صناعة الحزن

لا شك أن الحياة جبلت على كدر , ونحن نريدها صفوا من الأكدار
وهذا حق طبيعي ومطلب لا عوج فيه , " وسعينا الحثيث لسعادة هو الطريق القويم في الدنيا والآخرة ....

ولكن , حين نواجه أشخاص يعتريهم الألم , وتقلبهم الأحزان
حتى كأنهم لا يعيشون إلا لها
بل نخالهم أحيانا لكثرة حسرتهم وحزنهم أنهم خلقوا هكذا ...!

نعم قد تكون الحياة جارت عليهم , والقلب حين يمتلأ بالحزن لفترة طويلة
يصبح من الصعب عليه أن يتعود السعادة , أو أن يتذوق نشوة الفرح ...

ولكن .. لماذا حين تمد الحياة لهم " بإذن ربها " فوج الفرح ,
وتمطر عليهم رذاذ السعادة , لا يغتنمونها , ويبقون حيارى
القلب والفكر , يعتريهم الخوف من هذه السعادة , وكأنها فك مفترس , أو شبح ظلام
يغافل سكرتهم بها حتى ينقض على بقاياهم ..

أليس الحزن صناعة " الشيطان " ألم يقل الله تعالى " إخبارا عن أعمال الشيطان (( ليحزن الذين آمنوا ))

لماذا يستسلم الإنسان للحزن ليأكل روحه وجسده , فيذره كأعجاز نخل خاوية
يفقد به تذوقه للحياة بل قد ينعكس على عطاءه , فلا تجده إلا كاسدا

ألم يكن الرسول صلوات ربي وسلامه عليه أشد الناس بلاء
ومع ذلك ما رؤى إلا مبتسما ...

الم يكن أشد الناس ورعا وزهدا , ومع ذلك أخذ من الحياة طيبها ومتعتها
فقال (( حبب إلي من دنياكم الطيب والنساء ))

أليست الحياة اقصر بكثير من أن نمضيها أسا على ما فات
أو خوفا مما هو آت .


اسعد الله أرواحكم بالطمأنينة .