"الدفاشة" الجاثمة بالجوار ؟؟؟
"الدفاشة" افتضاض وغلظة وسلوك مؤذي
تجعل من يتحسس منها يفر من صاحبها "المجذوم"
" فراره من الأسد "
بينما لا يشعر من يصاب بدائها بخطورة وبائها الفتاك
الذي كل يوم يفقده قريبا أو شخصا عزيزا
يسهم تصرفه الفج تجاهه في توسيع فجوة النفور منه بشكل أكبر
ويبعده فراسخ وأميالا عن محيط المرحب بهم والمستأنس بوجودهم
وقد لا تتضح هذه الرؤية بالضرورة لمن سقط في شراك "الدفاشة"
التي باتت "دفاشة" تصك باب الروابط على مصراعيه وتوثق إحكامه
لا سيما أنه متكرس لدى صاحبها انطباع إيجابي يتبلور بكونه شخص مثالي رفيع الطباع
خيف الدم يملء أرجاء المكان بعبق من اللطف والظرافة والبسمة الواسعة
التي يتردد معها صوت ضحكاته المدوية كبركان ثائر
يهتز له حائط الوقار فيخر على وقع صداه هدا
وقد لا يقف أمام فضوله النهم حاجر الحياء حينما يمارس هوايته الكلامية بإسلوب
"التلويح" و"التلبيخ" و"التلطيخ" و "التصبيخ" و"التطبيح"
فلا يدع شيئا ما بين أديم الأرض إلى عنان السماء إلا عرض له
ولا يترك شاردة ولا واردة من الأمور إلا وسأل عنها
ولا روحة ولا غدوة إلا واستعلم عنها ورصد تحركها وخط مسيرها
تعجب حينما تراه وهو يرتشف مشاريب الضيافة
من القهوة والشاي بصوت غريب يصل لدرجة الشخير
وتذهل حينما تلحظه يشرب الماء المقدم له " شرب الهيم "
وقد لا تكون محظوظا كثيرا حينما تكون بجواره على مأدبة عامة أو خاصة
لكونه يصاب بالبطش والطيش حينما تطيش يداه في الصحفة يمنة ويسرة
وكان الله في عونك إن جاءك يوما من الأيام طالبا منك مفاتيح سيارتك
ستدرك أنك ربما لن تراها بعد هذه المرة إلا في مصحة إحدى الورشة القابعة في الصناعية
وقفة
إن المجتمع الذي يفعل مبدأ تقويم السلوك يسهم في اختفاء مثل هذه النماذج
في حين من يلتزم الصمت قد يشجع على وجود أرضية خصبة تجعل "الفضاضة"
سوقا رائجة لبضاعة مزجاه رأس مالها "الغثاثة" .
