يا هذا هل عرفت الحب , كلمات معدودة كتبتها لكل من بحث عن الحب ولم يجده , فالحب بحر لا ساحل له , والناس فيه على أشكال وألوان شتى , ويختلفون اختلاف كبير في التعبير عنه , خاصة ونحن في زمن قد ضاع فيه معنى الحب الجميل الذي يلامس شغاف القلب وأحاسيس النفس ومشاعرها , فسار الحب ضحية لكل ناعق ينعق على المسارح لا يعلم معنى الحب وذوقه الرفيع , وراح الحب ضحية لكل ممثل ساقط يترجم لنا الحب بأنه لحظات من الظم والتقبيل في جنح الظلام , وراح الحب ضحية شاعر قد نصب عمامته وسل قلمه بكلمات تعبر عن كبت نفسي لا أكثر من ذلك ولا أقل فهو لا يعرف الحب ولا يعلم أين الطريق له , فمجرد ما أن سمع بالحب وكلام الشعراء أراد أن يعلو بصوته كي يصبح شاعر حب يصف الحب ويعبر عنه وهوعنه ببعيد ؟ لقد ضل كثير من الناس في التعبير عن الحب الصحيح والوصول إليه , وكثرة القصائد التي يكتبها شاعر واحد تصل إلى عدد كبير دليل واضح أنه لا يعرف الحب , فالحب سهل خفيف لمن عرف الدخول إليه , ولا يحتاج الحب تكثيف العبرات وتزين الحروف والأبيات , فالحب لا يكفي فيه أن نعبر عنه فحسب , فهو أعظم من هذا بكثير , ولا يستحق منا أن نملى الصفحات من الكلام الكثير الذي يجلب الهم والنكد لصاحبه ,فتجد الشعراء أكثر الناس هم وغم ونكد وتعب وعناء وشقاء , لماذا لأنهم عبروا عن الحب بمنهج مخالف وطريقة لا تظهر الحب الصادق بصورة صحيحة يخرج كلام غذا طريا , فتجد حب الخيال عند الشعراء يكاد أن يصبح مرض ووسواس , فيسرح ويمرح في أبيات شعرية يصف بها الحبيب والمعشوق هو لا يدري من هو هذا الحبيب أصلا , فالخيال الشارد الذي بني على خواطر الذهن الكاذب جعلت منه يصف أوصاف هو لم يشاهدها في أم عينيه ولو مرة واحدة , ولو تكلم الشخص بكلام معدود مرتب وعبر فيه عن حبه لكفى ذلك , ( أحبك – أنت أجمل من رأت عيني – أحبك يا نسمة فؤادي – يا أغلى إنسان ) هذه عبارات وغيرها كثير لو كتبت في لوحة صغيرة وسلمتها لزوجتك أو خطيبتك أو نطقت بها كانت كافية في التعبير عن الحب ,. والعرب كما تعملون قديما كلامهم غالبه مختصر وموجز ويصل إلى الغاية المقصودة , فكثرة الكلام لا تدل على قوة الحب الذي تحمله بين جنبيك المهم هو أن يخرج الحب من قلبك وينطق بلسان صادق , وحوادث الدنيا وتغيرات الوقت توضح معنى الحب وتظهر ما به من خبايا وأسرار , والمتزوج يدرك هذا الأمر جيدا بخلاف الشعراء الذين يقولون ما لا يفعلون , فكلامهم حبر على ورق غثاء كغثاء السيل , فيكتب الكاتب كتاب ويكتب الشاعر شعرا والنهاية لا يوجد من يتغزل به فلماذا إذ التعب والعناء , لقد أنحصر الحب في دائرة ضيقة عبر بها الكثير ظنا منهم أنه الحب ,والحب برئ من هذه التهم التي تضيق الخناق عليه , فالحب يظم بداخله معاني عظيمة بناء عليها هذا الكون فطاعتك لله مبنية على حب , فكل من حولك من الوجود مبني على حب , فالحب داخل في حياتك أينما رحلت وحللت , فيا أيها المحبين على رسلكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله بكم رحيما , هون عليك فالحب معك وبداخلك وأنت من سيصنع الحب ويبني عمدانه , فلا تحجر واسع , فسهر الليل وعناء النهار لا يمنحك الحب الذي تريد وأن لا تعرف الحب , وتريد أن تعرف أكثر كيف أنت مع الناس ومع أسرتك وأبنائك , هل فعلا تحقق الحب في قلبك وترجمته أفعالك , أو الشيء مجرد هوى نفس وخواطر عابرة وخيال عارض بدأت تكتب عنه , وربما فلم يشاهد على الشاشة يقلب حياة الشخص فيجعله شاعر في ساعة وكاتب في لحظة أخذ به الفلم إلى عالم أخر , والله أنني أقرأ بعض أبيات الشعر وبعض الكلام المنثور أكاد أجزم أن بعض الناس لا يعقل ولا يعرف معنى الحب الصحيح , وربما تقرأ كلام سخيف لا يهدف إلا لشهوة ولذة خبيثة يبحث عنها من خبثت نفسه , فيا أحبتي ؟ هذا وهو الواقع أمامكم لا يخفى عليكم وأنتم ترون الساحة وهي تعج في الشعراء والمحبين ومن أنصف لم يخف , إلا ترون أن الكثير ضاع في عالم الحب لا يدري أين هو وأين عايش , أظن الصورة واضحة , شكرا لك أخي القارئ الكريم كأني أسمعك وأنت تحرك شفتيك كلام صحيح ؟ دمتم برعاية 0
