استقالة وزير الداخلية من منصبة
وزير الرياضة والشباب سيتولى مسئولياته
وزير داخلية لبنان يستقيل على خلفية أحداث الشغب ضد الدنمرك ببيروت
الوزير أكد أنه رفض الأمر بإطلاق النار على المتظاهرين
بيروت- اف ب
اعلن وزير الداخلية اللبناني حسن السبع الاحد 5-2-2006م تقديم استقالته على اثر اعمال الشغب في بيروت والتي اسفرت عن جرح نحو ثلاثين شخصا واحرقت خلالها القنصلية الدنماركية في بيروت.
وقال الوزير للصحافيين "قدمت استقالتي من الحكومة" اثر انتقادات تتعلق باحراق قنصلية الدنمارك والاعتداء على كنيسة في ضاحية بيروت الشرقية.
واضاف السبع انه رفض اعطاء الامر باطلاق النار على المتظاهرين "لاني لست من الذين يعطون اوامر من هذا النوع", لان مثل ذلك يمكن ان يؤدي الى مذبحة. واضاف انه تم نشر 1200 من عناصر القوات الامنية لكننا لم نتمكن من ضبط الوضع بسبب تصميم المتظاهرين الذين بلغ عددهم عدة الاف.
وكان وزير الداخلية قد قال للصحفيين بعد انسحابه من جلسة طارئة للحكومة في القصر الجمهوري انه وضع استقالته بتصرف رئيس الحكومة. وقال مصدر سياسي رفيع المستوى ان وزير الرياضة والشباب احمد فتفت سيكلف بمهام وزير الداخلية ريثما يتم تعيين وزير اصيل.
وكان محتجون لبنانيون غاضبون أضرموا النار في القنصلية الدنمركية في بيروت في وقت سابق الاحد وادت الاحتجاجات العنيفة على نشر رسوم تصور النبي محمد الى استقالة وزير الداخلية اللبناني لاقت ادانة من عواصم اوروبية ومسلمين معتدلين.
وأضرم سوريون غاضبون النار أمس السبت في السفارتين الدنمركية والنرويجية بدمشق. كما الحقوا اضرارا بالسفارة السويدية وحاولوا اقتحام مقر البعثة الفرنسية ولكن شرطة مكافحة الشغب تصدت لهم.
وقال وزير الخارجية الدنمركي بير شتيج مولر في اعقاب الاحداث "الحكومة الدنمركية تحث كل الزعماء السياسيين والدينيين في الدول المعنية على دعوة مواطنيهم الى الهدوء والامتناع عن العنف".
وتركز غضب المسلمين على الدنمرك حيث نشرت الرسوم التي اعتبروها مسيئة والتي تصور احداها النبي مرتديا عمامة على شكل قنبلة في صحيفة دنمركية اول الامر فيما تحول الى مواجهة بين حرية الصحافة واحترام الاديان.
وحثت وزارة الخارجية الدنمركية مواطنيها اليوم على مغادرة لبنان ونصحت مواطنيها بعدم السفر الى هناك.
وحاصرت النيران احد المحتجين الذين اضرموا النار في القنصلية الدنمركية في بيروت ولاقى حتفه بعد ان قفز من الطابق الثالث.
واطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين الذين كان عددهم يقارب 20 الف شخص، وقال مسؤول في الشرطة لرويترز ان قوات الامن اعتقلت 174 محتجا بينهم 76 سوريا و38 لبنانيا و35 فلسطينيا و25 من البدو ليست لهم جنسية.
وقال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو "اصبح العنف الان.. خاصة احراق البعثة الدنمركية في الخارج.. غير مقبول على الاطلاق"، وأضاف "الغالبية الكبيرة من اتباع الدين الاسلامي في بريطانيا وغيرها مارسوا حقهم في الاحتجاج على تلك الرسوم بطريقة سلمية تماما".
ومع تحول الاحتجاجات السلمية الى هجمات على مقار البعثات الدبلوماسية الدنمركية واضرام النار فيها في سوريا ولبنان دعا قادة العالم وزعماء مسلمون بارزون الى الهدوء.
وقال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة لتلفزيون المستقبل "هذا ليس له علاقة بالاسلام على الاطلاق. الاخلال بالامن والتدمير يعطي صورة غير صحيحة عن الاسلام. النبي محمد لا يدافع عنه بهذه الطريقة".
وفي اطار الجدل اصرت الصحف على حقها في نشر الرسوم مستندة الى حرية التعبير.
وانتشرت الاحتجاجات على الرسوم في العالم الاسلامي في مطلع الاسبوع من لاهور الى غزة. لكن الجماعات الاسلامية المعتدلة حذرت من استغلال المتطرفين للامر.
والى جانب الدنمرك اعيد نشر الرسوم في بلغاريا وفرنسا والمانيا وايطاليا واسبانيا والاردن وسويسرا والمجر ونيوزيلندا والنرويج وبولندا.
وعلق محمد رشيد قباني مفتي الجمهورية اللبنانية على اعمال العنف في بيروت اليوم الأحد قائلا انه ينبغي للمسلمين ممارسة ضبط النفس مهما بلغ بهم الغضب، وقال "لا نريد ابدا ان يكون التعبير عن استنكارنا مناسبة لاستغلال البعض لهذا الاستنكار ليظهر الاسلام بصورة مشوهة. اليوم هو يوم الامتحان الكبير لنا امام العالم. فليكن تعبيرنا عن استنكارنا ممثلا لما تؤمن به قيم الاسلام".
وقالت منظمة المؤتمر الاسلامي التي تضم 57 عضوا في بيان لامينها العام أكمل الدين احسان اوغلو "ان ردود الفعل المفرطة التي تتجاوز حدود التحركات الديمقراطية السلمية... خطيرة وتلحق الضرر بجهود الدفاع عن قضية مشروعة للعالم الاسلامي".
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان "هل يجب ان نحرق وندمر.. اضرام النار في السفارات وتدميرها خطأ. الحل في الدبلوماسية لا في الاسلحة. هذا العنف هو ما يريده من يسعون الى صدام بين الحضارات".
وفي الوقت الذي وقعت فيه مصادمات بين مئات المحتجين وقوات الامن في بيروت دعت جماعة مسلحة في العراق الى شن هجمات على القوات الدنمركية وخطف رهائن دنمركيين وقتلهم ومقاطعة السلع الدنمركية.
وقالت ايران اليوم الاحد انها استدعت سفيرها من الدنمرك واعلنت انها تعيد النظر في علاقاتها التجارية مع الدول التي نشرت فيها تلك الرسوم.
وقالت شركة منتجات الالبان الدنمركية السويدية أرلا فودز انها تخسر 1.8 مليون دولار من مبيعاتها يوميا في الشرق الاوسط. ورفعت منتجات الشركة من الاسواق في المملكة العربية السعودية وقطر والكويت. وقالت وزارة النقل العراقية انها جمدت تنفيذ عقود مع الدنمرك والنرويج احتجاجا على الرسوم.
وعززت سوريا اجراءات الامن حول سفارات الدول الغربية اليوم الاحد في اعقاب الانتقادات التي وجهت اليها لفشلها في حماية السفارتين الدنمركية والسويدية. وغادر عشرات من رعايا البلدين دمشق اليوم خوفا على سلامتهم.
وفي بريطانيا دعا سياسيون ومسلمون من التيار الرئيسي الشرطة للتعامل مع المحتجين من المتشددين بعد ان رفعت لافتات خلال مظاهرات في لندن كتب عليها "اوروبا ستدفع الثمن. ستشهدون هجمات مثل 11 سبتمبر" و"اذبحوا من يسخرون من الاسلام".
وقال عنايت بنجلاوالا المتحدث باسم المجلس الاسلامي في بريطانيا "اللافتات التي عرضت كانت مشينة تماما وتمثل في رأينا تحريضا واضحا على العنف بل والقتل".
http://www.alarabiya.net/Articles/2006/02/05/20882.htm
