الحرب لليمن وليست عليه
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
اليمن دولة صديقة وجارةٌ عزيزة؛ فأمنها وسيادتها وقوتها وعزتها، هي أمن
ومنعة وسيادة للشرق الأوسط عامة، ولدول الخليج العربي خاصة، والذي يكن
حكامها وشعوبها قاطبةً لإخوانهم وأشقائهم من الشعب اليمني كل تقديرٍ
ومودةٍ واحترام.
اندلعت الثورة الشعبية هناك كما حدث في كثير من العواصم العربية، هاجم
المتظاهرون وقصفوا قصر الرئيس السابق علي عبدالله صالح، فأُصيب إصابات
بالغة كما صنفها الطب على أنها حروقٌ من الدرجة الأولى.
نُقل إلى الرياض وعُولج هنا، وأُكرم أيضاً في السعودية بلد النخوة والكرم
وإعانة الملهوف كما هو حال الكثير من الدول العربية والإسلامية، فالرسول
الكريم يقول ( إنما بعثتُ لأُتَمِّم مكارم الأخلاق).
تولى الرئيس عبد ربه منصور هادي، بعد هدوءٍ نسبي للمتظاهرين الذين
يطالبون بمحاكمة الرئيس المخلوع، وبعد كل ما قدمته دول المنطقة لعلي
صالح، خاصة السعودية، ها هو يعود إلى اليمن بعدما تكفل بترك العملية
السياسية هناك ويقوم بتحالفٍ خفيٍ بغيض مع الحوثيين التابعين بشكلٍ
مباشرٍ لإيران! تحالف معهم ضد دينه أولاً، وضد شعبه وبلاده وضد دول
الخليج ثانياً! فقلب ظهر المجن لمن أكرمه وآواه ورد جميله بالخيانة
والغدر!
فصدق الشاعر حين قال:
( إن أنت أكرمت الكريم ملكته
وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا)
فتمرد الحوثيون بقيادة صالح، البعيدون كل البعد عن الصلاح، الراعون
للإفساد والدالون عليه، هاجموا العاصمة فقتلوا وحرقوا، فسقطت مدن اليمن
واحدةً تلو الأخرى بأيديهم؛ حتى استغاث الشعب هناك، فدعى الرئيس اليمني
هادي دول المنطقة للتدخل وإيقاف هذا الزحف الحوثي الإيراني المهدد
للمنطقة برمتها.
هبت دول المنطقة بتحالفٍ عشري، وأعلنت بداية عملية (عاصفة الحزم) التي
باركها الشعب اليمني الشقيق باستثناء الحوثيين؛ فهبت رياحُ الحزم معلنةً
سقوط الأقنعة فوضحت الوجوه الحوثية الغادرة؛ فحزم معها التمرد الحوثي
حقائب اللا رجعة أبداً إن شاء الله، فهاهم اليوم يطالبون بالجلوس على
طاولة الحوار!
كيف ذلك، وقد استنفذت جميع السبل والطرق السلمية مع المتمردين الحوثيين
الذين لم يتفاوضوا مع الشعب اليمني إلا بالسلاح!
هذه الحرب تختلف عن جميع الحروب، فهي ليست حرباً على اليمن بل حرب لليمن،
ومن أجل اليمن، ولكن على الأخوة هناك ترتيب أوراقهم من جديد وتكوين جيش
قادر على صد المعتدين من خونة الداخل وإيقاف كل عابث بأمن اليمن، وهذا لن
يحصل إلا بالقضاء على خونة الداخل المنتمين إلى عدوٍ خارجي عُرف بسياستة
العدائية للإسلام والمسلمين.
وعلى الحوثيين والشيعة عامة في الدول العربية أن يعلموا أن ساسة إيران
وسادتها ليس لهم من الهم إلا أن يقوموا بإخراجهم عن التبعية لهولاء الدول
وجعلهم كبش فداءٍ لزعزعة الأمن في هذه الدول، وأنها لن تقوم بأي عملٍ
يكفل لكم أيها الشيعة العيش الكريم وبسلام كما تفعله الحكومات العربية
لكم، فأنتم تتمتعون بكامل حقوقكم التي لم ولن توفرها لكم إيران أبداً،
عودوا إلى رشدكم وحكموا عقولكم قبل فوات الأوان.
