دخلاء المهنة أفسدوا عملية البيع والشراء
أصحاب محلات العطارة الشعبية يحولونها لعيادات طبية
تحقيق - ياسر الجاروشة: عدسة - محسن سالم:
نسمع بين الحين والآخر قيام بعض أصحاب محلات العطارة أو المراكز الخاصة بالطب البديل وخلافه بوصوصفات، أو إعطاء وصفات عشبية ذات ادعاءات طبية خطيرة تؤثر على صحة مستخدمي هذه الأعشاب أو الأدوية بشكل غير مباشر، ولاسيما ان العاملين في محلات تلك العطارة لا يعرفون مدى خطورة هذه الوصفات على الصحة العامة، وأنهم بذلك يعملون بتخصص غير تخصصهم الخاص بهم. ومنهم من قام بتحويل محلاتهم إلى عيادات لكشف وإعطاء الوصفات الوهمية لمستخدميها.
حول ذلك فتحت «الرياض» ملف القضية وناقشت العديد من المسؤولين بالقطاع الصحي حول هذه الوصفات القاتلة.
في البداية قال الدكتور عبدالله البداح مدير إدارة الطب البديل واستشاري طب الأسرة والمجتمع ان الطب البديل مصطلح يطلق على عدة أنواع من الأساليب العلاجية والوسائل المستخدمة للمحافظة على الصحة والوقاية من الأمراض دون الاعتماد على الأدوية والجراحة أو أي وسيلة أخرى من وسائل الطب الحديث. وهناك مسميات أخرى للطب البديل منها (الطب المتهم أو المكمل، الطب الشمولي، الطب المدمج) ويشمل على أنواع متعددة منها استعمال الأعشاب والنباتات الطبية والعلاج بالابر الصينية والعلاج المثلي إن الطلب البديل مصطلح يطلق على عدة أنواع من الأساليب العلاجية والوسائل المستخدمة للمحافظة على الصحة والوقاية من الأمراض دون الاعتماد على الأدوية والجراحة أو أي وسيلة أخرى من وسائل الطب الحديث. وهناك مسميات أخرى للطب البديل منها (الطب المتهم أو المكمل، الطب الشمولي، الطب المدمج) ويشمل على أنواع متعددة منها استعمال الأعشاب والنباتات الطبية والعلاج بالإبر الصينية والعلاج المثلي (الهوميوباثي) بالإضافة إلى الطب الشعبي النابع من ثقافة المجتمعات المختلفة ومن ذلك (العلاج بالرقية، العلاج بالأعشاب، العلاج بالعسل والعلاج بالحجامة) وللمعلومية فإن وزارة الصحة لا ترخص إلا للمتخصصين في مجال الوخز بالإبر الصينية وجار عمل ضوابط لممارسة الحجامة. أما ممارسو الطب الشعبي بصفة عامة فلا يتم الترخيص لهم بموجب الأنظمة واللوائح المتعلقة بالممارسات الطبية والعلاجية.. والموضوع بشكل عام بحاجة إلى مزيد من الدراسة والبحث على عدة مستويات ومن جهات متعددة تشمل المختصين من كليات الطب والصيدلة وذوي الاهتمام.
وعند قيام أي جهة بالإعلان عن أحد ممارسات الطب البديل فإنه يجب على من يرغب الاستفادة من تلك الممارسة التأكد من أنها مرخصة من قبل وزارة الصحة وإنها مأمونة العواقب إضافة إلى فعاليتها العلاجية.
وعلى نفس الصعيد أوضح الدكتور محمود عبدالجواد مساعد مدير الشؤون الصحية بالرخص الطبية بصحة جدة أن فرق التفتيش تقوم بعمل العديد من الجولات الميدانية المكثفة والكبيرة على أصحاب ومحلات العطارة، والتي حولها أصحابها إلى صيدليات أو عيادات متنقلة يقوموا من خلالها باستقبال المراجعين والمرضى وقد بلغ عدد محلات العطارة التي تم إغلاقها خلال الأربعة أشهر الماضية 24 محلاً مخالفاً تقوم ببيع الوصفات الطبية بدون وجه حق وأن الغرامات المالية تكون ما بين 10 آلاف ريال إلى مائة ألف ريال للمخالفين، وأن تأثير هذه الخلطات العشبية على صحة مستخدميها تكون خطيرة وتؤثر على الصحة بوجه عام وقد تؤدي إلى الوفاة لا سمح الله تعالى.
وأشار الدكتور عبدالجواد إلى أن التأثيرات العكسية والنفسية على مستخدميها يكون لها أثر نفسي إذا لم يستفد منها المراجعون وأن معظم الخلطات والوصفات الطبية الموجودة تكون خليطاً خاصاً بالنساء والرجال وأصحاب الضعف الجنسي إضافة إلى الخسائر المالية التي تترتب عليها هذه الوصفات المختلفة، وأن هناك لجنة تقوم في التحقيق مع المخالفين وإحالتهم إلى الجهات الخاصة في التحقيق إذا ما ثبت عليه المخالفة إضافة إلى العقوبات المالية المفروضة عليهم من قبل اللجنة.
أما الأستاذ علي العلاوي المفتش العلاجي بالرخص الطبية بصحة جدة أكد أن الدور الذي تقوم به اللجنة من خلال المرور والوقوف على تلك المحلات المخالفة يكون لها الأثر البارز والكبير على أصحابها وبالذات الحملات الأخيرة التي نفذتها المديرية بالتعاون مع أمانة جدة والتجارة والشرطة حقق العديد من النجاحات الكبيرة بهذا المجال.
وأضاف العلاوي أن المتابعة المستمرة تعمل على إخافة أصحاب تلك المحلات سواء المخالفة أو غير المخالفة في الالتزام بالأنظمة والتعليمات الخاصة بوزارة الصحة بخصوص هذا المجال.
وعبرت الصيدلانية البندري سعد البيشي نائبة مشرفة مركز معلومات التوعية الصحية قائلة: كانت خطوة جريئة من وزارة الصحة عندما اتخذت القرار الذي قد ينقذ كثيراً من شرائح المجتمع وخاصة الشريحة غير المتعلمة، التي تلجأ إلى تلك المحلات وفي داخلها ثقة كبيرة أن هذه الأعشاب لها تأثير سحري على كثير من الأمراض، فقد نجد أن المشاكل الصحية أصبحت تزداد بسبب تلك الأعشاب التي تصرف لهم من غير حسيب، على الرغم بأن معظم الأعشاب كانت من الزمن القديم لكن الآن اختلفت طريقة جمعها وعرضت تلك الأعشاب إلى الرش بالمبيدات فقد أصبح الكثير منها سام وبجهل من ذلك العطار يتم صرفها بكل ثقة.
أما من واقع برنامج «وازن حياتك» الذي أعده مركز معلومات التوعية الصحية تماشياً مع إطلاقه لحملة مكافحة زيادة الوزن والبدانة، فقد وجدنا كثيراً من المشتركين كانوا يلجأون إلى استخدام الأعشاب وأن لها أثراً كبيراً في تخفيف الوزن متناسين تلك الآثار الجانبية على الشخص وأحياناً قد يسيئون الاستخدام بقصد مضاعفة المفعول والاستفادة منه في وقت أقصر وأسرع وقد يكونوا يستخدمون بعض الأدوية التي تتفاعل مع هذه العشبة وتؤدي إلى تلف بعض الأعضاء الهامة في الجسم مثل الكبد والكلى.
ووافقت الرأي الصيدلانية ميرفت عبدالله بارجاء نظراً لانتشار محلات العطارة بشكل كبير من غير رقابة أدى ذلك إلى تمادي البائعين في هذه المحلات والخروج عن نطاق المعهود واستخدام أشياء أخرى مع الأعشاب العطرية، بيع الأعشاب العطرية غير المضرة، والمعروف استخدامها بشكل جيد مقبول ولكن خلط أعشاب كثيرة مع بعضها مع عدم معرفة الشخص المشتري بالآثار الجانبية لهذه العشبة وسوء استخدامها يكون سبباً في أضرار كثيرة أيضاً من المخالفات الملاحظة:
عدم الاهتمام بمدة صلاحية العشبة، عدم الاهتمام بطريقة حفظها، طريقة عرض الأعشاب بطريقة تعرضها للحشرات وخلافه، نظافة العشبة، وعدم نقاوتها واختلاطها بشوائب كثيرة، إضافة بعض الأدوية لبعض الأعشاب حتى يتم الحصول على نتائج مرضية مع عدم الاهتمام بطبيعة أو صحة الشخص الطالب للعشبة فقد يسبب استخدامها إلى التهاب الكبد الوبائي، أمراض الكلى وخلافه.
طبعاً كل هذه الأشياء تدعو إلى مراقبة، فمثل هذه الحملات ربما تضبط بائع وتصحي ضمير هؤلاء العطارين.
ونتمنى أن تستمر هذه الحملة دائماً وليس لفترة محدودة ولا تلغى هذه الحملات بل تفتح وفق ضوابط معينة.
أما الصيدلانية منيرة سعود الطويهر نؤيد الحملات التي قامت بها وزارة الصحة ضد محلات العطارة وتقنين استخدام الأعشاب التي تباع فيها لأنها كمن يدس السم في العسل، من حيث استغلال جهل بعض الناس وحاجة بعضهم الآخر لأي أمل للعلاج، وذلك ببيعهم السموم على أنها أعشاب وخلطات مفيدة وتعالج الأمراض المزمنة مثل السكر والضغط والفشل الكلوي ومثال على ذلك وجدت خلطات لمرض السكر وتبين بعد التحليل أنها تحتوي على دواء Diatab ومثال آخر خلطة للتسمين وبالتحليل تبين أنها تحتوي على دواء الكورتزون.
وكذلك كريمات مستقدمة من شرق آسيا لتفتيح البشرة وبعد طول استخدام سببت الكلف الذي يصعب إزالته.
ناهيك أيضاً أن هذه المحلات تدار بواسطة عمالة لا يعلمون في الأعشاب أي شيء، لذلك هذه العمالة ستضع النقاط على الحروف بالنسبة لهذه المحلات حيث إنها لا بد أن تدار بواسطة متخصصين في هذا المجال أمثال خريجي قسم العقاقير من كلية الصحة بالاتحاد مع خريجات قسم اللغات.
وأضافت الصيدلانية عائشة محمد دغريري: استخدام الأعشاب سلاح ذو حدين فهو مجال واسع، لذلك أصبح الكثير يخوض فيه ممن ليس لديهم الخلفية العلمية الصحيحة وذلك برز جلياً في محلات العطارة والعاملون فيها يظنون أنفسهم أطباء وصيادلة وذلك بعمل خلطات وتحضيرات للمرضى لا يعرف لها أي مصدر أو مكونات وقد سببت أضراراً عديدة للمرضى الذين يستخدمونها، وجاءت هذه الحملة لإعادة ترتيب أوراق هذه الحملات ووضعها تحت مراقبة طبية لضمان سلامة المرضى الذين يكون غالبهم ليس لديهم معرفة، وينجرفون خلف الإعلانات التي ليس لها إلا هدف واحد وهو الكسب المادي على حساب صحة المجتمع وثقافة مواطنيه لذلك وقفت وزارة الصحة موقفاً حازماً ضد هذه المحلات وتجاوزاتها. وأكدت الصيدلانية فاطمة محمد النابت بالنسبة للحملة التي قامت بها وزارة الصحة على محلات العطارة أعتقد أنه لا بد من وجود مواصفات لهذه الأعشاب والخلطات لما لها من آثار خطيرة إذا استخدم في خلط هذه المواد مواد سامة أو ضارة على صحة المستهلك وقد تكون هذه الأعشاب منتهية الصلاحية وبالرغم من ذلك تباع وحيث إنه من الملاحظ أن معظم القائمين على تلك المحلات من العمالة ليسوا مؤهلين لذلك فهم يجهلون كل شيء عن تلك الأعشاب وكيفية تنقيتها واستخدامها وتاريخ انتهاء صلاحيتها، وليس ذلك فحسب فتجد الغش مثلاً هناك أعشاب تباع للتنحيف تخلط مع مواد تؤثر بل تؤدي إلى تليف الكبد والذي يستخدم لتسمين الوجه وغيره من تلك الأعشاب التي لا يعرف مصدرها. لذلك تلك الحملات مقيدة وفيها ردع لمثل تلك الفئة من ضعاف النفوس الذين يستغلون ظروف الناس ويتاجرون بها. لذا لا بد أن يكون القائمون على تلك المجالات من أصحاب العلم والخبرة. وبسؤال أصحاب محلات العطارة حول هذه الاتهامات عليهم أفادوا أن المشكلة هي أن دخلاء المهنة هم من أفسد عملية البيع والشراء ومصداقية محلات العطارة لنا نحن بهذا المجال حيث إنهم تعاملوا مع العطارة على أنها وصفات طبية تعطى للرجال والنساء ومنهم من حول العطارة إلى خلطات سرية كاذبة ومجهولة المصدر والمكان ومنهم من أعطاها مسميات غير حقيقية، وذلك لجذب المراجعين والمستخدمين إلى هذه الأعشاب الوهمية ونحن نشد علِى أيدي العاملين والمسؤولين بوزارة الصحة على ملاحقة هؤلاء المخالفين بكل الطرق والوسائل المتاحة.