ورطة فتيات يبحثن عن ضحية جديدة لتوريط عشيق المصلحة
http://www.alwatan.com.sa/news/image...59/000fer3.jpg
الجوال الطريق الأول للابتزاز
قضايا الابتزاز ليست كلها صحيحة، وليس أكثرها كذباً، وكثيراً ما تصل علاقات الحب إلى نهايات مأساوية، قد لا تحمد عقباها، هذا هو الحـال مـع كثير من حالات الابتزاز المعـلن عن طريق وسائل الإعلام، التي تسطر بأن الجهات الأمنية قبضت عـلى مبـتز تجرد من معـاني الإنسانيـة إلى أن أصبحنا موقنين بأن الابتـزاز بـدأ يستشري في نسيج المجتمع.
الدمام: حامد الشهري، حمد آل مطير
دائماً ما يتردد بأن "الحرب خُدعة"، من هذه المقولة تلجأ بعض الفتيات إلى شن حرب شعواء على العشيق، بعد الوصـول إلى مرحـلة الملل بين الطرفين، أمـام تمسك الشاب بالفتاة، إما بسبب رغبتـه في الوصول إلى شهواته الشيطانية، أو السير في طريق لابد له من نهايـة، بعض الفتيات وجدن أن بلاغا إلى الهيئة بعد قيامهن باستفزاز "عشيق المصلحـة" والحصـول منه على رسائل فيها تهـديد أو وعيد وتقديمها كدليل للهيئـة، بأنها تتعرض للتهديد وتخشى الفضيحة وضياع مستقبلها، لتقوم الهيئة بالقبض على الشاب الذي هو في حقيقته مذنب وتوجه له تهمة الابتزاز للفتاة.
بعدها تسير الفتاة في طريق جديد مع عشيق آخر مستغلة الدور الرائع الذي تقوم به الهيئة لمحاربة الابتزاز.
الهيئة تكتشف اللغز!!
دائماً تتفاوت الأدوار في الاحتيال فهنالك محتالون بدرجة محترفين، وهنالك محتالون دون ذلك، وهذا ينطبق على الفتيات، فبعضهن تم اكتشاف حالات تورطن في تقديم بلاغات، يهدفن من خلالها للتخلص من "عشيق المصلحة"، والبحث عن آخر، بعد نجاح الهيئة في إعادة الثقة إلى فتيات تورطن في قضايا ابتزاز كادت تفسد بيوتهن، والتي بدورها أحالت المتورطات إلى الجهات ذات العلاقة.
"الوطن" بدورها سألت الناطق الإعلامي بفرع الرئاسة العامة الهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمنطقة الشرقية الشيخ علي محمد القرني، الذي أكد أن الهيئة شككت في روايات بعض الفتيات واتضح أنهن يهدفن إلى التخلص من أشخاص تحت ذريعة الابتزاز، حيث أوقفت الهيئة مباشرة البلاغ، وتمت إحالتهن إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، مؤكداً في سياق حديثه أن أعدادهن قليلة.
القرني يقول "إن أي دعوى أو شكوى أو بلاغ يقام ضد أي شخص، يخضع للفحص والبحث والتحري، للاستدلال على صحة الدعوى أو جزء منها أو عدم صحتها، فتبنى على هذه النتائج الإجراءات المتخذة ضد المدعى عليه، فإذا كان من النتائج وجود قرائن وأدلة وإمارات تدل على صحة الدعوى من جانب المدعي على المدعى عليه فيتم هنا اتخاذ أول خطوة في تحريك الدعوى باستدعاء أو القبض على المدعي عليه وفي حالة عدم وجود القرائن والأدلة والإمارات فيوجه المدعي لهيئة التحقيق والادعاء العام لإقامة دعواه هنالك.
سلوك يدفعه الانتقام
تربوي يصف هذا المنحى في قضية الابتزاز بأن ما تقوم به الفتاة لا يتعدى كونه توظيفا شيطانيا للدور الأخلاقي الذي تؤديه الهيئة في المجتمع يدفعها لهذا التصرف سلوك الانتقام والخلاص من الشاب بشكل نهائي لأن العلاقات غير الشرعية مهما كانت محدودة يشوبها خلافات كثيرة قد تدفع الفتاة في هذه الحالة لعمل هذا التصرف بعد أن أسهم الإعلام في تصوير أن الهيئة هي الملاذ الوحيد للفتيات في حالة رغبتهن في عيش حياة آمنة
مدير دار الملاحظة بالدمام عبد الرحمن المقبل توقع مع التقدم في السنين القادمة أن يصبح الابتزاز أكثر شراسة على الصعيد الأسري أو العملي. فعلى الصعيد الأسري قد يبتز الزوج زوجته مقابل السماح لها بالعمل، وعلى صعيد الحياة العملية نجد أن رئيس العمل قد يبتز موظفه فيما يتعلق بالفرص التدريبية أو الترقيات ما لم يتحول إلى عبد مطيع له في كل ما يقوله، بل وأحياناً عليه حتى أن يشارك رئيسه حياته خارج الدوام من سهرات وخلافه، فقط حتى يضمن مستقبله.
طبعاً هذا إذا كنا نتحدث عن ابتزاز رجل لرجل أو امرأة لامرأة، ولكن يصبح الموضوع أكثر قذارة حين يتعلق الأمر بابتزاز أحد الجنسين للآخر.
لا يزال على حد وصف المقبل البصمة القانونية غائبة حيث طالب بقانون واضح فيما يتعلق بقضايا الابتزاز في جانب استخدام الفتيات الهيئة لمصالحهم الشخصية، وتكون هنالك عقوبات رادعة، ويكون معروفاً للجميع.
يؤكد المقبل أنه بات من الضروري ألا ينظر المجتمع للمجني عليها بنظرة دونية، خاصة إذا تم تسريب الصور رغماً عنها مثلاً عن طريق الخطأ أو عن طريق صديقة خائنة أو خادمة أو مصورة رخيصة. ولا يجب أن تؤدي صورة أو تسجيل أو لقطة فيديو إلى خراب مجتمع بأكمله بحيث يحدث طلاق للمتزوجات أو عزوف عن الزواج للعازبات، فهي قضية مزعجة لأي رجل ولا شك، خاصة في العرف العربي، لكنها ليست نهاية العالم، وهناك ضرر أخف من آخر.
سلوك مجرم
لم يجد المحامي عبد الرحمن اللاحم حينما بدأ حديثه مع "الوطن" كلمة يبدأ بها سوى قوله "سلوك مجرم" ويقصد بها جريمة الابتزاز، سواء من الرجل أو من المرأة، فقد يقع الابتزاز في أحيان كثيرة من المرأة ذات الضعف والهوان، مطالباً بصدور تشريع يجرم مثل هذه الحالات يقوم على قواعد وأسس للتعامل مع هذه السلوكيات، وأن يسند التحقيق في هذه القضايا إلى الجهات الرسمية المعتبرة، لافتاً إلى أنه في حالة لجوء أي من الطرفين في القضية إلى النشر في شبكة الإنترنت الدولية فان ذلك يدخل في نظام الجرائم المعلوماتية. ويستغرب من يردد بأن الابتزاز وصل إلى الظاهرة ويكمن سبب استغرابه في عدم وجود إحصائيات دقيقة من الجهات الرسمية تشير إلى تسارع لافت في هذه القضايا.
بعض المواقع الإلكترونية المحسوبة على تيارات معينة على حسب تفسير اللاحم يتهمها في أنها كانت وقودا ساعد في تضخيم مثل هذه القضايا مما دفع بالكثيرين إلى أن وصفوها بالظاهرة رغم أن تلك المواقع ليست على قدر عال من المصداقية، لافتاً إلى أن إصلاح الأخطاء لا يكون بهذه الطريقة بل بالنقد الذاتي والسعي إلى معالجة الأخطاء من داخل المنظومة ذاتها من خلال جهاز محاسبي يحد من هذه السلوكيات في إشارة إلى من يقوم بخلق وتسريب مثل هذه الأخبار.
القانون يحاسب الفتاة
مدير دار الحلول القانونية الدكتور علي البريدي، يصف استغلال الفتاة للهيئة والإبلاغ من جريمة ابتزاز للتخلص من الشاب دون أن يكون الشاب قد قام بجريمة الابتزاز بـ"المخالفة" التي يعاقب عليها القانون وقد تصل إلى السجن للفتاة. فالمادة الثالثة من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية تقول في حالة ثبت ابتزاز الشاب للفتاة يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على سنة وبغرامة لا تزيد على خمسمائة ألف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل شخص يرتكب أيا من الجرائم المعلوماتية الآتية التنصت على ما هو مرسل عن طريق الشبكة المعلوماتية أو أحد أجهزة الحاسب الآلي أو الدخول غير المشروع لتهديد شخص أو ابتزازه، لحمله على القيام بفعل أو الامتناع عنه، ولو كان القيام بهذا الفعل أو الامتناع عنه مشروعا.
المحادثات الكتابية "الشات"
وقال البريدي سقوط بعض الفتيات من خلال المحادثات الكتابية "الشات" كالماسنجر ومواقع الدردشة. حيث تقوم بعض الفتيات من خلاله بالتسلية والثقة في الطرف الآخر ثم عرض الصور، فيقعن ضحية للابتزاز. كما أن من صور الابتزاز ما يحدث في بيئة العمل المختلط.
حيث تدفع تلك البيئة الجنسين للتعرف على أمور خاصة، وشخصية، فيحدث نتيجة لذلك الابتزاز.
وتطرق البريدي لنوع آخر من الابتزاز بدأ يطفو على السطح وهو ما يحدث في مكاتب التوظيف الوهمية، وهناك تترك الفتاة أرقامها ثم ينشأ نوع من التعارف بقصد الحصول على العمل، وقد تتهاون الفتاة ظناً منها بـأن هذا الشخص سيقوم بتوظيفها، وقد يدعوها لزيارة المؤسسة الوهمية ثم يحاول التحرش بها.
