هل عانيت من قسوة كهذه !!!
إلى كل داعية
(( اللهُم إليكَ أشكوا ضَعف قوتي , وقِلة حيلتي ,
وهَواني على الناس , ياأرحم الراحمن
أنت ربُ المستضعفين , وأنت ربي , إلى من تكلني ؟
إلى بعيدٍ يتجََهمُني ؟ أم إلى عدو ملّكته أمري ؟ إن لم يكن بك غضبٌ
عليّ فلا ُأبالي غير أن عافيتك هي أوسعُ لي ..............))
نعم غير أن عافيتك أوسع لي , إنني بهذا الدعاء الذي كلما سمعتُه أو
قرأتُه تذرف له الدمع , بل الدموع , إنه يوحي لي ولكُنّ ياأًُخياتي
قدر المشَقةِ التي كان يمُر بها الحبيب , بل ويصور لنا قدر المعاناةِ التي
حلّت به صلواتُ ربي عليه , ولكنه بالصبرِ والعزمِ وتأييد الله له فالله
ينصُر من ينصره استطاع تخطي تلك الأزمات وأن ينشر
دعوته التي أمره الله بنشرها .
لقد طُرد رسولنا الكريم من موطنه مكة فاتجه إلى الطائف علّه يجد
العون والتأييد ولكنه طرد منها بل تبعه الصبية وأخذوا
يرجمونه بالحجارة حتى أدموه !
حبيبنا الكريم يُفعل به كُلُ ذلك وهو شامخٌ شموخ الجبالِ الراسيات .
بل أتاه ملك الجبال وقال إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين
فقال : صلى الله عليه وسلم لا......؟
السبب لعل الله يخرج من أصلابهم من يعبد الله
ولايشرك به شيئا ،،،،،،،لله درك من رسول
كل ذلك من أجل دين الله ، يدعوا عليه الصلاة والسلام الى دين الله
ويقدم له بعد الدعوه الضرب والسب والشتم و..........و.........
ونحن ندعوا الى دين الله ويقدم لنا الطعام والشراب فشتان بين
الجزائين وبين الدعوتين والله المستعان
فلماذا هذه الشكوى أُخيتي ولماذا كُلُ هذا التذمر من أدنى
ردة فعلٍ تجدينها عندما توجهين نصيحة ما ؟
ولماذا الصمت عندما نرى صاحبة اللباس الغير شرعي
والنامصه والمتبرجه كل ذلك خوفاً من ردة الفعل المنتضره
بعد النصيحه مع مايمليه الشيطان فوأسفاه علينا إلا مارحم الله
لابد أخيتي أن توطني نفسك على كل ردة فعل وكوني
متفائلةً دائماً أنك تستطيعين فعل شيء إزاء أخواتك المسلمات ,
فلا بد أخيتي أن نعمل جاهدين لتغيير المنكر أقصى استطاعتنا ,
لابد أن تكوني على يقينٍ أنكِ في يومٍ من الأيام بعد أن تُقدّمي
النصيحة فإنك قد تجدين القبول ممن تنصحينها بل
وتسمعين الدعوات لك بالتوفيق والصلاح وستشعرين حينها
بأن قلبك سوف يطير فرحاً وكأنك لم تسمعي من قبل
مثل هذه الدعوة الجميلة التي تثلج الصدر , وفي تلك الأثناء
تتصورين أنك قد قمت بعمل كبير جدا .
لأنك أنتصرت في دعوتك واستطعت أن تكسبين الجانب الآخر
وهذا بحد ذاته عمل كبير في تصوري .
وفي المقابل قد تجدين العكس أو بالأحرى ماكنت تتصورينه
عند توجيه النصيحه لاأبالغ ولا أريد إخافتك إذا قلت قد
تجدين مايلي [الضرب رفع الصوت بكلام بذيء –
عدم المبالاة – الإستهزاء – اللمزوالهمز ................. وغير ذلك ]
ولكن لتصبري على كل ذلك لأنك أنت الرابحة في كلا الحالتين
فإن هي قبلت النصيحة فهذا ماتبحثين عنه ,
وإن هي أعرضت فلك الأجر .
وإليك أروع الأمثلة التي ضربها الرسول صلى الله عليه وسلم في دعوته
: لقد رمي الرسول صلى الله عليه وسلم بالسحر والجنون والكهانة
بل وتفنن الكفار في إيذاء الحبيب صلى الله عليه وسلم
ومن ذلك : كان أشرافهم مجتمعين يوما في الحجر إذ طلع عليهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم ومر بهم طائفا بالبيت
فغمزوه ببعض القول , وعادوا بذلك ثلاث مرات , فوقف
ثم قال : أتسمعون يامعشر قريش ؟ أما والذي نفسي بيده
لقد جئتكم بالذبح , فأسكت القوم , فلا حراك بهم
وصاروا يلاطفونه بالقول . فلما كان من الغد , وهم في مقامهم
طلع عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوثبوا إليه وثبة
رجل واحد , وأحاطوا به وأخذ رجل منهم بمجمع ردائه
فقام أبوا بكر رضي الله عنه دونه وهو يبكي
ويقول : أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ؟! , فانصرفوا عنه
ورجع أبوا بكر يومئذ وقد صدعوا فرق رأسه , وقد جروه بلحيته .
وفي يوم من الأيام ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد
في المسجد وحوله أناس من قريش إذ جاء عقبة بن أبي
معيط بسلا جزور , فقذفه على ظهر الحبيب صلى الله عليه وسلم
فلم يرفع رأسه , فجاءت ابنته فاطمة عليها السلام
فأخذته من ظهره , ودعت على من صنع هذا
ودعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم .
أخيتي هذا فيض من غيض مما مر به المصطفى الحبيب
في رحلة دعوته الشاقة , ولكن ........... هذه المشقة لم تدم فاليل
يسفر عن صباح مشرق , كما أن الظلام يسوقه نور يعم كل الأرض ,
أخيتي الداعية : أنت على ثغر من ثغور الإسلام
فلا تيأسي .......... ولا تحزني فالله معك أليس
ذلك بكاف ..بلى......اليس الله بكاف عبده
أخيتي سيري وعين الله تحفظك .............
كوني قوية كتلك النخلة الباسقة التي لم تضرها رياح الأيام
