الحق الرابع:حق الأولاد
ألأولاد تشمل البنين والبنات وحقوق الأولاد كثيرة من أهمها التربية وهي تنمية الدين والأخلاق في نفوسهم حتى يكونوا على
جانب كبير من ذلك 0قال الله تعالى:[يأيها الذين ء امنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة ]0وقال النبي صلى اللل الله عليه وسلم:[كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته؛ فالأولاد أمانة في عنق الوالدين وهما مسئولان عنهم يوم القيامة
وبتربيتهم التربية الدينية والأخلاقية يخرج الوالدان من تبعة الرعية ويصلح الأولاد فيكونون قرة عين الأبوين في الدنيا والآخرة يقول
يقول الله تعالى:والذين ء امنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وماألتناهم من عملهم من شيء كل امرىٍ بما كسب
رهين)
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ((إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث:صدقة جاريه أو علم ينتفع به من بعده أو ولد
ولد صالح يدعو له ))
فهذا من ثمرة تأديب الولد إذا تربى تربية صالحة أن يكون لوالديه حتى بعد الممات ولقد استهان كثير من الوالدين بهذا الحق
فأضاعوا أولادهم ونسوهم كأن لا مسؤولية لهم عليهم لا يسألون أين ذهبوا ولا متى جاءوا ولا من أصدقاؤهم وأصحابهم
ولا يوجهونهم إلى خير ولا ينهونهم عن شر.ومن العجب أن هؤلاء حريصون كل الحرص على أموالهم بحفظها وتنميتها
والسهر على ما يصلحها مع أنهم ينمون هذا المال ويصلحونه لغيرهم غالباً، أما الأولاد فليسوا منهم في شي مع أن المحافظة
عليهم أولى وأنفع في الدنيا والآخرة.وكما أن الوالد يجب عليه تغذية جسم الولد بالطعام والشراب وكسوة بدنه باللباس
كذلك يجب عليه أن يغذي قلب ولده بالعلم والأيمان ويكسو روحه بلباس التقوى فذلك خير.
ومن حقوق الأولاد أن ينفق عليهم بالمعروف من غير إسراف ولا تقصير لان ذلك من واجب أولاده عليه ومن شكر نعمة الله
عليه بما أعطاه من المال وكيف يمنعهم المال في حياته ويبخل عليهم به ليجمعه لهم فيأخذونه قهراً بعد مماته ؟حتى لو بخل عليهم
بما يجب فلهم أن يأخذوا من ماله ما يكفيهم بالمعروف كما أفتى بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، هند بنت عتبة.
ومن حقوق الأولاد أن لا يفضل أحداً منهم على احد في العطايا والهبات فلا يعطي بعض أولاده شيئاً ويحرم الأخر فإن ذلك
من الجور والظلم والله لا يحب الظالمين.
والى اللقاء مع الحق الخامس قريباً
ابن مساوي
