الاجنبي مرض العربي

الأجنبي مرض العربي

ابراهيم صموئيل: كتب الدكتور فؤاد زكريا مرة مقالاً بعنوان «مرض عربي اسمه الطاعة» ورغبت في استعارة العنوان مُستبدلاً «الاجنبي» بـ «الطاعة»، وذلك لان الاجنبي احد الامراض المتفشية بوضوح في العقل العربي

و«الاجنبي»، هنا، ليس الاوروبي او الاميركي او الياباني بسبب تقدّم تلك الدول تقنياً صناعياً وحياة مدينية، وانما كل ما ليس عربياً حتى لو كان سيرلنكياً او كينياً او سلفادورياً
يظهر هذا المرض، على نحو جلي، في طريقة تعامل العربي عموماً مع المواد والادوات الاستهلاكية في حياته اليومية والمنزلية والمهنية، اذ ما ان يعرف ان هذه الاداة او ذاك الشراب او الغذاء «اجنبياً» حتى ترتفع قابلية شرائه له, والرغبة او القابلية ليست من باب الفضول والتجريب لما هو «غريب» كما لدى الفرد الاميركي او الاوروبي او الياباني ازاء المنتوجات العربية او نظيرتها من البلدان المتخلّفة,,, بل تتولّد من كون الحاجة او الغرض اجنبياً، مجرد اجنبي فحسب

ربما يكون مردّ المرض العربي هذا الثقة بما هو «غريب» او بما ليس عربياً عموماً,,, او ربما يكون مردّه الوجه الآخر للثقة بكل ما هو غريب، اعني ضعف الثقة بكل ما هو عربي إلاّ في حالات استثنائية وهذه لا يُقاس عليها, قلت «ربما» لان الظاهرة اعقد من حصرها بسبب محدّد ووحيد، وانْ كنت اميل الى الاعتقاد بان «ضعف الثقة» بالعربي يلعب دوراً كبيراً في تأجج الرغبة وزيادة القابلية

لا ينتشر المرض في اوساط العامّة من الناس، بل يستشري ايضاً في اوساط الخاصة، فئة الكتّاب والمثقفين العرب، ولكن على نحو مضحك وهزلي، وانْ يكن مغلفاً، بالطبع، بالثقافة والفكر والادب!, ومن اعراض المرض لدى عدد من المثقفين اصرارهم، على الدوام تقريباً، على زجِّ اكبر عدد من اسماء الكتّاب الاجانب، والاستشهاد باقوالهم، والاقتباس من نصوصهم او حواراتهم او مقالاتهم للتدليل والبرهنة على فكرة معينة او رأي او مذهب ادبي

ولا يتعامل عدد من مثقفينا وكتّابنا العرب مع الاجانب على الجملة، بل يصنّفونهم الى مراتب : الكتّاب والمفكرون الاوروبيون، يليهم الاميركيون ومن ثمّ في المرتبة الاخيرة اليابانيون, هذا طبعاً قبل ان يفتح ماركيز بوابة اميركا اللاتينية، ليحتل ادباؤها ومفكروها - الآن - المرتبة الاولى والاحقيّة الاولى في الاقتباس منهم والاستشهاد باقوالهم، وذلك بانتظار ان تُفتح ابواب استراليا - مثلاً - ليحتل كتّابها المراكز الاولى لدى عدد من النقاد والمثقفين العرب

الانكى، ان الاستشهاد باقوال الاجانب لا يأتي لكونهم اكبر تجربة في الفكر والادب ولا اعمق «حكمة» في ما يقولون ويكتبون، ولا ابعد رؤية ودلالة، ولا اغزر انتاجاً,, ولا,, ولا,,, بل، وفقط، لانهم اجانب من جهة، ولان استخدام الاسم الاجنبي من قِبل المثقف العربي يدل على «فهمنة» هذا الاخير واطلاعه من جهة ثانية، ولان الاسم الاجنبي يمكن ان يخدع الاذن العربية ويهيمن على العقل من جهة ثالثة وليست اخيرة

والاِّ,,, لماذا لا يُستشهد باقوال ويُقتبس من حوارات وكتابات الكتّاب العرب كسعيد الكفراوي او عبد القادر حصني، او يوسف ضمرة، او صفوان داحول، او سامي محمد علي على سبيل التمثيل، مع ان لديهم تجاربهم الادبيّة والفنية، ورؤيتهم البعيدة ليس بما يوازي العديد من الكتّاب والفنانين الاجانب بل وبما يتقدّم عليها ويغور الى ابعد منها؟!, ما من سبيل الا ما ذكرته قبل قليل، وهو ما يتيح للمصابين بهذا المرض اصطياد اكثر من عصفور بحجر واحد

هذا كلّه في اطار الاستلاب ازاء الكتّاب والفنانين الاجانب على العموم، اي حتى ولو لم يكن قد انتج ذلك الاجنبي سوى عمل او عملين,,, امّا حين يتعلق الامر بالاجانب النجوم الذين لمَّعهم الاعلام وظهَّرهم وروَّجهم، فالمرض يبلغ ذروته اذ تتحول اقوال ونصوص هؤلاء على ايدي بعض النقاد والكتّاب العرب الى ما يوازي النصوص المقدّسة والحكم الخالدة على مرِّ العصور

المصدر
http://www.alraialaam.com/27-07-2003/ie5/r...amforyou.htm#02

س1
اخي العزيز ابو نادر
ولو دخلوا جحر ضب لدخلوه !!!!!!!!!!!!!!
الله المستعان اصبح حتى على مستوى العامة ان يقاس مستوى ثقافتك وتحضرك على عدد ماتحفظه من مصطلحاتهم فالاديب الجاهل بلغتهم بنظرهم جاهل او صاحب فكر مغلق

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
مشكور ابو رناد على الاضافه
و للاسف فان البعض ما يأخذ من الغرب الا الاشياء غير المفيده