الأول : كيف تتعرف على الحسود ؟
السؤال الثاني :كيف تتعامل معه ؟
السؤال الثالث : علاج الحسد ؟
أما عن نظريتي في التعامل مع الحسود
اصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله ... فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ماتأكله
داريت كُل الناسِ لكن حاسدي مُـداراته عَزت، وعَز مَنَالُها
وكيفَ يداري المرءُ حاسدَ نعمةٍ إذا كـان لا يُرضيه إلا زوالها
في الإعراض الكامل عن جميع إثاراته ومشاكله
والحرص على عدم الإختلاط معه
ولابد أن تتذكر دائما أن المشاكل التي يختلقها لك إنما بسبب الحسد إذا عرف السبب بطل العجب
وحذاري من الحسود الذي يتمسح بمسوح الحمل الذي يتظاهر لك بالنصح وحقيقة الأمر هو النقد لتحطيم ذاتك وللتأثير على نجاحك
الحرص على عدم إظهار ما أنعم الله عليك أمام الناس وخاصة الحساد
والأصل في إخفاء النعمة خوفا من الحسد والعين قول الله تعالى حكاية عن نبي الله يعقوب عليه السلام: قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ {يوسف:5} وعلى هذا، فلا مانع شرعا من إخفاء النعمة إذا كان صاحبها يخشى من الحسد وغيره.
وقال الشاعر
ما أحوج ذي الكمال الى عيب يقيه من العين
ثالثا التحصن بالأذكار الشرعية تجنبا لعين الحسود ومن ذلك:1ـ قراءة المعوذتين، فقد روى الترمذي والنسائي بسند صحيح إن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال: \"كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما\".2ـ قول أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامّة.فقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ الحسن والحسين: \"أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة\".3ـ قول (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات كل يوم في الصباح والمساء، فقد قال صلى الله عليه وسلم: \"ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة \"بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم\" ثلاث مرات إلا لم يضره شيء\" (رواه أبوداود والترمذي)
من البله أن تبادر عدوا أو حسودا بالمخاصمة ، ،
وإنما ينبغي إن عرفت حاله أن تظهر ما يوجب السلامة بينكما ،
إن اعتذر قبلت ،
وإن أخذ في الخصومة صفحت ،
وأريته أن الأمر قريب ،
ثم تبطن الحذر منه ، فلا تثق به في حال ،
وتتجافاه باطنا مع إظهار المخالطة في الظاهر ،
فإذا أردت أن تؤذيه ، فأول ما تؤذيه به إصلاحك لنفسك واجتهادك في علاج ما يعرفك به ،
ومن أعظم العقوبة له العفو عنه لله ،
وإن بالغ في السب فبالغ في الصفح ، تنب عنك العوام في شتمه ، ويحمدك العلماء على حلمك ،
وما تؤذيه به من ذلك ، وتورثه به الكمد ظاهرا ، وغيره في الباطن أضعاف ،
وخير ما تؤذيه به من كلمة إذا قلتها له سمعت أضعافها ،
ثم بالخصومة تعلمه أنك عدوه فيأخذ الحذر ويبسط اللسان ، وبالصفح يجهل ما في باطنك ،
فيمكنك حينئذ أن تشتفي منه ، أما أن تلقاه بما يؤذي دينك فيكون هو الذي قد اشتفى منك ،
( صيد الخاطر ) للإمام الجوزي ،
الحسد من أقوى وأبقى الصفات البشرية على الإطلاق..ومن أقدمها أيضاً..
وأول جريمة ارتكبت على هذا الكوكب الأرضي كانت بفعل الحسد..
وكانت جريمة شنيعة جداً: قتل أخٍ لأخيه..
حين قتل قابيلُ هابيل..
وقد روى القرآن الكريم قصتهما ببيانه المعجز العظيم الذي يأخذ بمجامع القلوب..
قال الله عز وجل:
{واتلُ عليهم نبأَ ابني آدمَ بالحقِّ إذ قرَّبا قربانا فتُقبِّل من أحدهما ولم يُتَقَّبلُ من الآخر قال لأقتُلنَكَ قال إنما يتقبَّلُ الله من المُتَّقين، لئن بسطتَ إليّ يدك لتقتلني ما أنا بباسطٍ يديَ إليك لأقتلك إني أخافُ الله ربّ العالمين، إني أُريد أن تبوأ بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاءُ الظالمين، فطوَّعتء له نفسُهُ قَتءلَ أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين، فبعث الله غُراباً يبحث في الأرضِ لِيُرِيَهُ كيف يُواري سوءةَ أخيه قال يا ويلتي أَعَجَزءتُ أنء أكون مثلَ هذا الغراب فأواري سوءةَ أخي فأصبح من النادمين}.
سورة المائدة الأية
92.بل إن أول جريمة وقعت في السماء قبل الأرض كانت بسبب الحسد أيضاً، وكان صاحبها إبليس لعنه الله، ولم تكن مجرد جريمة، كانت كفراً من إبليس وخروجاً عن طاعة الله عز وجل بسبب حسده لآدم..
وقد روى القصة القرآن العظيم ببيانه المعجز الذي يهز القلوب:
{ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين، قال ما منعك ألاَّ تسجد إذ أمرتُكَ قال أنا خيرٌ منه خلقتني من نارٍ وخلقتَهُ من طين، قال فاهبط منها فما يكونُ لك أن تتكبَّر فيها فاخرج إنك من الصاغرين، قال انظِرني إلى يوم يُبءعَثُون، قال إنّك من المنظرين، قال فبما أغويتني لأقُعَدنَّ لهم صراطك المستقيم، ثم لآتينَّهم مِن بين أيديهم ومِن خلفِهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثَرهم شاكرين، قال اخرج منها مذءوماً مدحوراً لمَن تبِعك منهم لأملانَّ جهنم منكم أجمعين}.
سورة الأعراف، الآيات 11- 18-
--------------------
ثبت في الصحيحين قوله صلى الله عليه و سلم: "إياكم و الظن فإن الظن أكذب الحديث، و لا تحسسوا، و لا تجسسوا، و لا تنافسوا، و لا تحاسدوا" الحديث، و هذا النهي للتحريم بلا شك، لما في التحاسد من الأضرار و المفاسد، و قطع الصلات بين المسلمين.
· و روى ابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "لا يجتمع في قلب بعد الإيمان و الحسد".
· و ثبت في السنن عن أبي هريرة و أنس قول النبي صلى الله عليه و سلم: "إياكم و الحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات، كما تأكل النار الحطب".
· و عن ضمرة بن ثعلبة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا" رواه الطبراني و رواته ثقات.
· و عن الزبير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد و البغضاء، و البغضاء هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، و لكن تحلق الدين" رواه البزار و البيهقي بإسناد جيد.
· و عن أنس قال: قال لي النبي صلى الله عليه و سلم: "يا بني إن قدرت على أن تصبح و تمسي و ليس في قلبك غش لأحد فافعل" رواه الترمذي و حسنه.
· و عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قيل يا رسول الله: أي الناس أفضل؟ قال: "كل مخموم القلب، صدوق اللسان، قيل فما المخموم؟ قال: هو التقي النقي لا إثم فيه و لا بغي، و لا غل و لا حسد" رواه ابن ماجه بإسناد صحيح.
· و روي أنه صلى الله عليه و سلم قال: "إن لنعم الله أعداء، الذين يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله".
· و في حديث مرفوع: "ستة يدخلون النار قبل الحساب، ذكر منهم: العلماء بالحسد".
· و قال ابن الزبير: ما حسدت أحداً على شيء من أمر الدنيا، إن كان من أهل الجنة فكيف أحسده على الدنيا و هي حقيرة في الجنة؟! و إن كان من أهل النار فكيف أحسده على أمر الدنيا و هو يصير إلى النار؟!
· و روي عن الأصمعي أنه قال: الحسد داء منصف، يعمل في الحاسد أكثر مما يعمل في المحسود. يعني: أن الحاسد إذا رأى أخاه في نعمة و صحة و رفاهية حسده و قام بقلبه حقد و بغض له، فهو كلما رآه في هذه النعمة اغتاظ لذلك، فيبقى دائماً مهموم القلب حزيناً، يتمنى ما لا يقدر عليه من إزالة تلك النعم، فهو يتقلب على فراشه من الغيظ، مع أن المحسود لا يشعر بألم، بل هو قرير العين مسرور لم يصل إليه في الغالب شيء من الضرر الذي في قلب الحاسد، و إن وصل إليه فإنه لا يتأثر به إلا قليلاً،
والحسد يقتل صاحبه، كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله، وكالصدأ الذي يصيب الحديد، فإنه يذيب الحديد، والأولون يقولون (لا يخلو جسد من حسد) ولكن علماء الأخلاق لا يهمهم الشعور.. يهمهم العمل.. نفرض أن فلاناً يشعر بالحسد الشديد لعلان، فإن ضبط تصرفاته وأقواله فلم يعمل أو يقل شيئاً من وحي ذلك الحسد فهو ذو خلق حسن. وإن كان شعور الحسد لا يزال بداخله.. الشعور لا يملكه الإنسان.. ولكنه يملك العمل والقول.. فإذا جاهد نفسه ألا يظلم محسوده.. ولا يسعى في ضرره.. ولا يقول فيه سوءاً.. ويكون عادلاً معه، منصفاً له قدر الإمكان، فهذا جهاد محمود في الدين والضمير، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله كتب الحسنات والسيئات فمن همَّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، فإن همَّ بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ومَنء همّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنةً كاملة، وإن هو هَمَّ بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة، أو محاها، ولا يهلك على الله إلا هالك".
رواه البخاري ومسلم.
-------------------------
ومشكلة من عاداك عن حسد أنه قلما ينفع فيه الإحسان.. العداوات الأخرى يمحوها الإحسان وقد يحيلها إلى صداقات:
أحِسنء إلى الناس تستعبد قلوبهم
فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ
إلا الإنسان الحاسد في الغالب؟.. فالإحسان لا ينفع معه.. وقد يزيده حسداً على حسده.. وهذا هو أشد الحساد كما قال المتنبي:
وأظلم أهلِ الظلم من بات حاسداً
لمن باتَ في نعمائِهِ يتقلَّبُ!
وهو صادق!.. فالإنسان الذي لحمُ أكتافه من خير فلان.. ثم يحسده على ما أعطاه الله من نعمة من أظلم أهل الظلم.. وكل الحاسدين ظالمون، ويسيئون الأدب على مقدار الأرزاق من الله عز وجل كما أن الحاسد جاهل.. يبالغ دائماً في نعمة المحسود، وما درى أن الأمور ليست بذلك الشكل الذي يتصوره، الأمور أصعب بكثير مما يظن، والدنيا ما عليها مستريح، والمحسود دائماً أقل في واقعه سعادة ونعمة مما يظن حاسده.. ولكن هذا أصابه البلاء.. وأخذ كلب الحسد ينهش قلبه، ويصور له الأمور بما يزيد ألمه.. أبرك الساعات.. على نفسها جَنَتء براقش، والمتنبي يقول:
ماذا لقيتُ من الدنيا وأعجبُهُ
أنِّي بما أنا باكٍ منه محسودُ!
ولكن الناس يعرفون أنه لا يُحءسَدُ إلا المبرزون الناجحون، وأن الحسد أبلغ شهادة لهم:
إنَّ العرانينَ تلقَاها مُحَسَّدةً
ولن ترى للئاِم الناسِ حُسَّاداً..!
ومع هذا فالحقير يحسد أيضاً حقيراً مثله طالما كان على صلة به.. أما الذين لا صلة له بهم ولا أمل في الوصول إلى مكانتهم فهو لا يحسدهم!
----------------------------
وقد قيل لمسلم بن الوليد:
- من السيد منكم؟
فقال:
- الذي إذا أقبل هبناه، وإذا أدبر اغتبناه!
والحسد مع محسوده كذلك في الغالب.. يلين له ويضحك وهو يتمنى له الهلاك!
وذي حَسَدٍ يغتابني حينَ لا يرى
مكاني ويثني صالحاً حين أًسءمَعُ
تورعتُ أن أغتابَهُ مَنء ورائِهِ
وما هو إن يغتابني مُتَورِّعُ
ويضحك في وجهي إذا ما لقيتُهُ
ويهمزني بالغيبِ سراَ ويلسعُ
ملأتُ عليهِ الأرضَ حتى كأنما
يضيقُ عليه رحبُها حينَ أطلعُ!
وإذا أحس الإنسان ببوادر الحسد تدب في نفسه إزاء شخص، وهذا يمر به كل الناس أحياناً إلا ما ندر، فإن علاج هذا من عدة نقاط:
1- استشعار الإيمان بالله عز وجل وأنه هو الخالق الرازق وله الأمر وله حكمة بالغة.
2- معرفة أن الأمور لا تبدو على ظواهرها كما يعتقد الحاسدون، بل إنهم يبالغون في تقدير نعيم المحسود، ولقد تمنى قوم مال قارون ثم خسف الله به وبداره الأرض..
3- إدراك أن هذه الدنيا، في الحقيقة، لا تساوي ما يتصوره الحاسد عنها من كمال عند المحسودين.. فلا كمال فيها.. ولا راحة.. ولا سعادة مطلقة..
4-رؤية النعم التي أنعم الله بها على الإنسان، ومخالطة من هم مثله أو دونه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"انظروا إلى مَنء هو أسفل منكم - في متاع الدنيا - ولا تنظروا إلى مَنء هو أعلى فإنه أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم..
5- إشغال النفس بالعمل والكفاح والأشياء الإيجابية التي تطور حياة الإنسان وتقضي على فراغه ومشاعره السالبة االمؤذية كالكراهية والحسد، وعدم الاهتمام بأحوال الناس، يقول المثل العربي "أسعد الناس أقل ......"
و الله أعلم.
وهــــــــذا رابط مفيد فيه ما ذكرت وأكثر
http://www.ibn-jebreen.com/books/hsd/
وهذا رابط آخر رائع جداً ومادة علمية ممتازة لمن يريد الإستفادة
http://www.heartsactions.com/s6.htm[/GRADE]
