نسبة حساسية الربو لدى طلاب المدارس تصل إلى 12%-18% أما الأنف 30%
أمراض الحساسية والربو الازدياد مستمر والوقاية ضعيفة!!
http://www.alriyadh.com/2007/01/30/img/301012.jpg
الضيوف المشاركون من اليمين د. حسام جمال كامل، د. سامي القحطاني، د. خالد الفوزان، د. حرب الهرفي، ثم حمد الفحيلة
أدار الندوة - حمد الفحيلة
الضيوف المشاركون:
- د. حرب عطا الهرفي مدير المركز الوطني للحساسية والربو والمناعة
- د. سامي حسين القحطاني وزارة الصحة مجمع عيادات طب الأسنان بالرياض
- د. خالد سليمان الفوزان استشاري أعصاب أسنان بمدينة الملك فهد الطبية
- د. حسام جمال كامل متخصص في حساسية الأطعمة
* الحساسية كما عرفها الأطباء هي عبارة عن ردة فعل مناعي للجهاز المناعي ضد أشياء في البيئة سواء كانت من البرد أو الحرارة أو الهواء أو الأدوية أو الأطعمة أو الحشرات، وأنواعها متعددة، لكن أخطرها هو حساسية التنفس والربو، حيث نجد أن هناك دراسات متعددة منها دراسة أوضحت أن 12% - 18% مصابون بأمراض الحساسية وكذلك 30% حساسية عن طريق الأنف.. لكن ما يدعونا في هذه الندوة الى التساؤل وبشدة عن أن هناك تزايدا غريبا ومستمرا وسريعا في نفس الوقت في ازدياد المرضى الذين يصابون بأمراض الحساسية، إما لتلوث الجو أو لغيره من المسببات، ومع ذلك فإن الوقاية بطيئة جداً والازدياد سريع سواء كانت الوقاية الطبية أو الوقاية التوعوية فما الأسباب والمسببات.
الحساسية
@ الرياض": في البدء وكتوطئة للندوة نود تعريفاً للحساسية وأسبابها ومسبباتها التي بدأت تتكاثر بشكل غريب في المملكة؟
- د. حرب الهرفي: كلمة الحساسية قد تعني أشياء كثيرة منها حساسية الشخص من البيئة المحيطة وحساسية الجسم للمؤثرات المحيطة كالبرد أو الحرارة أو أنواع الأطعمة، ولكن الحساسية في معناها الطبي هي خلل أو مرض في الجهاز يؤدي إلى عدة أعراض، وتبدأ هذه الأعراض إما بالجهاز التنفسي أو في الجلد أو في أجزاء أخرى من جسم الإنسان. ولكن تقريباً إن 90% من أعراض الحساسية تكون في الجهاز التنفسي. بعض أنواع الحساسية يظهر في الجلد والبعض الآخر يظهر في الجهاز الهضمي.
والحساسية هي عبارة عن ردة فعل مناعي للجهاز المناعي ضد أشياء في البيئة سواء كانت من البرد أو الحرارة أو الهواء أو أدوية أو الطعام أو الحشرات، والنتيجة هي تفاعل هذه الأشياء البيئية بأشكالها المختلفة مع الخلايا المناعية التي هي عبارة عن خلايا وجزيئيات تكون في الدم، وبعضها تكون في الأغشية المخاطية والبعض الآخر في الجلد. وبذلك تكون ردة فعل الجهاز المناعي على شكل حساسية في العضو المتأثر أو المتحسس من الأشياء التي حوله، هذا باختصار هو تعريف الحساسية. وكان تعريفها أول ما وضع عام 1916م من قبل طبيب نمساوي، حيث قال إنها ردة فعل جسم الإنسان غير العادية لأشياء عادية.
- د. حسام كامل: هي عبارة عن عمل مناعي في الخلايا تتحسس بالبيئة والمواد المحسسة كالبرد والحرارة.
- د. سامي القحطاني: بالنسبة لحساسية الأسنان فهذه شكوى شائعة ويشكو منها عدد كبير من الناس وترتبط بأمراض اللثة التي تتعلق بالسن ولها علاجات.
- د. خالد الفوزان: أنا أود أن أركز فقط على حساسية الأسنان فهي مدعاة إلى الكثير من أمراض الحساسية، حساسية الأسنان ليست المعتادة إنما هي الحساسية التي تجر إلى التهاب اللثة فالشكوى منها متكررة وقد يتهاون بها البعض وهو خطأ.
- د. حرب الهرفي: إن أنواع الحساسية حسب المظهر في أجزاء الجسم أو المظهر السريري، إما أن تكون حساسية جسمية أو حساسية العينين أو حساسية الشعب الهوائية. والكثير من الناس يعبر عنها إما بحساسية الصدر أو الربو، وهناك أنواع أخرى من الحساسيات مثل حساسية التحسس، وقد تكون هناك مجموعة هذه الأعراض جميعاً سواء الصدر، الأسنان، الجلد، العينين، الأنف، وهناك نوع شديد من الحساسية يسمى الصدمة التحسسية تنتج عند تعرض الجسم الى مادة حساسة يؤدي الى تفاعل عام في جميع أجزاء الجسم وينتج عنها إفراز كميات كبيرة من المواد الكيميائية.
- د. حسام كامل: بالنسبة لأنواع الحساسية هي كثيرة وتصنف حسب اعراضها بشكل عام. ان الانواع التي تصيب الجهاز التنفسي، إذا كان الانسان قد تعرض للاصابة سابقاً وكون له مناعة تحسسية فأصبح كلما تعرض لهذه المادة مهما كانت مستنشقة او متناولة يعطى إليه هذا التفاعل الغريب، لكن هناك بعض التفاعلات التحسسية أو التحسس بعيد الأجل الذي يظهر على مدى سنوات أو بعد فترة طويلة جداً هذه أثبتت الدراسات العلمية انها تتعلق بمواضيع الطقس تتكون عن طريق تحسس لمادة غذائية معينة أو مضافات غذائية معينة تظهر تفاعلاتها على فترات طويلة.
- د. سامي القحطاني: بالنسبة للأسنان فإن حساسيتها هي عبارة عن توصيل للشعور بالبرودة أو الحرارة بالأحماض الى عصب السن. والتوصيلة هذه تتم عن طريق أنابيب دقيقة موجودة داخل السن، وتكون هذه الانابيب مغطاة بالأسنان، والجزء الظاهر يغطى بطبقة يسمى الميناء والجزء الذي داخل السن يسمى البلاط. فأي تأثير في هذا الغطاء يؤدي إلى حساسية الأسنان، فبالتالي هناك أسباب كثيرة تؤدي أو تسبب حساسية الأسنان منها أولاً معاجين الأسنان التي توجد فيها مواد معينة تساعد على التنظيف، ولكنها قوية لدرجة انها تزيل طبقات من السن أو استخدام الفرشاة بقوة. ايضاً تراكم البلاك يؤدي إلى تراجع السن مما يكشف طبقات من السن. وطبعاً أحياناً يشكو الكثير من المرضى من الحساسية بعد التنظيف نتيجة لازالة هذه الطبقة التي تغطي جدار السن.
إن الأمراض التي تؤدي إلى التراجع للسن بصفة عامة هي انطباق الاسنان بشكل خاطئ يؤدي إلى تشققات في السن أو إزالة طبقات في السن أيضاً تؤدي إلى إيصال أي مؤثر داخل العصب.
@ "الرياض": هل هناك دراسات استطلاعية عن الحساسية على مستوى المملكة؟
- د. حرب الهرفي: في البداية أود ان اوضح بأن حساسية الاسنان التي تحدث عنها الزملاء ليس لها علاقة بالحساسية المناعية المعروفة، إنما هي حساسية طبيعية عبارة عن تغير الاحساس في السن، لكن الحساسية المناعية التي تحدث عنها هي من الامراض المزمنة الشائعة والتي تؤثر على عدد كبير من الناس. وقد أجريت في السنوات الأخيرة عدة دراسات في جميع انحاء العالم وتبين ان هناك ازدياداً مضاعفاً تقريباً كل عشر سنوات لحدوث حالات الحساسية، وهذه الدراسات أجريت وقامت بها مجموعة علمية تابعة للمؤسسات المتخصصة في أمراض الحساسية والمناعة، وقد أجريت هذه الدراسات على أعمار مختلفة، وفي معظم الحالات على سن المراهقة بين 14- 16سنة وأجريت على الأطفال الأقل سناً وأخذت عينات كبيرة جداً فوجد ان أعلى نسبة لحدوث الحساسية في الجهاز التنفسي مثل الربو وحساسية الشعب الهوائية وحساسية الأنف هذه في أستراليا، نيوزيلاند، المملكة المتحدة، إيرلندا. ومع الأسف أننا لم نشارك في هذه الدراسة، ولكن البلدان العربية المجاورة مثل الكويت وعمان وإيران شاركت في هذه الدراسة.
إنما نسبة الحالات لدينا مشابهة تماماً للبلدان المجاورة، وأجريت دراسات وبائية عديدة في مختلف المناطق، في المنطقة الشرقية، المنطقة الغربية، المنطقة الشمالية، المنطقة الجنوبية، المنطقة الوسطى على انتشار حساسية الأنف وحساسية الشعب الهوائية بين طلاب المدارس. وقد كانت التغيرات التي حدثت في ازدياد الحالات مهمة جداً. ففي عام 1984م وجد ان نسبة حدوث حساسية الشعب الهوائية أو الربو لدى طلاب المدارس هي حوالي 6% - 8%، وبعد هذا العام بعشر سنوات وجد ان هذه النسبة ارتفعت 10% - 12% وبعد عشر سنوات أخرى كآخر دراسة عام 1996م وشارك فيها باحثون من مستشفى الملك فيصل التخصصي وجامعة الملك سعود وزملاء آخرون من مختلف المناطق ووجد ان نسبة الربو في طلاب المدارس تتراوح بين 12% - 18%، أما حساسية الأنف فهي بين 18% -30%. وهناك ملاحظات عديدة من متابعة المرضى ومن الاستماع إلى المراجعين ان هذه النسبة في ارتفاع حتى أني استعملت عبارة لا يكاد يخلو بيت من الحساسية.
وهذه ملاحظة عامة وبدأ الناس يتساءلون عن الأسباب وراء هذا الارتفاع؟! إذا عرفنا هذه النسبة والمعدل فإن بعض المناطق تقريباً نسبة الحساسية فيها أكثر من 35% من أعمار الشباب، ونحن نعرف ان سكان المملكة معظمهم شباب بنسبة حوالي 60% دون سن ال 30سنة والحساسية هي مرض يصيب الشباب بشكل عام فيمكن ان ندرك التأثير الصحي والنفسي والاجتماعي والاقتصادي لأمراض الحساسية.
- د. حسام كامل: أولاً لا يوجد إنسان إلاّ ولديه حساسية لمادة معينة لأن هذا الأمر يتعلق بالجهاز المناعي ونشاطه، وفي مجال الربو التحسسي لا يكاد يخلو بيت من الحساسية ان جسم الإنسان في الغالب له حساسية ضد مادة معينة والحساسية لها علاقة بالهرمونات وتركيبتها في الجسم.
- د. حرب الهرفي: إن عبارة لا يكاد يخلو جسم من حساسية لكل واحد هذا غير مبني على أسس علمية، لكن يمكن تصحيح هذا الكلام بأن كل جسم ينتج أجسام الحساسية وهي مناعية عادية وبعض الناس يصبح لديه ردة فعل ضد الحساسية.
- د. حسام كامل: مجرد اعتقاد أن باعتبار ان IGE فلا يعقل انه خلق خاملا لابد ان يقوم بعمل معين، لكن تعليقي على كلام الدكتور حرب الهرفي هو ان الانسان يمكن أن يتعرض لمرض الحساسية، والكثير من أمراض الحساسية يمكن أن تكون عند الإنسان، ولكنها غير مشاهدة اي ان يصاب به الانسان بسبب وجوده في بيئة معينة مختلفة وبعد تغيير البيئة لا يشعر بهذه المادة الحساسية، ويمكن بعد ثلاثين أو أربعين سنة يتعرض لهذه المادة فتظهر الحساسية مرة أخرى.
- د. حرب الهرفي: لا يكون العالم في اعتقاد الا اذا كان هناك بينات ودراسات موثقة الا يبقى الامر في الشك، وأظن انه لو استعملت عبارة اظن او اشك ربما تكون أقرب للواقع.
- د. خالد الفوزان: هناك الحساسية السلبية وحساسية للحار او البارد او حساسية استخدام نوع من فرشاة الاسنان او تناول مضادات حيوانية او استخدام المواد المعقمة ويجب ان يعرف التاريخ المرضي للانسان في حساسيته ضد مواد معينة او البيئة والصدمة التحسسية هي أخطر أنواع الحساسية.
- د. سامي القحطاني: اذا جئنا نقسم الحساسية المناعية التي قد يتعرض إليها المريض في عيادات الاسنان فيمكن أن أقسم الحساسية نتيجة لأدوية وهناك حساسية أخرى من المضادات الحيوية، ومن الضروري سؤال المريض ما اذا كان لديه حساسية ضد مادة معينة حتى لا يدخل متاعب أخرى، وبناء على ذلك يمكن ان تصف له الدواء المناسب له.
توجد حساسية أخرى تعود للمواد التي تستخدم في طب الأسنان مثل البلاستيك الذي يستخدم في تركيبات الأسنان، وبعض المعادن التي تستخدم في التلبيسات غير النقية قد تؤدي كذلك الى الحساسية المناعية.
- د. حرب الهرفي: هناك حالات خاصة تحدث بعد إعطاء المخدر الموضعي في الأسنان وتتفاعل مع بعض الانزيمات التي تتكسر مع بعض الأدوية وتبطل مفعولها، لكن لاحظنا في بعض الحالات تأثير المخدر يستمر فترة طويلة فيشعر المريض بارتخاء او تشنجات او اشياء من هذا القبيل. وهذا ناتج عن نقص من نوع الانزيمات وهي في حالات نادرة، ولا يمكن لطبيب الاسنان او الطبيب العام ان يدركها الا بالتشخيص عن طريق المختبر والتخدير الموضعي انواع فاذا كان المريض يصير عنده ردة فعل تحسسية لنوع معين تستخدم المجموعة الأخرى وبالمناسبة ان حساسية المرضى للتخدير الموضعي في الأسنان ليست شائعة كثيرا، ومن خبرتي معظم ردة فعل المريض هو الخوف من الابرة مما تزيد دقات القلب فالمريض يشعر بأن لديه حساسية، بينما هي ليست حساسية فقط هي دقات القلب السرعية بسبب الحقن بمادة الادرينالين.
- د. حسام كامل: حينما نقول الاسنان الحساسية هذا يعني تحسس اعصاب الأسنان وليس جهاز المناعة وعندما مادة من بقايا الغذاء الى اللثة نشعر بانتكاسة مناعي واضح جدا.
- د. خالد الفوزان: هنا اعيد وأؤكد على أن حساسية الاطفال ليست كما يقال حساس او يتأثر بشيء معين اما بارد او غيره انما هي كما ذكر د. القحطاني.
- د. حرب الهرفي: اشبه حساسية الاسنان التي تحدث عنها الدكتور القحطاني والدكتور الفوزان بالتعبير المستخدم بأن فلانا حساس كاستعمال معنوي، ولكن يحس به المريض وهو مؤقت وطبيعي.
@ "الرياض": العلاقة البيئية والعامل الوراثية هل لها تأثيرات قوية في إثارة الحساسية؟
- د. حرب الهرفي: المعروف ان الحساسية نتيجة لأسباب مختلفة وهي اولا مرض المدن الكبرى أو مرض الحضارة، ان دراسات عديدة أثبتت ان سكان المناطق الخفيفة او البدائية او الفلاحين او سكان القرى في مختلف أنحاء العالم لا يعانون من الحساسية والربو فهي نادرة الحدوث، بينما معظم حالات امراض الحساسية والربو هي أمراض سكان المدن الكبرى خصوصا، فالبيئة لها عامل مهم جدا لابد من توفر مسببات الحساسية في البيئة التي يعيش فيها المريض الذي يعاني من الحساسية، والعامل الآخر المهم هو العامل الوراثي عامل الجينات، وبالدراسات التي أجريت في مختلف المجتمعات وجد ان هناك جينات وكروموسات معينة توجد في الجسم تجعل هذا الجسم يحدث فيه ردة فعل غير طبيعية، لكن اذا لم يجتمع عامل الوراثة ولم يجتمع العامل البيئي المناسب لا تحدث الحساسية، مثلا اذا كان بالعامل الوراثي الأب والأم لديهما حساسية، ولكن عشت في بيئة لا يتوفر فيها التلوث ولا يتوفر مسببات الحساسية لا يمكن أن تحدث لديك الحساسية، أو العكس اذا وجدت كل المؤثرات، ولكن لا يوجد عامل الوراثة او الجين يجعل الجسم ينتج أجساما حساسة ضد هذه الأشياء لا يمكن ان تحدث الحساسية، لكن هناك استثناءات لكننا لا نريد ان نتكلم عن الاستثناءات بل نتحدث عن القاعدة العامة.
هناك دراسات أجريت على مجتمعات بدائية يعيشون في الغابات وجدت ان نسبة حدوث حساسية الشعب الهوائية صفر، ثم إن المجتمعات المتحضرة حاولت ان توطنهم في قرى وانتقلوا من القرى ثم تبعوهم بعد عشر سنوات وجدوا ان حدوث الحساسية والربو بنسبة 2% ثم بعض هذه المجتمعات البدائية انتقلت لتعيش في المدن الكبرى فوجد ان نسبة حدوث الحساسية لم تختلف عن سكان المدن، ومعنى ذلك انه وجد عندك العامل الوراثي وعشت في بيئة نظيفة ليس فيها تلوث وليس هناك كيماويات.
إذا عامل البيئة وعامل الوراثة مهمان في أسباب الإصابة بالحساسية. يجب ان يجنب الطفل من اللعب والتواجد في البيئة الملوثة بمسببات أمراض الحساسية، كما يجب ان يربى على تكوين المناعة ضد الحساسية.
- د. حسام كامل: الوراثة من أقل الأشياء في الحساسية لأن هناك مواد محسسة ظهرت في البيئة وهي مواد صناعية أشد تأثيراً وتسبب الحساسية أكثر من الوراثة. وإذا وجدت مركزة في الجينات الوراثية تظهر الحساسية. لا يوجد شيء يسمى العامل الغذائي فقط هو مثير لكن العامل النفسي هو فعلاً سبب للحساسية. ان المواد الغذائية التي تثير الحساسية للناس هي قائمة من المواد التي يتناولها الإنسان وهي البيض والسمك والشكولاته والمحار والطماطم والفراولة والجبن. وهناك حالات استثنائية تسبب الحساسية البعيدة الآجلة تظهر ظواهر تحسسية ليست ظاهرة للعين. وفي العصر الحديث نعتمد على المواد المعلبة التي تحتوي على المواد الحافظة، هذه المواد الحافظة تسبب الحساسية.
- د. خالد الفوزان: المواد المستخدمة لحفظ المواد الغذائية المعلبة 99% منها غير آمنة والآن تستخدم مركبات الأماج للحفظ.
- د. حرب الهرفي: إن الغذاء أولاً حساسيته المختلفة تعتمد على البيئة وعلى نوع الغذاء في أي مجتمع فمثلاً مسببات حساسية الأطعمة في اليابان تختلف عنها في الصين وتختلف عنها في الفلبين وتختلف عنها في السعودية تختلف عنها في أمريكا تختلف عنها في أوروبا. وهناك انطباع خاطئ في أذهان الأطباء والناس عن مسببات الأطعمة.
والدراسات التي أجريتها على 324مراجعاً برهنت أولاً على ان حساسية الأطعمة تعتمد على المجتمع ونوعية الأكل فمثلاً حساسية التمر ليس لها ذكر في الأبحاث الغربية أو في أمريكا أو في الصين أو في غيرها، ولكننا أجرينا بحثاً على انتشار حدوث حساسية الأطعمة فوجدنا ان التمر مهم و9% من الأطفال الذين أجرينا لهم اختبارات الحساسية لديهم حساسية للتمر، هذا إذا لم نشمل الكبار. فعندنا التمر حاجة ظاهرة لأنه جزء من غذائنا فإذاً حساسية الأطعمة تعتمد على الغذاء الشائع لدى أي مجتمع. وبمراجعة كل الأبحاث وجدت أنه في الفلبين الأسماك والمحارات تسبب الحساسية. وكل المجتمعات التي تحولت إلى التغذية الحضارية حيث لا ترضع الأم طفلها دون السنة من العمر. ويأتي البيض في الدرجة الثانية كمسبب لحساسية الأطعمة والفول السوداني يأتي ثالثاً بالنسبة للأطفال فوق سن الثلاث سنوات أي سن المدارس والشكولاته نادر الحدوث بنسبة أقل من 4% من الأطفال ال 324كان الشوكولاته المسبب. ومعظم الذين يعانون من الحساسية تجاه الموز السبب هو الانزيمات التي تسبب الحكة في الشفتين وفي اللسان، لكنها ليست حساسية، ولا شك ان العامل النفسي له دور في إثارة أمراض الحساسية. ويلعب العامل النفسي انتكاسة ودوراً كبيراً في حالة حساسية الربو أو السرور الزائد أو الحزن أو الارهاق الفكري أو الجسدي. ومن الحالات النادرة التي عجزت فيها انه سنوات تعاني مريضة من نوبة الحساسية الشديدة (الربو) كل يوم خميس وأعطيتها كل الأدوية، ولكنها تقول أنها دائماً تحدث لها فتذهب إلى الطوارئ فجلست معها يوماً وأعطيتها وقتاً وسألتها عن قصة حياتها وتبين لي أنها في يوم الخميس كانت ذاهبة مع والدها لقضاء العمرة في مكة المكرمة وحدث حادث سيارة وقتل والدها يوم الخميس فصارت كل يوم خميس تصاب بنوبة بعد ان صارت لديها حساسية الربو تنومت بسببها في المستشفى ثم كل يوم خميس تصاب بهذه النوبة، فلما شرحت لها بأن العامل النفسي أثر عليها عرفت السبب، بعد ذلك توقفت الإصابة بالربو يوم الخميس. إذا ضحك الإنسان بانفعال شديد يثير لديه الحساسية تقريباً بنسبة 80% ، وذلك لأن الجهاز العاطفي فيه أعصاب، وهذه الأعصاب تتحكم في القلب وفي الجهاز التنفسي والشعب الهوائية.
- د. سامي القحطاني: أنا لديّ ربو فإذا ضحكت تزيد الحساسية أنا أتحدث عن حساسية الأسنان وكما ذكر الدكتور الفوزان أنها شيء نادر، ولكنها قد تحدث في بعض المعادن المستخدمة في التركيبات لأن المعادن تنقسم إلى قسمين المعادن الثمينة والمعادن غير الثمينة. والمعادن غير الثمينة تدخل فيها المركبات وتقلل السعر، ولكنها قد تسبب الحساسية وهذه
نادرة جداً إنما هي موجودة، ايضاً دخول أجسام غريبة تؤدي إلى الحساسية ومضاعفات اخرى.
@ "الرياض": ما دور الوعي بين الناس للحد من انتشار الحساسية وتفشيها؟
- د. حسام كامل: بالنسبة للاحصائيات التي تحدث عنها الدكتور حرب الهرفي هي كلام صحيح، وفي الحساسية كانت تظهر حساسية بعض الناس لبعض الأطعمة، قمت بعمل قائمة بالأطعمة ووجدت فعلاً بعض الأشخاص يتحسسون من بعض الأطعمة حيث تعمل انتكاسة لمادة غذائية ما.
يجب توعية الناس من عدم الاعتراف بأنه يتناول مسبباً ما في الحساسية لأن هذا الأمر يضلل المعالج او الطبيب في وضع خطة العلاج مثل عدم اعترافه بأنه يتناول الشبس أوالشوكلاتة أو المكسرات التي تسبب فعلاً بعض الحساسية.
إذاً يجب تثقيف الناس بالدور الوقائي من الحساسية وعلى الشخص اذا عرف الأمور التي يتحسس منها ان يراجع الطبيب وان يجعل الطبيب يضع يده على الموضوع.
- د. سامي القحطاني: في عيادات الاسنان يجب اولاً اخبار الطبيب بالتاريخ المرضي للمريض ولا ينبغي إخفاء أي معلومة، كما يجب عدم التهاون عند الاحساس بالتفاعل في الجهاز المناعي او الحساسية وعلى الفور مراجعة الطبيب وأخذ التعليمات منه.
- د. حرب الهرفي: إن شعبنا نسبة عالية منه جاهل وسبب الجهل هو انهم لا يقرؤون ولا يستمعون.
لكن هذا الوضع يجب ألا يمنع الأطباء من التكرار والاصرار في توعية المرضى وتثقيفهم كل على قدر ثقافته، لأن المجتمع اذا وعي وثقف على هذه الأشياء فأولاً يسهل التواصل مع الطبيب ويعرف المريض كيف يأخذ العلاج وعندئذ يكونون مرضى مثقفين.
وأهم شيء هو تفهيم المريض عن حالته بلغة بسيطة دون استخدام العبارات الطبية او كلمات معقدة، لقد أصبح عندنا تفريط وافراط في مراجعة طبيب الحساسية، على الطبيب ان يفهم مريضه بحساسيته والمواد التي يتحسس منها وكيفية العلاج.
للأسف الأمهات اصبحن يقلدن الغربيات في عدم رضاعة أطفالهن حفاظاً على رشاقتهن ومن ثم الاعتماد على الرضاعات الصناعية وهذا الأمر يقلل من مناعة الطفل للأمراض بشكل عام والحساسية بشكل خاص، يجب على الأم أن ترضع طفلها على الأقل في الستة أشهر الأولى لأن هذا يقلل نسبة حدوث الحساسية لدى الطفل.
التوصيات
@ أهمية الوقاية من الحساسية عن طريق الابتعاد عن كل ما هو مستحدث.
@ ضرورة الابتعاد عن الحيوانات والنباتات التي تسبب الحساسية للإنسان.
@ الابتعاد عن المواد المحسسة والبهارات في المواد الغذائية والمنكهات أمر مطلوب.
@ لا بد من مراجعة الطبيب المختص عند التعرض لموجة أو نوبة حساسية.
@ الوقاية للطفل وذلك بالرضاعة الطبيعية وعدم التسرع في ادخال الأطعمة المعروفة بأنها تسبب الحساسية في السنوات الأولى من العمر مثل البيض والأسماك والبقوليات وحليب الأبقار خاصة في الأسر التي يعاني أحد أفرادها من الحساسية.
@ التوعية من المفهوم الخاطئ عن البخاخات التي تعطى بسبب أمراض الربو والحساسية الشعبية بأنها تسبب الادمان والتعود عليها هذا الكلام خاطئ وليس له أساس من الصحة.
@ عدم استنشاق المواد الكيميائية المسببة للحساسية إلا باستخدام الكمامات الواقية أو الابتعاد تماماً عنها.
@ الارهاق وعدم أخذ قسط كاف من النوم لأن هذا من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الربو وموجات الحساسية.
@ عدم شرب الماء البارد جداً لمن يعانون من الربو - عدم اهمال حساسية الأنف لأنها من أسباب التحول إلى حالات الربو.
@ 50% من حالات الحساسية المزمنة تتحول إلى الربو إذا لم تعالج.
@ إذا حدثت حساسية وكتب للمريض علاج عليه أن يحتفظ باسم الدواء حتى يتجنب ردة فعل الحساسية الشديدة.
@ المرضى الذين يعانون من حساسية شديدة مثل حساسية الاسبرين والأدوية المخفضة للآلام والروماتيزم أو غيرها يجب أن يلبسوا سوارة سواء كان المريض رجلاً أو امرأة، فضية أو معدنية أو ذهبية يكتب عليها اسم العلاج حتى إذا لا سمح الله أصيب الإنسان باغماء في حادث سيارة أو غيرها ونقل إلى المستشفى لا يعطي هذا العلاج لأنه قد يكون قاتلاً ويقرأ الطبيب اسم هذا العلاج وهذه من الوقاية.
@ المحافظة على المواعيد مع الأطباء ولا أنصح بتغيير الأطباء.
@ التواصل بين الطبيب والمريض أمر مطلوب لتفادي الأخطاء.
