لك الحمد!.. ( إهداء) من الدكتور غازي القصيبي إلى الدكتور يـوسف لبلوي.
لك الحمد... والأحلام ضاحكـةُ الثغـرِ=لـك الحمـد... والأيـامُ داميـةُ الظفـرِ
لك الحمد... والأفراح ترقصُ في دمـي=لك الحمد... والأتراح تعصف في صدري
لك الحمد... لا أوفيك حمداً.. وإن طغى=زماني... وإن لَجّت لياليـهِ فـي الغـدرِ
قصدتـك، يـا ربّـاه، والأفـقُ أغـبـرٌ=وفوقـيَ مـن بلـوايَ قاصمـة الظهـرِ
قصدتـك، يـا ربّـاه، والعمـرُ روضـةٌ=مُروَّعـة الأطيـار، واجمـة الـزهـرِ
أجــرُّ مــن الآلام مــا لا يطيـقـه=سـوى مؤمـنٍ يعلـو بأجنحـة الصبـرِ
وأكتم فـي الأضـلاع مـا لـو نشرتـه=تعجّبتِ الأوجـاع منـي.. ومـن سـرّي
ويشمت بي حتّى علـى المـوت طغمـةٌ=غدت في زمان المكر أسطـورة المكـرِ
ويرتجـزُ الأعــداءُ هــذا برمـحـه=وهـذا بسيـفٍ حـدّهُ نـاقـعُ الحـبـرِ
لحا الله قوماً صـوّروا شرعـة الهـدى=أذانـاً ببغضـاء.. وحجّـاً إلـى الشـرِّ
يـعـادون ربّ العالمـيـن بفعـلـهـم=وأقوالهـم ترمـي المُصلّيـنَ بالكـفـرِ
يهـدّدنـي دجّالـهـم مــن جـحـوره=ولـم يـدر أن الفـأر يـزأر كالـفـأرِ
جبـان يحـضّ الغافليـن علـى الـردى=ويجري إلى أقصى الكهوف مـن الذعـر
وما خفت والآساد تـزأر فـي الشـرى=فكيف بخوفي مـن رويبضـة الجحـر؟
ولم أخشَ، يا ربّـاه، موتـاً يحيـط بـي=ولكنني أخشـى حسابـك فـي الحشـرِ
ومـا حدثتـنـي بالـفـرار عزيمـتـي=وكـم حدثتنـي بالفـرار مـن الــوِزرِ
إليك، عظيـم العفـو، أشكـو مواجعـي=بدمع على مـرأى الخلائـق لا يجـري
ترحّـل إخوانـي.. فأصبحـت بعـدهـم=غريباً.. يتيـم الـروح والقلـب والفكـرِ
لك الحمد... والأحباب في كـل سامـرٍ=لك الحمد... والأحباب في وحشةِ القبـرِ
وأشكـرُ إذ تعطـي، بمـا أنـت أهلـه=وتأخـذ مـا تعطـي، فأرتـاحُ للشكـرِ
شعر / غازي القصيبي
إهداء للدكتور يوسف البلوي من الشيخ الدويش
هذة قصيدة المعارضة لقصيدة القصيبي للشيخ الدويش
لك الحمد يارباه حمدا مع الشكر = لك الحمد أرغمت المعاند ذا الكبر
لك الحمد أن جاء المخادع ناصحا = تنسَّك حتى صار كالحسن البصري
لك الحمد والحرباء إن دقَّ عظمها = ففيها من الأسرار ما حيرت فكري
لك الحمد والبأساء تفضح ذا الردى =لك الحمد والنعماء تُجلب بالشكر
لك الحمد يارباه والعقل نعمة = نمِيْزُ به بين الفريسة والنسر
فمن كان لايدري فتلك مصيبة =وأعظم من هذا مصيبة من يدري
حكوا في قديم الدهر أن بعوضة = على نخلة صاحت عزمت على السفْر
سأرحل فاحتاطي لنفسك واحذري = فأقبح بهذا الفخر مع صاحب الفخر
متى شعر النخل البواسق مرة = بأن بعوضا حل ضيفا على التمر
وهرٌّ يحاكي الأسد في نفخ زوره= وأعجب من هذا فقيه بلاشعر
لنا الله نرمى كل يوم بريبة = وذو الرِّيَبِ المحتال يفسد كالفأر
لنا الله والإصلاح يُنمَى لغيرنا =فأين جليس الكير من حامل العطر
لنا الله والأفاك أرسل سهمه=وبالخنجر المسموم في عرضنا يفري
لنا الله والإعلام طوع بنانهم = من الصفحة الأولى إلى صفحة الشعر
إذا طعنوا في الدين قالوا رواية = ولو زلَّ شيخ قيل مالك من عذر
وفي شقق مهجورة قد تجمعوا = ليحيون ليلا ثم يوفون بالنذر
فإن قيل هذا منكر أو محرَّم = تنادوا وقالوا ذاك يقذف بالكفر
وصاحوا جميعاجاء يسعى بفتنة = كما الساحر الملعون يفتن بالسحر
يريدونها حرية لا أبا لهم = على نهج عَبَّاد الصليب أو العبري
وكم أجلبوا نحو الزعيم بخيلهم = لعل سموم الحقد في قلبه تسري
مطاياً تعلَّى فوقها كلُّ حاقد = وسيَّرها كالبُهم تجلب للنحر
يبيعون من أجل الدنية دينهم = ومن قبله باعوا الضمائر بالخُسْر
فهل مبلغ عني رسالة ناصح = وفيها حقوق الطبع قابلة النشر
لمن كان في يوم من الدهر حاله = كحال أبي نواس عشرا على عشر
وفي برهة أضحى كرهبان مكة = فسبحان من أجري الينابيع من صخر
تنسَّكْ وقم لله ماشئت وارتجز=من الشعر أبياتا ودوِّن من النثر
فلافرق في الإسلام بين مخادع = ولابين كذاب ولا صاحب المكر
وما كنت أرجو أن أجاري سفاهه = أخاف – معاذالله - أنقص من قدري
فإن كان شيطان إلى الشعر أزَّني = فمن لي بمن يرقي وينفث في صدري