه ودققنا فى نغمته المخيفه وكررنا كلماته الثلاثه:(أشد الناس شرآ)ندرك قمة جواب الرسول الكريم له:((العلماء اذا فسدوا)).أما اذا ارتقبنا أكثر وذكرنا بدقه قوله تعالى عن خشيته *(من عباده العلماء)*فذلك يوضح بجلاء عن خطورة العلماء من جانب ومحاسنهم من جانب آخر عندما يطلب تعالى أن ندعو الى سبيله ((بالحكمه))
ان مسألة صلاة العقل عباده ذهنيه تتوقف على مدى قدرة العقل للفرد
فى التفكير والتأمل بعظمة الوجود كله.ولقد مر فى هذه الحاله النبى محمد صلى الله عليه وسلم عندما كان يذهب الى جبل حراء حيث كان يخلو بربه
ويتعبد قبل ان تبعث فيه النبوه حتى قالت العرب :((ان محمدآ عشق ربه)).
.
ان الله الذى اعطى العقل للانسان كيما يتفكر ويتأمل به فهذا يعنى بأن الله
أراد من مخلوقه الانسان ان يجتهد فى البحث عن الحقائق .فأذا آمن أو انكر فان حرية التفكير الذى اعطاها الله للانسان يكون رد فعلها على ذاك الانسان وحده فى الثواب والعقاب .وعلى ذلك فان المفكر المؤمن تكون عنده صلاة العقل صلاة نظريه عميقه لاتقل شأنآ وقيمة عن الصلاه العمليه فى الدين من نواحيها الذاتيه حيث ترشده الى الخالق.
وعلى هذا المبدأ نفهم لماذا كان الفارابى ينادى بالتصوف العقلى وكيف انه قد اتخذ من التأمل والتفكر طريقآ الى التصوف رغم كونه فى حياته العلميه ملتزم بالزهد والتقشف .ان رفض الفارابى الى اتخاذ بعض الأساليب والطرق فى التصوف الذى يؤدى الى قهر النفس بتعذيبها ومجاهدتها بضروب من الحرمان كان من منطلق عقلى صميم.كما وان هذا الامر لم يدفعه الى رفض التصوف الروحى الذى ينادى بأذلال النفس عبر اذلال النفس عبر اذلال الجسد والانتصار على شهواته .بل العكس فان التصوف الروحى واجب أيضآ.بيد ان الفارابى اراد ان يغير الأدوات الصوفيه المتبعه.فاذا ارتكز أهل التصوف الروحى على التقشف والحرمان وتعذيب الجسد فان ارتكاز التصوف العقلى يقوم على التأمل والتفكير والنظر العقلى المحض.
وهكذا يقدم لنا الفارابى احدى صور صلاة العقل فى طريقته الصوفيه التى ظهرت متجليه تمامآ عند ابن سينا وعلى نفس النمط .انه تصوف نظرى يعتمد على البحث والتأمل والتفكر العقلى.
جملة القول ان صلاة العقل تخص رجال الفكر الذين اتخذوا من العقل ارتقاء جليلآ لعباة الله . وهى صلاة نظريه تتمجد اكثر عندم يضاف اليها الصلاة العليمه الشرغيه فى الدين .غير ان تضخيم شأن العقل أدى الى تلوث الفكر ببعض الأقوال والأفعال الالحاديه وخصوصآ فى القرن الثالث الهجرى .وأيضآ تحجر أغلب الطوائف الدينيه فى جعل الدين مجرد فقه وأحكام .أو حولوه الى ذلك نتيجه الى التصارع من اجل اثبات صحة الفرقه الوحيده الناجيه .مما اوصل الأمر بالأمام الغزالى أن يعيد الأمور الى نصابها . الا أنه غبن الفلسفه على حساب الدين مما دفع بالقاضى ابن رشد أن يرد عليه حججه.
على أية حال فان صلاة العقل عند رجال الفكر تكون بلا شك كبيرة الفرق عن الصلاه النابعه من تعاليم الدين .أعنى بالفرق فى نقطة رئيسيه هامه وذلك فى الخطأ والزلل عند الفكر العقلى تكمن فى عالمها النظرى وحسب.فاذا خرجوا بعض الشىء بمواقفهم الفلسفيه عن الشرع الدينى فانها ,على الجمله ,
لاتخرج عن فحواها النظرى . فى حين تكون على العكس تمامآ عند رجال الدين وصلاتهم الروحيه العمليه اذ تكمن فيها خطورة كبرى على الشريعه الدينيه
وما:البهائيه والبلبيه والقيدانيه.ببعيده عن ذلك .صحيح انها من رواسب الاستعمار الغربى الذى تغلف فى بادىء امره بالحركه التبشيريه للدين المسيحى .الا انها
باقيه للان تعمل بين صفوف المسلمين.
كلمه أخيره نقولها عن صلاة العقل بأنها قمة التدين فى العالم النطرى والصلاه الروحيه العمليه قمة الواقع الحياتى الدينى .ومن لم يطل النظر والتأمل فى الواقع الموضوعى لايدرك نكهة العباده فى صلات العقل انهاتخص {{ أولى الألباب }}كما ذكرهم الله.
وهم أهل العلم الذين منحهم الله قوة العقل ورجاحة الفكر والهدايه المستقيمه فى العباده بأحلى وأبهى صورها النظريه والعمليه .
ملاحضه :
الاسبوع القادم بأذن الله موضوعنا سيكون
**مفهوم {الخروج عن الزمن } والذى يليه {قضية الأيمان} **
للمشرف حرية التصرف بمكان المشاركه وكذلك لمشرف الفنى بتنسيق النص
