مريول «الفقراء.. والأغنياء» والتلاعب بالأسعار
قضية كل عام تبحث عن حل
مريول «الفقراء.. والأغنياء» والتلاعب بالأسعار
http://www.alyaum.com/images/12/12142/422733_1.jpg الزي المدرسي.. قضية مازالت تبحث عن حل
تتكرر وفي كل عام في مثل هذه الوقت ومنتصف العام الدراسي مشكلة لم تتوصل حتى الآن الجهات المعنية لوضع حلول جذرية وفورية لها.
وتتمثل المشكلة في شراء وخياطة المريول المدرسي الذي يكون ضحيته المواطن حيث يلاحقه منذ مرحلة الروضة وحتى نهاية المرحلة الثانوية. وعندما يحل موسم شراء المريول يبدأ هوامير السوق من البائعين (غير السعوديين) الذين يبيعونه بالمتر ويشاركهم ابناء جلدتهم العاملون في محلات الخياطة ذبح المواطن من الوريد للوريد.
وتشير الارقام الاولية وان كانت بعيدة عن الواقع ان المستثمرون في هذا المجال يتوقعون دخل اكثر من (120) مليون ريال سعودي هي عائد بيع 4.5 ملايين مريول مدرسي هذا المبلغ بخلاف سعر الخياطة الذي يفوق هذا المبلغ بكثير اذا علمنا ان سعر بيع قماش المريول الواحد يصل ما بين 50 الى 100 ريال وعلى الرغم من توفر القماش الخام الذي قررته وزارة التربية والتعليم الا ان هناك زيادة كبيرة وغير مبررة في سعر بيع المتر تتراوح ما بين 20 بالمائة - 30 بالمائة كما ان محلات الخياطة في المملكة اصبحت تنافس عدد المنازل حالها كحال المطاعم والبقالات والبوفيهات.
والسؤال الذي نسوقه لوزارة التجارة والبلديات وأمانات المدن اين انتم من تلاعب الباعة الاجانب في اسعار بيع اقمشة المريول ومحلات الخياطة النسائية التي تقوم بالخياطة حيث كان سعر خياطة المريول في العام الماضي ما بين 25 - 35 ريالا وهذا العام اصبح السعر يتراوح ما بين 50 - 100 للنوعية العادية اما المريول الذي يدعي العامل انه يحتاج تعب فإنه يرفض خياطة الا بمبلغ من 100 - 200 ريال.
فماذنب المواطن وخاصة ذوي الدخل المحدود والذين لا تتجاوز مرتباتهم 3000 ريال او اقل بكثير وعند الواحد منهم من 4 - 8 بنات على مقاعد الدراسة كما اننا يجب ان لا ننسى مساهمتنا كأباء ومواطنين اسهمنا في ذلك الجشع الذي يمارسه باعة المريول والخياطين كوننا وقعنا ضحية لتنافس البنات فيما بينهن ورفضهن ارتداء المريول الجاهز الذي يعتبر سعره معقولا.
ولمعالي وزير التربية والتعليم وسمو نائبه لتعليم البنات اسوق هذا الاقتراح فلماذا لا تكون هناك اتفاقية بين الوزارة ووزارة المالية ويتم تأمين المريول المدرسي عن طريق الوزارتين بالتنسيق مع الجمعيات الخيرية ومراكز الخدمة والتنمية الاجتماعية حيث تبيع الجمعيات والمراكز القماش وتقوم بخياطته وتفصيله بأسعار رمزية حيث لاحظنا خلال المعارض السنوية لدور الفتيات التابعة للجمعيات ومراكز الخدمة والتنمية الاجتماعية عينات من المرايييل المدرسية والفساتين العادية وفساتين الافراح وهذا يعطي دلالة واضحة على ان تلك الجمعيات الخيرية قادرة على تولي هذا المشروع والذي سوف يسهم في دعم الأسر الفقيرة التي تشرف عليها الجمعيات ومراكز الخدمة فالتنمية الاجتماعية وبهذا نحمي المواطن من التلاعب والاستغلال الذي لن ينتهي طالما استمر الوضع على ما هو عليه كما اننا نتمنى في الخطوة التي تليها ان تدرج المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني هذا الموضوع ضمن برامجها التدريبية التي بدأت تطبقها تحت مسمى التدريب المهني والتقني للبنات.
محمد بن عبدالعزيز اليحيا
