(اضطرابات التخاطب)
http://www.alriyadh.com/2005/05/05/img/055020.jpg المصاب يحتاج الى متابعة طبية
يتعدي مفهوم اضطرابات التخاطب الفكرة التقليدية الموجودة لدى الكثير من المرضى والأهالي والأخصائيين في المجال الطبي التي مفادها ان اضطرابات التخاطب هي اضطرابات في اللفظ ونطق الأصوات فقط أو اعاقات سمعية لدى الصم والبكم، إلا أن مصطلح اضطرابات التخاطب يجمع بين عدد كبير من الاضطرابات نذكر منها التعلثم، اضطرابات الصوت، اضطرابات النطق، واضطرابات اللغة، وصعوبة البلع.
1- اضطرابات اللغة:
تبدو اضطرابات اللغة اكثر شيوعاً من غيرها وتظهر في عدة صور:
اضطراب اللغة الاستيعابي
اضطراب اللغة التعبيري
اضطراب اللغة الاستيعابي والتعبيري معاً
فالمعرفة اللغوية تبدأ من الولادة وتتطور تدريجياً من معرفة بسيطة الى معرفة تركيبات لغوية اكثر تعقيداً. وتكتمل بعض التركيبات اللغوية في سن ما قبل المدرسة ويستمر بعضها الآخر الى مدى الحياة. واستطاع اللغويون تحديد مستوى اللغة الاستيعابية والتعبيرية لدى الاطفال في المراحل الأولى من العمر والتوصل الى اعمار لغوية يتم مقارنتها بالأعمار الزمنية. وتسهل القياسات اللغوية المقننة على المختصين في مجال اضطرابات التخاطب الوصول الى تشخيص دقيق ومناسب للأطفال المتأخرين لغوياً. كل مرحلة من العمر تتميز باداء لغوي يختلف من حيث المعرفة والمهارات وتبدو الحاجة الى معرفتها ضرورة لدى أهالي المرضى وذلك لتفادي استخدام اداء لغوي مع اطفالهم يتعدى قدراتهم اللغوية. ومن مقومات اكتساب اللغة: صحة وظيفة الدماغ، سلامة الجهاز الحركي والجهاز الحسي، سلامة القنوات الحسية ووظيفة الحواس، الصحة النفسية، ووجود البيئة المنبهة.
كما يحرص اخصائي التخاطب على تثقيف المرضى وأهاليهم عن طبيعة اضطرابات التخاطب وكيفية تأهيلها وتثقيف عامة الناس عن مجال اضطرابات التخاطب وحثهم على الاكتشاف المبكر لها لتفادي تفاقمها وصعوبة علاجها.
2- اضطرابات النطق:
هناك أخطاء لها علاقة بإصدار مخارج الحروف يطلق عليها «اضطرابات النطق» تلاحظ عند الصغار وتستمر مع الكبار في صورة تبديل نطق الحروف، حذفها، أو تشويشها. تتميز المراحل الأولى من العمر لدى الاطفال بأخطاء في اللفظ لا تستمر بعد سن الثامنة، كما انها تختفي عند البعض في سن السادسة. وينظر اليها بأنها نمائية وترتبط بنمو الفم واللسان والفك إذ أنها لا تحتاج إلى تدخل علاجي خصوصاً إذا لم تتعارض بشكل كبير مع درجة وضوح الكلام.
تظهر اضطرابات النطق بمفردها أو مع مجموعة اخرى من اضطرابات التخاطب وتكون شائعة بين مرضى الشق الحنكي وحالات الاضطراب اللغوي. وترتبط اخطاء اللفظ في كثير من الأحيان بالأداء اللغوي إذ يوجد هناك صعوبات في إدراك الفروقات التي تميز الاصوات عن بعضها البعض. إذ يلجأ الاطفال الى تبسيط المفردات لفظياً وذلك بحذف جزء منها خصوصاً عندما تكون متعددة المقاطع كأن تبسط كلمة «مستشفى» الى كلمة «مشف». وتتميز الاصوات عن بعضها في كونها مجهورة او مهموسة، ساكنة او متحركة، مدمغة او خفيفة، وفروقات اخرى عديدة.
4- اضطراب الصوت:
عندما يضعف او يشتد الصوت وتتغير نبراته او يبدو لنا انه مبحوح او حاد فانه يتبادر الينا ما يسمى «باضطرابات الصوت». اضطراب الصوت تشد الانتباه غيرالمرغوب فيه ولها اثار سلبية على المستمع والمتحدث وتتعارض مع عملية التخاطب. وانحراف الصوت عن مجاله الطبيعي يؤدي الى تغيير خصائصه التي تميز الرجل عن المرأة او الكبير عن الصغير وينجم عنه مضاعفات نفسية واجتماعية. على الرغم ان تغيير الصوت يرتبط كثيراً بخلل في بنية ووظائف الجهاز الحنجري او الجهاز التنفسي الا انه ليس من الضروري ان يكون هذا صحيحاً خصوصاً في الحالات نفسية المنشأ.
5- صعوبات البلع:
تحدث صعوبات البلع في كل الاعمار سواء في الاطفال حديثي الولادة او المسنين نتيجة لبعض الحالات المرضية اما بشكل حاد كما يحدث في الاصابات الدماغية الناجمة عن جلطة او رضوض او تدريجياً مع مرور الزمن كما هو الحال في اورام الفم والبلعوم والحنجرة والامراض العصبية.
6- دور اخصائي اضطرابات التخاطب:
يقوم اخصائي التخاطب بتقييم وتشخيص اضطرابات التخاطب من خلال القياسات الكلامية واللغوية والفحوصات السريرية، ثم يبحث اخصائي اللغة والتخاطب في جلساته العلاجية على طرق واستراتيجيات علاجية تساعد المرضى على استعادة القدرة على التخاطب بأقل قدر من الصعوبات.ويحتاج المرضى وذووهم الى بعض الوقت للتعرف على هذه الطرق وممارستها من خلال جلسات علاجية متكررة داخل العيادة وتدعم الجلسات ببرامج علاجية منزلية للإسراع في اكتساب مهارات عالية للتعامل مع صعوبات التخاطب. في البرنامج المنزلي يمارس المريض ما تعلمه في العيادة من مهارات وغالباً ما تكون هناك اهداف علاجية محددة ومباشرة يتم متابعتها وتغييرها بناء على التقدم الذي يصل اليه المريض. لا يقتصر مهام البرنامج العلاجية المنزلية فقط على اكتساب مهارات تخاطب جديدة بل تسعى ايضاً الى ايجاد السبل للحفاظ على المهارات المكتسبة واستخدامها في ظروف مختلفة.
