يارب إن ابني بصحراء الأسى والغدر تاه
ياليت شعري هل تعود به الليالي كي أراه
أم أنّ غائلة المنايا قدّمتــــــــــه إلى الوفاة
***********
ساءَلت عنه الريح والحقل الذي يغري شذاه
والسفح والروض المنوّر والسواقي والرعاة
يا حســــــــــــــــــرتي
يا حســــــــــــــــــرتي
يا حسرتي يا أيها النجـــــــم المعلق في سماه
يا من تطل على المدائن والجزائر والفــــلاة
هلا رأيت ابــــني الذي قد ذاب وجدا والداه
***********
خطبٌ يمزقني وأغنية تمـــــوت على الشفاه
وسعادة ثكلى وآمال يحطمـــــــــــها الجناة
يتناول عصاه وينهض مستأنفا
سأظل أبحث عنه ما سجدت لخالقها الجباه
يمشي حتى يختفي مبتعدا
بعد أن يخلو المسرح يظهر شاب من جانب المسرح يبدو كادحا بملابس عمل رثّة يحمل بعض الأمتعة فتسقط منه فيجلس لالتقاطها
فيمر صدفة من خلفه العصابة السابقة ومعهم الولد الذي أخذوه فيهجمون على الشاب الكادح ويسلبون ما معه ويشرعون في قتله
بينما هو ينشد متوسلا:
لا تقتلوني . إن في قلبي جــــــــراحا دامية
لمّا أبي جرفته أمــــــــــواج المنون العاتية
فحملت أعباءَا تنــــوء بها الجبال الراسية
أشقى لأطفال يتامــــــــــــــى عند أمٍّ ذاوية
إن مت تاهوا في دياجيــــر الليالي الداجية
لكنهم يجهزون عليه
( نهاية الفصل الثالث)
الفصل الرابع
الشيخ الذي فقد ابنه يبحث عنه في الصحراء يبدو متعبا متثاقلا حزينا يلتفت في كل اتجاه
ينشد:
ما زلت أبحث رغم أحداث الليالي القاسية
************
يا أيها الشــــــادي المغرّد فوق تلك الدالية
يا أيها القــــــمر المنير من السماء العالية
بالله يا سرب القطـــا. بين المروج الزاهية
يا أيها الظــبي الذي يرعى زهور الرابية
أتُراه حــــــــيّ أم نعته إلى الزمان الناعية؟
************
ثم يتقدم إلى مقدمة المسرح ويجثو ويستأنف:
يا لـــــــــــــــــوعتي
يا لـــــــــــــــــوعتي
يا لوعتي أين الليــــــــــــــالي غرّبته ورائيه
يا ليتني أدري . أفي أي البـــــــــــلاد النائية؟
هل حوّلته غوائل الدنيا عظـــــــــــــــاما بالية
أتُـــراه يوما؟
أتُـــراه يوما؟
أتُراه يوما ؟ سوف يشرق في حيـــــاتي ثانية
كالمـــاء من بعد انقطاع. إذ جرى في الساقية
يظل الشيخ جالسا من شدة الحزن ووجهة جهة الأرض . في الوقت ذاته يمر من خلفه في مؤخرة المسرح العصابة ومعهم ولده الذي ما يزال في طور التدريب على القتل يلتفت زعيم العصابة فيرى الرجل الذي في مقدمة المسرح ويوقف أفراد عصابته ولزيادة تدريب الولد يأمره زعيم العصابة بقتل الرجل الذي في مقدمة المسرح (والده) وهم جميعا لا يعرفون أنه والده وينشد الزعيم آمرًا الولد
انظر . أرى رجلا كبير السن في ركن بعيد
إذهب له واذبحه من عند الوريد إلى الوريد
لا تُشفقن أبدا عليه ... اجعل فؤادك من حديد
كن مثل ما أملي عليك فإن لي رأيا سديد
لتنال ما تسعى له وتعيش في الدنيا سعيد
يبدو الولد مترددا لكن زعيم العصابة ورفاقه يشجعونه فيتقدم بينما هم يخرجون مختفين .
يتقدم الولد بخفّة حتى يصل الشيخ ثم يستجمع قواه ويسدد طعنة نافذة في ظهر الشيخ الذي يخرّ على وجهه
ميتاً .ويبدأ الولد بتفتيشه بحثا عن المال وأثناء تفتيشه يقلبه وتحدث الصدمة .يتعرف على أبيه الذي قتله الآن.يلطم الولد وجهه بأسف وصدمة ويخرّ ساقطا على أبيه ومنشداً :
هـــــــــــــــذا أبي
هــــــــــــــذا أبي
هــــــــــــــذا أبي
هذا أبي وقتلته...حقا لقد عمّ المصــــــاب
هذا انفجـــار الويل في قلب يلبده الضباب
هذا انهمار الخطب من جوٍّ تلبّد بالسحاب
هذا كتاب النكبة السوداء في وادي العذاب
*************
يا نكبةٍ سقطت على رأسي كما سقط الشهاب
قلب تمرّغ فوق جمر الظـلم في عبثٍ فذاب
***************
كم كنتَ تحملني صغيرا ثم لا ترجو ثواب
كم بتَّ سهرانا وكنت أنام من دون اضطراب
كم كانت الأحداث تقصدني وكنت لي الحجاب
*********
هذا اتباع طرائق الشيطــــان آخرها انتحاب
(يكرر البيت مرارا)
يتنحى الولد جانبا ويجثو على الأرض وهنا يعود زعيم العصابة بمجموعته فيبتهج حينما يرى الشيخ قتيلا وهو لا يعلم ما جرى .ويتقدم نحو الولد مهنئاً .
نفذت أمري صارما يا أيها البطل الشديد
شكرا. فقد حققت من فن الشجاعة مانريد
انهض له وبسرعة خذ ما لديه من النقود
أوَ لم أقل لك يا صديقي إنك البطل الفريد
لكن الولد يقوم للزعيم ثائرا
إعلم بأنك لن تعيش فأنت شيطـان مريد
يكرر البيت
بينما هو يتناول خنجره لقتل الزعيم فيحول بينهما أفراد العصابة فيقتلهم جميعا بينما يعاجله زعيم العصابة بطعنة قاتلة وقبل أن يسقط ميتا يقفز إلى زعيم العصابة ويغمد خنجره في صدره ليسقط ميتا ويجود الولد بنفسه حتى يصل إلى أبيه فيسقط ميتا فوقه . هنا يدخل الابن الأصغر الذي رفض السير مع العصابة باحثا عن أبيه وأخيه فيجد المشهد السابق فينهار ويجثو على ركبتيه ويتلو الآية الكريمة:
((يا أيها الذين آمنوا لا تتّبعوا خُطُوات الشيطان ومن يتّبعْ خُطُوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء و المنكر .....الآية.........)) سورة النور الآية 21
الختام
منصور العرادي