قصيدة "رضي المتيم في الهوى" وقصتها للششتري أمير الشعراء..؟؟
قصيدة "رضي المتيم في الهوى" وقصتها للششتري أمير الشعراء..؟؟
أبو الحسن الششتري, أو كما عرَّفه لسان الدين بن الخطيب في موسوعته الغرناطية "الإحاطة في أخبار غرناطة" :
"عروس الفقراء, و أمير المتجردين, و بركة الأندلس, لابس الخرقة, من أهل شستر, قرية من عمل وادي آش معروفة, و زقاق الشستري معروف بها. و كان مجودا للقرآن قائما عليه, عارفا بمعانيه, من أهل العلم و العمل".
أبو الحسن الششتري هو واحد من أشهر الزجالين و المتصوفين الأندلسيين. وُلدَ في بلدة شستر (و هي اليوم تُعرف بإشفليانة Exfiliana) عام 1212م و توفي بدمياط في مصر عام 1269م,
بعد تطواف في بلاد الاندلس و المغرب و المشرق. و قد نشر الزجل الأندلسي في نسخته الصوفية في البلاد التي حط فيها, حتى أصبحت رائعته "شويخ من أرض مكناس" منتشرة في المشرق أكثر منها في المغرب.
و من قصائده الشهيرة أيضا, قصيدة "رَضيَ المُتَيَّمُ" التي يقول فيها:
رَضيَ المُتيَّمُ في الهوَى بجُنونِه * * * خَلُّوه يُفْنِي عُمرَهُ بِفُنونهِ
لا تَعْذِلوه فَليسَ يَنفَعُ عَذْلُكمْ * * * لَيْسَ السُّلُوُّ عن الهوىَ مِن دِينِهِ
قسماً بِمَن ذُكِرَ العَقيقُ من أَجلهِ * * * قَسَمَ المُحِبُّ بحُبِّه و يَمينِهِ
مالِي سواكمْ غَيرَ أَنِّي تائبٌ * * * عَن فاتراتِ المُحِبِّ أو تَلوينِهِ
مَالي إِذا هَتَفَ الحَمامُ بأَيكَةٍ * * * أَبداً أَحِنُّ لِشَجْوِهِ و شُجُونِهِ
إِذا البُكاءُ بِغَيرِ دَمعٍ دَأْبُهُ * * * و الصَبُّ يجْرِي دَمْعُهُ بعُيُونِهِ
و قصة هذه القصيدة أن الششتري نزل بطرابلس بالمغرب الأدنى و كوَّنَ حوله حلقة من المريدين، ولمعرفته الواسعة بالفقه والسنة عَرََضَ عليه أهلها القضاء فرفضه، فاستحمقه فقهاؤها و حكامها و نسبوه إلى الجنون.
إلا أنه لم يبال بمآخذهم عليه، و ذهبَ في اليوم التالي
إلى سوق البلدة و أنشد هذه القطعة..
ولكم تحيات
ماجد البلوي