جنة الموت
اسم غريب في ظاهره ينبئ بجمال محفوف بالمخاطر ..
نعم أنها جنة الموت جميلة قبيحة ولكن من دخل فيها فهو على شفا حفرة من موت عظيم يقصم الظهور ويقتل القلوب الحية ويطفئ العواطف وينهي مشوار العيش الرغيد والحياة البائسة معا.
أنها جنة الموت بل أستطيع أن أنعتها بسيجارة الموت التي كلما أشعلتها زادت نيرانها وأحرقت الفؤاد وأنهكت القوى وتلون الأفق بأدخنتها
وكلما أطفأتها وابتعدت عنها عادت لك الروح وانتعشت أركانك وغاب عنك الكدر والكسل.
أنها جنة الموت جميلة في المظهر , تجر أحبابها جرا البغال وتسوق الطامعين أليها سوق البهائم.
تجدها تبحث دائما لك عن يوم جديد تصفعك فيه أما بريش الحمام وأما بمطارق من حديد .
تمتعك وتنعشك وفي الأخير تسلبك كل ما هو جميل في دنيتك .
ترقص لك يوما وتدندن لك بيوم أخر وهي تعمل على سياسة لف الحبل حول القدمين حتى أذا استوت العقدة وجدت نفسك بقدرة قادر منكوس على رأسك.
أنها جنة الموت تزيدك كل يوم حبا وتأتي بك في كل لحظة سعيا حائكة لمحبيها خيوط رقيقة ناعمة يتمسكون بها حتى أذا جاءت اللحظة المحتومة أسقطتهم في لحظات بسرعة البرق ,بينما المكافح فيها من واجهها بعنف الكراهية لها وحب الاستمتاع بجمالها , والاستفادة من وجوده بها واستطاع التغلب على مفاتنها وغنى لها وجر مسحوبا طويلا على طرقها وعزفها ..
أنها الجنة المحروم فيها من عاش بها طامعا في المكوث بها متناسيا حقيقتها والموفق المجظوظ هومن قتلته وهو يقفز على أعتابها ..
شكلها يثير الفضول وهي تعمل في صمت ,
لها دموع التماسيح وأنياب الأسود,
سمها معتق مصفى أذا أصاب الفريسة, أصابها بدقة وتمكن.
يالها من جنة غريبة الأطوار تأخذ زوارها من سعة الصدور الى ضيق اللحود وأن طالت بهم المتعة في ضيافتها ...
جنة الموت ذلك الخائن الغدار ,
جنة الموت سالبة البهجة والسرور,,
جنة الموت قاطعة الملذات مفرقة الجماعات,,
جنة الموت زرعها أخضر يرفرف ولا يلبث الا واذا به يذبل وفي يد الحاصد يجمع,,,
لا بد وأن الجميع فطن بأن جنة الموت هي الدنيا ,,,
فاسمع لهذه الدرر::
زرت المقابر فناديتها,أين المعظم والمحتقر ....تفانوا جميـــــــــــــــــــــــــــــعا فما مخبرّ
ومــــــــــــــــــــــــــاتوا جميعا ومااااااات الخبر.....فيا سائلي عن أناس قد مضوا أما لك فيما مضى معتبر
,,,,,,,,,,,
أذن فلا يلمني أحد على هذه النظرة السوداوية للدنيا فالحقيقة المرة قاتلة مؤلمة لا مفر منها وهي الموت فاستمتع بالدنيا قدر ما تستطيع ولكن لا تنسى أن تعمل لجنة عرضها السماوات والأرض والتي لا وجه مقارنة بينها وبين جنة الموت التي نحن بها..............
لا أريد أن أسترسل لكي لا تتصلب الأفئدة وتتحجر الدموع حقدا وغلا دفينا على الدنيا ولكن الفائز فيها هو من تاب وأتى الله بقلب سليم
محبكم والعائد لصرحكم بكل حب ووفاء
:
:
:
